أحواض بناء السفن تتطلع إلى سوق جديدة لسفن القتال السطحي

المترجم

تعتزم القوات البحرية تحسين قدراتها الحربية، ويتضمن هذا المخطط سيناريوهات الحرب المتماثلة التي تبحث الأساطيل البحرية عنها في منصات أكثر تقدماً. ويتم البحث عن فرقاطات، وفرقيطات وكذلك عن سفن الدورية وسفن الإجراءات المضادة للألغام المزودة بأجهزة استشعار وأسلحة ممتازة، بالإضافة إلى الاتصالات، ومساعدات اتخاذ القرار وغيرها من وسائل القيادة والسيطرة والاتصالات والكمبيوتر والاستخبار C4I بواسطة الأساطيل البحرية الصغيرة والمتوسطة الحجم للحفاظ على التفوق واكتسابه في مجموعات متنوعة من سيناريوهات المهام وتنظر مجلة «دفاع 21» Defence21 في هذه المقالة إلى كيفية استجابة شركات بناء السفن الدولية للطلبات الجديدة.

فعل الكثير بالقليل

تسلط برامج المشتريات الحالية الضوء على الحاجة إلى سفن قتال سطحي متعددة الأغراض ومتعددة الأدوار بمستوى عال من النمطية والقدرة على التحمل أو المكوث لعشرينيات القرن الحالي. ومن المُسلَّم به أن مثل هذه السفن للقتال السطحي من الفرقطات، والفرقيطات وسفن الدورية تهدف إلى تمكين القوات البحرية للعمل في مناطق أميركا الجنوبية والحوض الباسيفيكي الآسيوي والشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ومع ذلك، يفتقر العديد من القوات البحرية الصغيرة على غرار الأكوادور والأوروغواي إلى القدرات اللازمة – المنصات والأفراد – لتنفيذ مهامها الموسعة، ويحتاج معظمها إلى سفن الدورية البحرية والفرقيطات، كما هو مقترح في العديد من الوثائق الرسمية والمخطط لها في برامج المشتريات المقبلة.
وفي حالة تشيلي، فإن عدد الفرقاطات – المنصات الموجودة من أصل بريطاني وهولندي لا يمكنها التعامل مع المهام الناشئة. وتؤكد تحليلات أو تحاليل Snapshot الأخيرة على ملاحظتين أساسيتين يجب الأخذ بهما في تشيلي: الأولى، سفن السطح – في الغالب الفرقاطات المستعملة التي تقترب من نهاية حياة خدمتها؛ والثانية، حيث يسعى أسطول البحرية التشيلية إلى توفير التكاليف عن طريق تحويل المهام إلى أصول منخفضة الكلفة، المتمثلة بسفن الدورية لأعالي البحار OPV.
كما تظهر التجربة التشيلية، انه تم شراء جميع سفن القتال السطحي الرئيسية مستعملة، وليس هناك الكثير من الشكوك حول برامج الاستحواذ والشراء الجديدة في المستقبل لاستبدالهم لفترة تمتد على الأقل حتى أواخر العشرينيات. ونتيجة لذلك، ستشهد السنوات العشر المقبلة تغييرات هائلة في مشتريات الجيل الجديد من سفن السطح في المنطقة، وبخاصة في فرقاطات الدورية الخفيفة، والفرقيطات وسفن الدورية. وبالنظر إلى أن سفن OPV تحتل الأولوية المطلَقة، فإن أحواض بناء السفن الدولية على غرار CMN، و«دامن غروب» Damen Group، و DSME الكورية، و«فينكانتيري» Fincantieri، و «لورسن» Lurssen، و«نافال غروب» و «نافانتيا» Navantia تتبع الاتجاه القوي للجيل الجديد من سفن OPV المتعددة القدرات، والتي توفر هامش نمو واسع يتيح خيارات لأجهزة الاستشعار المتقدمة، والأسلحة، وإدارة المنصة المتكاملة وأنظمة القيادة المدمجة، وأنظمة الدفع والإعدادات المختلفة، ومساحة إضافية للطيران المحمول على المتن، والقوارب المطاطية/ زوارق الاعتراض، ومعدات رسم المحيطات، والأفراد (مثل قوات العمليات الخاصة) بالإضافة إلى زيادة القدرة على المكوث في البحر التراكبية هي المفتاح.

تُستخدم فرقاطة الجيل التالي F110 مصطلح «تعددية المهام المتوازنة» للتأكيد على أن F110 ستحتفظ بالقدرات الرئيسية في كل من الحرب المضادة للغواصات ASW والحرب المحدودة المضادة للجويات AAW والتوافق التشغيلي مع الشركاء. الصورة:  Navantia
توجهات إقليمية مختلفة

عند تقييم توجهات المشتريات في أميركا الجنوبية، بما في ذلك منطقة الكاريبي، بمزيد من التفاصيل، يمكن ملاحظة أن العديد من القوات البحرية في أميركا اللاتينية تختار اعتماد المنصات التراكبية مع الوظائف المتعددة الأدوار بدلاً من الدور الفردي، ما يوسع مرونتها العملانية في بيئة «المياه الزرقاء». ويهدف هذا التركيز إلى منصات أكثر قدرة، حيث يوجد تأكيد قوي على وجود مجموعة مهام – حضور مستدام، الردع وإسقاط القوى المرنة، وعمليات الأمن البحري والعمليات العسكرية غير الحربية MOOTW، حيث تتضمن الأخيرة الاستجابة للازمات والعمليات العسكرية ذات الحدّة المنخفضة والتي يتطلب بعضها، كما هو الحال في البرازيل، الطبق الكامل من القدرات – الحرب المضادة للغواصات ASW – الحرب المضادة لسفن السطح ASuW، الحرب المحدودة المضادة للجويات AAW والتوافق التشغيلي مع الشركاء وهذا يمكن أن يضيف المزيد من التعقيدات والكلفة على السفن وتتناسب فرقاطة F100 صنع Navantia، مع هذا المخطط في شكل منصة/ فرقاطة متطورة للصراعات ذات الحدّة العالية، حيث يوجد توجه واضح للعملاء الممثلون في أميركا اللاتينية لمنصات متعددة القدرات، لديها جميع وظائف الحرب، بما في ذلك بيئات الحرب المتماثلة واللامتماثلة على السواء، وتُستخدم فرقاطة الجيل التالي من الشركة F110 مصطلح «تعددية المهام المتوازنة» للتأكيد على أن F110 ستحتفظ بالقدرات الرئيسية في كل من حروب ASW و AAW وسوف تشغل في الحروب الأخيرة سوناراً مثبتاً على الهيكل وسوناراً نشطاً مقطوراً، بالإضافة إلى طوافة SH-60 ولا شك أن فرقيطة بهذه الخصائص تبقى في قائمة رغبات الأساطيل الكبرى في أميركا اللاتينية بما في ذلك البرازيل. وهناك مثال آخر، حيث تم تصنيف فرقيطات DW 3000H صنع DSME التي اختارتها القوات البحرية الملكية التايلندية كسفن حربية ذات قدرة هائلة تساعد تايلند على تعزيز قدراتها في مجال الدفاع البحري. وإلى ذلك، تتطلع العديد من القوات البحرية في آسيا إلى تعزيز أساطيلها من الغواصات، وهناك حاجة قوية أيضاً إلى قدرة واسعة للحرب المضادة للغواصات، والتي أصبحت الآن حقيقة مع قدوم الفرقيطة الأولى من الفئة الجديدة HTMS BHUMBOL ADVLYADEG.

تروج A&R حالياً التصميم الأحدث APEX Protector الذي يوفر منصة لحروب مختلفة ومتنوعة الشدة
أسباب التصفيق

منذ أواخر العام 2000، كانت القوات البحرية تحقق بشكل متزايد في أشكال هياكل غير تقليدية (على غرار Catamarams و Timarans) من أجل برامج البناء الجديدة في العام 2010، لكن هذا الواقع تغير في السنوات الأخيرة، حيث عرضت شركة Abeking & Rasmussen  أو A&R في معرض SSM/MS2D البحري في هامبورغ في العام 2018، مبتكرها الحديد تكنولوجيا SWATH المفهوم الجديد للشركة – و SWATH أعلى كلفة من غيرها من تكنولوجيات المنصات المتوافرة في السوق. وكان لدى البحرية خمسة زوارق دورية طول الواحد 25 متراً، وتم إطلاق الزورق الأول في فئته تحت مسمى SKRUNGA في 20 كانون الثاني/يناير 2011 ودخل الخدمة في 18 نيسان/ أبريل 2011. تروج A&R حالياً للتصميم الأحدث APEX Protector الذي يوفر منصة لحروب مختلفة ومتنوعة الشدة وتم تصميمه كمنصة أحادية الهيكل وهو تصميم تجاري بالكامل يمكن تجهيزه لمختلف أنواع المهام، ويسمح بتصميم معياري فريد للاستخدام العملاني على غرار مهام الدورية والمراقبة إلى الحرب المضادة لسفن السطح ASuW والحرب المضادة للجويات AAW والحرب المضادة للغواصات ASW. ويمكن تجهيز الزورق بسطح معياري بالإضافة إلى مهبط مخصص للطوافات غير الآهلة أو التجديد العامودي VERTREP وقال توماس هاك Thomas Haoke رئيس العمليات البحرية في A&R: «علينا أن نأخذ في الاعتبار، وأكثر من السابق، أن الهياكل التقليدية (الأحادية الهيكل) لا تعني التركيز على SWATH فقط، ولكن التركيز أيضاً على تكنولوجيا دفع جديدة كلياً».
عند النظر إلى المعرض البحري الدولي الباسيفيكي، الذي سينعقد في تشرين الأول/ أكتوبر المقبل في سيدني، فإن المفهوم حالياً أن تكنولوجيات بناء السفن الجديدة أصبحت بهذا المعيار الجديد. في الواقع عندما نتطلع إلى برامج بناء السفن الحديثة نرى أنها تشير إلى أن الجيل الجديد من السفن الحربية يمكن ان يستفيد من الثورات الصناعية على غرار SWATH و SWASH. والأخير هو عبارة عن منصة أحادية الهيكل مستقرة يمكن إزاحتها في أنبوب هيكلها المركزي. وتلقى حوض بناء السفن AUSTAL الأسترالي من سلطنة عُمان في العام 2014 طلباً يظهر كيف أن تكنولوجيات بناء السفن الجديدة ستجذب المجتمع البحري. وتشمل الاتفاقية مع AUSTAL التصميم، والبناء، والدعم اللوجستي المتكامل لزورقي دعم عاليَيْ السرعة HSSV طول الواحد 72 متراً، وتم تصميم الزورقين، بهيكل Tamaran وتم بناؤه من سبائك الألمنيوم، وهو مشابه لزورق النقل السريع SPEARHEAD التابع للبحرية الأميركية. وتم تسليم الزورق الأول لسلطنة عُمان تحت مسمى «المبشر» AL MUBSHIR، وهو مصمم لدعم المهام البحرية بما في ذلك عمليات الطوافات، والنشر السريع للجنود والحمولة، والبحث والإنقاذ ومهام المساعدة الإنسانية والإنمائية بعد الكوارث. يمكن للزورق الواحد استيعاب، إضافة إلى أعضاء الطاقم البالغ عددهم 69 بحاراً، 250 بحاراً أو فرداً إضافياً. وبحسب ما قال أندرو بيلامي Andrew Bellamy الرئيس التنفيذي لـِ AUSTAL فإن برنامج HSSV يمثل قدرة شركتنا على تسليم حلول دفاعية مفصلة ومنافسة بدءاً بالتصاميم البحرية المجربة قتالياً للأسواق الداخلية وللتصوير على السواء.
يمكن أن يكون لذلك أهمية كبيرة لسفن السطح غير القتالية على سبيل المثال زوارق الدعم أو سفن الإجراءات المضادة للألغام MCMVs. وتكتسب هذه الأنواع من السفن أهمية لدى العديد من القوات البحرية في منطقتي الحوض الباسيفيكي الآسيوي وأميركا اللاتينية. ومن المتوقع أن تدخل هذه الزوارق الخدمة في الفترة الزمنية 2025 – 2035، وفيما تواجه سفن MCM تحديات في المستقبل، مع هياكل غير تقليدية، قد تكتسب زخماً في بعض مشاريع MCM، والأنظمة غير الآهلة (الروبوطية) وهي على وشك تحويل مهام MCM إلى العالمية. وهي الخطوة الثانية التي يجب مناقشتها في آسيا أيضاً هي منصات MCM غير آهلة تستعد القوات البحرية الأوربية لحيازة %31 من منصات MCMV التي تبنى في أوروبا (47 منصة)  في الفترة الزمنية 2018-2030، ومن المتوقع أن تتبعها القوات البحرية في أميركا الجنوبية بنسبة %95 خلف منطقتي الحوض الباسيفيكي الآسيوي وأميركا الشمالية، وذلك وفقاً لمصادر صناعية واستناداً إلى 30 عاماً من دورة حياة خدمتها. يقول مراقبون بحريون أن هناك حاجة ماسة لاستبدال المنصات من حقبة سبعينيات القرن الفائت في السنوات الثمانية أو العشر المقبلة، وبخاصة في البرازيل أو وضع الأساس لقدرات جديدة كما يجرى في تشيلي، وكولومبيا وبيرو على سبيل المثال. ويمكن أن تجذب الانتباه دراسات لتصاميم جديدة من قبل أحواض بناء السفن الأوروبية، مع A2R، Remontowa shipbuilding البولندية، و Intermarine الإيطالية، BAE Systems، و Navantia  و Naval Group التي تقدم المفاهيم الأكثر حداثة.
هنالك تصاميم مثيرة للإعجاب في الأسواق لصائد الألغام الحديث وهو زورق الدورية Ocean Eagle صنع CMN الذي يتميز أو يتماشى مع الطلبات المتنامية للجيل التالي من منصات MCMVs بأكلاف متدنية في الحيازة والتشغيل، وتلقت المنصة اهتماماً كبيراً من قِبَل عملاء محتملين في الشرق الأوسط، كما تقوم CMN باستهداف الخدمات البحرية في أميركا الجنوبية، ويتميز بتصميم متعدد الاستخدامات وبنية متعددة الهياكل تتكون في بدن أو هيكل رئيسي رفيع للغاية مع عوامتين صغيرتين. ووفقاً لِـ CMN، فإن الهيكل والبنية الفوقية تم صنعهما من مواد مركبة خفيفة الوزن، توفر بنية TRIMARAR خفضاً في استهلاك الوقود واعتمادية عالية ومكوث أطول في البحر OCEAN EAGLE Y3MM هو بامتياز صائد الألغام الحديث الذي يتكيف مع الطلبات المتنامية لجيل جديد في منصات MCMV بتكاليف حيازة وعمليات منخفضة. الجدير بالذكر أن هذا الزورق يلقى انتباهاً من زبائن محتملين في الشرق الأوسط كما يستهدف أيضاً أسواق الخدمة البحرية في أميركا الجنوبية.

زورق الدورية Ocean Eagle صنع CMN الذي يتميز أو يتماشى مع الطلبات المتنامية للجيل التالي من منصات MCMVs بأكلاف متدنية في الحيازة والتشغيل
خاتمة

تواجه الخدمات البحرية في منطقتي الحوض الباسيفكي الآسيوي وأميركا اللاتينية متطلبات جديدة كاملة على الصعيدين التقني والمالي. وأوضحت شركة Lurssen (حالياً NVL Group)، إحدى أحواض بناء السفن الأوروبية الرائدة، أنه يمكن تفصيل الوضع الحالي في أميركا اللاتينية كنتيجة للعمليات الأمنية المتزايدة التي تجري في المجال البحري، حيث تبحث العديد من الخدمات البحرية عن بدائل لسفن السطح القتالية المعقدة المكرسة من أجل مهام بحرية محددة، والتي من حيث القيمة والعدد، ليست الحل الأنسب لتغطية مجموعة المهام التي أنشأتها المعايير البيئية والجيوستراتيجية والاجتماعية والسياسية اليوم.
في السنوات الأخيرة يتعين على سفن السطح التعامل أكثر فأكثر مع التهديدات المتماثلة بالتزامن مع زيادة عدد المهام الإنسانية. وينتهي هذا الأمر بالمزيد من الحلقات العملانية المتنوعة المتغيرة، ما يتطلب أقصى درجات المرونة لكل من المنصات والطواقم، بحسب Lurssen. ومع ذلك، حذرت الشركة من أنه مع غياب الأصول المناسبة على غرار منصات الدورية البحرية عبر المحيطات بأعداد كافية لإجبار سفن السطح القتالية الحالية على القيام بمهام ليست مخصصة أو مجهزة لها. بالتالي فإن هذه السفن المبنية للحفاظ على سيناريوهات عالية المخاطر تستخدم كمنصة إنقاذ مع مهمة دفاع ذاتي ومراقبة، ببساطة لأن العدد المتاح لا يتطابق مع عدد المهام المتزايد. وهذا هو الحال بشكل خاص مع القوات البحرية في آسيا وأميركا اللاتينية والشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

اختارت البحرية الألمانية فريق Lurssen/Damen لبناء سفن السطح القتالية الجديدة
المدن
المعرض
تاريخ المقال
العدد
العدد حسب الاشهر
السنة
2022
رقم الصفحة
18

أخر المقالات