رادارات صفيف المسح الإلكتروني النشط AESA المحمولة جواً: تقرير شامل

المترجم

تعتبر رادارات صفيف المسح الإلكتروني النشط (AESA) Active Electronically Scanned Array، بشكل عام، أكثر أنواع الرادارات التكتيكية ابتكاراً وتقدماً من الناحية التكنولوجية. وأصبحت هذه المستشعرات من المكوّنات الرئيسية للطائرات المقاتلة الحديثة.

تم تصميم جميع المقاتلات من الجيل الجديد باستخدام رادارات AESA، وتم بالفعل تعديل العديد من المقاتلات الأقدم أو قيد التحديث لاستضافة هذه الرادارات.

تستخدم رادارات المقاتلات الأقدم ذات المسح الميكانيكي M-scan التقليدية هوائياً متحركاً يتم توجيهه أو تغيير موضعه ميكانيكياً من أجل «توجيه»الإشعاع الراداري. ويتطلب ذلك آليات معقدة وقوية لتحريك الهوائي بسرعة وبدقة، وأحياناً تحت حمولات +g عالية.

تنتج رادارات M-scan هذه شعاعاً رادارياً واحداً وتعمل عادة على ترددات ثابتة وغالباً بمرونة ترددات محدودة نسبياً، ولا توجد لديها القدرة على العمل بالتزامن في كل من نمطي تشغيل جو – جو وجو – أرض. وتستخدم الرادارات التقليدية أيضاً جهاز إرسال وتلقي واحد، ما يجعلها عرضة لموثوقية متدنية، مع عدد من نقاط الفشل الفردية.

وتقوم الرادارات ذات صفيف المسح الإلكتروني النشط أو الممرحل على تحويل المرحلة الإلكترونية لتوجيه حزمة إشعاعية من صفيف الرادار المرسل، باستخدام إشارات متفاوتة في التوقيت من كل عنصر لتشكل وتوجه الإشعاع الراداري بدلاً من تحريك الهوائي فيزيائياً.

هناك نوعان من رادار صفيف المسح الإلكتروني النشط أو الممرحل–خامد ونشط (AESA, PESA)، لكن رادارات PESA لديها مدى متواضع نسبياً وغالباً ما تكون ثقيلة وعرضة لمشاكل في التبريد. وغالباً ما ينظر إلى رادارات PESA اليوم على أنها تمثل طريقاً مسدوداً تكنولوجياً، أما رادارات AESA فهي التي تهيمن الآن على سوق رادارات المقاتلات. إذن ما هو رادار AESA، ولماذا أصبحت تكنولوجياAESA منتشرة في كل مكان؟

يعتبر رادار Raytheon AN/APG-63(V)2 الرادار الأميركي الأول من عائلة AESA، وهو يشكل تحديثاً رئيسياً لِـ 18 مقاتلة من طراز ºBoeing F-15C
النظرة الأولى، الطلقة الأولى، القتلة الأولى

في الأساس يدور القتال الجوي حول قتل العدو، وهو ما أطلقت عليه شركة «لوكهيد مارتن» Lockheed Martin قدرة النظرة الأولى، الطلقة الأولى والقتلة الأولى، وهذا يعني رؤية الطائرة المعادية أولاً، والقدرة على إطلاق صاروخ وتدميرها من دون أن يتمكن الطيار المعادي أن يرد عليك بإطلاق صاروخ مضاد.

وتغذي هذه القدرة جميع أنواع الأشياء بما في ذلك المقطع العرضي للرادار الخاص بك، ومدى الصاروخ وقواعد الاشتباك، ولكن الرادار الأساسي الذي يشكل «النظرة الأولى» في كل ما الكلمة من معنى. ويتعين على رادارك تحديد موقع طائرة العدو في حيّز ثلاثي الأبعاد بدقة كافية لتكون قادراً على الاشتباك، ويوفر ما يسمى «مسار جودة الأسلحة» Weapon Quality Track. ويتفق معظم المعنيين على أن رادارات AESA تحقق ذلك بشكل أفضل من رادارات المسح الميكانيكي التقليدية.

تستخدم معظم رادارات AESA هوائياً ثابتاً يتألف من صفيف من وحدات إرسال/ تلقي TRM يعمل كل منها بفعالية كهوائي فردي قادر على توليد واستحداث إشعاع إشارة مستقلة خاصة به.

وبالوسع تقسيم صفيف هوائي رادار AESA إلى صفائف فرعية قادرة على تشكيل الشعاع التكيفي، بما ذلك توليد إشعاعات مستقلة متعددة، قد تكون هذه الإشعاعات متداخلة، ما يسمح للرادار بدعم أنماط رادارية متعددة بالتزامن بما في ذلك مسار البحث والتعقب جو – جو، ومؤشر الهدف الأرضي المتحرك وتعقبه، ورسم خرائط الإشعاع الحقيقي، وأيضاً رسم خرائط الرادار ذي الفتحة الاصطناعية SAR والبحث على سطح البحر، وفي مقاتلة ثنائية المقاعد على غرار Boeing F/A-18FSuper Hornet، هذا يعني أن الطيار في قمرة القيادة الأساسية يمكن أن يقوم بمهمة جو – جو، فيما يقوم ضابط أنظمة الأسلحة في المقعد الخلفي لقمرة القيادة بالتزامن بهجوم جو – أرض، مع دعم الرادار لكليهما.

عادة ما يقوم رادار AESA بإجراء مسح أهداف من النوع النقطي Raster – TypeScan ولكن باستخدام قلم إشعاعي رفيع – ما يعطي شريحة رئيسية أضيق وأكثر استطالة من رادار المسح الميكانيكي، وذلك لأن باستطاعته إجراء المسح بمعدل عالٍ جداً وإنتاج المزيد من الطاقة في هذه الشريحة «الأكثر كثافة» ما يخفض من وقت الاستجابة.

ولكن نظراً لأنه يمكن أن ينتج إشعاعات متعددة فلا يتعين عليه انتظار شعاع المسح لإعادة مسح الهدف. وبدلاً من ذلك يمكن لرادار AESA تحديد الأولويات والمسح حول الكشف الأول أو الضربة الأولى وبناء معلومات مدى المسرى بسرعة ما يعطي مساراً عالي الجودة على مدى أطول. وبدلاً من ذلك قد يتم تجميد شعاع واحد أو يمكن إبقاؤه موجهاً إلى الهدف بشكل مستدام بدلاً من العودة إلى ذلك الهدف مع كل مسح نقطي، فيما تقوم إشعاعات أخرى بمسح أماكن أخرى. وهذا ما يزيد الاستبانة ويسمح بتعقب أهداف متعددة بشكل مستدام، أو لتعقب الأهداف المنفصلة مكانياً من دون أي تهور في الأداء.

عادة ما يغير رادار AESA تردده مع كل نبضة، باستخدام سياق عشوائي بشكل عام ويمكنه أيضاً نشر انبعاثات إشارته عبر مدى واسع من الترددات، ما يصعب كشفه وتحديد موقعه أو التشويش عليه، وإلى ذلك، جنباً إلى جنب مع الحقيقة التي مفادها أن AESA لا يحتوي على تردد تكرار بالنبضة الثابتة، ما يجعله راداراً ذا احتمال اعتراض منخفض LPI وأكثر شبحية من الرادارات التقليدية.

كانت شركة Raytheon السباقة في إنتاج الرادار AN/APG-79، وهو طراز محدث من رادار المسح الميكانيكي APG-65 وعائلة APG-73 الجديدة، واضطلعت شركة Northrop Grumman بمسؤولية تصميم وتوريد هوائي الصفيف الممرحل الذي يعمل بالحيز X. وتم تصميمه لتجهيز مقاتلات F/A-18E/F Super Hornet برادار AESA

تعمل وحدات الاستقبال/ التلقي TRM الفردية بطاقة منخفضة نسبياً، ويمكن تفصيلها بعناية، بحيث لا تستخدم طاقة بث أكثر من تلك التي تحتاجها للحصول على المعلومات المطلوبة لكل حدث، ويقلل بشكل أكبر من فرص اعتراض قوى معادية لإشارات الرادار الصديق.

وكون كل وحدة تعمل بشكل مستقل، فإن فشل TRM واحدة لا يمكنها أن تؤثر بشكل كبير على الأداء الكلي للنظام. وحتى إن فشل عدد من الوحدات لن يمنع الرادار من العمل، بل سيؤدي إلى تدهور كبير في الأداء. كما أن حجم الفشل أقل بكثير من الرادار التقليدي، لأن نقص الأجزاء المتحركة يحسن الموثوقية بشكل كبير ويخفض أكلاف الاستهلاك.

يذكر أن عدد كبير من رادارات AESA الحالية ليست أثقل بكثير من الصفائف المستوية المتحركة والنماذج المبكرة وهي أكثر قدرة على العمل مع عناصر طاقة وتبريد الطائرات الحالية. يمثل البعض الآن شيئاً قريباً من خيار تطوير اقبس وشغل، على الرغم من أن رادار AESA سيتطلب بعض الزيادة في قدرة التبريد وتوليد الطاقة الكهربائية، وغالباً ما يتطلب بعض التقوية لهيكل الطائرة الأمامي.

من المتوقع أن تقوم رادارات المقاتلات الحديثة بأكثر من مجرد تحديد موقع وتعريف الأهداف المحمولة جواً ودعم الصواريخ أثناء الطيران، ويمكن أيضاً استخدام هوائيات AESA لإنشاء وصلات بيانات ذات حيز ترددي عالٍ بين الطائرات والأنظمة المجهزة الأخرى، وقد توفر رادارات AESA المتقدمة أيضاً قدرة مفيدة لهجوم إلكتروني.

لا يوجد في رادار AESA عيب واحد ملحوظ – حقل الرؤية FOV المحدود حالياً، يبلغ الحد الأقصى لحقل الرؤية لهوائي AESA المعياري المسطح بين 90 و 120 درجة. ولكن، من خلال الجمع بين الحركة الميكانيكية والنظام، يمكن زيادة مدى رادار AESA المحدد بشكل كبير.

تم تطوير الرادار AN/APG-80 وهو من صنع Northrop Grumman، ليستخدم في مقاتلات Lockheed Martin F-16E/F Block 60 المتقدمة التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة
نماذج AESA

يعتبر رادار Raytheon AN/APG-63(V)2 الرادار الأميركي الأول من عائلة AESA، وهو يشكل تحديثاً رئيسياً لِـ 18 مقاتلة من طراز Boeing F-15C تتخذ من قاعدة سلاح الجو ألمندورف/ ألاسكا مقراً لها والتي جمعت الطرفية الخلفية لرادارات AN/APG-63 المجربة قتالياً مع هوائي AESA الجديد. وقد دخل الطراز الخدمة في العام 1999. وكان أول رادار AESA، جاهز للعمل وهو J/APG-1 المصنّع من قِبَل شركة Mitsubishi Electric اليابانية، وتم تصميمه وتصنيعه للاستخدام على مقاتلات Mitsubishi F-2، التي دخلت الخدمة في العام 2000، وكان رادار J/APG-1 الأول في سلسلة الإنتاج المتوالي لرادارات AESA يتم تركيبه على متن طائرة عسكرية أثناء الخدمة. ويتوافق رادار J/APG-2 المحدّث مع صاروخ جو – جو Mitsubishi AAM-48 الجديد.

يشكل رادار AN/APG-63(V)3، الاشتقاق الأكثر حداثة من APG-63(V)2 ويستخدم تكنولوجيا AESA نفسها المستخدمة في الرادار Raytheon APG-79. ويتم حالياً تعديل الرادار (V)3 في مقاتلات F-15C/D ليصار إلى استخدامه في مقاتلات F-15SG السنغافورية وF-15SA السعودية الجديدة. ويوفر الردار قدرات جو – جو وجو – أرض، ما يسمح له برصد الأهداف والاشتباك معها على أمداء بعيدة.

تم تصميم الرادار AN/APG-82 لتحديث أسطول مقاتلات F-15E التابعة لسلاح الجو الأميركي، وهو يستخدم هوائي APG-63(V)3 والمعالج الكمبيوتري المطور من APG-79. ويضمن هذا التحديث مدى ممدداً وقدرات اشتباك دقيق وتعقب أفضل متعدد الأهداف. ويتم استخدام APG-82 على مقاتلات F-15I وF-15J الإسرائيلية وكذلك على F-15E المطورة التابعة لسلاح الجو الأميركي.

يتميز AN/APG-79 ، وهو طراز محدث من رادار المسح الميكانيكي APG-65 وعائلة APG-73 ، بهوائي AESA وأكثر من 1000 وحدة إرسال/ تلقي TRM وتم بناؤه باستخدام هندسة أنظمة مفتوحة وقطع متوافرة تجارية.

كانت شركة Raytheon السباقة في إنتاج الرادار الجديد، واضطلعت شركة Northrop Grumman بمسؤولية تصميم وتوريد هوائي الصفيف الممرحل الذي يعمل بالحيز X. وتم تصميمه لتجهّز به مقاتلات F/A-18E/F Super Hornet برادار AESA، وتزعم الشركة بأنه يوفر قدرة تعقب فورية ومتعددة الأهداف. وأشاد بعض طياري Super Hornetبقدرته على العمل في نمطَيْ جو – جو وجو – أرض بالتزامن، على الرغم من أن التقاريرالمبكرة من مدير الاختبار العملاني والتقييم شككت في أدائه وموثوقيته.

وهناك طراز متدرج المقاييس من APG-79 وهو (V)4 الذي يتم استخدامه لتحديث مقاتلات (F/A-18A-D) Hornet المتقادمة واستخدام تكنولوجيا Gallium Nitride أو GaN ما يعطي مدى أطول وأداءً محسناً.

جهزت المقاتلة الشبحية Lockheed Martin F-22 Raptor برادار AN/APG-77 وهو رادار بعيد المدى، ومتعدد الوظائف، واحتمالية منخفضة للاعتراض الراداري LPI

كان أول رادار AESA رئيسي للمقاتلات النظام AN/APG-80 وهو من صنع Northrop Grumman، وتم تطويره ليستخدم في مقاتلات Lockheed Martin F-16E/F Block 60 المتقدمة التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة. وعلى الرغم من أنه يرتكز على AN/APG-68، فإن طراز AESA الجديد يمثل خطوة كبيرة إلى الأمام لدرجة أن الكثيرين نظروا إلى طراز F-16 الجديد باعتبارها طائرة أفضل من تلك التي تشغلها القوات الجوية الأميركية، وبعد تسليم أكثر من 80 طائرة F-16E/F إلى الإمارات العربية المتحدة، فرضت الحكومة الأميركية في النهاية حظراً على أية صادرات أخرى من رادارات APG-80 حتى إلى الإمارات العربية المتحدة عميلها الأصلي، الذي قام بتمويل هذا التحديث،ما أسفر عن توقف برامج مشتريات كاملة لطائرات من طراز Block 61.

يستخدم رادار الإشعاع الرشيق ABR، تكنولوجيات إرسال/تلقي من الجيل الرابع صنع Northrop Grumman وهو مزود بنحو 1000 وحدة إرسال/ تلقي، APG-80 قادر على تعقب أهداف جو – جو جو – أرض بالتزامن ويعمل في نمط تعقب التضاريس الأرضية.

تم بناء رادار AN/APG-77 بالاعتماد وبشكل أكبر على خبرات Northrop Grumman في قطاع رادارات AESA، وهو رادار بعيد المدى، ومتعدد الوظائف، واحتمالية منخفضة للاعتراض الراداري LPI، تم تركيبه على المقاتلة الشبحية Lockheed Martin F-22 Raptor. ويوفر هذا الرادار لطائرة F-22 مستشعراً أساسياً يكمل خصائص الشبحية والانقشاعية المنخفضة L0 للطائرة ويسمح لطيار Raptor بتعقب التهديدات المحمولة جواً والاشتباك معها قبل أن يتمكن أي رادار معاد من رصد الطائرة.

يحتوي رادار الحالة الصلبة على 1956 وحدة إرسال/ تقلي، ويمكنه إجراء توجيه شعاعي شبه فوري (في عشرات النانو من الثانية)، على الرغم من أن النموذج الأصلي كان يحتوي بنسبة 50:50 من وحدات الإرسال المنفصلة أحادية الوظيفة ووحدات الاستقبال. وحصل APG-77 على القدرة العملانية الأولية IOC في العام 2006 وهناك أكثر من 180 راداراً من هذا النوع قيد الخدمة. يوفر رادار APG-77(V)1 المحسن وظائف جو – أرض متكاملة (رسم خرائط عالية الاستبانة للرادار ذي الفتحة الاصطناعية، ومؤشر الأهداف الأرضية المتحركة والتعقب GMTI/GMTT ونظام التعقب والتعرف، والتعرف القتالي وغيرها من الميزات المتقدمة الأخرى).

تم ميدنة رادار AN/APG-81 الخاص بمقاتلة Lockheed Martin F-35 في العام 2005. وتصف Northrop Grumman رادار APG-81 بأنه «أحدث وأقوى رادار AESA في العالم»

تم ميدنة رادار AN/APG-81 الخاص بمقاتلة Lockheed Martin F-35 في العام 2005 وهو يستخدم تكنولوجيا وبعض أنماط تشغيل رادار AN/APG-77 الخاص بمقاتلة F-22. وتصف Northrop Grumman رادار APG-81 بأنه «أحدث وأقوى رادار AESA في العالم» ولاحظت أنها تعمل بمثابة «حجر الزاوية» لمجموعة الاستشعار المتقدمة في F-35 Lightning II، وتقول إنه يوفر إلماماً بالوضع لا مثيل له والذي يترجم إلى قوة فتاكة وفعالة ضد أطقم جوية وقدرة على البقاء. وبالإضافة إلى القدرات المعيارية جو – جو وجو – أرض (بما في ذلك نمط خرائط عالية الاستبانة للرادار ذي الفتحة الصناعية SAR)، يمكن أن يعمل رادار APG-81 أيضاً في نمط حرب إلكترونية EW باستخدام صفائف AESA المتعددة الوظائف MFA لنقل إشارات تشويش قوية بدقة كبيرة للحماية الإلكترونية EP والهجوم الإلكتروني EA وإجراءات الدعم الإلكتروني ESM ما يمكنF-35 من قمع وتدمير الدفاعات الجوية المتقدمة للعدو.

تم تطوير أحدث رادارات المقاتلات الأميركية لتلبية متطلبات تحديث مقاتلات الجيل الرابع (وبخاصة F-16) وكان رادار Raytheon Advanced Combat Radar (RACR أو AN/APG-84 طرازاً مصغراً من AN/APG-79 وهو يعمل بالفعل على طائرات F/A-18E/F SUPER HORNET و BOEING EA-18G GRWOLER وتم اختباره من أجل تحديث مقاتلات F-16 الأصلية التابعة للقوات الجوية الكورية الجنوبية، والتي تم الغاؤها لاحقاً. ومنذ ذلك الحين، يبدو أنه لم يكتسب أية قوة دفع حقيقية.

حتى الآن، حقق رادار Scalable Agile Beam Radar (SABR) صنع Northrop Grumman أو AN/APG-83 نجاحاً تجارياً كبيراً، مستمداً من رادار APG-77 الخاص بـ ِF-22 وAPG-81 الخاص بـِF-35، ثم تصميم SABR ليلائم طائرات F-16 من دون أي تعديل على أنظمة الطاقة، والهيكل والتبريد، وتم اختياره في العديد من مقاتلات سلاح الجو الأميركي ومقاتلات F-16 الخاصة بالتصدير، وهو يشكل الآن الحجر الأساس للطراز الأحدث F-16 Block 70.

تقول Northrop Grumman إن رادار SABR «ستُجهّز به طائرات F-16 و F/A-18، وطائرات الجيل الرابع الأخرى التي ستبقى صالحة عملانية ومستدامة لعقود مقبلة». ويوفر الرادار الجديد بحثاً وحيازة أهداف، ورصداً للأهداف الصغيرة، وتعقباً متعدد الأهداف، واستقلالية، وأنماط تشغيل بحرية وتهديف تباعدي دقيق في جميع البيئات، ورادار فتحة صناعية ذي مساحة كبيرة BIG SAR ، وخرائط عالية الاستبانة وإنشاء تنسيق عالي الجودة بشكل أسرع، فضلاً عن حماية إلكترونية قوية. وإضافة إلى توفير إلمام أكبر بالوضع المحيط، يزعم أن SABR يعطي موثوقية وتوافراً أكبر بثلاث إلى خمس مرات.

حقق رادار Scalable Agile Beam Radar (SABR) صنع Northrop Grumman أو AN/APG-83 نجاحاً تجارياً كبيراً، مستمداً من رادار APG-77 الخاص بـِF-22 وAPG-81 الخاص بـِF-35

على الرغم من أن مشغلي المقاتلات في أوروبا كانوا بطيئين نسبياً في اعتماد راداراتAESA، إلا أن عملاق صناعة الرادار الإنغلو - إيطالي «ليوناردو» LEONARDO كان في طليعة تطوير AESA لسنوات عديدة.

دخل الطراز Vixen 500E الذائع الصيت من AESA صنع LEONARDO الخدمة مع وكالة الجمارك وحماية الحدود الأميركية CBP في العام 2012. فعلى سبيل المثال، تم تركيب الرادار على طائرات Cessna C-550 Citations التابعة لوكالة الجمارك وحرس الحدود والتي كانت تُستخدم لاعتراض الطائرات التي تهرب المخدرات. وقدم الرادار Vixen 500E قدرات رصد جو – جو فائقة وتعقباً أوتوماتيكياً وعلى وجه الخصوص ضد أهداف صغيرة حتى فوق تضاريس أرضية صعبة ومتنوعة.

تشمل عائلة رادار GRIFO صنع LEONARDO الآن اشتقاق من AESA تحت مسمى GRIFO-E، ويستخدم هذا الرادار تكنولوجيا هوائي المسح الإلكتروني LEONARDO E- SCAN التي أثبتت كفاءتها، والصفيف المتعدد الفتحات ومتلقي القنوات المتعددة الجديدين ما يوفر مجموعة واسعة من القدرات المتقدمة والحديثة، وبفضل بنيته التراكبية يمكن تفصيل الرادار بسهولة وتكييفه ودمجه في العديد من المنصات المختلفة.

يذكر أن رادار AESA للمقاتلات التالية من LEONARDO غيّر قواعد اللعبة. ويتميز رادار Vixen 1000E (الذي أعيد تصميمه لاحقاً تحت تسمية ES-05 Raven) بهوائي AESA مبتكر قابل لتغيير موقعه يوفر حقلاً للرؤية بقيمة 100 درجة – أو ضعف ما توفره الصفائف الثابتة تقريباً. ويسمح حقل الرؤية الواسع WFoR للطائرة بالابتعاد عن الصاروخ قُبَيْل إطلاقه مع الحفاظ على دعم الصاروخ أثناء الطيران. ويتطلب جهاز إعادة تغيير موقع الهوائي الأحادي المحور، والأحادي الوصلة، والدوار من النوع الاسطواني، استخدام موصلات مبتكرة بين الهوائي والطرف الخلفي للرادار، وهذه الطريقة تعتمد على التكنولوجيا المستخدمة في التنقيب عن النفط. تم تركيب Raven على مقاتلات Saab Gripen E/F وهو الأمثل للعمليات المتعددة الأدوار، ويتضمن مجموعة شاملة من أنماط التشغيل لكل من عمليات جو – جو وجو – أرض بما في ذلك الاشتباك التهارشي.

تم تركيب رادار Raven على مقاتلات Saab Gripen E/F وهو الأمثل للعمليات المتعددة الأدوار، ويتضمن مجموعة شاملة من أنماط التشغيل. الصورة: LEONARDO
RETHGIFORUE من M-SCAN إلى AESA

تباطأت مقاتلة EUROFIGHTER في اعتماد تكنولوجيا AESA، وربما لأن رادار CAPTOR ذو المسح الميكانيكي كان الرادار الأكثر تقدماً في العالم، وذلك بفضل هوائي خفيف الوزن، ومحركات دفع كبيرة، وتسمح قدرته ومحوره القوي بإعادة تموضعه بسرعة ودقة فائقتين. ويمكن أن يتداخل نمط بحث مع «الاسترجاع» LOOPBACKS لضرب الأهداف ذات الأولوية العالية، بدلاً من الوقوع في نمط مسح نقطي ثابت على غرار العديد من الرادارات التقليدية ذات المسح الميكانيكي. وعندما تم تصميم TYPHOON، اعتقدت EURORADAR أن AESA لن يكون جاهزاً ولكن تكنولوجيا الترددات الراديوية التجارية جعلته خياراً تطويرياً بأقل كلفة وأكثر كفاءة أو كرادار جديد لطائرات الإنتاج المتأخرة.

في الآونة الأخيرة، أي في تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، أخبر طيار خبير في LUFTWAFFE TYPHOON، مُعدّ هذا المقال، أنه لم يجد نفسه «في موقف واحد حيث أراد رادار مسح إلكتروني E-SCAN»، وسلط الضوء على الأداء والقدرة الممتازة لرادار M-SCAN على EUROFIGHTER وشدد على أنه يفضل الحصول على معدات للبحث والتعقب بالأشعة تحت الحمراء المحمولة جواً في رادار جديد PIRATE IRST، والتي كانت غير متوافرة في مقاتلات EUROFIGHTER الألمانية، ويعود ذلك بفضل تجهيز الرادار الموجود بحاضن مؤشر ليزري ضوئي LDP LITENING لإعطاء قدرة تعرف بصري خامدة على المدى البعيد.

على النقيض من ذلك، يرى بعض طياري TYPHOON في سلاح الجو الملكي البريطاني (الذين كان لديهم كل من Pirate و Litening)، رادار M-Scan على وشك التقادم الكامل حيث تظهر الرادارات ذات المسح الميكانيكي ضعفاً أكبر من التشويش وتعاني من عدم الاستفادة الكاملة من أداء وقدرات الأسلحة الجديدة بما في ذلك صاروخ ما بعد المدى البصري Meteor BVRAAM الذي طورته LEONARDO للجيل التالي من رادار Captor-E AESA الذي تم تجهيزه بقرص مزدوج لإعادة التموضع الأوتوماتيكي ولتحسين تغطية الزاوية والأداء وهو الآن قيد دخول الخدمة إلى سلاح الجو الكويتي على شكل ECRS.Mk0. وسيتم أيضاً تجهيز مقاتلات TYPHOON القطرية بهذا الرادار في حين سيتم تجهيز مقاتلات TYPHOON الألمانية والإسبانية المحدثة وأية طائرات جديدة لألمانيا بما في ذلك 38 طائرة تم طلبها بموجب عقد Quadriga. بالطراز المطور ECRS Mk1، في الخطوة صفر، سيكون ECRS Mk1 عبارة عن ECRS Mk0 مرخّص له، من إنتاج ألمانيا. وفي الخطوة الأولى سيتم دمج متلقي متعدد القنوات إلى جانب معالجة إضافية وستشمل الخطوة الثانية إمكانية تمكين القنوات المتعددة ضمن ECRS Mk1.

مقاتلة Rafale مجهزة برادار RBE2AA، وهو طراز AESA من رادار RBE2 PESA الأصلي، وبنتيجة لذلك كان لدى Rafale رادار AESA عملاني بحلول العام 2014. الصورة: Thales
رادار TYPHOON الجديد

تسعى المملكة المتحدة إلى رادارAESA أكثر تقدماً لمقاتلاتها من طراز TYPHOON. وعلى الرغم من أن رادار ECRS.Mk1 يوصف وكأنه جزء من عائلة Captor، فإن الرادار الجديد، الذي عرف سابقاً تحت مسمى Radar two ليس لديه برمجيات مشتركة مع الطرز المبكرة وهو جديد بالكامل بدءاً بمزود الطاقة حتى الهوائي الذي يستخدم نوعاً مختلفاً تماماً من أدوات إعادة تحديد الموقع أقرب من ناحية التصميم إلى رادار Raven المستخدم من قبل ECRS.Mk0 على الرغم من أنه سيوفر نفس المجال الواسع للرؤية.

ويعد رادار Typhoon الجديد بجلب قدرات هجوم الكتروني جديد وسيعمل في القتال الجوي ما بعد المدى البصري BVR ويدعي البعض أنه سيكون رادار المقاتلات الأكثر تقدماً في العالم عندما يدخل الخدمة في العام 2028.

تم تسليم مقاتلات Rafale الفرنسية في الأصل مع رادار Thales RBE2 وهو رادار PESA الذي أظهر مع ذلك قدرة فائقة على العمل في تخطي قدرات جو – جو وجو – أرض بالتزامن وكان يتمتع بمزايا إمكانية الخدمة والموثوقية مقارنة بالرادارات ذات المسح الميكانيكي لكن عيوب رادار PESA أدت إلى التطور السريع لرادار RBE2AA، وهو طراز AESA من رادار RBE2 PESA الأصلي، وبنتيجة لذلك كان لدى Rafale رادار AESA عملاني بحلول العام 2014. إن الأنف الصغير لمقاتلة Rafale يعني أن لديه فقط نحو 830 وحدة إرسال/ تلقي TRM، ومع ذلك ما يقرب من نصف العدد المستخدم في رادار Typhoon على سبيل المثال.

على الرغم من أن مقاتلة Gripen-E السويدية تستخدم رادار Leonardo Raven، فقد طورت شركة «ساب» Saab رادار AESA أصيل في نيسان/ ابريل 2020، والذي قدمته كخيار تحسين لمقاتلات Gripen-C/D.

وعلى الرغم من أن روسيا ميدنت أول مقاتلة في الخدمة تستخدم رادارالمسح الإلكتروني، حيث تطابق مقاتلة Mikoyan MiG-31 «Foxhound رادار Tikhomirov (NIIP) BRLS-8B Zaslon ذو المسح الميكانيكي PESA كما فعلت NIIP N011M Bars المستخدم من قبل Su-30MKI ورادار N035 Irbis المثبت على مقاتلة Su-35BM.

طورت NIIR Phazotron عدداً من طرز AESA مشتقة من رادار Zhuk الخاص بها، ولكن لم تتم ميدنة أي منها، في حين أن رادار Tikhomirov NIIP N036 Byelka لم يدخل الخدمة النهائية بعد على مقاتلات Sukhoi Su-57.

الوضع الدقيق لبرامج رادار AESA الصينية غير واضح ومن المعروف أن مقاتلة Shenyang J-16 (طراز مشتق من 30/Su-27) لديها رادار AESA وهو في المراحل النهائية من الاختبارات العملانية والتقييم OT&E.

يعتقد أيضاً أن الطرز اللاحقة من Chengdu J-10 الأصلية مجهزة أيضاً برادار AESA طراز NRIET KL J-10، وثم ربط طرازين من رادارات AESA لرادار KL J-7A الأقدم (Type 1478) بالرادار الجديد JF-17 Block-3 أحدهما مزود بجهاز إعادة تحديد الموقع الميكانيكي والآخر لديه صفيفان هوائيان جانبيان مساعدان لزيادة حقل الرؤية. وهذا الأخير هو الحل الذي يستخدمه رادار type 1475 على مقاتلة Chengdu J-20 الثقيلة الوزن.

في مكان آخر أنجبت شركة ELTA الإسرائيلية رادار AESA طراز EL/M-2052 وباعته إلى الهند لتحديث مقاتلاتها من طراز DARIN III JAaguar ولمقاتلة TEJAS المحلية. وتعمل منظمة البحث والتطوير الدفاعي الهندية DRDO وفرعها LRDE على تطوير رادار AESA محلي تحت مسمى The Uttam لطرز TEJAS المستقبلية وللتحديثات المخطط لها لطائرتي Sukhoi Su-30 MKI وMikoyan MiG-29K. وفي كوريا الجنوبية، طورت Hanwha Systems رادار AESA محلي إلى حد كبير لمقاتلة KAI KF-21 Boramae الجديدة.

من المعروف أيضاً أن رادار AESA التركي قيد التطوير من أجل تحديث مقاتلات F-16 ولبرنامج مقاتلة MMU الجديدة ومن المتوقع أن يكون جاهزاً بين عامي 2022 و2023. وقالت Aselsan أنها تتوقع أن يكون أداء الرادار الجديد مشابه لأداء رادار Northrop AN/APG -83 AESA الذي يتم تركيبه كجزء من تحديث F-16V Viper وطائرات F-16 Block-70/72 الجديدة.

في المستقبل ليس من الواضح إذا كنا سنرى جيلاً جديداً من رادارات المقاتلات المحسنة، أو نوعاً آخر من أجهزة الاستشعار الأكبر دمجاً إذا رأينا طرزاً جديدة من الرادارات المتطورة، فيمكننا أن نتوقع منها أن تجسد أفضل الميزات وأكثرها تقدماً للجيل الحالي ربما أجهزة إعادة تحديد الموقع. وبالتالي، وربما تستخدم بشكل متزايد أشياء موصلات نيتريد الغاليوم GaN التي لديها مدى تضخم أوسع حيث يعمل ارسينيد الغاليوم GaAS على تشتيت الحرارة بسرعة أكبر حتى عند مستويات الفولتاج العالية للغاية.

لم يدخل رادار Tikhomirov NIIP N036 Byelka الخدمة النهائية بعد على مقاتلات Sukhoi Su-57. الصورة: Rosoboronexport
الرادارات المستقبلية

يمكن أن تتضمن رادارات AESA المستقبلية صفائف امتثالية إضافية لزيادة التغطية الزاوية، وقد تم أخذ هذه الهوائيات بعين الاعتبار لطائرات Su-57 و Rafale من بين أنواع أخرى، وأظهرت Leonardo الطريق إلى الأمام من خلال رادار المراقبة Osprey الذي يستخدم أربعة صفائف مطابقة ثابتة لتوفير تغطية سمتية تصل إلى 360 درجة لمجموعة من منصات ذات الأجنحة الدوارة والثابتة.

لكن يعتقد البعض الآخر أن اجهزة استشعار مقاتلات الجيل التالي من المرجح أن تكون أكثر دمجا وأقل اتحاداً على غرار المستشعرات المدمجة التي تقودها Leonardo UK والتأثيرات غير الحركية ونظام الاتصال المدمج ISANKE & ICS لمقاتلة Tempest والذي سيكون في قلب نظام Future Combat Air System (FCAS) في المملكة المتحدة. سيشهد هذا على الأرجح مزيجاً قابلاً للإعداد من المستشعرات المتعددة الأغراض المنتشرة حول الطائرة وبالتزامن يستشعر ويتعقب طائرات العدو، والصواريخ الداهمة والتهديدات الأخرى من جميع الاتجاهات، مع دمجه بالكامل مع رادار أمامي. وتمت الإشارة إلى هذا الرادار في البداية باسم «نظام الترددات الراديوية المتعددة الوظائف» MFRFS، والذي بصورة أولية يشكل أربعة أضعاف دقة الرادارات الموجودة في %1 من التوليفة». وزعم أن الرادار الجديد سيكون قادراً على جمع أكبر عدد من البيانات في الثانية على غرار حركة المرور على الإنترنت في مدينة Edinburgh مع معالجات اشارات قوية ومن ثم معالجة بيانات الرادار لإنتاج صور شاملة عن ميدان القتال للطيار.

رادار AESA التركي قيد التطوير من أجل تحديث مقاتلات F-16 ولبرنامج مقاتلة MMU الجديدة ومن المتوقع أن يكون جاهزاً بين عامي 2022 و2023. الصورة: Aselsan
تاريخ المقال
العدد
العدد حسب الاشهر
السنة
2022
رقم الصفحة
60

أخر المقالات