خيارات نقل «قوات العمليات الخاصة»

تطورت «البيئة العملانية المعاصرة» COE إلى ميدان عالي التعقيد لِـ «قوات العمليات الخاصة» SOF التقليدية، حيث تُناط بعناصر هذه القوات حالياً جعبة مهام متعددة ومتزايدة في بيئاتٍ مختلفة. وقد استعرضت النشرة الدولية المتخصصة «أم تي» خيارات عديدة لمنصات نقل وإخلاء «قوات العمليات الخاصة»:
وما يشكل عاملاً حاسماً لتنفيذ أي نوع من المهام بنجاح، سواء كان مكافحةً للإرهاب CT في إطار عملية أمنية داخلية شاملة، أو مهام «حرب العصابات ومكافحة المتمردين» COIN، أو عمليات دعم عسكرية معدة لتدريب ومساعدة وإرشاد دول حول العالم، أو مهام «مراقبة واستطلاع» SR خفية، هو القدرة على إقحام وإخراج «قوات العمليات الخاصة» SOF بأمانٍ من منطقة العمليات بالوقت المناسب وبطريقة دقيقة وفعالة.
لذا ينبغي توفير خيارات ذات كفاية عالية لقادة قوات SOF بغية السماح لهم بإقحام وإخراج وحدات المهام الخاصة من الأرض، أو الجو، أو فوق سطح الماء أو حتى تحته.

 

اعتبارات بيئية

لكن في ظل تنوع العمليات الراهنة، تكافح وحدات SOF الدولية للإيفاء بجميع هذه القدرات في ضوء تواصل القيود على الميزانيات - وآخرها إقدام «قيادة قوات العمليات الخاصة الكندية» CANSOFCOM على إلغاء صفقة شراء عربات التضاريس الأرضية القاسية Marginal Terrain Vehicle (MTV).
وكانت هذه القيادة، الهادفة إلى النشاط العملاني في أعالي شمال الدائرة القطبية، قد وضعت تصوراً لتطوير 17 «عربة تكتيكية متخصصة في الحروب الشتائية»  Winter Warfare Specialist Tactical Vehicle لاستبدال عرباتها التقليدية BV-206 ATV. وأُلغِي هذا البرنامج، حيث ذكرت بعض المصادر في الصناعة بأنّ تعقيدات التمويل هي وراء هذا الإلغاء.
ومع ذلك، ليست العمليات في الأحوال الجوية الباردة هي الحالات البيئية المتطرفة فحسب التي يتعين على وحدات القوات الخاصة SOF أخذها في عين الاعتبار للاستحصال على منصات مثالية لإقحام وإخراج «قوات العمليات الخاصة» من منطقة العمليات، فالأحوال الجوية الاستوائية في الغابات، التي تحفل بها دول منطقة ASPAC وأميركا الجنوبية، تواصل وضع القيود على أنواع المنصات التي تستخدمها قوات SOF لدخول بقعة العمليات الوعرة، حيث تشكل القدمان الوسيلة الأكثر موثوقية وفعالية لدخول مثل هذه الأراضي الصعبة.
وفي مكانٍ آخر، تواصل الطوبوغرافيا القاحلة والوعرة في أفريقيا كونها تمثل عوائق كبيرة من ناحية الحركية لقوات SOF في شتى أنحاء العالم، التي تسعى للحصول على منصات قادرة على نقل عدد كبير من الجنود فضلاً عن إدماج تكنولوجيا «أنظمة القيادة والسيطرة والاتصالات والكومبيوترات والاستخبار والمراقبة والاستطلاع وحيازة الأهداف» C4ISTAR، وأنظمة أسلحة وإمدادات إلى الموقع المقصود.

SHERPA Special Forces Light هي عربة هجوم خفيفة للقوات الخاصة، وهي تلائم تماماً القوات الخاصة بفضل مرونتها فوق جميع التضاريس، وقدرتها على الرمي على مدار 360 درجة
العربات الأرضية - فرنسا

شكل تورُّط «قوات العمليات الخاصة الفرنسية» في مالي شهادة على مثل هذه المتطلبات، حيث سارعت «وكالة المشتريات الدفاعية الفرنسية» DGA إلى إبرام عقد مع شركة الشاحنات العسكرية «رينو تراكس ديفنس» Renault Trucks Defence (RTD) (حالياً ARQUUS) لإمداد وحدات SOF بـ 443 عربة دورية محمية.
وهي ستتوافر بنوعين مختلفين من الاشتقاقات، من بينها «عربة القوات الخاصة الخفيفة» Light Special Forces Vehicle و«عربة القوات الخاصة الثقيلة» Heavy Special Forces Vehicle. وبلغت قيمة هذا العقد 250 مليون يورو، ومن المفترض أن تكون «قوات العمليات الخاصة الفرنسية» قد تلقّت بموجبه 241 اشتقاقاً خفيفاً و 202 اشتقاق ثقيل، بحسب مصادر في «وكالة المشتريات».
وإضافة إلى ذلك، حدّثت العربات بتكنولوجيا C4ISTAR مدمجة وتشمل أنظمة اتصالات تكتيكية غير مفصح عنها.
وستستبدل هذه العربات 51 عربة قوات خاصة تقليدية رباعية الدفع من طراز Panhard (VPS)، وعربات ACMAT VLRA رباعية وسداسية الدفع، ومنصات Auverland A3F رباعية الدفع، وعربات Peugeot P4 رباعية الدفع. ويستخدم العربة الأخيرة «لواء قوات العمليات الخاصة» في الجيش الفرنسي، الذي يضم «الفوج الأول لمِظلّيي مشاة البحرية الفرنسية» 1 RPIMa.
وصُممت هذه المنصات لتنفيذ عمليات هجومية فضلاً عن مهام «قوات خاصة» على هيئة دوريات بعيدة المدى في مهام جمع استخبارات استراتيجية SR في بيئات متنوعة من بينها عمليات على ارتفاعات عالية وفي ظل أحوال جوية باردة، وكذلك في الصحاري وداخل الغابات والأدغال.
وتحدث ناطق عسكري فرنسي عن السبل التي ستساعد فيها هذه العربات على تلبية المتطلبات العملانية، والمهام الأكثر تطلباً مثل الاستخبار أو عمليات تجنب العدو في عمق الجهاز الدفاعي للعدو بكل دقة وحذر، وتهدف إلى تحسين التوافق التشغيلي ومستوى الأداء لأسطول عربات «القوات الخاصة» لدى الجيش، وسلاح الجو والبحرية الفرنسية.

استكملت القوات الخاصة الكندية بالفعل عملية تقييم لعربات MRZR-4 ATV من صنع شركة Polaris Defense

واستند اشتقاق SOF الفرنسي إلى عائلة SHERPA من شركة RTD التكتيكية الرباعية الدفع المدرعة تدريعاً خفيفاً، والتي صُمِّمت لتسهيل متطلبات الحركية لوحدات المشاة، والمظلّيين، وقوات البحرية والقوات شبه العسكرية. كما اعتمدت «العربة التكتيكية الخفيفة المشتركة» JLTV من قِبَل كامل القوات المسلحة الأميركية.
وبحسب ناطق باسم الشركة، يمكن نقل هذه العربة بواسطة طائرتي النقل العسكرية A400M و C-130 HERCULES تماشياً مع المتطلبات الفرنسية للحركية الجوية، مع قدرة مضافة تتمثل في تحديث أطقم تدريعية للحماية البالستية والحماية من الألغام كما تتطلب البيئة العملانية. وأوضح أنّ عربة SHERPA Special Forces Light هي عربة هجوم خفيفة للقوات الخاصة، تشتمل على أربعة مقاعد، وهي تلائم تماماً القوات الخاصة بفضل مرونتها فوق جميع التضاريس الأرضية، وقدرتها على الرمي على مدار 360 درجة.
وفي اشتقاقها الخفيف يبلغ وزن عربة SHERPA الإجمالي 8 أطنان، مع قدرة على نقل حمولة زنة 2 أطنان. ويبلغ طول العربة 5.4 أمتار، وعرضها 2.3 متر، وارتفاعها 2.2 متر، مع خلوص أرضي تحت البدن يبلغ 0.6 متر. وتبلغ السرعة القصوى لعربة SHERPA نحو 110 كيلومترات في الساعة، ومداها العملاني الأقصى نحو 800 كيلومتر، استناداً إلى خزان وقود ممتلئ سعة 170 ليتراً. وبإمكان العربة أن تخوض لعمق 1.5 متر في المياه وتملك القدرة على اجتياز خنادق بعرض 0.6 متر.
وذكرت بعض المصادر أن الاشتقاق الفرنسي جُهز بمدفع «نكستر» Nexter عيار 20 ملم، كما بالإمكان تجهيزه بالرشاش الثقيل عيار 12.7 ملم، والرشاش المتوسط عيار 7.62 ملم، والرشاش الخفيف عيار 5.56 ملم، أو منصة إطلاق رمانات أوتوماتيكية (AGL) عيار 40 ملم. ويبلغ وزن الاشتقاق الثقيل نحو 10 أطنان، ويتشارك مع الاشتقاق الخفيف بمزايا عديدة.

طلبت «قوات العمليات الخاصة البلجيكية الاستحصال على 108 عربات طراز الاستجابة السريعة  FOX الرباعية الدفع. الصورة: Jankel Group
كندا وشركة Polaris Defense

بالعودة إلى كندا، وعلى الرغم من إلغاء برنامج عربات MTV، آثرت «الحكومة الكندية» الاستثمار بشدة في قيادة «قوات العمليات الخاصة الكندية» (CANSOFCOM)، مع الإعلان عن برنامج مشتريات بقيمة 350 مليون دولار كندي لمعدات SOF، وهو يشتمل على برنامج بقيمة 250 مليون دولار كندي مخصصة للاستحواذ على عربات مدرعة، أطلقت عليها القيادة الكندية اسم «عربة القتال من الجيل التالي» (NGFV).
وإضافة إلى ذلك تسعى قيادة «قوات العمليات الخاصة الكندية» CANSOFCOM أيضاً إلى الاستحواذ على «العربة المحسنة لجميع التضاريس» (EATV)، و«عربة القتال الفائقة الخفة» (ULCV)، وكلاهما ستكونان قادرتين على تنفيذ عمليات نقل جوي عبر طائرات أجنحة ثابتة ومتحركة. وسيستمر هذا البرنامج نحو عقد من الزمن، بحسب المصادر الكندية، التي أوضحت أنّ من شأن هذا البرنامج أن يمد قيادة CANSOFCOM بعربة تكتيكية متعددة الأدوار لتنفيذ مهام وأدوار عملياتها الخاصة، خصوصاً من ناحية حمولة  الأسلحة، والحركية، وقدرة الطاقم والعربة على البقاء، خلال مهام العمليات الخاصة.
وعلى نحو مماثل لعمليات الانتشار الفرنسية في أفريقيا، تستخدم قوات SOF الكندية عربات دورية محمية لمتطلبات حماية وحركية القوات فيما هي تنتشر على الأرض في إطار قدرات مشتركة لتسهيل العمليات من قبل قوات محلية.
واستباقاً لمتطلبات مرتقبة لِـ «عربة محسنة لجميع التضاريس» EATV، استكملت قوات SOF الكندية بالفعل عملية تقييم لعربات MRZR-4 ATV من صنع شركة «بولاريس ديفنس» Polaris Defense. وهي تتصور أن هذه العربات ستوفر قدرة متممة لـ «عربة القتال الفائقة الخفة» ULCV، وتؤمن مدى أكبر وحمولة مضاعفة وقدرة أشد على الفتك.
وكانت «قيادة العمليات الخاصة الأميركية» USSOCOM قد تعاقدت بالفعل مع شركة Polaris Defense لإمدادها بعربات MRZR-2 و MRZR-4 في إطار برنامج بقيمة 83 مليون دولار أميركي. وقد تم توريد هذه المنصات أيضاً إلى العديد من وحدات «قوات العمليات الخاصة الأطلسية» NATO SOF في أوروبا.
وأوضح ريتش حداد Rich Haddad، المدير الإداري لشركة Polaris Defense، كيف أن العديد من وحدات قوات SOF تسعى حالياً إلى «قدرة حركية فائقة الخفة، في منصات قابلة للتعديل توفر قدرة على الجهوزية السريعة لتنفيذ مهام حتى في أكثر التضاريس وعورة وقساوة.

بدأت شركة Airborne Systems North America بتجهيز «قيادة العمليات الخاصة» في الجيش الأميركي بأحدث نظام «مظلة ذات هواء تضاغطي» Ram-Air parachute ألا وهو RA-1
بلجيكا والاستجابة السريعة

في المقابل، طلبت «قوات العمليات الخاصة البلجيكية» أيضاً دفعة من عربات الدورية المحمية. تجلى ذلك مع إعلان «مجموعة القوات الخاصة» (SFG) في بلجيكا عن خططها للاستحصال على 108 عربات طراز الاستجابة السريعة «فوكس» FOX الرباعية الدفع من مجموعة «جانكيل غروب» Jankel Group.
وبحسب هذه المجموعة، فإن عربة الدورية البعيدة المدى تستند إلى السلسلة 79 من الهيكل التجاري لعربات «تويوتا لاند كروزر» Toyota Land Cruiser بغية تزويد المستخدم النهائي بمنصة عملانية متعددة الاستخدام لكي يعدل العربة بحسب متطلبات مهامه.
وفي ظل الميدان المتغيّر أبداً، يتعين على العربات التكتيكية أن تكون قادرة على أداء مجموعة متنوعة من الأدوار بغية توفير قدرة مجزية في كلفتها على نحو أمثل. وقد استجابت عربة Fox لهذا المطلب، لكونها مصممة لتأمين قدرة نقل طليعية، إلى جانب سعرها المقبول، وحركيتها العالية وتعدد استخداماتها العملانية.
ومن بين الاشتقاقات العملانية لهذه العربة، عربة الاستجابة السريعة، والعربة الضاربة الخفيفة، وعربة الدوريات البعيدة المدى، وعربة الدوريات الحدودية، وعربة الإخلاء، والمراقبة ونقل الحمولة/الجنود. وتدفع هذه المنصات بمحرّك ديزلي مشحون تيربوياً سداسي الاسطوانات سعة 4.2 ليترات أو محرك ديزلي مشحون تيربوياً ومبرد داخلياً وهو ثماني الأسطوانات سعة 4.5 ليترات، على الرغم من توافر محرك عامل بالبنزين سداسي الاسطوانات سعة 4 ليتر.
ويبلغ المدى الأقصى لهذه المنصة 1,200 كيلومتر ويمكن نقلها داخل طوافات النقل CH-47 CHINOOK فضلاً عن طائرتَي النقل العسكري C-130 HERCULES و A400M. ويبلغ طول العربة 5.6 أمتار، وعرضها 1.8 متر، وارتفاعها 1.9 متر وبإمكانها استيعاب ستة جنود مع وزن إجمالي للعربة يبلغ 4.2 أطنان وحمولة قصوى تصل إلى 1.4 طن.
وباختصار، تبقى متطلبات عربات غير تجارية مخصصة لمهام «قوات العمليات الخاصة» SOF في غاية الأهمية بالنسبة للوحدات القتالية من هذا النوع، التي لا تزال تنفذ عمليات دقيقة وخطرة وخفية في شتى أنحاء العالم.

طوافة CH-47 HC.4 الخاصة بالجيش البريطاني. الصورة: Boeing
منصات محمولة جواً

يعتمد إقحام وحدات «قوات العمليات الخاصة» (SOF)، في ميادين القتال، بشدة على البيئات المحمولة جواً، حيث يواصل عناصر مثل هذه القوات عالمياً على اكتساب مجموعة من المهارات في الهبوط بالمظلة من ارتفاعات عالية، وأخرى متوسطة وحتى منخفضة، فضلاً عن الهبوط السريع بالحبل من منصات ذوات أجنحة دوارة.
وبدأت شركة «ايربورن سيستمز نورث أميركا» Airborne Systems North America بتجهيز «قيادة العمليات الخاصة» في الجيش الأميركي بأحدث نظام «مظلة ذات هواء تضاغطي» Ram-Air parachute ألا وهو RA-1، الذي يشتمل بحسب مسؤولين في الشركة، على تحسيناتٍ في معدّلات الانزلاق الانحداري للمظلي وسعة الحمولة بما يسمح لفريق من المغاوير بنقل مزيدٍ من المعدات إلى الأرض.
وبالطبع فإنّ مفهوم العمليات التي تتضمن إنزال مظليين من على ارتفاعاتٍ عالية قد برز إلى الواجهة مجدداً عقب تمكُّن جهات معادية من الحصول على أنظمة صواريخ أرض-جو ناضجة من مثل نظام «ستينغر» STINGER، الذي يملك القدرة على الإخلال بعمل الطائرة على ارتفاعات دون 12,000 قدم [3,657 متراً]. وبحسب غاري ماكهيو Gary McHugh، مدير أعمال العملاء لدى Airborne Systems North America، فإنّ العمليات على ارتفاع عال كهذه يمكن أن تنفذ على ارتفاعات تصل إلى 25,000 قدماً [7,620 متراً] فوق مستوى الأرض، ما يسمح للطائرات المناط بها تنفيذ المهام الإفلات من منطقة مستهدفة وإقحام فريق إلى مستوى ارتفاعٍ مطلوب كي يمكنه الانزلاق هبوطاً إلى موقع محدد للإنزال.
وتتميز مظلة RA-1 بمعدل انزلاق هبوطي 4.1 مقارنة بالمظلات التقليدية ومعدلها 3:1. وهذا يسمح للمظلي بالقفز من ارتفاع 20,000 قدم [نحو 6,100 متر] ما يوازي 18 كيلومتراً من المسافة الأرضية انزلاقاً في الجو إلى المنطقة المقصودة. ويوفر ذلك بديلاً ملائماً لـ «قوات الطوافات الهجومية» HAF التي يمكن أن تُنبّه العدو بوجود قوة هجومية قبل أن تصل إلى الهدف، ما لم تسقط الجنود على أمداء تباعدية تصل إلى مسافة 10 كيلومترات عن الهدف. وأوضح ماكهيو أيضاً كيف تملك مظلة RA-1 القدرة على نقل حمولة إجمالية تبلغ 450 ليبرا [204 كلغ] مقارنة بالأنظمة التقليدية كمثل مظلة MC-4 من صنع الشركة القادرة على نقل 360 ليبرا [163 كلغ] فحسب. ومن بين التحسينات الأخرى آلية التوجيه المحسن للمظلة بما يمنع المظلي من أن تتعثر مظلته عند الهبوط والمخاطرة أحياناً بالتعرض لإصابات قاتلة فضلاً عن أداء للمظلة أكثر هدوءاً وخفية ما يسمح بتنفيذ إنزال حذر وخفي في المنطقة المستهدفة.

يسعى الجيش الألماني إلى إمداد «قوات العمليات الخاصة» التابعة له بنحو 15 «طوافة خدمة خفيفة الوزن - مخصصة لقوات العمليات الخاصة» (LUH-SOF)، ويُطلق على هذه الطوافات اسم H145M. الصورة: Airbus Helicopters
عمليات خاصة بالأجنحة الدوارة

لكن التقنية الأكثر استخداماً في عمليات الإنزال المحمول جواً تبقى من خلال منصات الأجنحة الدوارة حيث تواصل وحدات «قوات العمليات الخاصة» في أنحاء العالم الاستثمار بشدة في هذا المجال. وكانت الحكومة البريطانية قد أعلنت في مراجعتها الدفاعية والأمنية الاستراتيجية SDSR أنّها ستستثمر أكثر من 2 مليار جنيه إسترليني في تعزيز «القوات الخاصة في المملكة المتحدة» (UKSF)، ويشمل ذلك تحديثات على منصات الأجنحة الدوارة التي هي قيد الخدمة لديها، على غرار «القوات الخاصة في السرب السابع» في «جناح الطيران لدى القوات الخاصة المشتركة» والسربين 657 و 658 في الفيلق الجوي للجيش البريطاني (AAC).
ويشغل السرب الأول طوافات CH-47 HC.4 في حين أن السربين الأخيرين يشغلان طوافات LYNX AH7 و DAUPHIN II و GAZELLE AH1. وستشمل التحديثات تكنولوجيا إعادة التزويد بالوقود جواً، وتحديثات تطال إلكترونيات الطيران، ما يسمح لهذه المنصات تنفيذ عمليات نشر «أبعد وأسرع».
وتأخذ وزارة الدفاع البريطانية في عين الاعتبار مشتريات لـ «عربة قابلة للنقل داخلياً» ITV يمكن نقلها على متن الطوافات CH-47، في حين يسعى الجيش الألماني إلى إمداد «قوات العمليات الخاصة» التابعة له بنحو 15 «طوافة خدمة خفيفة الوزن - مخصصة لقوات العمليات الخاصة» (LUH-SOF)، ويُطلق على هذه الطوافات اسم H145M وهي بحسب وولفغانغ شودر Wolfgang Schoder، المدير التنفيذي لدى الشركة المصنّعة «ايرباص هليكوبترز» Airbus Helicopters: «تشتمل على تكنولوجيات فائقة التطور، وتتسم بأداء مميز وقدرات فعلية متعددة الأدوار».
وطوافة H145M هي اشتقاق مطور بمعايير عسكرية من الطوافة المتوافرة تجارياً COTS H145. وهي ذات وزن إقلاع أقصى يبلغ 3.7 أطنان وتوفر قدرة تراكبية تسمح لها بتنفيذ مهام خدمة واستطلاع، و«البحث والإنقاذ» (SAR)، واستكشاف مسلح، وإخلاء طبي، وهي تعمل بمحركي Turbomeca ARRIEL 2E، وتتصف بحسب شركة Airbus ببصمة صوتية منخفضة «ما يجعل منها الطوافة الأكثر هدوءاً ضمن فئتها».

اختبرت مجموعة القوات الخاصة البلجيكية أحدث زورق للتدخل البحري - وهو «زورق الهجوم الاعتراضي السريع» (FRISC) خلال تدريبات حلف الأطلسي Exercise Cold Response في النروج. الصورة:  Marine Specialised Technology (MST)
خيارات السطح

تشهد وحدات قوات SOF أيضاً ارتفاعاً في العمليات الساحلية والبحرية. ويواصل هذا الحقل تحديداً تحقيق النمو في ما يتعلق بتكنولوجيا إقحام الجنود وسحبهم فوق سطح البحر وتحته. فعلى سبيل المثال، اختبرت مجموعة القوات الخاصة البلجيكية أحدث سفينة للتدخل البحري - وهي «زورق الهجوم الاعتراضي السريع» (FRISC) خلال تدريبات حلف الأطلسي Exercise Cold Response في النروج.
وتُستخدم مثل هذه الزوارق السريعة لاعتراض سفن وقوارب مستهدفة قبل نشرها. وتقوم فِرق مختصة باعتلاء «متن السفينة وتفتيشها ومصادرتها» VBSS للسفن المشتبه بها قبل انطلاقها بعيداً وتوفر قدرة دعم ناري. ويبلغ طول هذا القارب الذي صنعته شركة «مارين سبشلايزد تكنولوجي» Marine Specialised Technology (MST)  نحو 12 متراً، ويعمل بمحركين قوة كُل منهما 370 حصاناً يوفران للسفينة سرعة قصوى تبلغ 80 كيلومتر في الساعة ومدى عملاني أقصى يصل إلى 450 كيلومتراً. وثمة خطط لنشر سفن FRISC على طول الساحل البلجيكي لتأمين الحماية ضد عمليات التهريب والإرهاب.
وبحسب مسؤولين من شركة MST، تدمج هذه السفينة معاً السرعة والقدرة على المناورة كشأن سفينة اعتراض، مع الحجم المضاعف والقدرة المتزايدة للحمولة لاستيعاب نخبة من الجنود مع معداتهم. وأكدت الشركة أنها أمدت البحرية الهولندية بهذه السفينة لمهام حماية الحدود البحرية، وللعمليات العسكرية والأخرى الخاصة بـ «قوات العمليات الخاصة»، فضلاً عن مقدرتها على نشر مقاتلين غواصين للتسلل إلى أي زورق أو سفينة مشتبه بها خفية من الأعماق، خصوصاً إذا ما زُوّد هؤلاء بأجهزة تنفس تحت الماء تدوم لساعات.

خيارات تحت السطح

أخيراً، في حقل قدرات إقحام «قوات العمليات الخاصة» تحت الماء، كشف «المكتب التنفيذي لبرنامج الاستحواذ والتكنولوجيا واللوجستيات» لدى قيادة USSOCOM النقاب عن طلب «تقديم عرض» (RfP) لصالح برنامجها «منصات الغوص القتالي الجاف»، ما شكّل دعماً للمجتمع البحري لـ «قوات العمليات الخاصة»، خصوصاً بعد إلغاء «البحرية الأميركية» لبرنامج نظام SEAL Delivery System لنقل القوات الخاصة البحرية. ويخطط البرنامج المذكور لتطوير قدرة حركية تحت الماء لانطلاق الغواص وعودته إلى «بيئة غاطسة جافة» تستند إلى تكنولوجيا متوافرة تجارياً، تماثل تلك التي طُورت لـ «العربات التحتمائية الذاتية الحركة» (AUV) الأصغر حجماً.
ولم يتضح ما إذا كان هذا الجهد على وجه الخصوص سيستفيد من برنامج رئيسي آخر تابع للبحرية الأميركية هو «العربة التحتمائية غير الآهلة ذات الإزاحة الكبيرة» (LDUUV)، التي لا تزال قيد التطوير. وكانت قيادة الأنظمة البحرية لدى البحرية الأميركية قد أعلنت عن وصول برنامج LDUUV إلى مرحلةٍ متقدمة من التطوير. وأكدت أن هذه الفئة الجديدة من العربات التحتمائية ذات الإزاحة الكبيرة ستوفر فترة مكوث متزايدة تحت الماء، وقدرات مضاعفة من ناحية المدى والحمولة. وقد صممت العربة لمهام الاستخبار والمراقبة والإجراءات المضادة للألغام، وهي تستند إلى هندسة تراكبية مفتوحة ستسمح للبحرية بتطوير مجموعة مهام جديدة لهذه السفينة التحتمائية.
وما لم يفصح عنه رسمياً بعد ما إذا كان هناك احتمال بأن يتحول الجيل التالي من سفن LDUUV إلى «سفينة نقل للقوات الخاصة البحرية» SDV، ما يسمح لها، على نحو مستقل، إقحام وسحب فِرق غواصين قتاليين إلى منطقة مستهدفة قبل الابتعاد ومراقبة تلك المنطقة عن بعد إلى أن تقرر استعادة تلك الفرق إلى غواصة أو سفينة دعم.
وأوضح مصدر في البحرية الأميركية أنه سيكون بإمكان قطر سفينة LDUUV، أو إطلاقها واستعادتها من قبل منصات متعددة الاستضافة للعتاد العسكري، بما في ذلك سفن القتال الساحلي، والغواصات من فئة «فرجينيا» Virginia، وغواصات الصواريخ الموجهة من فئة «أوهايو» Ohio.
فيما يزداد الاعتماد على وحدات «قوات العمليات الخاصة» (SOF) في أنحاء العالم، سيواصل الطلب من الصناعة إيجاد الوسائل الأكثر فعالية لإقحام الفرق القتالية المتخصصة في المنطقة ومن ثم سحبها، ما يسمح بأن يكون عنصر المفاجأة حاسماً في مثل هذه العمليات.

أعلنت قيادة الأنظمة البحرية لدى البحرية الأميركية عن وصول برنامج «العربة التحتمائية غير الآهلة ذات الإزاحة الكبيرة» LDUUV إلى مرحلةٍ متقدمة من التطوير
الباب
تاريخ المقال
العدد
العدد حسب الاشهر
السنة
2022
رقم الصفحة
38

أخر المقالات