طوافات مكافحة الحرائق

المترجم

تختبر عمليات مكافحة الحرائق من الجو قدرات الطيارين، والطوافات التي يحلّقون بها والمعدات والمواد التي تمكّنهم من مواجهة الحريق بفعالية. ويعمل رجال الإطفاء الجويين، أواخر الصيف وأوائل الخريف على جهوزية طواقم الإطفاء، والطائرات والمعدات استعداداً لموسم الحرائق المقبل.
تلقي هذه المقالة نظرة على كيفية حدوث ذلك وعلى بعض المشغلين العالميين لإطفاء أية حرائق تندلع في العالم.
 

يعتبر الصوت المميز لطوافات شركة كولومبيا من طراز «تشينوك» Chinook صنع «بوينغ» Boeing، التي باستطاعتها نثر نحو 11000 ليتر من مادة Suppressant أو مادة Retardant في أربع ثوانٍ فقط، موسيقى لآذان رجال الإطفاء في جميع أنحاء القارة الأميركية وخارجها.
ويشير كيث سايلور، مدير العمليات التجارية، إلى أن كولومبيا كانت أول شركة طوافات تضع خزاناً داخل Chinook وتنثر مواده بالتنسيق مع دائرة خدمات الغابات الأميركية. وتتمثل مهمتها الآن في المثابرة على إبقاء هؤلاء العمالقة في الجو لتلبية الطلبات المتزايدة لمكافحة الحرائق.
ويتابع سايلور: «من حيث المبدأ، نقوم بتحريك الطائرات عندما تقتضي الحاجة، على سبيل المثال، عندما نقرر أن هناك حاجة لطائرات في أية منطقة في العالم، ولكن في كثير من الأحيان نعود إلى الولايات المتحدة بسبب موسم الحرائق الثقيل لدينا».
 

معايير عالية

شركة Columbia هي المشغّل الوحيد في العالم للطراز 234 Chinook، وهي حاصلة على شهادات الإنتاج لطوافتي 234 و Vetrol 107-II . كما أنها تشغل طوافة Boeing CH-47D Chinook، وهي طراز عسكري سابق تم تحويله إلى الأسطول المدني كطائرة محدودة الاختصاص.
«لدينا جميع طرز 234 في العالم، ولا توجد طوافات Chinook أخرى من الفئة المعيارية. إن اختصاصنا هو القدرة على الذهاب إلى أي مكان، والقيام بأي شيء، باستخدام طوافة من الفئة المعيارية» بحسب سايلور.
إن اختيار الفئة المناسبة من أصل الفئات الثلاث لطائرات مكافحة الحرائق، يتم تحديده بحسب احتياجات الوكالة المسيطرة. ويمكن لطوافتي 47D و 234 الاستفادة من إعداداي الخزان و دلو الجرف المعلق، فيما تنثر طوافة 107 بواسطة الدلو فقط. تبلغ سعة الدلو 9800 ليتراً فيما تصل سعة الخزان إلى 10600 ليتراً.
عندما سُئل عن الاختيار بين الخزان ودلو الجرف، أوضح سايلور أنها أدوات مختلفة بتطبيقات مختلفة، وأن لكل خدمة توصيل حسناتها وعيوبها. «بالنسبة لطائرة الخزان، عادةً ما يكون اختراق «مظلة نارية» ثقيلة أكثر تعقيداً، بينما يمكن أن يكون الدلو أكثر تركيزاً مع تحكم أفضل في المياه».
تساعد التكنولوجيا في نقاط إسقاط التغطية المبرمجة التي تتحكم بمفاتيح الأبواب للفتح أوتوماتيكياً وإسقاط الكمية المحددة في أماكن محددة مسبقاً على طول مسرى الرحلة الجوية. يضيف سايلور.
تُعدّ مراقبة جهود مكافحة الحرائق أمراً مهماً، وبمساعدة الاتصالات عبر الأقمار الصناعية ومعدات القياس عن بُعد الموجودة على متن الطائرة، يمكن للمشغّلين والوكالات المتعاقدة رؤية البيانات في الوقت الفعلي عن مواقع التعبئة والإسقاط والتوقيت، فضلاً عن أحجام المياه وكميات مادتي Suppressant/ Retardant المحمولة ونثرها.
صاغت Columbia طريقة مبتكرة للحفاظ على طائراتها ذات الأجنحة الدوارة في الجو والتي تتضمن برنامجاً للصيانة الليلية من قِبَل أطقم العمل في الموقع. وطوّر المشغل، بموافقة إدارة الطيران الفدرالية FAA، برنامجاً مستداماً لصيانة صلاحية الطيران يتم بموجبه تقسيم المهام الرئيسية إلى أعمال تكتمل بين ليلة وضحاها، ما يسمح للطائرة بالعودة إلى الطيران في صباح اليوم التالي.
«لأننا نفعل ذلك بشكل مستدام، ليس علينا إخراج طائرة من الخدمة لعدة أشهر في كل مرة لإجراء الصيانة الرئيسية. يتطلب الأمر عدداً قليلاً من طاقم الصيانة لإنجاز العمل الليلي، لكنه أحد الأسباب التي تجعلنا نوفر من مقدار العمل الذي نقوم به باستخدام طوافاتنا». بحسب ما قال سايلور.
 

تستخدم Erickson طوافة الونش أو الرافعة S-64 Air Crane ضمن أسطولها المكوّن من 20 طائرة في العمليات التجارية بما في ذلك مكافحة حرائق الغابات في جميع أنحاء العالم. الصورة: Lockheed Martin
التحدي اللوجستي

إضافة إلى صنع طوافة الونش أو الطوافة الرافعة S-64 Air Crane، تستخدم «إريكسون» Erickson أسطولها المكوّن من 20 طائرة في العمليات التجارية، بما في ذلك مكافحة حرائق الغابات في جميع أنحاء العالم. وهي عادة تنهمك بنقل معداتها إلى نصف الكرة الأرضية المناسب حيث موسم الحرائق.
وأوضح ألكسي وولسي، مدير العمليات التجارية في الشركة أن Erickson تعتمد على أساليب مجربة عملانياً تم إنشاؤها على مدى أكثر من 50 عاماً كمشغّل، منها أكثر من 20 عاماً في أستراليا واليونان.
وقال وولسي: «لديك حركة الأشخاص، والطائرات وقطع الغيار، ولكل طريقة من وسائل النقل مجموعة من اللوائح الخاصة بها، لذلك هناك الكثير من الأشياء الخارجة عن سيطرتنا والتي تؤثر بشكل كبير على عملياتنا. التحدي الأكبر بالنسبة لنا هو كيفية وضع الفئة المناسبة من أصل الفئات الثلاث في المكان المناسب وفي الوقت المناسب».
«كانت إدارة كل هذه الحركة أثناء جائحة COVID-19 أمراً صعباً للغاية، وللحقيقة فإن Erickson حافظت على عملياتها في خدمة العملاء في جميع أنحاء العالم وهذا يرجع أساساً إلى تفاني أطقم العمل، الذين كانوا على استعداد للذهاب إلى أبعد مما نطمح إليه لإنجاز المهمة»، بحسب وولسي.
يعمل التشغيل المستدام على إبقاء الطائرات والطواقم مشغولة وفي حالة جهوزية تامة لمعظم فترات العام. وقد رسمت حرائق الغابات الأسترالية الكارثية في 20/2019 صورة حية لمواسم الحرائق المتداخلة التي تضغط على عمليات نقل الطائرات وتموضعها.
وأردف وولسي: «في المعدل المتوسط، يستغرق شحن طائرة من أستراليا إلى اليونان خمسة أسابيع، ولكن يمكننا القيام بذلك في غضون ثلاثة أيام إذا استخدمنا طائرة شحن من طراز Antonov، لذا فإن الطريقة التي ننقل بها تحددها الظروف التي يطرحها موسم الحرائق. إذا كانت هناك حاجة، فنحن نريد أن نفعل كل ما في وسعنا لتوفيرها، ووجود العديد من الطائرات في أسطولنا يمنحنا بعض المزايا هناك».
يمثل الحفاظ على الطوافات تحدياً آخر، على الرغم من أن شركة Erickson هي المصنّعة أيضاً لأسطول الونش الجوي  Air Crane. «وهذا يمنحنا قدة كبيرة لإجراء صيانة ثقيلة، وعميقة ومعقّدة لهذه الطائرات في فترة زمنية قصيرة جداً»، يضيف وولسي.
 

إضافة قيِّمة

ترتبط Erickson و Air Crane العملاقة ارتباطاً وثيقاً، لكن الشركة فتحت آفاقاً جديدة هذا العام من خلال إدخال طوافة Bell 214 ST في أسطول مكافحة الحرائق، بعد أن حصلت على أول عقد لها من دائرة خدمات الغابات الأميركة لهذا النوع.
وأوضح وولسي: «هذه هي السنة الأولى تحت العلامة التجارية Erickson التي نجلب فيها رافعة غير جوية إلى دائرة خدمات الغابات، ولأنها طائرة من الفئة المعيارية، فإنه يمكننا نقل الركاب، وهو ما لا تستطيع القيام به بعض الطائرات العسكرية. ونعتقد أن ذلك يشكل قيمة مضافة كبيرة للعملاء حيث يمكننا اصطحاب طاقم من رجال الإطفاء على الأرض، وإنزالهم في منطقة الحريق، ثم تعليق دلو bambi والذهاب معهم للعمل على إطفاء النار».
في العام 2020، باشرت Erickson و «بيل تكسترون» Bell Textron في تحويل شهادات النوع أو الطراز لطوافات 214ST و B/B1 إلى Erickson، والتي ستتولى الوظائف والعمليات الرئيسية لتأمين الدعم الكامل للشهادات، كما فعلت مع طوافة S-64 Air Crane.
عُلقت مكافحة الحرائق ليلاً بالفعل في حرائق الغابات الأسترالية لعام 20/2019، على الرغم من أن الحصول على موافقة المنظمين للعمليات الليلية استغرق نحو أربع سنوات. لدى شركة Aviation Specialty Unlimited أو ASU الأميركية سنوات عديدة من الخبرات المتراكمة في تطوير وتوفير حلول الرؤية الليلية، وقد أضافت هذه الخبرات إلى مشروع الشهادة. وقال كيم هاريس، الطيار المستشار في ASU: «لقد قمنا بتعديل العديد من الطائرات لكل من شركتي Coulson و Talon، وقمنا بتدريب طواقمها، واجتمعنا بوكالة إدارة الطوارئ، وشاركنا بشكل كبير مع Coulson للحصول على الموافقة على العملية وإطلاقها».
وأضاف هاريس: «تعمل مناظير الرؤية الليلية NVG على تكثيف الضوء نحو 6000 مرة، وعندما تقوم بتكثيف ضوء النيران، يكون لها بصمة عالية جداً بالأشعة تحت الحمراء، لذا، فإن النيران التي تتم رؤيتها عبر هذه المناظير تكون ساطعة بشكل لا يطاق. إن مكافحة الحرائق هي مجال مختلف تحت NVG، ويجب تدريب أطقمها على تقنيات كيفية التعامل مع الحرائق، كما يجب تدريبهم على كيفية الاقتراب من النيران باستخدام المناظير الليلية، والقيام بهجومهم لإسقاط كامل الحمولة والعودة للحصول على المزيد من المياه».
وعلى الرغم من وجود استثناءات دائماً، فإن الليل يميل إلى تحقيق فوائد لرجال الإطفاء، حيث تنخفض درجات الحرارة عادة، وتهدأ الرياح، وتكون الرطوبة أعلى ويزداد أداء الطائرات، وبالتالي، تعمل البيئة المضادة للحريق لصالح أطقم الإطفاء. ويضيف هاريس: «كل غالون من مادة Retardant يتم إسقاطه يكون عادة أكثر فاعلية في الليل منه في النهار».
عندما يتعلق الأمر بطريقة التسليم، يقول ويسلي ريد، مدير المنتج الرئيسي في شركة DART Aerospace، إن استخدام الخزان المحمول يوفر بعض المزايا على أنظمة دلو الجرف، بما في ذلك المرونة، والمكوث في الجو وبساطة الاستخدام. وبالتالي فهو يمكنك من الحصول على الموافقة على مكافحة الحرائق ليلاً، لذا فإن الخزان هو الطريقة الوحيدة لمواصلة عمليات مكافحة الحرائق بعد غياب الشمس».
ويسترسل ريد: «إن المرجع العامودي أو التحليق الطويل المدى هو فن تقوم باكتسابه خلال حياتك المهنية، ولذلك إذا كنت تحول طياراً جديداً إلى مهمة أخرى للتحليق مع الدلو، فسيكون هناك منحنى تعليمي. ومع الخزان يكون الأمر أكثر وضوحاً وأسهل استخداماً».
لدى DART مجموعة واسعة من أنظمة مكافحة الحرائق، بما في ذلك الخزانات الداخلية القابلة للدحرجة Roll-on/ Roll-off والمتاحة لطوافتي UH-60 Black Hawk و CH-47D Chinook، والتي يمكن دحرجتها داخل الطائرة أو خارجها في غضون 30 دقيقة. ويقول ريد: «الخزانات هي حل منطقي لنقص الطيارين، ولمكافحة الحرائق ليلاً، وللمرحلة التالية، عندما ننظر إلى عمليات مكافحة الحرائق بواسطة أنظمة جوية غير آهلة، فإن الخزانات هي المكان الذي يكمن فيه المستقبل حتى في هذا الفضاء. إن الخزانات تعالج الكثير من نقاط موجعة للرأس».
 

تستخدم طوافة Bell 214 ST في مكافحة الحرائق. الصورة: Bell Textron
ربط حي

توفر شركة SKYTRAC حلول التعقب، والاتصالات وإدارة البيانات للطيران. ويوضح جان فان ديرهول، نائب رئيس المبيعات في الشركة: «إن منتجاتنا هي أجهزة وأنظمة لتوفير الاتصال بين الجو والأرض. خارج نطاق التغطية الرادارية، والخط البصري للاتصالات، فإن الأقمار الصناعية هي الطريقة الوحيدة لتعقب طائرتك، لذلك تستخدم شبكة Iridium، وهي الشبكة الوحيدة التي تعمل من قطب إلى قطب. وتعمل هذه الأنظمة أينما يتم نشرها، ما يعني أنه يمكن للمشغلين العالميين تعقب طائراتهم والحفاظ على الاتصالات الصوتية في أي مكان».
تعطي SKYTRAC الطائرة القدرة على إرسال تقارير حول موقعها على فترات زمنية محددة. «يرسل نظامنا كل دقيقتين تقريراً عن الوضع الجغرافي عبر القمر الصناعي الذي يمكننا عرضه على الخريطة، وهو متاح لدائرة خدمات الغابات أيضاً، حتى يتمكنوا من معرفة مكان هذه الأصول في الوقت الفعلي» بحسب فان ديرهول.
يتم نشر الأقمار الصناعية التي يمكن أن تدعم قدرة الحيّز العريض وسوف تكون مقرونة مع طرفيات SKYTRAC التي تسمح بنشر كميات متزايدة من البيانات، بما في ذلك الفيديو، التي يتدفق من الطائرات إلى الأرض.
ويوضح فان ديرهول: «يمكن لطائرات المراقبة، الآهلة أو غير الآهلة، اكتشاف الحريق مبكراً ويمكنها التقاطه من خلال قدرة الكاميرا/ الفيديو المحمولة وإمكانية توصيله على الفور، ما يتيح توفير الموارد المناسبة وتعبئتها. إن توفير هذه الأفكار الإضافية بخلاف البيانات الأولية هو ما نعمل عليه الآن، وهو أمر مثير حقاً».
 

من الحرائق إلى الأضواء الساطعة

بعد توفير المعدات المتخصصة المتقدمة لمشغلي الطوافات سوقاً مزدهرة، من «خدمة الطوارئ الطبية للطوافات» Helicopter Emergency Medical Service (HEMS) ومكافحة الحرائق إلى إنفاذ القانون، تتطلب جميع المهام مجموعة أدوات عالية الجودة يمكن الوثوق بها للعمل للمرة الأولى، بشكل مستدام.
بالنسبة للمورّدين، يمكن أن يكون عملاً مربحاً، على الرغم من كونه متطلباً للغاية. إن الحاجة إلى تكييف التحسينات والتطويرات مع مجموعة من طرز الطوافات المختلفة تعني أن التقنية المتطورة يجب أن تكون خفيفة الوزن ومتراصة لضمان عدم تأثيرها على الخصائص الطيرانية للمنصة.
 

الخبرات التقنية

تعتبر شركة United Rotorcraft، ومقرها كولورادو، وهي فرع من شركة Air Methods Corporation، من الموردين الرائدين في السوق، وقد اكتسبت سمعة طيبة منذ العام 1995 في تصميم، ودمج وتوفير أنظمة متعددة لمشغلي الطوافات المتخصصين. وبالنسبة لأولئك المشاركين في مكافحة الحرائق وإنفاذ القانون، أصبحت عروض الشركة أكثر تعقيداً من أي وقت مضى. ويسلط براد شنايدر، مدير المبيعات الإقليمية في الشركة، الضوء على مثال بارز.
«في ما يتعلق بالتكنولوجيا التي نقدمها، لا سيما عندما يتعلق الأمر بعمليات مكافحة الحرائق، يجب أن يكون برنامج Firehawk الذي كان ناجحاً للغاية بالنسبة لنا هو المثال المقتدى. لقد رأينا المشغلين يستحوذون على طوافة Sikorsky S-70i الجديدة أو الطراز القديم UH-60 Black Hawk لمكافحة الحرائق من الجو».
ويوضح شنايدر قائلاً: «إن ما أنجزناه في United Rotorcraft هو تطوير نظام يعتمد على البيانات الواردة من المشغلين. وتضمنت الطلبات معدات هبوط عالية وخزاناً خارجياً تحت البطن سعة 1000 غالون. ونظراً لكون الخزان خارجياً، فإنه يسمح لطوافة S-70 بأن تصبح منصة حقيقية متعددة المهام. وبالإمكان أيضاً حمل رجال الإطفاء داخل الطوافة، أو يمكنك إضافة رافعة إنقاذ لإجراء عمليات البحث والإنقاذ، كل ذلك في طلعة جوية واحدة. ويمكنك الطيران إلى مكان الحادث وإسقاط رجال الإطفاء ثم البدء بمكافحة الحريق باستخدام خزان Firehawk’s belly. ببساطة، ليس هناك حاجة لإعادة إعداد الطائرة».
عادةً ما يستغرق تعديل S-70 المعياري إلى Firehawk نحو 8 إلى 10 أشهر حتى يكتمل. وتستغرق النماذج المبكرة السابقة للجيش الأميركي، والتي تتحول إلى السوق التجارية، نفس الوقت تقريباً، بعد فحص شامل لهيكل الطائرة.
 

 طوافة Sikorsky S-70i الجديدة لمكافحة الحرائق من الجو.  الصورة: Lockheed Martin
إسقاط البيانات

«بالطبع لدينا بعض الطلبات الفريدة التي ترد إلينا من أجهزة مكافحة الحرائق الجوية. يريد البعض القدرة على تتبع أو تعقب قطرات الماء وتقديم هذه البيانات إلى عرض خريطة رقمية متحركة في الوقت الفعلي في قمرة القيادة. وطلب مشغلون آخرون نظام أوكسيجين على ارتفاعات عالية»، بحسب شنايدر.
«طلبت العديد من الهيئات نظام طوارئ طبية EMS داخلي، والذي يمكن أن يراوح من إعداد متقدم جداً إلى مجرد نقاط ربط حيث يمكن تثبيت النقالة على أرضية المقصورة. لذلك يمكننا أن نكون دقيقين للغاية في ما يتعلق بتلبية متطلبات العميل الدقيقة»، يؤكد شنايدر.
وفي حين أن هناك طوافات Black Hawk أخرى مستخدمة في دور مكافحة الحرائق في الخارج، فإن Firehawk هو النموذج الذي صنعته شركة United Rotorcraft حصرياً. لقد تعاونت مع Sikorsky (حالياً Lockheed Martin)، الشركة المصنّعة للمعدات الأصلية لطوافة Black Hawk، في العام 2015 لبدء عملية التطوير، وكانت ملاحظات العملاء استثنائية. وفقاً لشنايدر. ويسترسل الأخير قائلاً: «حسناً، لقد كانت رائعة وتجاوزت توقعاتنا. أعتقد أنك ترى Firehawk كطوافة Huey جديدة، والتي كانت اللاعب المهيمن في السوق لسنوات عديدة. ونشهد الآن زيادة في مشغلي S-70 و UH-60». من خلال استكشاف الجوانب الفنية لِـ Firehawk بشكل أكبر، من الواضح أن قدرات الطائرة المتعددة المهام ليست فحسب التي تجعلها الطوافة المفضلة للجيل التالي من قبل رجال الإطفاء الجويين.
«مع معدات الهبوط من الارتفاعات العالية وخزان الإطفاء سعة 1000 غالون، والمرتبط بأنبوب مفتوح قابل للسحب، فقد حافظنا على التصميم لإبقائه نظيف نسبياً، ما سمح للطوافة بالتحليق بسرعات جوية متزايدة ما يمكنك الوصول إلى مكان الحريق بشكل أسرع، وإعادة ملء الخزان والعودة. ما يسمح بزيادة فعالية الإطفاء بسبب السرعة الجوية العالية للطوافة وزيادة حمولة المياه».
خلال هذه الدورات، يمكن للطيار التحكم بمستوى منسوب المياه من قمرة القيادة. إما حمولة واحدة أو سلسلة من الحمولات الأصغر حجماً إذا كانت تعمل على امتداد خط الحريق. وستخبرهم شاشة عرض الجهاز بكمية المياه المتبقية في الخزان بعد كل دورة وتتبع مكان سقوطها. إضافة إلى ذلك، يمكن نقل هذه المعلومات إلى مركز القيادة في الموقع القريب والذي سيدير حملة مكافحة الحرائق بأكملها».
تدل جميع المؤشرات على أن نجاح Firehawk سيستمر لسنوات عديدة مقبلة. وعندما سئل عن أفكاره حول ما قد يحمله المستقبل لمكافحة الحرائق الجوية، اقترح شنايدر بأن الطوافات ستصبح بشكل متزايد جزءاً من استجابة متكاملة للحرائق التي تشمل أنواعاً أخرى من الطائرات أيضاً.
«في السنوات المقبلة، سيكون هناك بالطبع تطورات في تكنولوجيا الطوافات وهياكل الطائرات، ولكن أعتقد أيضاً أنه سيكون هناك اختيارياً عربات آهلة وغير آهلة أو طائرات بدون طيار. كما أعتقد أن الذكاء الاصطناعي سيلعب دوراً كبيراً، إضافة إلى تكنولوجيا الأحوال الجوية. ومن المحتمل أن يتم دمج كل هذه التكنولوجيات للسماح للمنظمات بالمعرفة المسبقة بأي خطر حريق، وبمجرد الوصول إلى هناك، تتم إدارة مكافحة الحريق بشكل فعال».
«في الأحداث المستقبلية، أعتقد أنه سيكون هناك دمجاً متكاملاً للطائرات ذات الأجنحة الثابتة والعربات الجوية أو الطائرات غير الآهلة المجهزة بأجهزة استشعار للمراقبة، والتي يمكنها بعد ذلك نقل أو تحميل المعلومات الحية إلى الطوافات، والتي ستصبح أحد موارد الشبكة التي يمكن لأي شخص في مكان الحادث الاستفادة منها».
تتطلع شركة United Rotorcraft بالفعل نحو دمج البرمجيات اللازمة لمثل هذه العمليات في Firehawk، إضافة إلى تحسينات أخرى في هياكل الطائرات ومحركاتها. «هناك حاجة إلى محركات أكثر كفاءة ولديها قوة أكبر، وتستهلك وقوداً أقل وتكون أخف وزناً»، بحسب شنايدر الذي أضاف: «إنها بالتأكيد مساحة نتطلع إليها، لكن كل شيء يجب أن يكون متوازناً مع مفهوم السلامة».
لم يقتصر عمل United Rotorcraft على طوافات مكافحة الحرائق فحسب، وقد حققت فِرَق التصميم المتخصصة، والهندسة والتصنيع نجاحاً مماثلاً في مجال تعديلات طوافات سلطات إنفاذ القانون وتطويرها. وسلط شنايدر الضوء على الطبيعة المعقدة غالباً لهذه المشاريع.
وأردف شنايدر قائلاً: «هناك العديد من التكنولوجيات الجديدة التي تستخدم من قبل وكالات إنفاذ القانون الآن، ولكن، بالطبع، الخطوة الأولى قبل البدء في إدخال هذا الجهاز هي اختيار الطوافة المناسبة لوكالة معينة. يمكن لوكالات إنقاذ القانون الجوي أن تصف سيناريوهات متعددة المهام. بالنسبة لبعض الوكالات، قد تكون ببساطة عمليات على غرار الدوريات الجوية، في حين أن البعض الآخر لديها دور تعددية المهام، والذي يشمل الاستخبار والمراقبة والاستطلاع وربما خدمات الطوارئ الطبية EMS. وتقوم بعض دوائر الشرطة الأخرى بكل ذلك، بما في ذلك مكافحة الحرائق. لذلك هناك أنواع متعددة من الطائرات قيد الاستخدام».
 

قامت شركة United Rotorcraft مؤخراً بتعديل طوافة HH-60L المعيارية إلى Firehawk
مناقشات مفصلة

بمجرد أن تقرر وحدة الشرطة نوع الطوافة التي تحتاج إليها، فإنها تنظر بعد ذلك إلى المعدات التي ستكون الأنسب لمتطلبات مهمتها الخاصة. وهنا نجلس مع العميل ونخوض مناقشة عملية تصميم مفصلة للغاية. وقد يتوجب إجراء اجتماعات متعددة لمعرفة الاحتياجات وكيف سنقوم بدمج الأنظمة المختلفة.
وأشار شنايدر إلى أن القاسم المشترك في جميع مجموعات المهام هو التواصل. «لإنفاذ القانون، تعمل الطوافة كمنصة اتصالات. لذلك يتم اختيار نظام راديوي تكتيكي قوي أولاً. وقد يكون هناك كشاف ضوئي وربما بعض أنواع أنظمة الكاميرات. وقد يكون ذلك إما بوحدة محمولة تعمل بالأشعة تحت الحمراء أو وحدة عالية الاستبانة يمكنها تحميل هذه المعلومات.
«هناك مجال آخر للتحسين في مجال أنظمة الخرائط الرقمية. ويمكن للعديد من مزوّدي المعدات الأصلية OEM ترحيل الصور الحرارية FLIR Images على الخريطة، وهذا ما يسمح بنقل هذه البيانات إلى الضباط على الأرض الذين لديهم هاتف ذكي أو كمبيوتر لوحي. لذلك، بالنسبة لأي نوع من طوافات إنفاذ القانون، فإن الأمر يتعلق بامتلاك التكنولوجيا على متن الطائرة لمشاطرة هذه المعلومات».
 

تستخدم طوافة   Airbus H125  في دور مكافحة الحرائق. الصورة:  Airbus Helicopters
الاختيار النهائي

مع قواعد إدارة الطيران الفدرالية التي تسمح لطوافة ذات محرك توربيني أحادي بالعمل فوق الأماكن المبنية في الولايات المتحدة الأميركية، تشمل خيارات الطائرات الشائعة لوكالات إنفاذ القانون Airbus H125، و Bell 407 و MD 500، وقد يستغرق تحويل طوافة معيارية إلى منصة إنفاذ القانون عالية التقنية نحو 8 إلى 10 أشهر. على الرغم من أن شنايدر يشير سريعاً إلى أن هذا يعتمد أيضاً على المهل الزمنية لموردي الشركة.
مع العديد من الإعدادات الممكنة لعمليات إنفاذ القانون، يؤكد شنايدر أن ما يعمل على نطاق مدينة كبيرة على غرار مدينة لوس أنجلوس لن يكون مناسباً للعمل في دوريات الحدود.
ووفقاً لشنايدر، تحدد متطلبات المهمة أية طوافة هي الخيار الأفضل لوكالة معينة، على الرغم من أن الميزانية المتاحة هي بوضوح عامل رئيسي في الاختيار النهائي أيضاً. ويسلط الضوء على بعض الاعتبارات في عملية صنع القرار.
«يجب الأخذ بعين الاعتبار البيئة التي ستعمل فيها الطوافة. هل هي حارة أو مرتفعة؟ هل سيكون هناك الكثير من الطيران على ارتفاعات عالية؟ هل يريدون أداء مهام أخرى؟ ولكن كل ذلك يعود إلى الوزن، وهو المقايضة في ما يتعلق بالأداء».
بالنسبة للمستقبل، يرى شنايدر أن بعض أدوار مكافحة الحرائق وإنفاذ القانون يتم دمجها في مجال عمليات الطوافات. «أعتقد أنك سترى أقسام الشرطة المستخدمة في دور مكافحة الحرائق. بالطبع، سيكون هناك المزيد من التكامل مع الطائرات غير الآهلة، حيث أن العديد منهم قادرون بالفعل على التقاط بث فيديوي مباشر، وإني أرى  وقتاً سنكون فيه قادرين على مشاهدة ذلك على متن طوافة قد تدور في مدارات أبعد. وسيطلب المشغلون دائماً المزيد من قدرات الاتصال.
«في مجال المستشعرات، تتطور التكنولوجيا بسرعة كبيرة. عندما بدأت للمرة الأولى، لم يكن لدى بعض الوكالات، ببساطة، القدرة على حملها على متن الطوافة، الآن، أصبحت المعدات أصغر حجماً وأخف وزناً وأكثر قدرة. ويوضح شنايدر: «أعتقد أن ما سنراه الآن هو التكامل بين الرؤية الليلية، والتكنولوجيا الحرارية والكاميرات عالية الاستبانة. إن التكنولوجيا ستستمر في النمو لدعم كل من هذه الأدوار المتطلبة».
 

ستستخدم العربات الجوية غير الآهلة في المستقبل لمكافحة الحرائق جواً
تاريخ المقال
العدد
العدد حسب الاشهر
السنة
2021
رقم الصفحة
48

أخر المقالات