SeaRAM يوفّر دفاعاً إضافياً للمدمِّرات العاملة بنظام Ageis للدفاع الصاروخي البالستي BMD

وصل برنامج البحرية الأميركية السريع الخطى، لتجهيز أربع مدمرات من فئة DDG-51Arleigh Burke المنتشرة في مياه روتا الإسبانية بصواريخ الطبقة الداخلية أو الدفاع الدائري حول السفينة عن قُرب Mk 15 Mod 33 SeaRam من «رايثيون» Raytheon المجهَّزة بدورها بنظام «آيجيس» Aegis ذي الصواريخ الموجَّهة، إلى مرحلةٍ وسطية عقب رميٍّ حي ناجح من على متن السفينة USS Carney (DGG 64). وفي الاختبار الذي تمّ في منتصف تموز/يوليو العام 2016، في ميدان الاختبارات «إل أرينوسيلو» El Arenosillo قبالة هيولفا في أسبانيا، رصد نظام SeaRam وهاجمَ عربة هدفٍ جوّي BQM-74E، ومن ثم اعترض هذا الهدف باستخدام صاروخ Rolling Airframe (RAM) Block2.

وجاءت «مقدرة الردّ السريع» QRC هذه لنظام SeaRam تجهيزاً لسفينة Carney بهذا النظام عقب تركيبٍ أوّلي على متن سفينة USS Porter (DDG71) في روتا، ومن ثمّ سفينة USS Donald Cook(DDG75)، ومن بعدها سفينة USS Ross (DDG 71).

تفكيرٌ تكيُّفي

نظام SeaRam هو تكييفٌ أو اشتقاق لنظام سلاح أو دفاع الضَّرب عن قُرب Phalanx Block1B(CIWS) للسفينة. وفيما احتفظ النظام الجديد برادارات البحث والتعقُّب العاملة بالحيّز Ku كسابقه، فإنّه تخلَّى عن نظام المدفع الدوار الرشّاش «غاتلينغ» M61A1 Gatling عيار 20 ملم واستبدله بحاوية أو حاضن سعة 11 صاروخ RIM-116 RAM. ويمكن إدماج نظام SeaRam مع نظام القتال في السفينة المُضيفة، لكنّه قادرٌ أيضاً على القيام بعمليات بحث ورصد وتعقُّب مستقلّة والاشتباك مع التهديدات بصاروخ RAM.

وكان من شأن قرار تركيب نظام SeaRam على متن سفن DDG الأربع - وجميعها مجهزة بنظام «الدفاع الصاروخي البالستي» Aegis BMD - أنْ مكَّنَ السفن من الانتشار في مواقع متقدَّمة في أوروبا دعماً لـِ «المقاربة التكيُّفية المُمَرحَلة للدرع الصاروخي الأميركي» - تلبيةً لـِ «بيان احتياجات عملانية طارئة» UONS صادر عن الأسطول السادس في شباط/فبراير من العام 2015، وقد حدَّد البيان تهديداً ناشئاً لصاروخٍ جوّال مضاد للسفن في منطقة العمليات في شرق البحر الأبيض المتوسط.

وسفن الـ DDG الأربع الراسية في روتا الأسبانية مهيَّأة بفضل برنامج «النظام القتالي/ الكمبيوتر القتالي» Aegis Baseline 5.3 الأقدم عهداً. وفي حين أنّ النظام الأخير يشتمل على قدرة «الحرب المضادة للجوّيات» AAW يُغطّي مساحة كبيرة، فإنّه لا يدعم عمليات متزامنة للحرب المضادة للجوّيات و«الدفاع الصاروخي البالستي» BMD. وبالتالي فإنّ سفينة DDG المضيفة تُترك عرضةً لتهديدات AAW منخفضة الارتفاع فيما تكون السفينة تؤدّي مهمتها الأوّلية في «الدفاع الصاروخي البالستي».

ولم تُفصِح البحرية الأميركية ولا شركة Raytheon عن التهديد المحدّد الذي انطوى عليه «بيان الاحتياجات العملانية الطارئة» UONS المنوَّه به أعلاه. بيدَ أنّ نشرة «آي أتش أس جاينز» IHS Jane’s الدفاعية الدولية المتخصِّصة تُقيِّم أنّ متطلّب إضافة طبقة إضافية مستقلّة للدفاع الذاتي هو نتيجة نشر الصاروخ المضاد للسفن الفائق لسرعة الصوت الروسي الصنع 3M55Yakhont أو SS-N-26 ‘Strobile’ (حيث يرتبط هذا الصاروخ ببطارية الصواريخ الساحلية K-300P Bastion) في منطقة شرق البحر المتوسط/البحر الأسود.

وبعد تقييم التهديد، وتقصِّي عددٍ من الحلول المرشَّحة، آثرت البحرية الأميركية - من خلال «مكتب البرنامج التنفيذي للأنظمة الحربية المدمجة»، و«مديرية حرب السطح لدى البحرية» OPNAV N96 ، والأسطول السادس - السعي إلى إعادة التجهيز بنظام SeaRam ليكون بديلاً لمنصّتَي Phalanx Block 1B CIWS المركّبتَين على كلٍّ من سفن الـ DDG وهذا ما يمدّ كلّ سفينة بطبقتَين دفاعيتَين داخليتَين مكمِّلتَين ومستقلّتَين في الأداء على هيئة نظام CIWS (يُركَّب في مقدّم السفينة) ونظام SeaRam (يُركَّب على مؤخّرة السفينة).

وعلاوة على ذلك، تقرَّر تجهيز نظام SeaRam بأحدث صاروخ RAM Block2، الذي أحرزَ قدرة عملانية أولية في العام 2015 - ويُسمَّى RIM-116C  - ويتضمّن ديناميات قوة حركيّة kinematics ورأساً باحثاً محسَّناً يعمل بالتردُّد الراديوي RF الخامل للتصدّي لتهديدات صواريخ جوّالة مضادة للسفن أكثر سرعةً ومناورةً.

ومع ذلك، من المعروف أنّ عملية التركيب والإدماج ينبغي أن تتم في نصف الفترة المحددة المقدَّرة بعامَين المطلوبة لإجراء تغييرٍ بهذا القدر على السفينة. ومن أجل تقليص فترة البرنامج إلى 12 شهراً، وتبسيط مهمة الإدماج، تتوقّع البحرية الأميركية بعض الصعوبات: ما من تغييراتٍ ستكون على نظام القتال Aegis، والتغييرات على منصّة السفينة ستبقى في حدّها الأدنى وسيُنفَّذ الإدماج على دفعات، وينبغي أن يكون ثمة تزامنٍ متزايد في الاختبارات على الشاطئ وفي البحر.

وأُنيط بالحوض التخطيطي إلى شركة «جنرال دينامكس باث آيرون ووركس» General Dynamics Bath Iron Works (BIW) مسؤولية هندسة الوصلة البينيّة المادية والوظيفية لتركيب نظام SeaRam. كما أنّ مهمة هذا الحوض التخطيطي، إلى جانب ضمان الفعالية العملانية للنظام، هو أيضاً ضمان سلامة تشغيل النظام، كونه لا يُشكِّل أي خطرٍ على المعدّات الأخرى في السفينة.

ولدعم هذا النشاط، مُنِحَ فريقٌ من BIW دخولاً إلى سفينة Carney في مايبورت Mayport بولاية فلوريدا، ونورفولك في ولاية فيرجينيا قبل نشرها في أوروبا. وإلى جانب نواحي البيانات الإنشائية والميكانيكية والكهربائية والقتالية للإدماج، قيَّمَ فريق BIWالحماية من عَصْف الانفجار. واستُخدِمَت أداة مسح ثلاثية الأبعاد لالتقاط صور وأبعادٍ دقيقة.

SeaRam
إدماج SeaRam

من أجل تسريع عملية التسليم، جرى تعديل منصّات الإطلاق الذي يجري إنتاجها حالياً في خط إنتاج شركة Raytheon لبرنامج مبيعات عسكرية خارجية من أجل دعم «مقدرة الردّ السريع» QRC. في غضون ذلك، أُتيحت الفرصة للإفادة من برامج أخرى لتسريع إدماج نظامَي SeaRam و CIWS على متن سفن DDG، بدءاً بالسفينة USS Porter.

وقال ريك ماكدونال Rick McDonnell، مدير أنظمة صواريخ Raytheon للحلول الدفاعية عن قُرب: «لقد نظّمنا فرقاً لتفعيل تطوير البرمجيات والاختبار على نحو موازٍ. ومن أجل دعم هذا الجهد بنينا مجسَّماً بحجمٍ كامل لمنشآت تركيب نظامَي SeaRam و CIWS على متن سفينة Porterومحطة تحكُّم عن بُعد في بقعة الاختبار الخلفية في منشأتنا في توكسون لتنفيذ تجربة سريعة لطراز تدليلي».

وأضاف: «جرى تثبيت منصّتَي التركيب كما هما تماماً على متن السفينة. نظام CIWS [في الأمام] ونظام SeaRam [في الخلف] يتواصل بعضهما ببعض ... يمكنك اعتبارهما كنظامٍ قتالي مصغَّر خاص بهما».

وتتطلّب «مقدرة الردّ السريع» QRC نمطاً جديداً لدعم مفهوم العمليات CONOPS وهو ما يفيد من عمليات إدماج سابقة، بما في ذلك برمجيات نظام الدفاع الذاتي للسفينة Ship Self Defense System Mk 2 المطوَّر لبرنامج المدمِّرة 22DDH اليابانية.

وقال ماكدونال: «الأمرُ الإيجابي أنّه كان باستطاعتنا القيام بنمذجة تدليلية أوّلية سريعة في منشآتنا لجعل هذَين النظامَين يعملان معاً، وإذا أمكن أن نُطوِّر ونختبر ونُعدِّل».

وأضاف: «لقد أجرينا اختبارات لتنفيذ نمذجة تدليلية سريعة للبرمجيات، وتغييرات في الوصلة البينية، ومفهوم العمليات CONOPS. وهو ما انتقل لاحقاً إلى سفينة اختبار الدفاع الذاتي Self Defense Test Ship [SDTS] وذلك لاختبار ذلك التعديل ضدّ تهديدات العالم الحقيقية».

وتابع ماكدونال: «لقد استرعينا انتباه جميع أقسام البحرية [الأميركية]. وتمكّنا من العمل عبر «إيقاع معركة» من الاختبار والمصادقة على السلامة طوال العام 2015، لمنصّة SeaRam الفعلية [المقرَّرة لسفينة Porter] وهو ما شمل تأهيل برمجيات النظام وسلامته».

أمّا مات بوتون Matt Button، مدير برنامج الحلول الدفاعية عن قُرب لدى شركة Raytheon، فلفتَ بدوره إلى أنّ «هناك أمراً أساسياً تمثَّل في أنّ المتطلّبات لم تتغيّر أبداً. وهو ما ركّزت عليه البحرية».

وممّا خفَّض من مهمة الإدماج إلى حدٍّ كبير واقعَ أنّ تركيب قدرة QRC كانت خارج «نطاق» نظام القتال Aegis. وأُجريت اختبارات إدماج نظامَي Aegis/SeaRam والمصادقة عليهما لضمان وظيفية الوصلة البينية Aegis/CIWS المتواصلة في «مركز أنظمة القتال السطحي» Surface Combat Systems Center في والوبس آيلاندWallops Island بولاية فيرجينيا، في العام 2016 بالتوازي مع تركيب نظام Aegisعلى متن سفينة Porter. وأوضحَ ماكدونال: «خُفِّضَ مقدار الإدماج على متن Porter إلى حدِّه الأدنى لضمان أن يُلاقي البرنامج للسفينة الأولى جدوله الزمني. وقد تضمَّن إدماج النشر الأوّلي الكثير من اتصالات «رجل في حلقة التحكُّم» man-in-the-loop.

وتابع: «على متن سفينة Carneyوالسفن اللاحقة، هناك مستوى أكبر من الإدماج. وتصرَّف نظام Aegis في الأساس وكأنّه متصل بنظام سلاح Phalanx غير متوافر. لذا فإنّ نظام Aegis بات يعي الآن أنّ هناك منصّتَين مركّبتَين، وهذه الوظيفية قد جُهِّزت بها سفينة Porter».

اختبار الإعداد التهايؤي

أُجرِيت اختبارات رمي حي لإثبات فعالية «الإعداد التهايؤي» Configuration لمقدرة الردّ السريع QRC، وذلك في ميدان تشاينا لايك China Lake التابع لـِ «مركز الحرب الجوّية البحرية» في ولاية كاليفورنيا، حيث اشتبكَ نظام SeaRam مع هدف جوّي دون سرعة الصوت. وأعلنت شركة Raytheon في بيانٍ لها أنّ النظام قد «رصدَ وتعقَّبَ واشتبكَ مع تهديدٍ داهم، ورمَى صاروخ RAM Block 2 الذي اعترضَ الهدفَ بنجاح»، وأضافت الشركة أنّ نظام SeaRam «قد جرت مهايئته مع نظام السلاح عن قُرب Phalanx [CIWS] لإجراء الاختبار، على نحو يُماثِل الطريقة التي سيُنشَر فيها النظامان سويّةً على متن مدمِّرات البحريّة الأميركية [المجهَّزة بنظام Aegis]».

وفي اختبار رميٍّ حي ثانٍ أكثر صعوبةً، مع مهايئة نظامَي SeaRam وPhalanx CIWS نُفِّذَ على متن «سفينة اختبار الدفاع الذاتي» SDTS، حيث اعترضت صواريخ Ram Block 2 هدفَين مناوِرَين يفوقان سرعة الصوت.

وكان تركيب نظام SeaRam على متن السفينة Porter بدأ في أوائل العام 2016 في إطار جهوزية الصيانة المختارة للسفينة في قاعدة روتا الأسبانية. وقبل إجراء اختبار الرمي الحي الأول، أعدَّ فريقٌ من «مركز حرب السطح البحرية» قسم «كارديروك» Carderock Division تحضيراتٍ لرميٍّ اختباري يشتمل على تركيب عدّادات لقياس الجهد الخاص بمنشآت السفينة، وعدّدات قياس التسارع داخل، ومن حول، وتحت منصّة إطلاق SeaRam، وعلى المنشأة التي تدعمها.

وكان من شأن القياسات والتقييمات في اختبار الرمي المنوَّه عنه أعلاه أنْ مَنَحَ الثقة بأنّ عَصْف إطلاق الصاروخ لن يُلحِق ضرراً بالسفينة. وهذا ما مهَّدَ الطريق أمام تجربة تأهيل أنظمة قتال السفينة Combat Systems Ship Qualification Trial (CSSQT) حيث قام صاروخ SeaRamRAM Block 2 باعتراضٍ ناجحٍ لهدفٍ يحلق دون سرعة الصوت في ميدان الاختبارات «إل أرينوسيلو» El Arenosillo.

وقال العميد البحري الأدميرال جون هيل Jon Hill، المدير التنفيذي لبرنامج أنظمة الحرب المدمجة: «نسَّق خبراؤنا في الأسلحة، والإدماج على متن السفينة، والاختبار جهودهم عبر عددٍ من القيادات والمؤسّسات لتنفيذ المتطلّبات الهندسية الحسّاسة، وتسليم المعدّات، والتركيب الكامل للنظام، وإجراء اختبار في ميدان اختبارات أجنبي. كان هذا الفريق قادراً على الانتقال من مفهوم الورقة البيضاء (التخطيطي) إلى اختبار الرمي الحي في غضون اثني عشر شهراً».

وأكملت السفينة USS Carney فترة جهوزية صيانة على مدى 15 أسبوعاً في قاعدة روتا خلال صيف العام 2016، حيث تلقّت في ذلك الوقت التجهيزات المناسبة لتركيب نظام SeaRam، وجرى نشر السفينة إثرَ ذلك مباشرةً.

RAM Block2
العدد
العدد حسب الاشهر
السنة
2018
رقم الصفحة
62

أخر المقالات