الشخصيات

تُعتبر شركة «روكتسان» Roketsan مثالاً حَيّاً للشركات الناجحة التي انطلقت في غضون فترةٍ زمنية قصيرة نسبياً إلى مَصَاف الشركات المُنافِسة عالمياً، والتي تلبّي الاحتياجات المحلية للعتاد الدفاعي في وطنها الأُمّ تركيا وتغزو الأسواق العالمية بمنتجاتها المتطوِّرة والمبتكرة، وها هي اليوم تُعتبر رائدةً في إنتاج الصواريخ العادية والموجَّهة وصولاً بتطويرها للتكنولوجيات الصاروخية إلى مدارات حول الأرض والفضاء الخارجي، فيما لا تنفكّ تُخصِّص مئات الملايين من الدولارات للأبحاث والتطوير.
مجلة «دفاع21» Defence21 حاورت السيّد مراد إيكينشي Murat İkinci، الرئيس التنفيذي للشركة، وجاءت ببعض قصص نجاح هذه الشركة التركية الطموحة.
 

هلاَّ أطلعتمونا على مقدّمة عن شركة Roketsan؟

أُسِّست شركة Roketsan في 14 حزيران/يونيو من العام 1988 بقرارٍ من «اللجنة التنفيذية للصناعة الدفاعية»، وهي تُواصِل نشاطاتها وهدفها الحفاظ على مكانتها كمورِّد طليعي لحلول الصواريخ العادية والموجَّهة، الأصليّة والموثوقة والمتفوِّقة، وبقيامنا بذلك نُسهِم في مستقبل بلادنا.
ويتمحور تركيزنا الرئيسي حول تلبية احتياجات «القوّات المسلّحة التركية» فضلاً عن قوّات الدول الصديقة والحليفة، حيث تُطوِّر Roketsan وتُصنِّع أنواعاً عديدة من الصواريخ غير الموجَّهة، والصواريخ الموجَّهة بدقّة، وكذلك الذخائر الموجَّهة إلى جانب أنظمة إطلاقها ودفعها، والرؤوس الباحثة، وأنظمة التحكُّم بالتوجيه، والصواعق، والرؤوس الحربية، والأجزاء الميكانيكية، والخوارزميات والبرمجيات، ودمجها في منصّات برّية وجوّية وبحرية، وتقديم الدعم اللوجستي لتلك الأنظمة، وإنتاج الوقود أو الحشوات الدافعة للصواريخ، وتصميم وتصنيع حماية بالستية وضمان تطوير العربات المُطلَقة فضاءً في منشآتها بأنقرة.
وفيما تهدف Roketsan إلى ترسيخ أقدامها بصفتها الجيش التكنولوجي الأكبر في تركيا مع أكثر من 3,500 موظّف، تُواصِل تمويل تطوير التصاميم والمنتجات الأصلية من خلال دراساتها في «الأبحاث والتطوير» R&D التي تضمّ أكثر من 1,800 مهندسٍ.
 

 «عائلة الذخيرة الصُغرية الذكية» وهي:  MAM-L و MAM-C و MAM-T
كيف تُقيِّمون Roketsan من ناحية التكنولوجيات الأكثر تطوُّراً وحداثة؟

بعدما استكملنا 33 عاماً، وهي فترة قصيرة نسبياً في القطاع الدفاعي - وصلنا إلى مكانةٍ يمكننا أن نفتخر بها. ونتيجةً لجهودنا للإسهام في الدفاع عن بلادنا مع أنظمتنا الصاروخية العادية (غير الموجهة) والموجَّهة، يمكن اليوم تلبية احتياجات «القوّات المسلّحة التركية» من الصواريخ بأنواعها محلياً بفضل منتجاتنا الفريدة، ونحن نستقطب الاهتمام أيضاً بمنتجاتنا المتطوِّرة جداً في الأسواق الخارجية. وقد لعبت جهودنا في «الأبحاث والتطوير» والابتكار دوراً رئيسياً في النمو الذي حافظنا عليه بنجاح منذ اليوم الأول لتأسيس شركتنا. ومن خلال هذه الدراسات وصلنا إلى مستوى يسمح لنا بالتنافس على الصعيد العالمي في تسليم التكنولوجيات المتقدِّمة.
ومن الضروري أن نذكر «مركز الحماية البالستية» BPC لدى شركة Roketsan في إطار تكنولوجياتنا المتقدِّمة. فالمركز الذي قُمنا بتأسيسه يُلبِّي متطلّبات الحماية البالستية للمنصّات العسكرية والمدنيّة ويملك قدرات تصميم وتطوير وإنتاج واختبار قدرات مواد مركّبة ودروع تفاعلية متفجرة –Explosive Reactive Armor (ERA) للعربات المدرّعة الثقيلة/الخفيفة. ونحن أيضاً نُوفِّر «نظام التدريع الطبقي المرن» Elastic Layered Armor System وحلول الحماية الأساسية لمضاعفة مستوى الحماية ضدّ تهديدات قذائف RPG.
وكذلك فإنّ رؤية رئيسنا وقيادة «رئيس الصناعات الدفاعية»، تولّينا أدواراً حاسمة في وصول تركيا باستقلالية كاملة إلى الفضاء. وقد أطلقنا أول دفعة صواريخ محلية متقدّمة بتكنولوجياتٍ محلية إلى الفضاء، واجتزنا سقف الـ 100 كيلومتر الذي يُعتَرف به حدّاً للفضاء، ووصلنا إلى 130 كيلومتراً في العام 2018 و 136 كيلومتراً في العام 2020. ونتيجةً للعمل الذي أنجزناه ضمن نطاق «مشروع نظام إطلاق السواتل الصغرية»، فإنّ هدفنا الرئيسي هو وضع قمر صناعي مع وزنٍ أقصى يبلغ 100 كيلوغرام في مدارٍ منخفضٍ حول الأرض على ارتفاعٍ أدنى يبلغ 400 كيلومتر، وبالتالي نصبح بلداً يمكنه أن يُرسِل أقماره الصناعية إلى الفضاء. ويُوطِّد هذا المشروع أيضاً مكانة Roketsan في التكنولوجيات المتقدِّمة.
 

 «عائلة الذخيرة الصُغرية الذكية» وهي:  MAM-L و MAM-C و MAM-T
 «عائلة الذخيرة الصُغرية الذكية» وهي:  MAM-L و MAM-C و MAM-T

وينخرط أكثر من 1,400 مهندسٍ في التطوير والاختبار داخل منشآتنا الخاصة بالأبحاث والتطوير، والتي بدأت عملياتها في العام 2009. إنّ استثماراتنا في هذا المجال هي فوق المتوسط الوطني كلّ عام، استناداً إلى إدراكنا بأنّ تصميم الأنظمة المبتكرة لا يكون ممكناً إلَّا من خلال «الأبحاث والتطوير». ففي العام 2020 خصَّصنا 488 مليون ليرة تركية للأبحاث والتطوير، بما يُماثل 12.75 بالمئة من دوران رأسمالنا، ووفَّرنا موارد كبيرة للعديد من المشاريع الجديدة. ونتطلع في العام 2021، إلى مضاعفة هذا الرقم تقريباً، حيث يتمثَّل هدفنا في استثمار أكثر من 800 مليون ليرة تركية في «الأبحاث والتطوير».
وفيما نُخصِّص الموارد للأبحاث والتطوير نأخذ في عين الاعتبار على حدٍّ سواء الاتّجاهات العالمية والتهديدات الناشئة، فضلاً عن احتياجات عملائنا من المستخدمين في الميدان. وبالتركيز على استراتيجيات الأعمال الجديدة، نبتكر بوتيرةٍ سريعة حلولاً جديدة.
وخيرُ مِثالٍ على المستوى الذي وصلنا إليه اليوم، تُنتِج Roketsan أكثر من 50 منتجاً تكنولوجياً متقدِّماً، وبفضل الأنظمة التي طوَّرناها، يمكن أن نُصمِّم المنتجات حالياً لتُلائم احتياجات المستخدِم النهائي، والمثابرة على تحديثها. ولذلك يمكن لمنتجات Roketsan أن تُصمَّم اليوم خصيصاً لكي تُلبِّي الاحتياجات المحدَّدة لدى المُستخدِم وذلك بفضل التكنولوجيات الفرّعية التي قمنا بتطويرها.
ومع قوتنا العاملة المتَّسِمة بالخبرة، التي تنمو في حجمها يوماً بعد يوم، ومنشآتنا، التي تعزَّزت بالمزايا التقنية المتقدّمة، نُواصِل بفخر أعمالنا فيما نُدرِك أنّ هذه الأعمال تُواصِل الإسهام في القطاع الدفاعي، فيما نهدف دائماً إلى الأداء على نحو أفضل.
 

«الصاروخ المضاد للسفن» ATMACA
«الصاروخ الموجَّه ليزرياً» CİRİT
هلاَّ أخبرتمونا عن بعض قصص نجاح Roketsan حول العالم، خصوصاً في «منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»؟ هل هناك أية تكنولوجيات، أو خدمات، أو منتجات، أو أنظمة وبرامج ذات أهمية خاصة بالنسبة إلى هذه المنطقة؟

إنّ «منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» هي من بين الأسواق التي تحظى بالأولوية لدى Roketsan بسبب الروابط التاريخية والثقافية وأهميّتها الاستراتيجية بالنسبة إلى بلدنا. ومنذ بداية العقد الأول من هذا القرن، تُواصِل Roketsan عرض منتجاتها وقدراتها بالتعاون مع القوّات المسلّحة والصناعات الدفاعية لدى الدول الصديقة والحليفة في المنطقة.
وإذا ما أخذنا في عين الاعتبار الوضع الراهن للدول الحليفة في المنطقة، فإنّ الذخائر التي يمكن إدماجها في «العربات الجوّية غير الآهلة» UAV و«العربات الجوّية القتالية غير الآهلة  UCAV، وخصوصاً تلك التي تنتمي إلى «عائلة الذخيرة الصُغرية الذكية» لدينا، وهي: MAM-L و MAM-C و MAM-T، تستأثر بأهميةٍ خاصة. فبإمكان العالم بأكمله أن يرى كيف أنّ ذخائر MAM-L و MAM-C، استناداً إلى نجاحها المُثبَت ميدانياً، ستُسهِم إسهاماً متفوِّقاً في القوة الجوّية الضاربة لدى أي بلدٍ يمتلكها ضمن ترسانة أسلحته. ونؤمن بشدةّ أنّ ذخائر MAM-T، التي طُوِّرَت لتلبية الحاجة إلى فعاليةٍ أعلى للرأس الحربي ومدى أطول، ستُحقِّق النجاح ذاته.
 

 «نظام الصاروخ المضاد للدبّابات البعيد المدى الموجَّه ليزرياً»  L-UMTAS

وإضافةً إلى ذلك، حينما نتطلّع إلى التطوُّرات في منطقة البحر الأبيض المتوسط والخليج العربي، نُدرِك أنّ أنظمة الصواريخ لمنصّات السطح، على غرار «الصاروخ المضاد للسفن» ATMACA، و«الصاروخ الموجَّه ليزرياً» CİRİT، و«نظام الصاروخ المضاد للدبّابات البعيد المدى الموجَّه ليزرياً»  L-UMTAS من ضمن صواريخنا، التي تُجسِّد إنجازاتنا التكنولوجية في الوقت الراهن، ستُضيف أيضاً مقدرة كبيرة إلى القوّات المسلحة في المنطقة. وإضافةً إلى ذلك، يمكننا الاستشراف بأن يحظى «صاروخ الطوربيد من الفئة الثقيلة» Heavy Class Torpedo AKYA بطلبات عالية في «منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا».

أطلقت Roketsan أول دفعة صواريخ محلية متقدّمة بتكنولوجياتٍ محلية إلى الفضاء، واجتازت سقف الـ 100 كيلومتر الذي يُعتَرف به حدّاً للفضاء، ووصلت إلى 130 كيلومتراً في العام 2018 و 136 كيلومتراً في العام 2020
حينما تنظرون إلى المنتجات والخدمات التي تُقدِّمها شركتكُم، وما تُجسِّده اليوم من إنجازاتٍ تكنولوجية في الأنظمة البحرية، كيف تُقيِّمون التكنولوجيات المستقبلية؟

ينبغي على شركة Roketsan، بالنسبة لي، أن تؤدِّي دوراً أساسياً في مستقبل الذخائر الموجَّهة وأنظمة الصواريخ التكتيكية، ويمكنها أن تتولَّى دوراً مُغيِّراً لقواعد اللعبة في مختلف بيئات الحروب. وتدعم Roketsan، بتبنِّيها لهذه الرؤية، نموّها كشركةٍ تبتكر أنظمة جديدة تُطوِّر تكنولوجيات في هذا الحقل من خلال شراكات تعاونٍ محلي. ومن أجل ابتكار حلولٍ استباقية ورائدة، نُطبِّق هذه العمليات بأسرع وسيلةٍ ممكنة فيما نُحافظ على تواصلٍ دائم مع المَستَخدِم.
ويمكنني أن أُقدِّم لك نظرةً عامّة عن التطوُّرات التكنولوجية التي نُواجهها، آخذين في الاعتبار أهمية أنظمة الصواريخ والذخائر الموجَّهة للمستقبل.
 

تستشرف  Roketsan بأن يحظى «صاروخ الطوربيد من الفئة الثقيلة» Heavy Class Torpedo AKYA بطلبات عالية في «منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»

ونحن نعمل على أنظمة مستقلّة ذاتية الحركة مجهَّزة بالعديد من المستشعرات التي تُغطِّي طيفاً واسعاً والتي بإمكانها العمل تحت ظروفٍ مختلفة، وهي فعّالة ضدّ مختلف أنواع الأهداف وتستفيد من المرونة والكفاية المتاحتَين بفضل تلك المستشعرات. إنّما الأنظمة الذكية المتعدّدة الأغراض التي تتواصل في ما بينها وهي تُنفِّذ مهمّتها، والتي تضمن التفعيل الأمثل من خلال وضع الأولويات ومشاركة الأهداف، هي مجالٌ آخر يستقطب الاهتمام.
وتضمّ هذه الأنظمة منصّات أو منظومات ذات أنواعٍ مختلفة يمكن تعديلها وتكييفها لتُجاري البيئات العملانية، الوحيدة أو الجماعية، لمختلف عناصر المُستَخدِمين، وتتَّسِم بمرونةٍ وتراكبيةٍ كافيتَين للاستجابة للتهديدات المتغيِّرة والتطلُّعات المتطوِّرة لدى المستخدم.
وأخيراً وليس آخراً، نسعى بشدّة لإرساء مقاربةٍ حَيّة، تشمل الهندسة واللوجستيات وخدمة دعم المستخدم، يمكنها أن تكون قريبة من الحقل العملاني للمستخدم، الذي بإمكاننا من خلاله أن نُطوِّر سريعاً الحلولَ مع مزايا وتحسيناتٍ جديدة فيما تنبثق احتياجاتٍ جديدة.

السيّد مراد إيكينشي، شكراً جزيلاً.

أنشأت Roketsan «مركز الحماية البالستية» BPC الذي يُلبِّي متطلّبات الحماية البالستية للمنصّات العسكرية والمدنيّة، ويملك قدرات تصميم وتطوير وإنتاج واختبار قدرات مواد مركّبة و دروع تفاعلية متفجرة –Explosive Reactive Armor (ERA) للعربات المدرّعة الثقيلة/الخفيفة
Page No
26
Year
2021
التاريخ
الدولة
الشركة

أخر المقالات