نقل درايات ومعارف القوات المسلحة الفرنسية إلى قوات الدول الصديقة لفرنسا هي المهمة الرئيسية التي تضطلع بها شركة «الاستشارية الدولية للدفاع» DCI، بحسب ما قال جان- ميشال بالاغوس Jean-Michel Palagos، رئيس مجلس الإدارة، والرئيس التنفيذي لـلشركة في الحوار الذي أجرته معه مجلة «دفاع 21» خلال فعاليات معرض «أيدكس 2017». ولا غرابة في ذلك، فإن DCI، باعتبارها إحدى أدوات وزارة الدفاع الفرنسية، تتشاطر مع قواتها المسلحة تطوير وتعزيز التعاون العسكري المستدام مع شركاء فرنسا لتطوير قدراتهم الدفاعية.

وتناول الحوار أيضاً سياسة DCI لإنشاء مراكز تدريب جديدة أو دعم مراكز قائمة للتدريب على الطوافات، وأحدث أنشطتها التدريبية على غرار الدفاع السيبراني والعربات الجوية غير الآهلة، فضلاً عن التدريب البحري والأكاديمي لضباط المستقبل. وفي ما يأتي تفاصيل الحوار:

جان- ميشال بالاغوس Jean-Michel Palagos، رئيس مجلس الإدارة، والرئيس التنفيذي لـِ DCI
هل يمكن إعطاؤنا لمحة عامة عن DCI وعلاقتها بوزارة الدفاع الفرنسية؟

أُنشئت DCI من قِبَل وزارة الدفاع الفرنسية في العام 1972. وهكذا، كانت DCI، لأكثر من 45 عاماً، المشغِّل المعتَمد لدى وزارة الدفاع الفرنسية لنقل درايات ومعارف القوات المسلحة الفرنسية إلى قوات الدول الصديقة لفرنسا. وDCI هي المشغِّل الوحيد الذي يقدم تدريباً يماثل معايير الجيش الفرنسي.

تعود نجاحات DCI بشكل أساسي إلى ارتباطنا بالقوات المسلحة الفرنسية، التي يمثل تميزها ونفوذها الدعامة الرئيسية لنا. ونعتبر الثقة والتفاهم المتبادلَيْن مفتاح التعاطي مع هذا الجيش حيث أننا نتشاطر الهدف نفسه ألا وهو: تطوير وتعزيز التعاون العسكري المستدام مع شركاء فرنسا.

ما هي عروض DCI، وكيف ترتبط بالسياسة الدفاعية الفرنسية؟

من خلال وجودها عبر الطيف الكامل من الخدمات الدفاعية والأمن الوطني، تقدم DCI الاستشارات، والتدريب والمساعدة التقنية. DCI هي من أدوات وزارة الدفاع الفرنسية، وهذا هو السبب في أن مهامها تتوافق مع السياسة الدفاعية الفرنسية لدعم حلفاء فرنسا في تطوير قدراتهم الدفاعية.

أولاً وقبل كل شيء، توفر DCI التدريب الأكاديمي، والتقني والعملاني لكل الرتب من جميع المستويات والمتاح في مراكز التدريب العسكري في فرنسا والمنشآت الخاصة بالبلد الأجنبي. وعلاوة على ذلك، تقدم DCI، بالتعاون مع الصناعة الدفاعية الفرنسية، خبراتها في ما يتعلق بالمساعدة التقنية ومعارف اختصاصييها في قطاع الصيانة وفي دعم إدارة المشاريع.

طيارون جدد يحتفلون بتخرجهم أمام مقاتلة Rafale
تخطط DCI لإنشاء مراكز تدريب أو لدعم مراكز التدريب القائمة في دول العملاء على غرار أكاديمية الدوحة للتدريب على الطوافات. هل لكم أن تسلطوا المزيد من الضوء على هذه الخطوة؟

أنشأت DCI «أكاديمية هيلانغ فلاينغ» Helang Flying Academy، وهي مشروع مشترك مع شركة Major Flagship Sdn BTd أو MFSB الماليزية، وهي المشاركة الأولى لِـ DCI. وتُعد نموذج عمل «مربح بصورة مزدوجة» win-win ويؤكد طموحات DCI في جنوب شرق آسيا.

يقدم هذا المشروع المشترك لماليزيا حلاً وطنياً: سيقدم بموجبه المتدربين تدريباً عالي الجودة، وفقاً لأعلى معايير السلامة وبما يتوافق مع السياق العملاني لهذه الدولة. وستسمح هذه الشراكة الـ win-win لماليزيا بتوفير دورات تدريب على الطوافات تتوافق مع متطلبات الأجهزة الحكومية والقوات المسلحة في البلد.

تشير تقديرات DCI إلى أن هذه الأكاديمية ستدرب نحو 30 متدرباً من ماليزيا ودول الحوض الباسيفيكي الآسيوي في عامي 2017 و 2018، وفي نهاية المطاف، تتوقع DCI أن المركز سيوفر أكثر من %50 من الطلب على التدريب الأولي في ماليزيا.

وبالشراكة مع «رويال بروناي تكنيكال سرفيسز» Royal Brunei Technical Services، ستدعم DCI أيضاً مركز التدريب البحري في سلطنة بروناي. ويستند هذا الدعم على تزويد هذه المملكة بالمدربين البحريين ومعدات التدريب.

وسّعت DCI عمليات تدريبها إلى مجالات جديدة على غرار الدفاع السيبراني، والعربات الجوية غير الآهلة، والاستخبار والمراقبة والاستطلاع ISR... ما هي توجهاتكم في هذه الموجة الجديدة من التدريب؟

يتصاعد حالياً نمو الدفاع السيبراني والعربات الجوية غير الآهلة، وهذا السبب يجعل DCI تهدف إلى تطوير أفضل القدرات والتدريب في هذه المجالات الجديدة والمبتكرة.

في ما يتعلق بالدفاع السيبراني، قامت DCI بتطوير نحو 40 دورة تدريب أكاديمي وتقني، فضلاً عن التمارين العملانية. ومنذ تطويرها في العام 2014، شهد النشاط السيبراني تدريب المئات من المتدربين من أوروبا، والشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا. ورفعت هذه الدورات المفصَّلة المرتكزة إلى التدريب العملاني والتمارين الإدراك الوضعي للمشاركين حول الأمن السيبراني. وخير مثال على ذلك هو تمرين DEFNET الذي يقام سنوياً لصالح القيادة السيبرانية الفرنسية.

أما بالنسبة للعربات الجوية غير الآهلة، فهي تهدف DCI إلى تقديم خدمات عالية المستوى. على سبيل المثال، فازت DCI في شباط/ فبراير الفائت، بمناقصة من وكالة الدفاع الأوروبية European Defence Agency (EDA) لتطوير وتقديم حل تكنولوجي للتدريب على «أنظمة الطائرات المشغلة عن بُعد ذات الارتفاع المتوسط والمكوث الطويل» MALE RPAS. وسيستخدم هذا المحاكي لتدريب مشغلي العربات الجوية غير الآهلة في مراكز العديد من الدول الأعضاء في وكالة الدفاع الأوروبية، التي قررت الإبقاء على حل DCI الذي يؤكد جودة التدريب الذي تقدمه شركتنا

فازت DCI بمناقصة من وكالة الدفاع الأوروبية European Defence Agency (EDA) لتطوير وتقديم حل تكنولوجي للتدريب على «أنظمة الطائرات المشغلة عن بُعد ذات الارتفاع المتوسط والمكوث الطويل» MALE RPAS
كيف تستشرف DCI أنظمة التدريب في المستقبل؟

ستعتمد أنشطة التدريب بصورة متزايدة على محتوى الوسائط الإعلامية وتعزيز الواقعية. وقامت DCI بضخ استثمارات كبيرة على مساعدات التدريب ومنصاته على مدى السنوات القليلة الماضية. وفي الوقت الحاضر، يستخدم مدربو DCI الوسائط الإعلامية عبر أقراصهم المدمجة، وأجهزة الكمبيوتر، وشاشات العرض والأجهزة الرقمية الأخرى لتوفير الدروس والإعداد للتدريب العملاني. وهذا ما يمثل «الجيل الجديد من الفصول الدراسية» من DCI، وهناك قيد الخدمة حالياً أكثر من 20 منها لجعل متدربي DCI الأكثر نجاحاً.

وإلى ذلك، تركز DCI دائماً على استخدام أحدث المحاكيات، ومختبرات اللغة، والدورات الافتراضية عبر eCampus، وهلمّ جرا.

احتفلت سفينة التدريب «ألماك» Almak بالذكرى السنوية الثالثة في العام 2017 مع تدريب أكثر من 150 متدرب و 540000 ميلاً بحرياً – أي ما يعادل رحلتين بحريتين حول العالم
ماذا يمكن أن تخبرونا بإيجاز عن تدريب DCI على المنصات البحرية والجوية والأنظمة ذات الصلة؟

تولي DCI اهتماماً كبيراً لتشغيل أجهزة التدريب البحري والجوي الأكثر تقدماً. وقد قمنا باستثمارات قوية على مدى السنوات الأخيرة لتعزيز عروضنا في هذا المجال.

تعتبر طوافات مركز التدريب العالمي على الطوافات CIF-H الثلاث الأولى - طوافة EC120 المعدلة لتدريب الطيارين – مثالية للتدريب المتقدم بفضل دمج تكنولوجيا «قمرة القيادة الزجاجية» واستخدام مناظير الرؤية الليلية NVG. ونفذت طوافات CIF-H نحو 3000 ساعة طيران في العام 2016.

وفي ما يتعلق بالدورات العسكرية الأكاديمية والتدريب العملاني في البحر، احتفلت سفينة التدريب «ألماك» Almak بالذكرى السنوية الثالثة في العام 2017 مع تدريب أكثر من 150 متدرب و 540000 ميلاً بحرياً – أي ما يعادل رحلتين بحريتين حول العالم.

Almak هي سفينة حديثة متعددة الأغراض، مصممة خصيصاً للتعليم البحري والتدريب وتتميز بتصميمها المبتكر. باستطاعتها استيعاب أكثر من 17 طالباً إضافة إلى المدربين والبقاء في البحر لمدة تصل إلى 40 أسبوعاً في السنة.

في ما يتعلق بالدفاع السيبراني، قامت DCI بتطوير نحو 40 دورة تدريب أكاديمي وتقني، فضلاً عن التمارين العملانية
وضعت DCI قدرة حقيقة في مجال التدريب الأولي للضباط على مدى السنوات الأخيرة. هل يمكنكم تفصيل هذا النشاط؟

إلى جانب التدريب العملاني، يعطي التدريب الأولي للضباط الأجانب، وهم ضباط مستقبليون يُطلَق عليهم اسم تلميذ ضابط، فرصة لاستكمال التعليم العسكري في إحدى الأكاديميات العسكرية الفرنسية (على غرار «سانت سير Saint-Syr للقوات البرية، والمدرسة البحرية Ecole Navale والمدرسة الجوية Ecole de L’Air للقوات الجوية).

تستكمل المناهج الأكاديمية في غضون خمس أو سبع سنوات اعتماداً على الدورات. ويمنح خريجو منهاج السنوات الخمس شهادة دراسات عليا. يخضع المتدرب لدورة تحضيرية على مدى سنتين مخصصة للغة الفرنسية والمعرفة الأكاديمية المطلوبة لمتابعة التدريب الأكاديمي لمدة ثلاث سنوات. في حين تمنح المناهج الدراسية على مدى سبع سنوات شهادة الماجستير، لذلك تتم إضافة دورة إعداد تكميلية لمدة سنتين قبل انضمام المتدرب إلى الأكاديمية العسكرية.

ومهما كانت الخدمة أو مدة الدورة، فإنها سوف تستند بشكل صارم إلى الركائز الثلاث لتعليم الضباط الفرنسيين: الإنسانية، والعسكرية والأكاديمية. ولهذا السبب، وفي سانت سير على سبيل المثال، سوف يتخرج المتدربون أو تلامذة الضباط مع شهادة آمر فصيلة، وسوف تتاح لهم الفرصة للانخراط، مع رفاقهم الفرنسيين بالتدريب العسكري المتخصص على غرار الهبوط بالمظلات، والقتال الجبلي، والمغاوير، ودورات القتال في الغابات. أما الطلاب البحريين فسيتخرجون مع شهادة «ضابط الساعة» Officer of the Watch.

يتم تنفيذ هذه البرامج التعليمية العسكرية بالتعاون الوثيق مع الأكاديمية العسكرية الفرنسية وتضع في أولويتها هدف واحد هو: النجاح. ومن أجل الوصول إلى ذلك، طورت DCI مقاربة واحدة ترتكز على توفير الدعم الأفضل للمتدربين الأجانب طوال فترة تدريبهم في فرنسا: دورة تحضيرية مع أساتذة ومتدربين متخصصين، رصد التقدم، والإشراف الشخصي. ونحن فخورون بشكل خاص بهذه المقاربة وبأن نكون جزءاً من النفوذ العالمي للأكاديميات العسكرية الفرنسية

تعتبر طوافات مركز التدريب العالمي على الطوافات CIF-H - طوافة EC120 المعدلة لتدريب الطيارين – مثالية للتدريب المتقدم بفضل دمج تكنولوجيا «قمرة القيادة الزجاجية» واستخدام مناظير الرؤية الليلية NVG
Page No
22
Year
2017
Issue Months
التاريخ

أخر المقالات