Missile Systems NGI الصواريخ الاعتراضية للجيل التالي: تقرير شامل

تقوم «وكالة الدفاع الصاروخي» MDA في الولايات المتحدة الأميركية بتطوير الجيل التالي للصاروخ الاعتراضي NGI لدعم الأمن الوطني ضد مخاطر الصواريخ البالستية. وسيتم ميدنة الوحدات الأولى من هذا الصاروخ في العام 2027 أو 2028.

بدأت الولايات المتحدة الأميركية ميدنة نظام دفاع صاروخي يرتكز أرضاً GMD في العام 2004. ولم يكن ذلك مجدياً أو مخصصاً لحماية أميركا الشمالية من هجوم صاروخي بالستي واسع النطاق آتٍ إما من روسيا أو الصين. ويقع الدافع من وراء GMD في الصواريخ البالستية المتوسطة المدى IRBM، والصواريخ البالستية العابرة للقارات ICBM، وبرامج أسلحة الدمار الشامل WMD، لما يسمى بالدول المارقة وعلى وجه الخصوص كوريا الشمالية وإيران.

صمّم نظام GMD لاعتراض عدد محدود من الرؤوس الحربية البالستية الداهمة خلال المرحلة المتوسطة من مسرى الصاروخ. ويستخدم الصاروخ الاعتراضي المرتكز أرضاً GBI نظام Circa 44 الموجود حالياً في صوامع الصواريخ الأرضية في ثكنة «فورت غريلي» Fort Greely في ألاسكا، وقاعدة فاندنبيرغ الجوية في كاليفورنيا، (أصبح العدد الدقيق لهذه الصواريخ في غاية السرية اعتباراً من كانون الثاني/يناير 2023، وكان الصاروخ 44 آخر رقم يُعلَن عنه». ودعمت مهمة الاعتراض بشبكة مستشعرات مرتكزة بحراً وبراً وفضاءً، إضافة إلى أنظمة قيادة وتحكم. يتألف الصاروخ الاعتراضي المرتكز أرضاً GBI من صاروخ إقلاع ثلاثي الطبقات يعمل بالوقود الصلب يحمل «آلة قتل خارج الغلاف الجوي» EKV. وبعد انفصاله عن صاروخ الإقلاع، تستخدم EKV بيانات التوجيه المرسلة من أنظمة الدعم الأرضية وأنظمة إدارة الرمي، إضافة إلى مستشعراتها الخاصة الموجودة على المتن لتعريف الهدف. وتقترب EKV نحو الهدف باستخدام أنظمة الدفع على المتن، وتدمير الهدف من خلال المأثرة الحركية وتعرف آلية التدمير هذه بما يسمى «اضرب لتقتل» hit-to-kill. إن برنامج تمديد حياة الخدمة SLEP هو الآن في طريقه لضمان بقاء الترسانة الحالية لِـ GBI إلى ما بعد العام 2030. وهناك أحد عشر صاروخاً مُستخدَماً الآن مجهزاً بأنظمة دفع محسّنة إضافة إلى إلكترونيات وعربات القتل. ويتوقع أن يُنجز برنامج SLEP في السنة المالية للعام 2025. إضافة إلى برامج التحسين هذه، استحوذت وكالة الدفاع الصاروخي MDA على 16 صاروخاً مرتكزاً أرضاً إضافياً، إضافة إلى الـ 44 صاروخاً الذي أُعلن عنه مسبقاً منذ العام 2017. وسيصار إلى تسليم صاروخ إضافي أواخر العام الحالي وستقوم هذه الصواريخ بأغراض متعددة، منها اختبارات طيران إضافية لنظام الاعتراض، واستبدال الصواريخ غير الصالحة للعمل. الصاروخ الاعتراضي للجيل التالي لدى ترسانة GBI الحالية عدة قيود. إن سجل اختبار الطيران متقلب جداً. ومنذ العام 1999، فشلت 9 اختبارات اعتراض من أصل 20 اختبار اعتراضي. ويُعتقد أن مفهوم العمليات الحالي يدعو إلى إطلاق ما بين صاروخين وأربعة صواريخ لكل صاروخ ICBM داهم، بغية زيادة احتمالات الاعتراض الناجحة. وعلى المدى الطويل، طغت الموثوقية على الحقيقة التي مفادها بأن صواريخ GBI ليست مصممة للعمل ضد الصواريخ البالستية الخداعية المتعددة الرؤوس الحربية، والحمولات المناورة أو الإجراءات الإلكترونية المضادة لإحباط الأنظمة الاعتراضية. وأكّدت «ميشيل اتكينسون» Michelle Atkinson، مديرة العمليات في وكالة MDA في آذار/ مارس 2023 أن أنظمة الصواريخ البالستية المعادية ستحظى بعربات مناورة متعددة الرؤوس الحربية إلى جانب الأشراك الخداعية وأنظمة التشويش. قالت مصادر الصناعة الدفاعية المهتمة في تطوير الدفاعات الصاروخية، في عدة مناسبات، بأن التعقيد والمبتكرات الموجودة لدى الخصم تركزت بمعظمها حول المناوراتية المحسنة والإجراءات المضادة، فضلاً عن معدّل الطيران. ويهدف NGI إلى التصدي لبيئة التهديدات الناشئة هذه، وسوف يعرض أداءاً محسناً ضد التهديدات المتوقعة من كوريا الشمالية وربما إيران، بحسب ما صرّحت به أتكينسون في الرابع عشر من آذار/مارس 2023 خلال مؤتمر صحافي لوزارة الدفاع الأميركية. كما وصف نائب رئيس وكالة MDA الأدميرال جون هيل Jon Hill: «NGI هي نتيجة تقييم تقني شامل للدفاعات الداخلية التي أجرتها الوزارة منذ بدء عمليات النظام الأولية في العام 2004. فور ميدنته، باستطاعة هذا الصاروخ الاعتراضي الجديد التغلّب على التطورات المتوقعة للتهديدات حتى العام 2030 وما بعد». وسيمكّن ربط أجهزة الاستشعار البحرية، والبرية والفضائية الجديدة، إضافة إلى أنظمة القيادة والسيطرة والاتصالات المحسنة مع NGI ، في تعظيم أداء الصاروخ الاعتراضي إلى الحد الأقصى.

الصاروخ الاعتراضي SM-3 Block IIA من إنتاج شركة Raytheon

في ظل المرحلة المبكرة من التطوير، فإن التفاصيل حول التصميم وقدرات عمليات الصاروخ NGI ستبقى إما سرية للغاية أو غير محدّدة بعد. وهناك عوامل قليلة معروفة أو مفترضة بشكل عام تستند على صورة التهديدات التي صمم NGI من أجلها. وستتمركز الصواريخ الاعتراضية الجديدة في صوامع الصواريخ ذاتها كما هو الحال في الصاروخ GBI الحالي. وسيواصل الصاروخ الاعتراضي للجيل الجديد NGI تدمير الأهداف أثناء مرحلة الطيران المتوسطة في الفضاء الخارجي، باستخدام آليات تدمير تقوم على «اضرب لتقتل». ومنذ البداية، أوعزت وكالة MDA للمتبارين على تطوير المشروع الذي سيحتاج إليه الصاروخ الاعتراضي لنقل حمولة قتل متعددة بغية التعامل مع الصواريخ البالستية المتعددة الرؤوس الحربية، أو الهجمات الشاملة بغية خفض عدد الصواريخ الاعتراضية المطلوبة للتغلب على تهديدات صاروخ بالستي أحادي. ويحتاج الصاروخ الاعتراضي أيضاً إلى أن يكون أسرع من الصاروخ الاعتراضي GBI الحالي، بغية التعامل مع الأهداف الواردة بشكل أسرع لتوفير وقت إضافي لمهمة الاعتراض. وهي تلبي على الأرجح أنواع من المستشعرات المتعددة بما في ذلك الأشعة ما تحت الحمراء والرادار لتحسين القدرة للتمييز بين الأهداف الحقيقية والأشراك الخداعية. سيُطلب من الصاروخ الاعتراضي NGI دمج المرونة الكافية ليتم ترقيتها بسرعة وبشكل مستمر على مدار حياة خدمتها بغية تكيفها مع التهديدات الناشئة؛ وستكون هندسة مفتوحة للأجهزة والبرمجيات من المتطلبات المبسطة. وفي هذه المرحلة فإنها ستبقى مفتوحة سواء استخدم الصاروخ الاعتراضي NGI أيضاً ضد الصواريخ البالستية المطلقة من العربات الفوق صوتية الانسيابية.

تعمل شركة Lockheed Martin بالتعاون مع Aerojet Rocketdyne، والتي ستزود بحلول الدفع؛ لتطوير محفظة الإنتاج الحالية لشركة Rocketdyne على العديد من أنظمة الدفع الفضائي المعزّزة إضافة إلى أنظمة الدفع للصاروخين Delta IV
عقود تطوير NGI

تم إطلاق برنامج NGI رسمياً في نيسان/ أبريل 2020 بطلب تقديم مقترحات، بهدف اختيار اثنين من المتنافسين في الصناعة لتطوير مفاهيم الاعتراض وطرزها الاختبارية. في 21 نيسان/ أبريل 2021، منحت MDA عقود التطوير والعروض التنافسية لشركتي «نورثروب غرومان» Northrop Grumman و«لوكهيد مارتن» Lockheed Martin. وتبلغ قيمة العقدين معاً 7.8 مليارات دولار أميركي. تغطي العقود التطوير السريع واختبار الطراز الأولي لصاروخ اعتراضي شامل جديد يتضمن نظام دفع متعدد المراحل وحمولة اضرب لتقتل. سيقوم كل متبارٍ بتطوير وتقديم تصميم فريد يشمل أنظمة الدفع وحلول عربات متعددة القتل. وتستمر فترة الأداء حتى العام 2029. «من خلال التخطيط لنقل اثنين من المتبارين من خلال التطوير التكنولوجي، ستعمل وكالة ‏MDA على تعظيم منافع المنافسة لتقديم صاروخ الدفاع الوطني الأكثر فعالية وموثوقية في أقرب وقت ممكن»، بحسب ما قال الأدميرال هيل عندما تم منح العقود. أعلن فريقا الصناعة اللذان تم اختيارهما، أن المقار الرئيسية لمشروعهما ستكون في هانتسفيل، ألاباما، حيث مقر وكالة الدفاع الصاروخي MDS، على الرغم من أن أنشطة التطوير والبناء والاختبار الرئيسية سيستمر تنفيذها في العديد من المنشآت الموجودة في جميع أرجاء الولايات المتحدة. تعاونت شركة Northrop Grumman‏ مع Raytheon Missiles and Defense‏ كشريك أساسي لها. وتخطط الشركتان للاستفادة من أعمال التطوير الأخيرة التي تم إجراؤها على أنظمة الأسلحة الأخرى، على غرار الصاروخ البالستي العابر للقارات LGM-35A Sentinel المستقبلي (المعروف سابقاً باسم الردع الاستراتيجي المرتكز أرضاً) ICBM الذي صمّمته شركة Northrop Grumman، أو الصاروخ الاعتراضي SM-3 Block IIA من إنتاج شركة «رايثيون» Raytheon. يتميز كلا نظامي الأسلحة بقدرات متقدمة في مجالات على غرار مستشعر أرضي لتحديد الهدف والتهديف الدقي، فضلاً عن المدى العملاني على ارتفاعات عالية. يعد SM-3 Block IIA‏ مثيراً للاهتمام بشكل خاص بسبب قدرته المتقدمة على الاستهداف. تم تصميمه في البداية للتصدي لتهديدات الصاروخ البالستي للمدى المتوسط IRBM، ونجح هذا السلاح في تدمير صاروخ من فئة ICBM في تشرين الثاني/نوفمبر 2020. وقالت «ميليسا موريسون إليس» Melissa Morrison Ellis، نائب مدير برنامج الصاروخ الاعتراضي NGI في شركة Raytheon: «إن التقنيات الفردية لهذه الأنظمة المتطورة والعالية الأداء يمكن تكييفها مع الصاروخ الاعتراضي NGI أو استخدامها كأساس لتصميمات المكونات الجديدة». وقال «تيري فيهان» Terry Feehan، مدير برنامج الصاروخ الاعتراضي ‏NGI بشركة «نورثروب جرومان» Northrop Grumman: « طلبت وكالة ‏MDA من الصناعة تقديم قدرات أثبتت كفاءتها التكنولوجية والتي يمكنك دمجها والاستفادة منها». وفي هذا السياق، ستقوم شركة Raytheon، على سبيل المثال، بتحسين أجهزة استشعار الصاروخ الاعتراضي بشكل أكبر لتعزيز القدرة على عزل أهداف متعددة في البيئات المزدحمة (الأشراك الخداعية والحطام أو الإسقاطات) وتصنيف العناصر بشكل صحيح كأهداف ذات أولوية أو غير ضارة. سيتم أيضاً تكليف شركة «رايثيون» Raytheon، التي تنتج EVK المستخدمة حالياً، بتطوير الجيل الجديد من عربات القتل الخاصة بالصاروخ الاعتراضي NGI. تعمل شركة «لوكهيد مارتن» Lockheed Martin بالتعاون مع ‏Aerojet Rocketdyne، والتي ستزود حلول الدفع؛ لتطوير محفظة الإنتاج الحالية لشركة Rocketdyne على العديد من أنظمة الدفع الفضائي المعزّزة إضافة إلى أنظمة الدفع للصاروخين Delta IV وAtlas V.‏ صرحت شركة «لوكهيد مارتن» Lockheed Martin بنفسها أنها تستفيد من الاستثمارات السابقة في تكنولوجيا العربات المضادة للأجسام المتعددة، وتجربة «اضرب لتقتل» على نظام الدفاع الجوي المساحي للارتفاعات العالية (THAAD)، إضافة إلى عقود من العمل في برنامج صواريخ Trident التابعة للبحرية. ووعدت الشركة أيضاً بتطوير الصيانة والموثوقية عند مقارنتها بـالصاروخ الاعتراضي GBI.

صمّم نظام GMD لاعتراض عدد محدود من الرؤوس الحربية البالستية الداهمة خلال المرحلة المتوسطة من مسرى الصاروخ
التقدم المبكر

يعتمد كلا الفريقين على الهندسة الرقمية وأدوات هندسية تستند إلى النماذج لمرحلة التصميم الأولية، بما في ذلك إجراء اختبار الأداء الافتراضي على خيارات التصميم الفردية للتحقق من قدرتها على التغلب على معايير التهديد التي يوفرها البنتاغون. سيكون لدى وكالة MDA‏ إمكانية الوصول الكامل إلى الأنظمة الرقمية للشركات، لضمان الشفافية ولمنح الحكومة فرصة للتعليق أو التدخل في أية مرحلة. وافقت وكالة MDA على مراجعات متطلبات النظام (SRR) لكلا الفريقين في أواخر العام 2021، قبل الموعد المحدد. ويؤكد هذا البرنامج المبكر أن البائع جاهز للمضي قُدماً في التصميم الأولي للنظام. وفي هذا السياق، كان على كلا المقاولين إثبات أن التكنولوجيات الدقيقة الخاصة بكل منهما قد حققت المستوى الخامس من الجهوزية التكنولوجية TRL 5‏ أو أعلى. يؤكد TRL 5 أن التكنولوجيا قد تم اختبارها في المختبر أو في بيئة ذات صلة، ولكن الأجهزة ليست بالضرورة جاهزة بالشكل والملاءمة، التي سيتم دمجها في المنتج النهائي. أدى اجتياز SRR‏ إلى تمكين كلا الفريقين من المضي قدماً في مرحلة تصميم النظام الأولية. ويركز كلا المقاولين حالياً على التكنولوجيات الناضجة، واختبار الأجزاء من أجل البقاء، وتحديد المتطلبات على مستوى النظام الفرعي، وتطوير برمجيات اعتراضية.

Northrop Grumman

وعدت شركة Northrop Grumman بالاستفادة من تقنيات التصنيع المتقدمة وأنظمة التعاون الرقمي «للتصميم والإنتاج والاختبار بسرعة وباحترافية عالية». ولهذه الغاية، طورت شركتا «نورثروب غرومان» و«رايثيون»، مصنع برمجيات رقمية مشترك لبرنامج NGI. وبحسب شركة Northrop Grumman، جُهز مركز التصميم بمجموعة من الأدوات، ونشاط سير العمل، والبرامج النصية والبيئات التي تم إعدادها لتبسيط وتنسيق تطوير التعليمات البرمجية والدمج مع الحد الأدنى من التدخل البشري، وبالتالي تسريع عملية اتخاذ القرارات الحاسمة. تمت الموافقة على المنشأة من قبل الحكومة في كانون الأول / ديسمبر2021. وقد أعلنت الشركة عن نيتها متابعة النماذج الأولية والتصنيع على نطاق منخفض للعناصر الأكثر خطورة في النظام أولاً، من أجل التخفيف من المخاطر المحتملة مبكراً، وتمهيد الطريق للإنتاج بالطاقة الكاملة. يتم استخدام التصنيع الإضافي (المعروف أيضاً باسم الطباعة ثلاثية الأبعاد) عندما يكون ذلك ممكناً للنماذج الأولية السريعة للمكونات، لتسريع الاختبار والمقارنة بين مختلف تصميمات المكونات والمكونات الفرعية الممكنة. بحلول أوائل العام 2023، أعلنت شركة «نورثروب غرومان» عن قيامها بتصنيع واختبار نماذج أولية للعديد من مكونات الصاروخNGI الرئيسية قبل الموعد المحدد. يتضمن ذلك عناصر نظام الدفع، على غرار Integral throat entrances لمحركات صاروخ الجيل التالي الاعتراضي الصلبة التي تم تصنيعها للمرة الأولى في كانون أول/ ديسمبر 2022. أعلنت الشركة في كانون الأول/ ديسمبر 2022 عن استكمال أول مزيج واسع النطاق من نظام الدفع بالوقود الصلب للمحرّك، والذي ستكون هناك حاجة إليه للاختبار الأرضي لنماذج محرك الصاروخ الاعتراضي NGI لشركة «نورثروب غرومان«. استكملت شركة Raytheon اختباراً هندسياً مبكراً لصمام الدفع والفوهة الموجودة على نظام الوقود الدفعي السائل والتحكم في الوضع (DACS) المصمم لعربة القتل الجديدة في كانون الأول/ ديسمبر 2021، مع التصميم الفعلي الذي أنشأته شركة Aerojet Rocketdyne كمقاول فرعي.

Northrop Grumman
Lockheed Martin

تقوم شركة «لوكهيد مارتن» ببناء مختبر نظام الصاروخ المدمج بمساحة 2400 متر مربع في هانتسفيل، المخصصة حصرياً لتطوير الصاروخ NGI. وسيكون المختبر المدمج الذي تبلغ كلفته 16.5 مليون دولار أميركي في موقع مشترك مع الفريق الهندسي للشركة. ومن المقرر افتتاح المنشأة في أواخر العام 2023. ووفقاً للشركة، فإنها ستقدم أعمال التطوير والدمج المبكرة، واختبار AUR وأنظمة الاتصالات بالإضافة إلى الاختبار الأرضي، ما يمكّن الشركة من إجراء فحص شامل للمفهوم قبل اختبار الطيران الفعلي. صرحت شركة «لوكهيد مارتن» بأنها تخطط للاستفادة من البيانات كأصول استراتيجية لدعم النظام العملاني. سيتم الحفاظ على ما يسمى بالتوأم الرقمي لكل جهاز اعتراضي على حدة. والهدف هو المحافظة على البيانات المهمة الفريدة لكل جولة، ما يساعد الشركة على وضع نموذج للأداء وتقييم الجهوزية. وفي هذا السياق، تعتمد شركة لوكهيد مارتن أيضاً على «المصنع الرقمي»، على الرغم من أن المصطلح هنا يشير إلى إطار عمل يتكون من أدوات تطوير البرمجيات والبرامج النصية وسير عمل العمليات. تم تصميم هذه العملية لتحقيق أقصى قدر من الموثوقية من خلال الاختبار الآلي المستمر للبرمجيات. وباستخدام هذه العمليات، قدمت الشركة أول حزمة برمجيات لطيران NGI في تشرين أول/ أكتوبر 2022، قبل شهر واحد من الموعد المحدد. وفي آب/ أغسطس August، عرضت الشركة أيضاً طراز اختباري لتكنولوجيا الاتصالات الراديوية الخاصة بِـ NGI. يوفر نظام الاتصالات، الذي تم تطويره بالتعاون مع شركة X-Microwave‏ ومقرها تكساس، تبادل بيانات عالية السرعة بالاتجاهين أثناء الطيران مع وحدات التحكم الأرضية، ما يمكن المعترض من الاستجابة بسرعة للتغيرات في البيئات العملانية. أثبت اختبار النموذج الاولي المبكر قدرة مجموعة الاتصالات على العمل في ما يسمى البيئات القاسية والعدائية التي تتم مواجهتها أثناء مهام الاعتراض.

Lockheed Martin
مراجعة التصميم الاساسي وما بعده

من المقرر إجراء مراجعات التصميمات الأولية (PDR) في أواخر السنة المالية 2023. ومن أجل تخفيض المخاطر ضمن برنامج التطوير وتعزيز استقرار التصميم، ستطلب وكالة MDA من كلا المقاولين إظهار جميع التقنيات المهمة عند مستوى TRL 6 أو أعلى لنجاح هذا المعلم. من المقرر حالياً إجراء مراجعة التصميم الحاسمة (CDR) في العام 2025. وبينما تعرب كلتا الشركتين عن تفاؤلهما بأن الاتجاه نحو استكمال المعالم الرئيسية للبرنامج في وقت مبكر يمكن أن يستمر في CDR، فإن التوقيت الدقيق للمراجعة سيعتمد على حالة التقدم. عقب مجلس الإنماء والإعمار، سيقدم كل بائع مقترحًا لإنتاج صواريخ اختبارية و20 صاروخاً عملانياً جاهزاً للاستخدام. ومن المقرر إجراء اختبارات الطيران في الإطار الزمني 2025-2026. فيما يتعلق باختبار الطيران، تتوقع وثائق ميزانية لوكالة MDA 2023 أن يقدم كل بائع جهازاً اعتراضياً واحداً للاختبار. ومع ذلك، فقد دعا الأدميرال هيل باستمرار إلى إجراء ما لا يقل عن اختبارين للاعتراض لكل تصميم قبل اتخاذ قرار الإنتاج، وهي سياسة يسميها «الطيران قبل الشراء». تنص خطة الاختبار الحالية على محاولة الاعتراض باستخدام نموذج أولي واحد من الطراز الاختباري لِـ NGI، يليه في وقت لاحق إطلاق صاروخين اعتراضيين بالتزامن، حسبما قال هيل صراحةً خلال مؤتمر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن خلال شهر أيار/مايو 2022 ؛ ولم يتم الإعلان عن أية تغييرات على هذه السياسة علناً منذ ذلك الوقت. يتم ضمان التمويل الرسمي لفريقي صناعة NGI فقط من خلال مراجعة التصميم الحرجة. ومع ذلك، أكدت قيادة البنتاغون الاستمرار على رغبتها في الاحتفاظ بأقصى قدر من المرونة فيما يتعلق بموعد - أو حتى إذا ما - تلتزم الحكومة بمورّد واحد. في حين أن الاختبار النهائي يشكل النتيجة المحتملة، ومن شأن تأخير القرار قدر الإمكان أن يوفر لـوكالة MDA‏ مرونة أكبر ويعزز التوقعات لتحقيق أفضل نظام من حيث الأداء. وفي منتدى CSIS، أكد الأدميرال هيل على أن خطوط الإنتاج المزدوجة بالإضافة إلى الاحتفاظ بخط إنتاج اختياري ثانوي ليست غير شائعة. «لذا فإن الخيارات المتاحة لدينا الآن، والتي تضم اثنين من المقاولين المؤهلين حقًا، هي أن يكون لديك خط إنتاج مزدوج. لذا، إذا لم ينجز أحد المقاولين عمله ورأينا مشكلات، فيمكننا القول: «إنه يمكن إسقاطه ولا يزال لدينا ما يجب أن نواصله مع المقاول الآخر وننتقل إلى الإنتاج». أن القرار النهائي بشأن الاختيار الأولي أو استراتيجية البائع المقاول المزدوج سيكون «مدفوعاً بتهديد العالم الحقيقي». وسيتأثر بمخرجات القادة العملانيين بحسب ما صرح مدير وكالة MDA. أحد العوامل التي يمكن أن تدفع البنتاغون إلى تقديم عقود الإنتاج لكلتا الشركتين هو الحاجة الملحة لتسريع إنتاج نظام السلاح الجديد من أجل مواجهة بيئة التهديد المتصاعدة بسرعة.

نجحت شركة Northrop Grumman في تصنيع المجموعة الأولى من علب المحركات الصاروخية الصلبة (أحد الأجزاء الموضحة في الصورة هنا) لبرنامج NGI التابع لوكالة الدفاع الصاروخي (MDA). الصورة: Northrop Grumman
الإنتاج والميدنة

وتوقع تقدير العام 2021 الصادر عن مكتب تقييم الأكلاف المستقلة وتقييم البرنامج CAPE التابع للبنتاغون أن تصل التكلفة الإجمالية لبرنامج تطوير NGI إلى 13.1 مليار دولار أميركي، بما في ذلك إنتاج 10 صواريخ اختبارية. وقد قُدرت تكلفة شراء أول 21 صاروخاً اعتراضياً عملانياً بمبلغ إضافي قدره 2.3 ملياري دولار أميركي. ومن المرجح أن تصل كلفة تشغيل وصيانة تلك الوحدات طوال فترة خدمتها إلى 2.2 ملياري دولار إضافية، وفقاً لِـ CAPE. وبأخذ كلفة التطوير في الاعتبار، فإن سعر الوحدة سيصل إلى نحو 110 مليون دولار أميركي لكل صاروخ اعتراضي. وكان من المقرر أصلاً نشر الوحدات العملانية الأولى في العام 2028، بعد فترة اختبار منتصف العقد. ونظراً لوتيرة التطوير الحالية، يعتقد البنتاغون أنه من الممكن تقديم التقدّم العملاني لِـ NGI لمدة عام واحد. وأدلى الأدميرال هيل بشهادته أمام الكونجرس في أيار/مايو 2022، قائلاً: «في الوقت الحالي، كلاهما يؤديان أداءً جيداً لدرجة أنهما يتوقعان، ويعتقد فريقنا، أننا نسير نحو العام 2027». وهذا يعني اختبار الطيران في وقت مبكر. وهذا يعني إجراء اختبار أرضي مبكر. وهذا يعني أن لدينا إحساساً أفضل بمكاننا وفيما نحن نتحرك إلى الأمام لرفع مستوى أعداد الصواريخ الاعتراضية والقدرة التي سنقدمها. وتعترف وكالة MDA بأن هذا البرنامج طموح، وذكرت بوضوح أنها ستضمن النضج العملاني قبل الالتزام بأية قرارات شراء. سيتم نشر الوحدات الأولى في حقل صواريخ جديد الذي أنجز في فورت غريلي في العام 2022. تحتوي هذه المنطقة، والتي تم تعيينها باسم ميدان الصواريخ 4، وفي هذه البقعة 20 صومعة إطلاق ويتم تجهيزها حالياً ببنية تحتية للدعم والتحكم. سيمكن ميدان الصواريخ 4 من توسيع قدرة GMD إلى 64 صاروخاً اعتراضياً، وهو الوضع النهائي الذي وافق عليه الكونغرس في عام 2017. وخلال السنوات القليلة الأولى، سيعمل كل من NGI وGBI جنباً إلى جنب. ما إذا كان البنتاغون سيتخلص في نهاية المطاف من قوة GBI بشكل كامل، أو يستبدل المخزون الحالي بـ NGIs‏ إضافية، أو يحتفظ بقوة GBI لأطول فترة ممكنة، فلا يزال يتعين علينا تحديدها. في حين أن الكونجرس طلب رسمياً من وزارة الدفاع تقديم خطة تمويل للحصول على ما لا يقل عن 64 NGI من أجل تحسين القدرة العملانية المستقبلية لِـ GMD، فقد عارضت إدارة بايدن حتى الآن هذا التفويض، مشيرة إلى مخاوف تتعلق بالتكلفة وإنكار الضرورة الاستراتيجية لمخزون اكبر من الصاروخ الاعتراضي NGI.^

العدد
العدد حسب الاشهر
السنة
2023
رقم الصفحة
46

أخر المقالات