ما جديد أنظمة «الصواريخ الموجَّهة المضادة للدبابات» ATGM؟

فيما كان نشوء «الصواريخ الموجَّهة المضادة للدبابات» ATGM مدفوعاً بحاجة دول حلف شمال الأطلسي «الناتو» NATO إلى مواجهة التفوّق السوفياتي من ناحية أعداد الدبّابات خلال الحرب الباردة، فإنّ هذه الفئة من الأسلحة لم تعُد مقتصرة على تدمير دبّابات القتال الرئيسية. فمجموعة من الأهداف قد نَمَت لتشمل العربات المدرّعة بجميع أنواعها، والخنادق والتحصينات، والزوارق البرمائية وأية سفن حربية تقترب كثيراً من الشاطئ في العمليات الساحلية، وكذلك أية قطعة معدّات ذات قيمة عالية تقريباً. كما أنّ صورايخ ATGM باتت متوافرة باشتقاقٍ مُطلَق عن الكتف، ويُشغَّل من قِبَل طاقم، ومركَّب على عربة أو طائرة/ طوّافة، وكذلك اشتقاقات على متن السفن من مجموعة واسعة من المورِّدين في عددٍ متنامٍ من الدول.

وانتقلت التكنولوجيا من الرؤوس الحربية الأُحادية ذات الحشوة المُجوّفة إلى الرؤوس الحربية الترادفية ذات الحشوات المُجوّفة للتصدّي للتدريع التفاعلي، إضافةً إلى رؤوس حربية انقضاضية رأسية متشكّلة الشظايا، ورؤوس حربية متشظِّية عاصفة وأخرى انضغاطية حرارية thermo baric، وحتى رؤوس حربية ذات أنماط تشغيل مختلفة من خلال إعدادات للصاعق تُعدَّل وفقاً لنوع الهدف المُزمع الاشتباك معه.

خيارات التوجيه العديدة

شَهِد توجيه الصاروخ أيضاً توسُّعاً من بين خياراته اليوم وصلات سلكية أو راديوية لتوجيه قيادة خط البصر نصف أوتوماتيكي أو أوتوماتيكي بالكامل، وتوجيه ليزري نصف نشط، وتوجيه خامل بالأشعة تحت الحمراء باستخدام مستشعرات تصوير بالأشعة تحت الحمراء، وتوجيه راداري بالموجة الميلليمترية وحتى بأنظمة القصور الذاتي المتكاملة الأداء. وتواجه الجيوش أيضاً خيار أنماط تشغيلية تُراوح بين خيار «ارمِ وانسَ» وتوجيه «المُشغِّل داخل الحلقة» operator-in-the-loop و«الإطباق قبل الإطلاق» LOBL، أو «الإطباق بعد الإطلاق» LOAL.

وكان لا بُدّ من أن تتطوّر تلك الصواريخ استجابةً للنضج السريع للإجراءات المضادة ومَيْدَنتها.

وتجعل تلك العوامل من خيار نظام السلاح المناسب معقّداً بازدياد، لكنّ التقدُّم التكنولوجي يتيح خياراتٍ عديدة يمكن للمستخدم أن يختار من بينها ويوفّر قدرات متكاملة ضمن عائلات الصواريخ المذكورة. وتأتي هذه الفوائد بالإضافة إلى الدافع الاعتيادي لمضاعفة المدى، والقوة التدميرية، والسرعة ومقاومة الإجراءات المضادة.

صاروخ MMP يستبدل صاروخَي Milan و Javelin

على سبيل المثال، أعلنت شركة «مبدا» MBDA العام الفائت أنّها قد بدأت الإنتاج على نطاقٍ كامل للصاروخ المضاد للدبابات المتعدّد الأغراض MMP المتوسط المدى، حيث من المقرّر أن تبدأ عمليات التسليم إلى الجيش الفرنسي قبل نهاية هذا العام. وصاروخ MMP، الذي يستهدف استبدال صاروخَي Milan و Javelin في خدمة الجيش الفرنسي، يُوصف كسلاح من الجيل الخامس جرى التشديد فيه على المرونة التي تتيح الاشتباك مع مجموعة واسعة ومتنوّعة من الأهداف، ويُسرّع في تنفيذ مهمته مع قدرة «الإطباق قبل الإطلاق» LOBL، مع نمط «ارمِ وانسَ» fire-and-forget إضافةً إلى قدرات «الإطباق بعد الإطلاق» LOAL و«المُشغِّل داخل الحلقة» تلك التي تصفها الشركة كسيناريوهات «حسّاسة لوقوع الأضرار الجانبية».

وتزعم الشركة «دقّة لا تُضاهى» للسلاح من مداه الذي يزيد عن 4 كيلومترات، وهو كما تُشدِّد يتيح للمُشغّل تدمير أهداف فيما يتعدّى مدى النيران المُعادية. وهذا في غاية الأهمية لأنّ طواقم الصواريخ يتعيّن عليها الاشتباك مع عربات مدرّعة مجهّزة بأنظمة تهديف وتحكُّم بالرمي حديثة ومعاصرة مقترنة بمدفع رشّاش أوتوماتيكي متوسط العيار، ومدافع دبّابات رئيسية ترمي ذخيرة متقدّمة وحتى صواريخ موجّهة بدقّة خاصة بها.

ويشتمل صاروخ MMP على رأس باحث ثنائي نمط التشغيل مع كاميرا بالأشعة تحت الحمراء غير مبرّدة وكاميرا أخرى ملوّنة بالأشعة المرئية، وهي توليفة تسمح للسلاح بالاشتباك مع مجموعة واسعة من الأهداف بما في ذلك تلك ذات التباين الحراري المنخفض. كما أنّه يحتوي على وصلة بيانات من الألياف البصرية fibreoptic التي يمكن استخدامها لإبقاء «المُشغّل داخل الحلقة» وأيضاً إتاحة الاشتباك مع أهدافٍ لا يمكن رؤيتها مباشرةً من موقع المُشغّل. وفي هذه الحالات، يعتمد المشغّل على معلومات عن هدف من طرف ثالث حتى يصبح باستطاعته رؤية الهدف من خلال الرأس الباحث للصاروخ، الذي يتم ترحيل صوره عبر وصلة الألياف البصرية.

 

وتشير شركة MBDA إلى الرأس الحربي بكونه حزمة فتّاكة متعدّدة الأغراض مع وظيفية مضادة للدبّابات، ومضادة للجنود ومضادة للبُنَى بإمكانها أن تُدمِّر أهدافاً تراوِح بين أثقل العربات المدرّعة ودُشَم المشاة المحصنة.

وتؤكّد الشركة على أنّ 20 اختبار رمي واختبارات أخرى على الأرض قد أثبتت صلاحية جميع متطلّبات أداء هذا الصاروخ، بما في ذلك الاستخدام في بيئاتٍ عاتية ودرجات حرارة قاسية، والرمي بتوجيهٍ بالأشعة تحت الحمراء وآخر تلفازي ملوّن ضد أهدافٍ على أمداء تصل إلى 4,100 متر، والرمي من أماكن مغلقة، فضلاً عن تشديدها على فعالية الرأس الحربي ضد أهدافٍ متنوّعة.

وتؤكّد شركة MBDA أنّ استخدام هذا الصاروخ من قِبَل جنود راجلين أو كسلاحٍ مدمجٍ في عربة هما جزءٌ من تصميم صاروخ MMP منذ البداية، وقد جرى إدماجه على عرباتٍ وأنظمة أبراج عديدة.

خيارات الهجوم الانقضاضي الرأسي

توفّر شركة «ساب» Saab عائلة من أنظمة القتال الأرضية التي تشتمل على صاروخَي ATGM، الأول صاروخ «السلاح الخفيف المضاد للدبابات من الجيل التالي» NLAW المُطلَق من على الكتف الذي يمكن تشغيله من قِبَل جندي واحد، وصاروخ Bill 2، وهو سلاح أكبر حجماً يحمله جندي ويُشغِّله طاقم عادةً من جنديَين. وكِلا الصاروخَين يشتملان على نمطَي «الهجوم الانقضاضي الرأسي» OTA و«الهجوم المباشر لكنّهما يستخدمان مبادئ توجيه مختلفة جداً.

فصاروخ NLAW الأصغر حجماً يستخدم نظام توجيه «خط النظر المتوقّع» PLOS غير الاعتيادي حيثما يقوم الرامي بتعقُّب الهدف عبر المنظار لبضع ثوانٍ قبل أن يضغط على الزنّاد. وهذا يمنح نظام الملاحة بالقصور الذاتي في الصاروخ المعلومات التي يحتاج إليها لتوقُّع موقع السَّمَت الإتجاهي للعربة المتحرّكة التي تدخل ضمن نطاق المدى الأقصى للسلاح البالغ 600 متر، ما لم تُضاعف العربة سرعتها أو تُغيِّر مسارها سريعاً. ومع ذلك، يتميّز هذا الصاروخ بسرعة كافية بحيث لا يُشكِّل ذلك له أي مشكلة عند الاشتباك مع معظم العربات التي يُرجَّح وجودها في الميدان.

الحدّ الأدنى لمدى الصاروخ  ٢٠ مترا ووزن ١٢٫٥كيلوغراماًً.

في نمط «الهجوم الانقضاضي الرأسي»، ينفجر الرأس الحربي بواسطة صاعق تقاربي مع برمجياتٍ تتحسّس حدّ الارتطام لتفجير الحشوة المُجوّفة الوحيدة فوق مركز سطح برج السلاح، بحيث تخترق حتى «التدريع التفاعُلي المتفجِّر» ERA، على حدّ تأكيد الشركة.

أمّا في نمط «الهجوم المباشر» للاستخدام ضد العربات ذات الجلد أو التصفيح الرقيق، فإنّ الصاروخ يُفجَّر بواسطة صاعقٍ ارتطامي.

وصاروخ NLAW الذي طُوِّر في الأساس لصالح السويد والمملكة المتحدة، فقد اختارته أيضاً فنلندا عقب إعلانٍ في كانون الأول/ديسمبر من العام الفائت، ليليها عميلٌ رابع لم يُفصَح عنه.

أمّا صاروخ Bill 2، مع مدى أدنى يبلغ 150 متراً وأقصى يصل إلى كيلومترين، فهو صاروخ تقليدي في توجيهه على نحو أكثر حيث إنّه يستخدم مبدأ القيادة النصف أوتوماتيكية أو القيادة على مبدأ خط النظر ووصلة بيانات سلكية. وهو مع ذلك يُعتبر سلاحاً معقّداً من ناحية أنماطه الهجومية والصاعق.

وفي النمط الأساسي، يستخدم الصاروخ مسرى تحليق مرتفع، ويُفعِّل مستشعراته المغناطيسية والبصرية لرصد الهدف ويُشغِّل خوارزميات خاصة للتحكُّم بتفجير رأسه الحربي الثنائي ذي الحشوتَين المجوّفتين المتّجهتين إلى الأسفل لاختراق سقف برج السلاح الأقل تدريعاً لدبّابة قتال رئيسية MBT.

وفي الاشتباك مع أهدافٍ غير مدرّعة، على غرار الطوّافات، يتّبع الصاروخ مسرى تحليقه على خط النظر فيما تُخمَد جميع مستشعرات رصد الهدف، ويعتمد السلاح على صاعق ارتطامي لتفجير الرأس الحربي الثنائي.

وفي نمط «الأهداف الناعمة»، يستخدم صاروخ Bill 2 مسرى تحليق مرتفع لكنّه يُخمِد مستشعره المغناطيسي، ويعتمد على المستشعر البصري ومجموعة أخرى من الخوارزميات الخاصة لرمي الرأس الحربي في الوقت المناسب.

-	«السلاح الخفيف المضاد للدبابات من الجيل التالي» NLAW المُطلَق من على الكتف. الصورة: Saab
مقاربة روسية

يشير «مكتب تصميم المعدّات كاي ب بي» KBP Instrument Design Bureau إلى أنّ «الصواريخ الموجّهة المضادة للدبابات» ATGM هي من بين الأسلحة الموجَّهة بدقّة الأكثر عدداً والأوسع انتشاراً. وتُشدِّد الشركة الروسية على ما تدعوه مقاربة النظام لتصميم ATGM، موضحةً أنّ الاشتقاقات الجديدة ابتُكرت في إطار مجموعة متكاملة من الأسلحة تشمل أنظمة محمولة، وقابلة للنقل/محمولة – أي مركّبة على عربة ومشغَّلة من قِبَل طاقم – وذاتية الدفع ومركّبة على طوّافة.

أمّا مبدأ الشركة الثاني فيتمثّل في تطوير صواريخ متعدّدة الأغراض. وهذا يشمل تطوير رؤوس حربية ترادفية ذات حشوة مجوّفة قادرة على اختراق تحصينات خرسانية مُحكَمة تصل سماكتها إلى 3,500 ملم، مع خيار رأس حربي «شديد الانفجار» HE، أو رأس حربي شديد الانفجار/متشظٍّ HE/fragmentation ورأس حربي ذي وقودٍ متفجِّر في الهواء لتعزيز المرونة التكتيكية.

ثالثاً، يؤكّد مكتب KBP على الحاجة إلى أداء موثوق في جميع الأحوال الجوّية وبخاصة الحالات الجوية العاتية والقاسية ليلَ نهار، وفي جميع الأحوال الجوّية. وعلى الرغم من التشويش الطبيعي والمُعادي، الذي يتحقّق إلى حدٍّ كبير بفضل أنظمة التحكُّم المؤتمت بالمهام على غرار طقم Komandirsha-E.

وفي صميم هذه المجموعة، هناك نظام Metis المحمول، ونظام Kornet القابل للنقل، ونظام Hermes المُطلَق من على متن طوّافة.

ومع مدى أقصى يبلغ كيلومترين، يمكن لنظام Metis-M1 الاشتباك مع أهداف قريبة إلى حدّ 80 متراً، باستخدام توجيه قيادة خط نظر نصف أوتوماتيكي عبر وصلة لاسلكية، فيما يُزعَم أنّ بإمكان رأسه الحربي الترادفي ذي الحشوة المجوّفة   اختراق 900 إلى 950 ملم من الفولاذ خلف «الدرع التفاعُلي المتفجِّر» ERA.

والنظام ذو القدرة العملانية في درجات حرارة تُراوِح بين -50 و +50 درجة مئوية، يشتمل على منصّة إطلاق ثلاثية القوائم، ومنظار تصوير حراري وصواريخ، ولكي يتمكّن الجنود من حمل هذا النظام ينقسم إلى حُزمتَين، الأولى زنة 23.8 كيلوغراماً تتألف من منصّة الإطلاق وصاروخٍ واحد، أمّا الحزمة الثانية زنة 26.8 كيلوغراماً وتتألف من صاروخَين، حيث يُزوَّد الثالث بمنظار حراري يزن نحو 9 كيلوغرامات.

صاروخ Bill 2، الذي يحمله جندي ويُشغِّله طاقم عادةً من جنديَين. الصورة: Saab
صاروخ Kornet البعيد المدى

تأتي عائلة صواريخ Kornet تالياً، ومن بينها الأكثر اقتدراً Kornet-EM، وهو سلاح قيادة-قيادة لخط النظر أوتوماتيكي يتّبع ركوبية شُعاعاً ليزرياً صُمِّم لتدمير دبّابات القتال الرئيسية الحالية والأخرى المستقبلية المَحميّة بتدريع ERA – ويخترق حتى 1,300 ملم من التدريع – وكذلك يُدمِّر العربات المدرّعة الخفيفة والتحصينات، إضافة إلى الأهداف المحمولة جوّاً المتحرّكة ببطء بما في ذلك الطوّافات، والطائرات الضاربة/طائرات الدعم القريب و«العربات الجوّية غير الآهلة» UAV. وباستطاعة صاروخ Kornet-EM الاشتباك مع أهداف تُراوِح أمداؤها بين 150 متراً و 10 كيلومترات.

ويشتمل النظام أيضاً على نمط رمي هطلة حيث يمكن إطلاق صاروخَين في آنٍ ضد هدفَين منفصلَين، ما يُضاعف من سرعة الرمي وفعاليته. وثمة نمطٌ آخر في هذا الصدد، حيث يمكن توجيه صاروخَين على الإشعاع ذاته ضد الهدف نفسه، وهو خيارٌ متوافر لمواجهة أهداف خطرة جداً.

ويتألف النظام من منصّة إطلاق أوتوماتيكية يمكنها أن تستوعب أربعة صواريخ جاهزة للرمي في حاويات نقلها وسبطانات إطلاقها، ومنظار تصوير تلفازي نهاري وآخر حراري مع رأسٍ باحث ليزري قادر على قياس أمداء تُراوِح بين 200 متر و 15 كيلومتراً، وآليات تسديدٍ دقيقة في الإتجاه والارتفاع وآلية رفع.

وثمة صاروخان يرتبطان بهذا النظام. الأول 9M113M-2 وهو سلاح رئيسي مضاد للتدريع يشتمل على رأس حربي ترادفي ذي حشوة مجوّفة. وبفضل سرعةٍ تصل إلى 300 متر/ثانية يبلغ مداه الأقصى 8 كيلومترات ويزن 31 كيلوغراماً مع حاويته البالغ طولها 1,210 ملم.

أمّا الصاروخ الشريك الآخر فهو 9M113FM-3 الذي يشتمل على رأسٍ حربي أُحادي متفجِّر ومدى أقصى يصل إلى 10 كيلومترات مع سرعة تحليق تبلغ 320 متراً/ثانية. وبوزنه البالغ 33 كيلوغراماً يبدو أثقل قليلاً لكنّ يأخذ مكانه تماماً في حاوية شريكه.

-	«الصاروخ الموجّه المضادة للدبابات» ATGM Kornet القابل للنقل. الصورة: KBP
نظام Hermes-A المُطلَق من طوّافة

الصاروخ الموجَّه المضاد للدبّابات المُطلَق جوّاً ذو المدى البعيد الأحدث من شركة KBP هو Hermes-A، الصاروخ الفائق لسرعة الصوت وذو مرحلتَين - 1,000 متر/ثانية – مع مدى أقصى يُراوِح بين 15 و 20 كيلومتراً وفقاً لشركة KBP، أو مدى 30 كيلومتراً كما أوردت الصحيفة الروسية «إزفيستيا» Izvestiya.

أمّا نظام الدفع فهو جديدٌ غير معتاد في الصواريخ الموجَّهة المضادة للدبّابات ATGM حيث إنّه يشتمل على محرّك دفعٍ معزَّز ينفصل عنه عند نفاد وقوده ليترك قسم الرأس الحربي يواصل مسراه إلى الهدف بفعل قوة محرّك متواصل الدفع. ويبلغ قطر قسم مرحلة الدفع المعزَّز 170 ملم، في حين أنّ قطر قسم مرحلة مواصلة دفع الرأس الحربي هو أقل من ذلك ويبلغ 130 ملم. ويزن الرأس الحربي بحدّ ذاته 30 كيلوغراماً أمّا الوزن الإجمالي للسلاح في حاويته فيبلغ 110 كيلوغرامات، ويصل طوله إلى 3,500 ملم.

ويعتمد رصد وتعقُّب الهدف على مستشعر تلفازي وآخر بالأشعة تحت الحمراء وبرمجيات تعقُّب أوتوماتيكي للهدف تمكنه تعقُّب هدفَين على الأقل في كلّ مرّة، ما يتيح للنظام توجيه صاروخَين في الوقت ذاته من خلال قنوات تعيين ليزرية منفصلة.

أمّا نظام توجيه الصاروخ فهو أيضاً يشتمل على مرحلتين، الأولى هي مرحلة التجوال/التحليق تحت قيادة راديوية على السواء، في حين أنّ المرحلة الثانية تستخدم توجيهياً ليزرياً نصف نشط.

ونقلت صحيفة Izvestiya في التقرير ذاته في تشرين الأول/أكتوبر 2016 عن ديميتري كورنيف Dmitry Kornev، محرِّر النشرة العسكرية MilitaryRussia، قوله أنّ الاشتقاق الأخير يتضمّن رأساً باحثاً ثنائي نمط التشغيل مع مستشعرٍ ليزري وآخر يعمل بالأشعة تحت الحمراء. ويمكن لهذا الاشتقاق أن يكون سلاحاً يُشار إليه بتسمية Hermes-K، الذي تردَّد أنّه قد تمّ نشره في سوريا على سبيل الاختبار على متن الطوّافات الهجومية Kamov Ka-52K الجاثمة فوق حاملة الطائرات العملانية الوحيدة لدى البحرية الروسية Admiral Kuznetsov.

وأوردت صحيفة Izvestiya نقلاً عن مصدر في الصناعة الروسية لم تُفصِح عن اسمه: «من شأن الاختبارات في البيئة القتالية أن تُسهِم في وضع اللمسات الأخيرة على تطوير نظام الصاروخ، الذي قد يصبح سلاحاً معيارياً للطوّافات العسكرية الروسية Alligator. وتقرَّر تنفيذ اختبارات صاروخ Hermes في عمليات جوّية أكثر صعوبة انطلاقاً من على متن السفن».

نظام الصاروخ الموجّه المضادة للدبابات Metis المحمول. الصورة: KBP
صاروخ Kornet-EM الأكثر اقتدراً المصمم لتدمير دبّابات القتال الرئيسية الحالية والأخرى المستقبلية المَحميّة بتدريع ERA – ويخترق حتى 1,300 ملم من التدريع – الصورة: KBP
الطرح الأول لصاروخ Spike II LR

الخيارات المتعدّدة من ناحية التوجيه والتحكُّم والرؤوس الحربية والصواعق هي أيضاً موضوعٌ رئيسي لدى شركة «رفائيل» Rafael الإسرائيلية، التي أعلنت عن اشتقاقٍ جديد من عائلة صواريخها Spike تحت مُسمَّى Spike LR II. والصاروخ الذي صُمِّم لإتاحة رميه من منصّات أرضية، ومن على متن عربات، وطوّافات وسفن، يتّسِم بسِمات «تشارُكية تكاد تكون كاملة» مع باقي عائلة Spike، ويتوافق مع أية منصّة لإطلاق صواريخ Spike.

وهناك خياران للرأس الحربي، الأول رأسان حربيان مترادفان ذاتا حشوة مجوّفة محسَّنان بنسبة %30 في قدرة اختراق التدريع كما تزعم الشركة، أمّا الثاني فهو رأسٌ حربي عصفي متعدّد الأغراض مع إعدادات مُنتقاة للصاعق تتيح للرامي درجة من التحكُّم بمدى دقّة إصابة السلاح للهدف.

وتزعم شركة Rafael أنّ صاروخ Spike II LR يصل مداه إلى 5.5 كيلومترات عند رميه من منصّات إطلاق أرضية، أي بما يفوق مدى الـ 4 كيلومترات للصاروخ الأصلي Spike LR، كما يصل مداه إلى 10 كيلومترات عند رميه من على متن طوّافة وباستخدام وصلة بيانات التردُّد الراديوي RF الاختيارية بدلاً من نظام الألياف البصرية الأساسي.

ويشتمل الرأس الباحث الثنائي نمط التشغيل على كاميرا تصوير حراري غير مبرَّدة، وكاميرا تلفازية ملوّنة عالية الإستبانة، وهما معزَّزتان ببرمجيات تعقُّب للهدف ذات مزايا تدّعي شركة Rafael بأنّها ذات ذكاءٍ اصطناعي.

فيما تواصل الصواريخ الموجَّهة المضادة للدبّابات ATGM تحسين قدراتها من خلال اشتمالها على أحدث التكنولوجيات، فإنّ انتشار الإجراءات المضادة الفعّالة ذات قدرة القتل الخشن أو التدميرية لمثل هذه الصواريخ التي تُجهَّز بها العربات المدرّعة قد يفرض التسريع في إجراء إعادة نظر جوهرية لتلك القدرات.

تردَّد أنّه قد تمّ نشر صاروخ Hermes-A على متن الطوّافات الهجومية Kamov Ka-52K الجاثمة فوق حاملة الطائرات الروسية Admiral Kuznetsov. الصورة: Russian Helicopters
أعلنت شركة «رفائيل» Rafael عن اشتقاقٍ جديد من عائلة صواريخها Spike تحت مُسمَّى Spike LR II
تاريخ المقال
العدد
العدد حسب الاشهر
السنة
2017
رقم الصفحة
66

أخر المقالات