كوريا الشمالية تسرّع الخطى في اختبارات الصواريخ الاستراتيجية

لا تزال التوترات المرتفعة الحدة في شبه الجزيرة الكورية فيما تضاعف بيونغ يانغ تجاربها الصاروخية من قبل . ويهدف هذا العمل غير المسبوق من عمليات الإطلاق لأحدث القدرات العسكرية لكوريا الشمالية، وتعزيز موقفها للردع الاستراتيجي. ويدون جيران بيونغ يانغ هذه المعلومات ويعملون على تعزيز قدراتهم الصاروخية المضادة.

في الفترة الممتدة من 5 إلى 31 كانون الثاني/يناير، أجرى الجيش الكوري الشمالي ما مجموعه سبع تجارب صاروخية تم إطلاقها بمهلة شهر واحد منذ وصول كيم جونغ أون إلى سدة الرئاسة في نيسان/أبريل 2012، ما أثار المزيد من المخاوف بشأن سباق التسلح في شمال شرق آسيا ومخاطر سوء التقدير. بدأت سلسلة الاختبارات يومي 5 و11 كانون الثاني/يناير، بإطلاق ما وصفته وسائل الإعلام المملوكة من الدولة بنوع جديد من «الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت»، والتي تضم ما يبدو أنها عربات مناورة متعددة الرؤوس الحربية MaRV. خلال الاختبار الثاني، في 11 شباط/فبراير، حيث حلق الصاروخ مسافة 700 كيلومتر بسرعة قصوى تبلغ 10 ماك، وفقاً لهيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية، التي ذكرت أن الاختبار يسجل تحسنًا كبيراً مقارنة بعملية الإطلاق السابقة في 5 كانون الثاني/يناير، والذي حقق سرعة قصوى تصل إلى 6 ماك على مسراه البالغ 500 كيلومتر. تعمل الأسلحة الفوقصوتية بسرعات لا تقل عن 5 ماك، وعادة ما تكون العربات الانزلاقية أسرع. ومع ذلك، تجنبت وزارتا الدفاع في كل من سيول وطوكيو وصف الصاروخ بأنه «أسرع من الصوت»، حيث زعمت سيول أيضاً أنها تستطيع اعتراضه. تم عرض الصاروخ الجديد للمرة الأولى في تشرين الأول/أكتوبر 2022 في بيونغ يانغ، وأُطلق في كلتا المناسبتين من شاحنة ناقلة/ناصبة سداسية المحاور TEL. يبدو أنه يتميز بقاذف يستند على نظام دفع أحادي المرحلة يعمل بالوقود الصلب. وقال ماركوس شيلر Markus Schiller، مهندس الطيران في شركة ST Analytics التي تتخذ من ميونيخ مقراً لها، يبدو أن صاروخ الإقلاع هو مشابه لصاروخ Hwasong-8،‏ والذي يوصف أيضاً بأنه صاروخ فوق صوتي. وأخبر الزميلة «ميلتيك» أن صاروخ الإقلاع قادر على حمل حمولة تزيد عن طن واحد إلى مدى يصل إلى 2000 كيلومتر أو حتى أكثر. «وهذا مشابه لأداء الصاروخ الصيني DF-21D: وهو صاروخ يدفع بالوقود الصلب على مرحلتين ويحمل MaRV الذي يشبه إلى حد كبير الصاروخ الكوري الشمالي من حيث الشكل والحجم ويقدر وزنه ما يزيد قليلاً عن طن واحد». وغالباً ما تشير وسائل الإعلام الصينية إلى DF-21D‏ على أنه «قاتل حاملات الطائرات»، وهو يهدف إلى ردع حاملات الطائرات الأميركية في دور منع الدخول/تحريم المنطقة A2/AD. وأشار شيلر إلى أن أوجه التشابه يمكن أن تشير أيضًا إلى دور مماثل للسلاح الكوري الشمالي.

قد يكون اختبار الصاروخ Hwasong-8 الفوقصوتي في كوريا الشمالية مصدر قلق للعالم

في 14 كانون الثاني/يناير 2022، تم إطلاق صاروخين بالستيين من طراز KN-23‏ من نظام قائم على السكك الحديدية تم الكشف عنه في أيلول/سبتمبر 2021، وهو المنصة الرابعة المعروفة المستخدمة للصواريخ، والتي شوهدت أيضاً على عربات TEL المجنزرة والمدولبة. وتم اختبار صاروخ بالستي يُطلق من الغواصات من طراز KN-23 في تشرين الأول/أكتوبر 2022 الماضي. وقد وصف مركز أبحاث الكونجرس الأميركي KN-23‏بأنه يحمل «التقدم الأبرز في مخزون كوريا الشمالية من حيث فئة الأسلحة الأصغر حجماً». وأعقب هذه الاختبارات إطلاق صاروخين من طراز KN-24 SRBM، حلّقا لمسافة نحو 380 كيلومتراً قبل أن يسقطا في البحر الشرقي. وأشارت هيئة الأركان المشتركة في سيول إلى أن كوريا الشمالية تمكنت من تقصير المدة الفاصلة بين إطلاق الصواريخ لهذا النظام. تم اختبار KN-24‏ المجنزر للمرة الأولى في آب/أغسطس 2019، وهو يحمل صاروخين متشابهين في المظهر مع بعض تلك التي يستخدمها نظام الصواريخ التكتيكية للجيش الأميركي ATACMS. واختبرتها بيونغ يانغ إلى مدى أقصى يبلغ 410 كيلومترات. KN-24 هو «نظام تكتيكي مزود بقاذف نقال يعمل بالوقود الصلب، وحمولة كبيرة نسبياً» وفقاً لِـ CRS، فإن بيونغ يانغ في نهاية المطاف تهدف أن يكون السلاح بمثابة «نظام مزدوج القدرة»، في إشارة إلى قدرتها حمل رؤوس حربية نووية أو تقليدية. في 25 كانون الثاني/يناير 2022، تم اختبار «صاروخ جوال بعيد المدى» وحلّق لمدة تصل الى 152 دقيقة وضرب هدفاً على جزيرة تبعد 1800 كيلومتر»، بحسب تقارير إعلامية. عندما تم اختباره للمرة الأخيرة، في أيلول/سبتمبر، أشارت التقارير إلى أن مدة الرحلة 126 دقيقة ومدى يصل إلى 1500 كيلومتر، وكان من الممكن أن يكون الهدف من الاختبار الأخير هو إظهار قدرة المدى الموسعة حديثاً. بعد يومين فقط، اختبرت بيونغ يانغ صاروخاً بالستياً قصير المدى من سلسلة KN-23 من عربات مدولبة TEL، ثم اختتمت الشهر بإطلاق صاروخ MBRI 21-gnosawH،‏ وهو أول إطلاق لهذا النوع من الصواريخ ذات القدرة النووية منذ العام 2017، ما أثار مخاوف من أن بيونغ يانغ قد تعلق برنامجها النووي الاختياري الذي فرضته على نفسها للتجارب النووية بعيدة المدى. وعلى الرغم من العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة، تعمل كوريا الشمالية على تطوير أحدث أنظمة الأسلحة الخاصة بها بموجب خطة تحديث عسكرية خمسية، كشف النقاب عنها كيم جونغ أون في أوائل العام 2021 في محاولة لتحديث معدات الجيش الشعبي الكوري وتعزيز قدراته الردعية وتمكينه «خوض حرب على أعلى مستوى من الحدة». وتنظر اليابان وكوريا الجنوبية إلى هذه التطورات باعتبارها «استفزازية» و«تهديدات أمنية»، وتستثمر كل منهما في تعزيز الدفاعات الجوية وتطوير تدابير مضادة أخرى. ومن المقرر أن تبدأ سيول في إعادة تنظيم وتجهيز «قيادة صواريخ الدفاع الجوي» في نيسان/أبريل، وستعيد تسمية قيادة صواريخ الجيش لتصبح «القيادة الاستراتيجية للصواريخ»، مع تركيز خاص على «مهام ضرب الأهداف الاستراتيجية والتكتيكية.

صاروخ ATACMS صنع Lockheed Martin
الشركات
العدد
العدد حسب الاشهر
السنة
2023
رقم الصفحة
8

أخر المقالات