صواريخ HIMARS: قاهرة الجيوش

المترجم

تقدم «راجمة الصواريخ المتعددة» Multiple Launch Rocket System (MLRS)  قوة نارية من على متن هيكل شاحنة مدولبة. ويعتبر «النظام المدفعي الصاروخي العالي الحركية» High Mobility Artillery Rocket Systems (HIMARS) العضو الأحدث في عائلة الراجمة MLRS. 
يحمل نظام «هيمارس» حاضن سعة ستة صواريخ أو قاذف واحد لِـ «نظام الصاروخ التكتيكي للجيش» MGM-140 ATACMS (Army Tactical Missile System) على متن «العربة التكتيكية المتوسطة» Family Of Medium Tactical Vehicle (FMTV) فئة خمسة أطنان، وبإمكانه إطلاق عائلة الذخائر الكاملة لِـ MLRS. واختبرت قتالياً بنجاح في عملية «حرية العراق/ مسرح العمليات العراقي». وبالإمكان استخدام HIMARS في أراضي تعذر دخولها سابقاً بقواذف ثقيلة. وهي تتضمن أيضاً نظام تلقيم ذاتي وبعض الخصائص المستقلة التي جعلت من MLRS النظام المدفعي الصاروخي الأول في العالم.
 

ويتميز نظام إدارة الرمي، والإلكترونيات ووحدات الاتصالات في نظام HIMARS بالتبديل مع عناصر القاذف الحالي MLRS M270A1، كما يتشاطران أيضاً الطاقم ومساعدات التدريب. وبموجب عقود منحها الجيش الأميركي لشركة «لوكهيد مارتن» Lockheed Martin تم تسليم 400 قاذف HIMARS إلى الجيش، ومشاة البحرية والعملاء الدوليين.
وفي أيار/مايو 2005، كانت الكتيبة الثالثة، وفوج المدفعية الصاروخية XVIII وفيلق المدفعية المحمول جواً، السباقين في حيازة نظام HIMARS. ومنذ ذلك الحين مَيدن الجيش الأميركي 11 كتيبة إضافية في وحدات الخدمة الفعلية والحرس الوطني، ويخطط الجيش لميدنة ست كتائب إضافية. وإلى ذلك، ميدنة مشاة البحرية الأميركية أكثر من 38 قاذفاً.
وسع HIMARS حضوره العالمي وأصبح قيد الخدمة في السوق الدولية، بما في ذلك دول على غرار الأردن، وسنغافورة، والإمارات العربية المتحدة. 
 

راجمة تاصواريخ M270A1 MLRS صنع Lockheed Martin
الرأس الحربي

إن نظام M-142 HIMARS او High Mobility Artillery Rocket System، هو طراز أخف وزناً من نظام «راجمة الصواريخ المتعددة» M270 MLRS. وكانت مخصصة للقوات الجوية الأميركية والمشاة البحرية. وقد دخلت الخدمة في الجيش وفيلق المشاة البحرية الأميركي في العام 2005. وخطط لبرنامج مشتريات إجمالي يتألف من 900 قاذف. وتقول بعض المصادر بأن 540 قاذف قد أنجز تصنيعها. وخلال السنوات المقبلة سيضع الجيش الأميركي خطة لحيازة 126 نظام HIMARS. وتم تصدير هذا النظام إلى الأردن /12، رومانيا/54، سنغافورة/18 والإمارات العربية المتحدة/20. وفي العام 2022، تم تسليم 20 نظام HIMARS إلى أوكرانيا بهدف تأمين دفاعها ضد الاجتياح الروسي. وكان أداء هذه الأنظمة جيداً للغاية ضد الوحدات الروسية. وأعلن في العام 2023 بأن 18 نظام HIMARS إضافي ستسلم إلى أوكرانيا. وفي العام 2022 طلبت أستونيا 6 أنظمة HIMARS. وأثناء العام ذاته طلبت ليتوانيا 8 أنظمة. ووضعت تايوان خطة في العام 2023 لشراء 29 قاذف HIMARS، وفي العام 2023 أيضاً طلبت بولندا 486 نظاماً من M142 HIMARS.
تجدر الإشارة إلى أن HIMARS يرمي الصواريخ ذاتها التي تطلقها راجمة الصواريخ M270 MLRS. على الرغم من ذلك، فهو يحمل حاوية واحدة فقط مع عدد إجمالي مؤلف من ستة صواريخ. وهو يقدّم قوة نارية تساوي نصف القوة التي يشكلها النظام الصاروخي M270 MLRS. ويرمي HIMARS توليفة كاملة من صواريخ M270، بما في ذلك صواريخ مجهزة برؤوس حربية شديدة الانفجار/متشظية وقنيبلات عنقودية. 
يعتبر الطراز M26 أساسياً في عائلة صواريخ M270 عيار 227 ملم. يبلغ طوله 3.96 أمتار ووزنه 307 كلغ، ولديه مدى يصل إلى 32 كلم. وهو مجهّز برأس حربي ثنائي الغرض زنة 120 كلغ، يحمل 644 قنيبلة عنقودية،  كما أنه شديد الفعالية ضد المقاتلين والعربات. أُنتجت هذه الصواريخ بأعداد كبيرة، ومع ذلك فإن لدى الطراز M26 حياة خدمة تصل إلى 25 سنة. وأثناء ذلك الوقت، استقدمت أعداداً كبيرة من الصواريخ الأكثر قدرة ودقة. وأحيل الصاروخ M26 على التقاعد في العام 2009 حيث عمد الجيش الأميركي إلى إتلاف مخزونه بالكامل المؤلف من أكثر من 360 ألف قاذف مدفعي صاروخي. 
يتألف الطراز M26A1 من صواريخ ذات مدى ممدّد يبلغ 45 كلم، ويحمل رأساً حربياً ثنائي الغرض وأصغر حجماً مزوداً بِـ 518 قنيبلة عنقودية. وزود هذا الصاروخ بصاعق تدمير ذاتي إضافي. وأحيلت هذه الصواريخ إلى التقاعد في الجيش الأميركي والمخزون الباقي هو الآن قيد التدمير.
وكسابقه تميّز الصاروخ M26A2 بمداه الممدّد ولديه مدى يصل إلى 45 كلم. وهو يستخدم رأساً حربياً ثنائي الغرض مزوّداً بقنيبلات متعددة. أُنتج هذا الصاروخ بكميات قليلة نسبياً. وفي العام 2009، بلغ عدد هذه الصواريخ في المخزون الأميركي فقط 3924 صاروخاً. وهو الآن غير مستخدم في القوات المسلحة الأميركية. 
 

عملية شحن HIMARS

عادةً ما ينسب الصاروخ الموّجه M30 إلى نظام «راجمة الصواريخ المتعددة الموجهة» Guided MLRS أو GMLRS. طُوّر هذا السلاح للتصدي للتهديدات المعادية للقوات الأميركية بما في ذلك الصواريخ البعيدة المدى ومقذوفات المدفعية. وكان، في الواقع، بديلاً للأنظمة المدفعية الصاروخية M26 و M26A2 ER. ولدى الصاروخ M30 مدى يراوح بين 65  و70 كلم، ودقة محسّنة بشكل كبير بسبب استخدامه نظام التوجيه GPS المبيّت فيه. وهو مجهّز برأس حربي ثنائي الغرض يحمل 404 قنيبلات عنقودية. ويوفّر M30 قدرة الفتك ذاتها التي يتميّز بها الصاروخين M26 و M26A2 ولكن بعدد أقل من الصواريخ المطلوبة لضرب الهدف. 
ومع بداية العام 2019، أحيل هذا الصاروخ إلى التقاعد في القوات المسلحة الأميركية. أما الصواريخ المتبقية من M30 فقد حُولت إلى الاشتقاقين M30A1 و M31A1. 
تشكل M30A1 و M30A2  GMLRS-AW طرازاً من GMLRS الذي يسمى بِـ «الرأس الحربي البديل». ويزن الرأس الحربي المتشظي والشاهب 90 كلغ. وهو ينفجر على ارتفاع 10 أمتار عن الأرض ليسمح بتبدّد 160 ألف شظية مشكلة مسبقاً. يعتبر هذا الرأس الحربي فعالاً ضد الأهداف المساحية، بما فيها الوحدات القتالية والعربات والرادارات ومقار القيادات الأمامية. وهو يلبي أيضاً متطلبات سياسة الولايات المتحدة الأميركية حول الذخائر غير المنفجرة. يراوح مدى الرمي بين 65 و70 كلم. وقد اختبر هذا الصاروخ من قبل الجيش الأميركي في العام 2014، واعتمد بعد ذلك بمهلة قصيرة. بدأ الإنتاج في العام 2015. ومؤخراً حل محل الصاروخ الموجّه M30 الذي كان قيد الخدمة. ويمكن اعتبار M30A1 اشتقاقاً من صواريخ M30 مجهزاً برأس حربي بديل.
ويعرف الصاروخ M31 بمسمى GMLRS-U أو «أحادي» Unitary، مع رأس حربي شديد الانفجار أحادي زنة 90 كلغ. ويتألف الصاروخ من 23 كلغ من المواد المتفجرة ويبلغ مداه 65 -70 كلم. وتفيد بعض المصادر بأن المدى الأقصى للصاروخ يبلغ 92 كلم، وبوشر العمل في إنتاجه في العام 2005. وتستخدم هذه الصواريخ حصراً من قبل الجيش الأميركي.
أما الصاروخ M31A1 هو طراز محسّن من الصاروخ M31. وقد يكون تسمية للصاروخ M30، تم تحويله إلى الصاروخ المعياري M31. ولدى هذا الصاروخ الموجّه مدى يصل إلى 65-70 كلم. وتفيد بعص المصادر بأن المدى الفعال لهذا الصاروخ يصل إلى 92 كلم.  
يعتبر الصاروخ M31A2 طرازاً محسناً عن سابقه. وفي العام 2019، أو ربما قبل ذلك، حل محل انتاج الاشتقاقات السابقة لعائلة M31.
 

يحمل نظام "هيمارس" حاضن سعة ستة صواريخ أو قاذف واحد ل"نظام الصاروخ التكتيكي للجيش" MGM-140 ATACMS الذي يظهر فب الصورة

يعتبر الصاروخان XM403  وXM404  من الذخائر الموجهة المطوّرة حديثاً وذات المدى الممدد GMLRS-ER. ولدى هذه الذخائر مدى يصل إلى 150 كلم، وتفيد بعض المصادر بأن الذخائر المطوّرة حديثاً يمكن أن يصل مداها إلى 180 كلم. لدى الصاروخ XM403 رأساً حربياً شاهباً ومتشظياً، فيما لدى XM404 رأساً حربياً شديد الانفجار. ونفذت أول عملية اختبار ناجحة لتحليق الصاروخ في العام 2021.
الصاروخ M28 هو ذخيرة تدريب، وهو شبيه للصاروخ M26، لكنه مجهّز بحاويات إنتاج دخانية بدلاً من الحمولة المتفجرة. أما M28A1، فهو ذخيرة للتعليم، يصل مداه إلى 9 كلم. فيما تشكل الذخيرة M28A2 طرازاً للتعليم ذات كلفة منخفضة ولكن بمدى يصل كسابقه إلى 9 كلم. وبإمكان HIMARS إطلاق صاروخ تكتيكي وحيد ومنفرد من طراز MGM-140 ATACMS ولهذا الصاروخ مدى يراوح بين 128 و300 كلم بحسب الطراز المتوافر.
في العام 2022، وخلال الحرب على أوكرانيا استخدم النظام M142-HIMARS على نطاق واسع ضد أهداف روسية وأثبت دقته الفائقة وقدراته المميتة على نحو كبير. وتمكن النظام المدفعي الصاروخي هذا من تدمير مقار القيادات الروسية المتعددة، والذخائر، وتجمعات الوحدات العسكرية والعربات المدرعة، والجسور. وكانت معظم الأهداف تقع خلف الخطوط الأمامية للجبهة الأمامية. وأفاد بعض الأوكرانيين بأنه كان يوجد هناك حالات حيث يقوم الصاروخ الموجّه HIMARS GMLRS الأوّل بضرب المبنى، فيما يقوم الصاروخ الثاني بدخول المبنى من خلال المأثرة نفسها. وآنذاك لم تكن أنظمة الدفاع الجوي الروسي فعالة ضد الهجمات المكثفة لصواريخ HIMARS. وفي هذه الحالة لم تكن الدفاعات الجوية الروسية قادرة على اعتراض الصواريخ الموجهة. على الرغم من أن هذا الأمر لا ينطبق على الصواريخ الباليستية ATACMS. وأظهر أيضاً صاروخ HIMARS تفوّقه الكبير الذي لا يضاهى على راجمة الصواريخ المتعددة الروسية Uragan عيار 220 ملم. وعلى الرغم من أن Uragan يحمل عدداً أكبر من الصواريخ إلا أن مداه أقصر على نحو بارز وهو إلى حد ما غير دقيق. وتجدر الإشارة إلى أن Uragan شديد الفعالية فقط ضد أهداف مساحية ولكن ليس ضد أهداف نقطية. 
 

صاروخ ATACMS إلى جانب نظام HIMARS مركباً على شاحنة FMTV

وعلى الجانب الآخر، أظهر HIMARS دقته ضد الأهداف النقطية بفضل صواريخه الموجّهة GMLRS. وبفضل عمليات التسليم من صواريخ HIMARS وراجمة الصواريخ M270 MLRS  إلى أوكرانيا، تغير مجرى الحرب في أوكرانيا. وبحلول أيلول/ سبتمبر في العام 2022، تسلمت أوكرانيا 16 قاذف M142 HIMARS و9 قواذف M270 MLRS. وكانت هذه الصواريخ هي الشعرة التي قصمت ظهر البعير الروسي.
ومع تقدم الحرب الروسية الأوكرانية، عمد الروس إلى استخدام أنظمة تشويش ضد نظام تحديد الموقع العالمي الذي يوجه صواريخ HIMARS. وكان من شأن ذلك أن أثر سلباً على صواريخ توجيه HIMARS الموجهة حيث إن دقتها تصل فقط إلى نحو 60 متراً بنظام الملاحة بالقصور الذاتي. ويشغل نظام راجمة الصواريخ المتعددة من قِبَل طاقم مؤلف من 3 أفراد هم الآمر والسائق والرامي.
وكما أشير سابقاً، فإن نظام HIMARS يركب على متن شاحنة FMTV سداسية الدفع 6x6 زنة 5 أطنان، وتدفع هذه العربة بمحرّك يعمل على الديزل طراز Caterpillar 3135 ATAAC سعة 6.6 ليتر بقوة 290 حصان.
وتتم عملية تلقيم/إعادة التلقيم من قبل الطاقم بمهلة تراوح بين 4 و 5 دقائق، وتدعم هذه العملية برافعة عضوية. وتتم عملية تلقيم الصواريخ بواسطة عربة تموين MTVR MK37 المصاحبة للنظام. وتحمل شاحنة إعادة الإمداد طقمين لتلقيم الصواريخ وتجهيزها، كما أشرنا أعلاه، برافعة عضوية. ويمكن أيضاً ان يتم العمل بمقطورة مجهزة بطقمين إضافيين. ينجز التلقيم عن بعد من مركز الرمي بغية تجنب الرمايات المضادة. ومن المثير للاهتمام فإن الحاويات المجهزة بالصواريخ يمكن تفريغها في مواقع متعددة وحتى بأماكن محددة على المسلك. وتقوم شاحنة القواذف بالانتقال من موقع إلى آخر، وتلقيم حاوية جديدة للصواريخ فور رميها ومن ثم الانتقال إلى موقع آخر لتناول حاوية جديدة. 
وفي بعض الحالات، عمد الجيش الأميركي إلى تحديث أسطول شاحنات FMTV وجهزها بمقصورات مدرعة للعمل في مسارح العمليات العالية الحدّة. وركبت هذه المقصورة على شاحنة M142 HIMARS. وهي توفر الحماية ضد رمايات الأسلحة الخفيفة وشظايا قذائف المدفعية وعصف الألغام والحشوات المتفجرة المرتجلة ميدانياً. وتقع أنظمة التحديث لشاحنة HIMARS والمقصورة المدرعة تحت مسمى M1140A1. تبلغ زنة الأنظمة المحدّثة 16 طناً. 
ويمكن نقل النظام المدفعي على متن طائرة النقل التكتيكي C-130، وبإمكان الأخيرة حمل نظام HIMARS واحد. في حين أن طائرة النقل الاستراتيجي C17 Globemaster III، بإمكانها حمل 3 أنظمة محملة بالذخيرة أو 4 أنظمة فارغة. وباستطاعة النظام المدفعي الصاروخي التدخّل بسرعة. كما يمكن نقله إلى أي مكان حول العالم. 
وإلى ذلك، باستطاعة هذه العربات المدولبة التدخّل ذاتياً على مساحات شاسعة وهي على متن مقطورة. تجدر الإشارة إلى أن نظام راجمة الصواريخ M270 MLRS المجنزرة عادة ما تكون محمولة على متن مقطورة، لأمداء ممدّدة.
وفي العام 2014، بلغ ثمن القاذف M142 HIMARS نحو 5.1 ملايين دولار. ويتضمن هذا الرقم، عربة القاذف وبعض الذخائر. في حين تبلغ كلفة راجمة واحدة من الصواريخ المتعددة الموجهة نحو 160 ألف دولار، وهكذا فإن أكلاف رشقة الصواريخ تبلغ 960 ألف دولار «كون الحاضن الواحد يتألف من 6 قواذف.» 

M142 HIMARS بالأرقام

الوزن: 24000 بوصة
الطول: 23 قدم 
العرض: 8 أقدام 
الارتفاع: 10.5 أقدام 
الطاقم: 3 أفراد
نمط الرمي الأقصى: 6 صواريخ 
المدى الأقصى: 45 ميل
السرعة: 53 ميل/الساعة
 

الشركات
تاريخ المقال
العدد
العدد حسب الاشهر
السنة
2023
رقم الصفحة
42

أخر المقالات