رادار AESA: لا تذهب إلى القتال من دونه!

لما كان تجهيز المقاتلة برادار «صفيف المسح الإلكتروني النشط» AESA، قبل سنوات قليلة يُشكّل ميزة أساسية لها، لكنّ هذه التكنولوجيا تغدو بازدياد أداة ضرورية - من نوع «الطلب المعياري لدخول الميدان» الذي ينبغي على المقاتلة أن تستحصل عليه إذا ما أرادت أن تشكّل جزءاً مهماً، وهذا ما تناوله جون لايك الذي سلّط الضوء على آخر المستجدات في تكنولوجيا الرادارات وتفوق صفيف المسح الإلكتروني النشط على غيره من الرادارات خصوصاً مع تطوير «الآلية الميكانيكية لإعادة تموضع الرادار» التي تسمح له بتغطية أشمل وأكثر دقة.

فيما بدأ مزيد من أسلحة الجو في أنحاء العالم يستحصل على مقاتلات مجهزة برادار «صفيف المسح الإلكتروني النشط» (AESA)، أصبحت مزايا هذه التكنولوجيا تتّضح أكثر فأكثر. فرادارات «المسح الميكانيكي» (M-Scan) التقليدية تعتمد على التحرّك المادي للهوائي من أجل توجيه «شعاع» الرادار الأحادي. ويمكن لبعض رادارات M-Scan الحديثة أن «تُقاطِع» نمطها المسحي لإعادة التركيز على منطقة تحظى بالاهتمام، لكنّها تعتمد على الجهاز التوازني «الحاضن المستقر جيروسكوبياً» (gimbal)، ومحرّك وقطع متحركة أخرى لتوجيه الصفيف، ما قد يستحدث «نقاط فشل» محتملة. ويتعين على الهوائي أن يتحرك بسرعة وبدقة، ويحدث ذلك أحياناً تحت وقع أعباء قوة جذبوية G-load (ناتجة عن تسارع المقاتلة ومناوراتها) عالية، وتكون تلك الآليات معقدة وقوية وبالتالي ثقيلة! وغالباً ما تعمل رادارات M-Scan وفق ترددات ثابتة مع مرونة تردّدية محدودة، وعدم القدرة على العمل بنمطَيْ جو-جو وجو-أرض في آن. وتُرسل أنظمة رادار «صفيف المسح الإلكتروني الخامل» (PESA) إشارة واحدة عند تردد راديوي وحيد ومن ثم تُجزّئ تلك الإشارة بين عناصر هوائيات مختلفة لتعظيم مداها وقوتها. وبمقدور رادارات PESA عموماً أن تمسح مناطق شاسعة على نحو أسرع بكثير من أنظمة رادار المسح الميكانيكي التقليدي، لكن بدقة أضعف نسبياً، وهي أثقل وزناً وتستخدم جهاز إرسال وحيداً يستحدث «نقطة فشل» وحيدة محتملة، ويُظهر غالباً بعض المشكلات من ناحية التبريد. وتستخدم أنظمة رادار AESA (المعروفة أحياناً بتسمية رادارات E-Scan) هوائياً صفيفاً ممرحَلاً، لكنّه يتألف من أعداد كبيرة من عناصر هوائي صلادي منفرد تُعرف بتسمية «وحدات الإرسال/ الاستقبال» (TRM)، ولكل منها قوتها والتحكم بمراحلها. وتبث كل من تلك الوحدات «جبهة موجية (wavefront) منفردة، يمكنها عندئذ أن تندمج في «شعاع» واحد أو أكثر من «شعاع»، أو تبث «موجات مستوية» (plane waves). ومن ثم تُوجَّه تلك «الإشعاعات» إلكترونياً من خلال تأخير تردد أو «مَرْحلة» وحدات الهوائي الفردي. ومن شأن المستويات المحسنة من التشكيل الرقمي للشعاع (digital beamforming) أن تسمح بتوليد الإشعاعات وتوجيهها باستخدام مجموعات أصغر بكثير من وحدات TRM. وبما أنّ أنظمة رادار AESA تملك وحدات TRM متعددة لا مجرد جهاز إرسال واحد كبير مثل الرادار الخامل PESA أو نظام M-Scan، فإنّ «صفيف المسح الإلكتروني النشط» هذا يتمتع بموثوقية أكبر. فلربّما يفشل العديد من وحدات TRM ويبقى الرادار مع ذلك عاملاً، فيما الأداء يتراجع على نحو مقبول. وبوسع رادارات AESA أن تُرسل تزامناً العديد من الإشعاعات، وتسمح بمراقبة مناطق تحظى بالاهتمام من دون مقاطعة نمط المسح الرئيسي، بل حتى تسمح بتشغيل متزامن بمختلف الأنماط - على سبيل المثال: «جو-جو» و«جو-أرض». ويعني ذلك في مقاتلة ثنائية المقاعد على غرار Boeing F/A-18F Super Hornet أنّ بإمكان الطيار في القمرة الأمامية أن ينفّذ مهمة «جو-جو»، بينما يشنّ الضابط المسؤول عن أنظمة الأسلحة في القمرة الخلفية هجوماً متزامناً «جو-أرض»، في حين يقوم الرادار بدعم الاثنين. ويمكن أيضاً استخدام رادار AESA مع تعديلاتٍ محدودة نسبياً، لإرسال وتلقي كميات كبيرة من المعلومات بمعدل عال. وقد أظهرت تجربة باستخدام رادار AN/APG-77 على متن مقاتلة Lockheed Martin F-22 و«مودوم» برمجي قابل لإعادة البرمجة والقدرة على إرسال صورة رادار فتحة اصطناعية باستبانة 72 ميغابايت في غضون 3.5 ثوان فحسب بمعدل نقل بيانات يبلغ 274 ميغابايت في الثانية. وذلك كان يتطلّب 48 دقيقة باستخدام وصلة Link 16 ! وبالتالي، جرى التثبّت من معدلات إرسال بيانات بسرعة 548 ميغابايت في الثانية ومعدلات تلقّي بيانات بسرعة تصل إلى 1 جيغابايت في الثانية. ومن المرجح أن يوفر استحداث أنظمة AESA تطبيقات محسنة متعددة الوظائف على غرار تلك، محط تركيز برامج AESA المستقبلية.

رادار APG-79(v)4 AESA صنع شركة Raytheon مركّباً على مقاتلة Boeing F/A-18C/D Hornet
الدقة والسرعة

فيما بإمكان أنظمة رادار PESA أحياناً أن تمسح مساحات أكبر من المجال الجوي بوتيرة أسرع، فإن رادارات AESA تملك مستويات أدنى من فقدان الإشارة وهي تمسح على نحو أكثر دقة، وتوفر القدرة على رصد أهداف أصغر حجماً وذات «مقطع عَرَضِي راداري» (RCS) منخفض على غرار «العربات الجوية غير الآهلة الصغروية» (Micro-UAV). وما يشكل أكثر أهمية، هو أنّ رادار AESA يوفر تعقباً للهدف أكثر دقة يسمح له بتأمين «تعقب بمستوى الأسلحة» على أمداءٍ أبعد. وبما أنّ رادارات AESA تستخدم وحدات TRM فردية متعددة، قادرة على إرسال إشعاعات عديدة، على ترددات متعددة، فينبغي أن تكون عصية على الرصد وتحديد الهوية، وعصية أكثر فأكثر على التشويش. وتكون رادارات AESA تقليدياً صغيرة الحجم وذات وزن خفيف نسبياً، لكنها تكلف أكثر من رادارات PESA أو M-Scan، وذلك بفضل عدد وحدات TRM المطلوبة. وتملك رادارات AESA ذات «اللوح الراداري الثابت» التقليدية أيضاً حقل رؤية/ رصداً محدوداً نسبياً، بينما يسبب التوجيه الإلكتروني للشعاع بتراجع الأداء على حدود «سمت أعلى». ويمكن الاعتماد على عدد صغير من رادارات AESA التي تشتمل على «آلية ميكانيكية لإعادة تموضع الرادار» (repositioner) [وهي آلية توجيه تدير رادار AESA مائل الزاوية على محور أسطواني دائري platter، بغية منح 40-60 درجة إضافية من قدرة رادار AESA على المسح على جانبي أنف الطائرة حيث يقع الرادار، ما يضيف إلى مقدرته الأساسية البالغة نحو 60 درجة، فتصبح قدرة الرادار المسحية بفضلها 120 درجة، متفوقة على الرادارات الأخرى بنطاق التغطية والسرعة ودقة الاستبانة] كوسيلةٍ لتفادي مثل هذا التراجع، من بينها رادارLeonardo Raven ES-05 لمقاتلة Saab Gripen E، وعائلة رادار Captor-E المستخدمة في بعض مقاتلات «يوروفايتر تايفون» Eurofighter Typhoon. أما المقاربة البديلة فتتمثل في توفير صفائف متعددة، مع هوائيات جانبية - بل حتى ذات رصد خلفي لمضاعفة حقل الرؤيا. ويأتي رادار «أوسبري» Osprey من «ليوناردو» Leonardo مع أربعة هوائيات، ويوفر تغطية تامة على مدار 360 درجة. وقد جُهزت به طوافات Leonardo AW101 Merlin النروجية، وكذلك [الطائرات الخفيفة للاستطلاع المتقدم العالي الأداء] AHRLAC Mwari، لكن لم تُزود بها أية منصات جوية قتالية نفاثة سريعة. وقيل إن مقاتلة Sukhoi Su-57 الروسية تنتهج هذه المقاربة - على الرغم من أنها تستخدم رادار NIIP N035 Ibris PESA وليس رادار AESA. وقد جُهزت مقاتلتان اختباريتان برادار AESA من نوع Tikhomirov NIIP N036 الذي يعمل بالحيز X. ويشتمل النظام أيضاً على صفيفَي N036L-1-01 عاملين بالحيز L على الأطراف الممتدة للجناحين لكنهما يُستخدمان لمهام «التعرُّف على الصديق من العدو» (IFF) و«الحرب الإلكترونية» (EW)، وهما يفتقدان إلى دقة الاستبانة والمدى المطلوبين للتحكم بالرمي. وقد ارتبط اشتقاقا AESA من الرادار الصيني الأقدم KLJ-7A (Type 1478) بالمقاتلة الجديدة CAC/PAJF-17 Block-3، وقد جُهزت إحداهما بـ «آلية ميكانيكية لإعادة تموضع الرادار»، والأخرى بصفيفَي هوائي جانبي احتياطي لمضاعفة حقل الرؤية. ويبدو أن هذا النوع من أنظمة الهوائيات الموزعة يشكّل أساساً لطائرات القتال من الجيل التالي على غرار Tempest (التي ستستبدل Eurofighter Typhoon) والمقاتلة الفرانكو-ألمانية «النظام الجوي القتالي المستقبلي» SCAF.

يتميّز رادار ES-05 Raven المخصص لمقاتلات Saab Gripen E/F بهوائي AESA يشتمل على «آلية إعادة تموضع الرادار الدوّارة» (roll-repositionable) مبتكرة
تاريخ الخدمة

المقاتلة الأولى التي استخدمت صفيف مسح إلكتروني هي المقاتلة الروسية Mikoyan MiG-31 ‘Foxhound’ التي دخلت الخدمة في العام 1981، على الرغم من أنّ رادارها من نوع «زاسلون» Zaslon يستخدم «صفيف المسح الإلكتروني الخامل» PESA. وبقيت روسيا ملتزمة برادارات PESA منذ ذلك الحين، بما في ذلك رادار N035 Ibris لمقاتلتَي Sukhoi Su-27SM3 و Su-35BM، ورادار NIIP N011 Bars لمقاتلة Su-30MKI (ولو أن بعض المصادر ترى أن SM3 احتفظت برادار N-001V الأصلي). وعلى الرغم من أنّ العديد من الخبراء يعتبر رادارات PESA بأنّها بمثابة تقنية غير قابلة للتطور تكنولوجياً، فإنّها مع ذلك تبقى في غاية الأهمية والاقتدار. ويُعزَى تفوق المقاتلات الروسية في الحرب ضد أوكرانيا إلى تسليحها - بصواريخ R-27EA/EM و R-77، الموجّهة رادارياً- فإنّ راداراتها كانت في الحقيقة وراء هذا التفوق على نحو واضح. وبينما تشتمل المقاتلات الأوكرانية من طراز MiG-29 و ‘Vanilla’ Su-27 على رادار مسح ميكانيكي متقادم من سبعينات القرن الماضي، فإن بإمكان المقاتلات الروسية المجهزة برادارات PESA أن تُحقّق «تعقباً بجودة أسلحة» على أمداء أطول بكثير، وتحافظ على إغارة أكثر قوة، ومن ثم توفر دعماً أفضل للصواريخ في خلال تحليقها. كما أنها متوافرة حيث لا تتوافر رادارات AESA. وفي حين تؤمن رادارات PESA مزايا حقيقية تتفوق على رادارات المسح الميكانيكي الأقدم عهداً، فإنّها لا تضاهي رادارات المسح النشط الحديثة. ويساعد ذلك على فهم لماذا أقدمت شركة «داسو» Dassault على تغيير رادار Thales RBE2 PESA واستبداله بطراز جديد من رادار صفيف المسح الإلكتروني النشط AESA، هو الرادار RBE2-AA. وكانت المقاتلة اليابانية Mitsubishi F-2 الطائرة العسكرية العملانية الأولى التي تحتضن رادار AESA (وتسميته محلياً هي Mitsubishi Electric J/APG-1) عندما دخلت الخدمة في شهر أيلول/سبتمبر من العام 2000، متقدمة على مجموعة من مقاتلات Boeing F-15C تابعة لسلاح الجو الأميركي مجهزة برادار AN/APG-63(V)2 من صنع شركة «رايثيون» Raytheon، والتي دخلت الخدمة في قاعدة «إلمندورف»Elmendorf الجوية [ألاسكا] في كانون الأول/ ديسمبر العام 2000. وكان رادار AN/APG-63(V)2 نسخة محدثة عن رادار F-15 الأساسي ذي المسح الميكانيكي، وقد جُهز بهوائي AESA جديد ونظام حديث لِـ «التعرُّف على الصديق من العدو» (IFF).

الإمارات العربية المتحدة ورادار AN/APG-80

أما الرادار المماثل الثاني في الخدمة فهو Northrop Grumman AN/APG-80، وقد جُهزت به مقاتلات Block 60 Lockheed Martin F-16E/F Desert Falcon التي جرى تسليمها إلى الإمارات العربية المتحدة بدءاً من العام 2004. ولطالما كان من المعتزم أن تُجهّز مقاتلات الجيل الخامس الجديدة لدى سلاح الجو الأميركي برادارات AESA، بينما جُهزت طائرات Lockheed Martin F-22 Raptor التي دخلت الخدمة في كانون الأول/ ديسمبر العام 2005 برادار Northrop Grumman AN/APG-77، وهو يبقى مستشعراً ذا أداء متميز. ويشتمل الاشتقاق الأصلي على توليفة مناصفة 50:50 من 1,956 وحدات إرسال وتلقّي منفصلة أحادية الأداء، ويوفر وظيفية تامة «جو-جو» و«جو-أرض» (مسح عالي الاستبانة) لرادار ذي فتحة اصطناعية، وتعيين وتعقب للهدف المتحرك أرضاً GMTI/GMTT، وتسديداً وتعرفاً أوتوماتيكيين. وتُشكل التكنولوجيا والأنماط في رادار APG-77 الأساس لرادار AN/APG-81، الذي جُهزت به مقاتلة Lockheed Martin F-35، حيث تصف «نورثروب غرومان» Northrop Grumman نظام APG-81 بأنه «أحدث رادار AESA وأكثره اقتداراً في العالم»، وتقول إنه «يوفر إدراكاً بالوضع لا يُضاهى في الميدان». وإضافة إلى قدرات «جو-جو» و«جو-أرض»، يمكن لرادار APG-81 أن يعمل أيضاً كفتحة اصطناعية لـ الحرب الإلكترونية (EW) باستخدام «الصفيف المتعدد الوظائف» (MFA) لإرسال إشارات تشويش قوية ذات دقة عالية. ويسمح ذلك باستخدام الرادار لمهام «الحماية الإلكترونية» (EP) و«الهجوم الإلكتروني» (EA) ما يُمكّن مقاتلة F-35 من شلّ الدفاعات الجوية المتقدمة للعدو. وبالإضافة إلى طائرة LO، قررت الولايات المتحدة تجهيز مقاتلات متقدمة أخرى برادار AESA. وقد صممت شركة «رايثيون» Raytheon رادار AN/APG-79 لمقاتلة Boeing F/A-18E/F Super Hornet، مع هوائي AESA ذي صفيف ممرحل يعمل بالحيز X. وقيل إن هذا الرادار يؤمن قدرة تعقب متعددة الأهداف شبه آنية. وكان هذا الرادار الجديد قد دخل الخدمة في مطلع العام 2007.

F-15SA السعودية مجهزة برادار AESA

واستخدمت Raytheon التكنولوجيا ذاتها في رادارها AN/APG-63(V)3 الذي أُعيد تجهيز مقاتلات F-15C/D لدى سلاح الجو الأميركي به، وقد استُخدم أيضاً لتجهيز مقاتلات F-15SG الحديثة لصالح سنغافورة، ومقاتلات F-15SA الجديدة لصالح المملكة العربية السعودية. وقد سلّمت Raytheon النموذج الأولي من نظام AN/APG-63(V)3 في حزيران/ يونيو العام 2006، وبدأت العمل على طلب إنتاج أولي في تشرين الأول/ أكتوبر العام 2007. أما المنافسون الأوروبيون فقد عملوا بوتيرة بطيئة لتبني تكنولوجيا AESA. فمقاتلات «رافال» Rafale من Dassault (الموجودة قيد الخدمة العملانية منذ العام 2004) لم تُزوّد برادار AESA حتى العام 2014، وفرض الحجم الصغير لأنف مقاتلة Rafale وجود 830 وحدة TRM فحسب، أو نحو نصف العدد المستخدم في رادار AESA الذي جُهزت به مقاتلة Typhoon، على سبيل المثال.

الكويت وقطر ورادار AESA

أما مقاتلة Eurofighter Typhoon، التي ربما أعاق تطورها في هذا السياق امتلاكها لأفضل رادار M-Scan في العالم، فلم تحصل على رادار AESA عملاني حتى العام 2002، مع تسليم مقاتلة مجهزة برادار ECRS Mk 0 إلى كل من الكويت وقطر. ويعتقد العديد من الخبراء أنّ نظام Captor-E الجديد قد يكون أفضل رادار AESA زُوّدت به مقاتلة، مع صفيفه الكبير الذي يسمح باحتضان عدد كبير من وحدات TRM، وهو يوفر «حقلاً للرؤية» (Field of Regard) لا نظير له بفضل «آلية dual swashplate repositioner المبتكرة. وثمة اشتقاقات لنظام Captor-E قيد التطوير لمُشغّلي مقاتلات Typhoon الأوروبية. ويتّصف رادار ECRS Mk 2 لـ «الدفعة 3» Tranche 3 من هذه المقاتلات لسلاح الجو الملكي البريطاني بتشاركية محدودة في المكونات المادية مع الاشتقاقات الأسبق، مع صفيف جديد ونوع مختلف من «آلية إعادة تموضع الرادار» (استناداً إلى تلك الآلية المتوافرة في نظام Raven ES-05)، ويوفر قدرات هجوم إلكتروني جديدة ومؤثرة. ويتميّز رادار ES-05 Raven (المعروف أساساً باسم Vixen 1000E ) المخصص لمقاتلات Saab Gripen E/F بهوائي AESA يشتمل على «آلية إعادة تموضع الرادار الدوّارة» (roll-repositionable) مبتكرة، وهو يُوفر حقل رؤية تاماً يبلغ 180 درجة - أو ضعف ما توفره الصفائف الثابتة. أما «آلية إعادة التموضع للهوائي الدوّار الأسطواني الشكل» فتتطلب استخدام وصلات مبتكرة بين الهوائي والجهة الخلفية للرادار، وهي تستند إلى تكنولوجيا مستخدمة في آلات حفر واستخراج النفط. وهناك برامج تطوير رادار AESA جارية في الهند وكوريا الجنوبية. ففي الهند تعكف «منظمة الأبحاث والتطوير الدفاعي» (DRDO) الهندية والشركة المتفرعة عنها «مؤسسة التطوير الإلكتروني والراداري» (ERDE)، على تطوير رادار AESA محلي الصنع هو Uttam، لصالح الاشتقاقات المستقبلية من مقاتلة Tejas، ولعمليات التحديث المقررة لمقاتلات Sukhoi Su-30MKI و Mikoyan MiG-29K. وفي كوريا الجنوبية، طورت شركة «هانهوا سيستمز» Hanwha Systems رادار AESA مُصنّعاً محلياً إلى حد كبير لصالح المقاتلة الجديدة KAIRF-21 Boramae.

-	يأتي رادار Osprey من «ليوناردو» Leonardo مع أربعة هوائيات، ويوفر تغطية تامة على مدار 360 درجة، وقد جُهزت به طوافات Leonardo AW101 Merlin النروجية
أقدمت Dassault على تغيير رادار Thales RBE2 PESA واستبداله بطراز جديد من رادار صفيف المسح الإلكتروني النشط AESA، هو الرادار RBE2-AA
عروض تحديث

لعلّ الجزء الأكثر صعوبة في سوق رادار AESA هو التعامل مع أنظمة تستهدف إعادة تجهيز مقاتلات من الجيل الرابع موجودة حالياً قيد الخدمة. ويبقى العديد من تلك المقاتلات عملانياً، ولا يزال يتميز بأداء تنافسي من حيث القدرات الإيرودينامية (الانسيابية في الهواء) والاندفاع الحركي، لكنه يفتقد إلى مستشعرات ووصلات حديثة. ويمكن لإعادة التجهيز برادار AESA أن يعالج هذه النواقص، ويوفر مساراً مجزياً من ناحية الكلفة لبعض أسلحة الجو للإفادة من القدرات الموسعة والموثوقية المضاعفة. وكان رادار AN/APG-82 (المعروف سابقاً بتسمية APG-63(V)4) قد صُمم خصيصاً لتحديث أسطول مقاتلات F-15E التابعة لسلاح الجو الأميركي، وهو يدمج معاً هوائي رادار AN/APG-63(V)3 والمعالِج المحدث لرادار APG-79. ويُستخدم رادار APG-82 أيضاً في برنامج تحديث مقاتلات F-15J التابعة لسلاح الجو الياباني. ولعلّ مقاتلات F-16 المُعاد تجهيزها بهذه الرادارات تُمثل السوق الأكثر إدراراً للربح. وكان «رادار رايثيون القتالي المتقدم» Raytheon Advanced Combat Radar (RACR) أو AN/APG-84 اشتقاقاً مقلّص الحجم من رادار AN/APG-79 (الموجود في الخدمة العملانية في مقاتلات F/A-18E/F Super Hornet و EA-18G Growler)، وقد اختير لتحديث مقاتلات F-16 التابعة لسلاح الجو الكوري. كما وأُلغي هذا التحديث لاحقاً، ولم يحظَ رادار APG-84 بأي اهتمام فعلي مذاك. وفي المقابل، حقق «رادار الشعاع المرن المتدرج المقاييس» (SABR) من Northrop Grumman أو AN/APG-83، نجاحاً تجارياً على نحو أكبر، وشكّل الأساس لآخر تحديثات على مقاتلات Block 70 F-16 و F-16V. وقد صُمم رادار SABR، المُشتق من رادار APG-77 في مقاتلات F-22، ورادار APG-81 في مقاتلات F-35، لكي تُجهز به مقاتلات F-16 بدون أية تعديلات من ناحية الطاقة، أو البنية أو نظام التبريد. بالنسبة إلى سوق تحديث مقاتلات F/A-18 Heritage Hornet (F/A-18A-D)، ثمة اشتقاقٌ مطوّر من AN/APG-79 هو (V)4 قيد العرض. وقد اختُبِرَ رادار (V)4 تحليقاً في أيار/ مايو العام 2022 ، وهو يُستخدم في تحديث مقاتلات ‘Heritage Hornet’ التابعة لـ «فيلق مشاة البحرية الأميركية» (USMC). ويستخدم الرادار الجديد تكنولوجيا «نيترات الغاليوم» Gallium Nitride (GaN)، ما يمنح مدى أطول بكثير وأداء محسناً. وقد اختارت ماليزيا هذا الرادار الجديد لصالح تحديث مقاتلاتها من طراز F/A-18C/D Hornet، وكذلك للمقاتلات المُطوَّرة حديثاً FA-50 Golden Eagle. ويستخدم رادارا MURAD AESA من صنع شركة «أسلسان» Aselsan التركية لإعادة تجهيز نحو 36 مقاتلة Block 30 F-16 في إطار مشروع تحديث مقاتلات F-16 Project ÖZGÜR، ومن المتوقع اعتماده أيضاً في برنامج المقاتلة الجديدة MMU. وقالت Aselsan إنها تتوقع أن يتميز رادارها الجديد بأداء يُماثل رادار Northrop AN AESA المستخدم في برنامج تحديث F-16V viper ومقاتلات Block 70/72 F-16، لكن مع مدى رصد أفضل وتهديف أكثر دقة. وعلى الرغم من أن مقاتلات Gripen-E السويدية الجديدة تستخدم رادار Leonardo Raven، فقد طورت شركة «ساب» Saab رادار AESA جديداً عاملاً بالحيّز X يستند إلى تكنولوجيا «نيترات الغاليوم» GaN الذي اختبرته تحليقاً في مقاتلة Gripen-D الثنائية المقاعد في نيسان/ أبريل العام 2020، وقد عرضته كخيار تحديث لمقاتلة Gripen-C/D. وبعدما تباطأت Raytheon في اغتنام فرصة تطوير RACR (AN/APG-84)، فإنّ محاولتها التالية في تطوير رادار AESA خفيف الوزن ومنخفض الكلفة هي خطوة مبتكرة وجذرية، وتعد بما هو أفضل. ويزن رادار Phantom Strike من تطوير «وحدة الاستخبار والفضاء» Raytheon Intelligence & Space أقل من مئة رطل إنكليزي / 45 كيلوغراماً (أي أقل من نصف وزن رادارات AESA الحديثة الأخرى)، بكلفة أقل بنسبة 50 بالمئة بينما يستخدم 65 بالمئة فحسب من الطاقة مقارنة برادارات مثيلة أخرى. وهو يحرز ذلك باستخدام تصميم فريد من نوعه للتبريد بالهواء، وطاقة بتكنولوجيا «نيترات الغاليوم»، وتوضيب مبتكر لوحدات «المتلقي/المرسل» الرقمية والمعالجات. وقد صُمم رادار Phantom Strike لكي يتوافق تشغيلياً مع جميع المنصات، إذ يمكن إدماجه في أية منصة، بما في ذلك مقاتلات، وطائرات هجومية خفيفة، وطائرات أجنحة دوارة، وعربات جوية غير آهلة بل وحتى في منصات ثابتة على غرار الأبراج الخلوية. ويبدو أنّ Raytheon قد سلّمت رادار AESA الذي يتميز بعامل الوزن «الأخف» على الإطلاق، والأداء «الثقيل الوزن»، بحسب الشركة، والمطلوب لاستحداث إدراك بالوضع متفوق في الميدان. وتوفر رادارات مثل Phantom Strike حتماً ذلك النوع من توليفة الكلفة/القدرة التي ستسمح بتحقيق توسع فعلي في قدرات رادارات AESA، وتتيح لمنصات أصغر حجماً وأخف وزناً ميدنة رادار AESA حقيقي.

رادار Northrop Grumman AN/APG-80 الذي جُهزت به مقاتلات Block 60 Lockheed Martin F-16E/F Desert Falcon
العدد
العدد حسب الاشهر
السنة
2023
رقم الصفحة
42

أخر المقالات