تستند على رؤية رئيس الدولة في استشراف المستقبل 8 مؤشرات تكشف سر نجاح «الصناعات الدفاعية» في الإمارات

أسهم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» بدرجة كبيرة في تطوير الصناعات الدفاعية في الإمارات والارتقاء بتنافسيتها حتى غدت تماثل نظيراتها في الدول المتقدمة، إذ يمتلك سموه خبرة كبيرة في مجال الصناعات الدفاعية والعسكرية ويحرص باستمرار على الاطلاع على أحدث ما توصلت إليه المنتجات العالمية في هذا المجال، ولديه رؤية طموحة لمستقبل القطاع، ويفخر بما حققته هذه الصناعات من إنجازات قادرة على المنافسة في الأسواق العالمية. 
إن الدعم الذي يقدمه سموه للصناعات الدفاعية يعد شاملاً، ولا يقتصر على الاستثمار في بناء الكوادر الوطنية في هذا المجال فقط، وإنما العمل المستمر على توفير المتطلبات التي تضمن لهذه الصناعة التميز، والابتكار والمنافسة في الأسواق العالمية. 
وبفضل رؤية سموه، استطاعت دولة الإمارات، خلال السنوات القليلة الماضية، أن تبني قاعدة صلبة متطورة للصناعات الدفاعية والعسكرية عبر امتلاكها العديد من الشركات الوطنية، حيث تشارك نحو 216 شركة وطنية في الدورة الحالية من معرضي «آيدكس ونافدكس 2023»، والتي تطبق جميعها أعلى معايير التميز والجودة، بدليل أن منتجاتها تحظى بالإشادة الدولية ويتزايد الإقبال عليها في معارض الدفاع والأمن على الصعيدين الإقليمي والعالمي. 
واليوم تمضي الإمارات بخطى ثابتة وواثقة نحو تعزيز تنافسية صناعاتها الدفاعية متسلحة بذلك بكوادرها المواطنة المؤهلة للانخراط في هذه الصناعات ومستندة إلى ما حققته من إنجازات في مجالات أخرى كالتعليم، والبحث العلمي، والصناعة الوطنية، وتوطين التكنولوجيا ما أهلها للانتقال بقوة لمرحلة أن تصبح مركزاً إقليمياً لهذه الصناعات المتطورة. فالصناعات الدفاعية والعسكرية في الدولة تمتلك سمعة طيبة لما تتسم به من كفاءة وجودة عالية وتنافسية في مختلف الأسواق الاقليمية والدولية، ولعل من أهم المؤشرات على ذلك هو التالي:

أولاً: الانتقال إلى قائمة الدول المصدرة 

استطاعت دولة الإمارات الانتقال إلى قائمة الدول المصدرة لعدد كبير من المعدات والآليات المندرجة ضمن التصنيع العسكري الحديث والعالي المستوى، وإلى العديد من دول المنطقة والعالم، حيث أثبتت أنها الأكثر قدرة في هذا المجال بين العديد من دول المنطقة، إذ تشير تقارير عدة إلى أن الصناعات الدفاعية الإماراتية حققت إنجازات غير مسبوقة في منطقة الشرق الأوسط عبر شركاتها الوطنية العملاقة.

عربة القتال المدرّعة الرباعية الدفع RABDAN من صنع شركة EDGE
ثانياً: القدرة على المنافسة في الأسواق الإقليمية والعالمية

 تتجلى قدرة الصناعات الدفاعية الإماراتية على المنافسة عالمياً في أمرين رئيسيين: الأول، أن الإمارات أصبحت مركزاً مهماً لتوريد الأنظمة العسكرية على مستوى منطقة الشرق الأوسط، بفضل جودة منتجها وتنافسية أسعارها وما تقدمه الشركات الوطنية من خدمات ما بعد البيع؛ والثاني، يتعلق بنجاح الصناعات الإماراتية وخاصة في السنوات الأخيرة في اقتحام أسواق جديدة.
 

ثالثاً: الريادة في صناعة المعارض الدفاعية

نجحت الإمارات في تحقيق ريادة عالمية في مجال صناعة المعارض الدفاعية، وهو ما يتضح من تزايد المشاركين في هذه المعارض من عام لآخر، ويعد «آيدكس ونافدكس» من أكبر معارض الدفاع المتخصصة على مستوى المنطقة والعالم، بل إن الإمارات استطاعت أن تحول المعارض الدفاعية إلى صناعة قائمة في حد ذاتها، وترفد الاقتصاد الوطني بروافد جديدة تعزز من سياسة تنوع الدخل.

رابعاً: التنوع في المنتجات 

تنتج الشركات الدفاعية الإماراتية اليوم منتجات متنوعة تشمل طائرات من دون طيار، وسفناً حربية، وآليات متعددة المهام وذخائر ووسائل تدريب وغيرها الكثير حيث أصبحت هذه المنتجات وغيرها تحظى بالإشادة والإعجاب من دول المنطقة والعالم.

خامساً: ارتفاع نسبة التوطين في الصناعات الدفاعية

لعل أهم مؤشرات نجاح الصناعات الدفاعية في الإمارات هو تحقيق أغلب الشركات الوطنية نسبة توطين كبيرة، وهو أمر يعيد إلى الأذهان أهمية ما تسعى إليه الدولة من تحفيز المواطنين للدخول في الصناعات الدقيقة كالدفاع والفضاء والطاقة المتجددة.

سادساً: تحول الإمارات إلى مركز إقليمي للشركات الدفاعية الكبرى

أضحت الإمارات، نتيجة لمناخ الأعمال الإيجابي والبيئة الاستثمارية المشجعة، مركزاً جاذباً للشركات الدولية العاملة في الصناعات الدفاعية أو الداعمة لها، وهذا ما يعكسه اتخاذ العديد من الشركات العالمية من الإمارات مقراً لتوسيع أنشطتها في منطقة الشرق الأوسط.

EDIC
سابعاً: تحول الإمارات إلى مركز إقليمي لاختبار الأسلحة والمعدات

نتيجة لما تمتلكه من إمكانات تقنية وفنية هائلة، وناهيك بما تمتلكه من الخبرات والقدرات ما مكنها من أن تكون مركزاً لاختبارات جودة الأسلحة النارية، إذ يقوم مركز أبو ظبي لفحص جودة الأسلحة والذخائر بدور رئيسي في فحص جودة الأسلحة النارية والذخائر المصنعة في الدولة، وكذلك الواردة إليها، كما يقوم باختبارات الأمن والسلامة للأسلحة التي أعيد إصلاحها والعمل على إيجاد الحلول المناسبة للوقاية من تكرارها مستقبلاً.

ثامناً: الثقة الدولية المتزايدة بالصناعات الدفاعية

جميع المسؤولين والخبراء العسكريين الدوليين والشركات المتخصصة أكدوا أن الإمارات تجاوزت الخطوط التقليدية في تطوير الصناعات الدفاعية بأنواعها كافة. فالإمارات باتت نموذجاً قوياً متنامياً في منظومة تطوير الأسلحة والمعدات الدفاعية العالمية، وهي الآن تحاكي أفضل دول العالم في هذا المجال، من خلال إنجازاتها المتلاحقة التي تواكب أحدث الابتكارات في الألفية الثالثة. 
إن أهم ما يميز نهج دولة الإمارات في تطوير الأعمال وتهيئة المناخ الاستثماري المناسب هو سياساتها التي تتسم بالاستدامة والتطوير والتحديث المستمر، لذا فإن جهود الحكومة وقطاعاتها المختلفة خلال السنوات الماضية، قد أدت إلى نجاحها في تهيئة بيئة أعمال مشجعة وجذب الاستثمارات إلى مختلف القطاعات، وبخاصة في قطاع الصناعات الدفاعية.

تاريخ المقال
العدد
العدد حسب الاشهر
السنة
2023
رقم الصفحة
8

أخر المقالات