العربات الجوّية القتالية غير الآهلة: مقرونةً مع أنظمة الارتفاعات المتوسطة والمكوث الطويل في الجو

على الرغم من التركيز الكبير على «العربات الجوَّية القتالية غير الآهلة»  UCAV الذي سادَ في السنوات الأخيرة، فإنّ هذه الفورة الدعائية لم يُكرسها الواقع كلّياً. ومهما يكن من أمر، يُواصِل «مصنِّعو المعدّات الأصلية»OEM  الثناء على مزايا الأنظمة غير الآهلة القتالية والمجهزة بأسلحة، خصوصاً تلك التي تُصنَع مع الأخذ بعين الاعتبار أسلحة مصمَّمة لأغراض معينة.

يرتبط استخدام «العربات الجوية غير الآهلة» العسكرية عادةً بمهام «الاستخبار والمراقبة والاستطلاع»  ISR المسلّح، مع أنظمة جوّية مستقلّة أكبر حجماً قد أدّت هذا الدور في العديد من النزاعات على مدى السنوات الأخيرة. ولكن في الواقع فإنّ غالبية الأنظمة تميل للعمل حصرياً كمنصّات جَمْع بيانات في حين أنّ أعداد «العربات الجوَّية غير الآهلة» المحملة بالذخائر محدودة في الحقيقة.
وتُعتبر قيود التصدير إحدى الأسباب وراء ذلك، حيث تسعى الحكومات للتحكُّم ببيع الأسلحة على أنظمة يمكن أن يُساء استخدامها كصواريخ جوّالة، وذلك على الأغلب وفقاً لتفويضٍ من «نظام تكنولوجيا الصواريخ والتحكُّم بها» Missile Technology and Control Regime.

الإمارات ونظام Predator XP

طُوِّر اشتقاق التصدير من عائلة «العربات الجوّية غير الآهلة ذات الارتفاع المتوسط والمكوث الطويل» MALE UAV من صنع شركة «جنرال أتوميكس أيرونوتيكال سيستمز» General Atomics Aeronautical Systems (GA-ASI)، أي Predator XP، تماشياً مع هذه القيود. وهو اشتقاقٌ خاص بمهام ISR فحسب ولا يملك القدرة على التجهز بأسلحة وهو قيد الخدمة العملانية لدى دولة الإمارات العربية المتحدة. 
وقد حَصَرت شركة GA-ASI تصدير الاشتقاقات المسلّحة من عائلة Predator XP بالدول التابعة لحلف شمال الأطلسي «الناتو» NATO، حيث تلقّت فرنسا والمملكة المتحدة فحسب تراخيصٍ تفويضية لتشغيل اشتقاقاتٍ مسلَّحة.
وفيما تُعرَض معظم «العربات الجوَّية غير الآهلة ذات الارتفاع المتوسط والمكوث الطويل» MALE UAV بشكلٍ أو بآخر بتصاميمٍ مجهَّزة بأسلحة، فإنّ الطائرات الأصغر حجماً لا تُجهَّز بأسلحة عموماً على الرغم من أنّ الذخائر تغدو أصغر حجماً وأخف وزناً في جهدٍ لجعلها تتكيَّف مع الأنظمة ذات الحجم التكتيكي وما دونها حجماً.

Predator XP، وهي اشتقاقٌ خاص بمهام ISR فحسب لا يملك القدرة على التجهز بأسلحة وهو قيد الخدمة العملانية لدى دولة الإمارات العربية المتحدة. الصورة:  GA-ASI
رصد الأهداف

على مدى السنوات الأخيرة كان هناك ميلٌ كبير نحو تطوير الذخائر الخفيفة للعربات الجوّية غير الآهلة التكتيكية، لكنّ هذا الإيقاع يبدو أنّه قد تباطأ إلى حدٍّ ما، وأصبح معدّل تبنِّي هذه الذخائر محدوداً نسبياً.
وعلى سبيل المثال، دأبت شركة «تكسترون» Textron على ترويج السلاح الانزلاقي التباعُدي Fury لعربتها الجوّية غير الآهلة «شادو» Shadow فضلاً عن ذخيرة G-CLAW لـ «العربات الجوَّية غير الآهلة» Group IV UAVs، على الرغم من أنّه لم تَرِد أية تقارير عن اعتماد هذه الأسلحة للاستخدام.
ويستند سلاح «فيوري» Fury إلى «الصاروخ الخفيف الوزن المتعدّد الأدوار» «فري فول»FreeFall (FFLMM) من شركة «تاليس» Thales، الذي يجري تطويره باشتقاقه المعياري كـ «صاروخ متعدّد الأدوار» LMM لمجموعة من أنواع المنصّات. ويُعتَبر صاروخ FFLMM اشتقاقاً انزلاقياً غير مزوَّد بالطاقة يضمّ سلاحاً زنة 5.9 كلغ مع رأسٍ حربي زنة 2.3 كلغ، إذ جرى تسويقه لـ «العربات الجوية غير الآهلة» من طرازَي Group III و Group IV. وقد طُوِّرَ لصالح متطلّبات عربات «غريف» Gryf البولندية، حيث تضافرت جهود Thales مع شركة «دبليو بي إلكترونيكس» WB Electronics لتوفير النظام على متن الطائرة غير الآهلة «ووتش كيبر» Watchkeeper.
أمّا شركة «دينيتكس» Dynetics فقد طرحت سلاحها المتميِّز «الذخيرة الانزلاقية الصغيرة»  SGM لإدماجها على متن «عربة جوية غير آهلة»؛ وهو سلاح زنة 27.2 كلغ مع رأسٍ حربي زنة 16.3 كلغ.
ومع ذلك، فإنّ هذين السلاحين يُواجِهان جدلاً في أسواق المنصّات الآهلة - صاروخ LMM على طوّافة Wildcat التابعة لـ «البحرية المَلَكِيّة البريطانية» وسلاح SGM على متن طائرة الهجوم الثقيلة AC-130 التابعة لـ «قيادة العمليات الخاصة» الأميركية - ما يُحدِّد فوائد تشغيل سلاحٍ أخفّ وزناً وأكثر سهولةً من ناحية الإدماج على هذه المنصّات الأكبر حجماً.
وما كان يوماً بمثابة سوقٍ واعِدة للذخائر الخفيفة على متن «العربات الجوّية غير الآهلة» التكتيكية بات اليوم واهِناً، حيث لا تزال معظم الأنظمة المسلّحة ضمن فئة «الارتفاع المتوسط والمكوث الطويل» MALE، على الرغم من أنّ هناك عدداً من مجالات التطوير الجارية في حقولٍ أخرى من شأنها أن تُغيِّر الوسائل التقليدية التي يمكن من خلالها تسليح «العربات الجوّية غير الآهلة».
 

دأبت شركة Textron على ترويج السلاح الانزلاقي التباعُدي Fury لعربتها الجوّية غير الآهلة Shadow
تصميم يُركِّز على حمولة السلاح

بدلاً من اعتماد «عربة جوّية غير آهلة» ومن ثمّ تصميم أسلحةٍ تُلائمها ما أنْ تنشأ المتطلّبات التي تفرض تسليحها، هناك بعض الجهود في حقل التطوير تقضي بوضع التصوُّر التقريبي للسلاح ومن ثمّ تصميم النظام من حوله.
وفي محاولةٍ لاستخدام الترسانات الموجودة على نحو فعّال بدلاً من الاقتصار على عمليات التطوير المعيارية لها، ثمة مشاريع جديدة تعمل على تصميم «عربة جوّية غير آهلة» مجهزة بسلاحٍ لتوفير «دعمٍ جوّي قريب» CAS للجنود الراجلين في أسرع وقتٍ ممكن.
ففي أوروبا الشرقية على سبيل المثال، اعتُبِرَ استخدام «العربة الجوّية غير الآهلة» المسلّحة خطوةً ذات أهمية استراتيجية بسبب التوتُّرات في المنطقة، فضلاً عن السَّعي إلى تحقيق ذلك بوسيلةٍ منخفضة الكلفة باستخدام أنظمة مستقلّة متوافرة تجارياً تشهد ازدهاراً.
وأطلقت شركة «ماتريكس يو أيه في» Matrix UAV الأوكرانية مفهومها في العام 2018 الذي يتألّف من أربعة محركات ثنائية الشفرات مُدمَجة مع قاذف رمّانات، تحت تسمية «ديمون» Demon. وهذا النظام قادر على إطلاق رمّانات الـ RPG 22/26 السوفياتية، وصُمِّم لاستيعاب حمولة تزن نحو 5 كيلوغرامات.
وتقول Matrix إنّ نظام Demon يمكن أن يوفِّر ضربات دقيقة ضدّ عربات مدرّعة، ومراكز رمي، وأنظمة دفاع جوّي ومقار لقيادة العدو حتى مسافة تصل إلى 10 كيلومترات. ويتم التحكُّم به يدوياً عبر قناة فيديوية في الوقت الراهن. وتستخدم هذه القناة جهازاً ناقلاً للاتصالات عبر وسيط للإشارة محمول جوّاً مشتقّ من «العربة  الجوّية غير الآهلة» ذات الجناح الدوّار «شيميرا» Chimera التي تُصنِّعها شركة Matrix أيضاً.
 

أطلقت شركة Matrix UAV الأوكرانية مفهومها الذي يتألّف من أربعة محركات ثنائية الشفرات مُدمَجة مع قاذف رمّانات، تحت تسمية Demon

وتقول الشركة إنّ التحكُّم بالعربة سيكون نصف أوتوماتيكي مع تطوُّر النظام، وأنّه في التصميم الانقضاضي «كاميكازي» Kamikaze سيكون قادراً على توجيه ضربات حتى مسافةٍ تصل إلى 20 كيلومتراً، ويعمل كنوعٍ من الذخيرة المتسكعة/المتباطئة مع رأسٍ حربي عالي التشظِّي يصل وزنه إلى 7 كيلوغرامات.
لكنّه في الاشتقاق الهجين سيُجهز برأس حربي يصل وزنه إلى 4 كيلوغرامات حتى مدى يصل إلى 90 كيلومتراً، وهو يشاطر مدى نظام الصاروخ البالستي السوفياتي «توشكا-يو» Tochka-U.
وقال ميخايلو بيتياخ Mykhailo Petiakh، ممثِّل الشركة: «لقد بدأنا تطوير Demon عندما تلقّينا طلباً بذلك من الجيوش»، مضيفاً أنّ الطلب على هذا النوع من القدرة يزداد باضطراد»، ويتابع: «سنرى قريباً مزيداً من المفاهيم والمحاولات الجديدة لتطوير مسيّرات مسلّحة. إنّ السبب الرئيسي وراء رغبة الجيوش في استخدام هذا النوع من المُسَيّرات هو إنقاذ الأرواح».
ولَفَت بيتياخ إلى أنّ تطوير Demon استغرق ثلاثة أشهر، وأنّه فيما لم يتم اختبار سلاحٍ حقيقي مع هذا المفهوم، فقد استخدم قاذف للرمّانات في التجارب. ومع ذلك يقول بيتياخ إنّه من الممكن تركيب أي نوع من الذخيرة على «العربة الجوّية غير الآهلة» فيما يبقى وزن السلاح هو العائق الوحيد.
 

رسم فني للسلاح المضاد للدبّابات Enforcer، بعيد إطلاقه من «عربة جوّية غير آهلة».  الصورة: MBDA
البحث عن شركاء

طوَّرت الصناعة البيلاروسية أيضاً مفهوم «عربة جوّية غير آهلة» يستند إلى منصّة قاذف رمّانات، وهو يستخدم ببساطة القاذف RPG-26 ويستخدم تكنولوجيا «رباعي الشفرات» تجارية.
في غضون ذلك أعلنت شركة «تيكماش» Techmash الروسية منذ فترة أنّها تبحث عن مُصنِّعين لِـ «عربة جوّية غير آهلة» لتوفير ذخائرها بغية إدماجها على متن أنواع جديدة من العربات المستقلّة الحركة.
وفي إنتاج الذخائر التي يتراوح وزنها بين 2.5 و 50 كيلوغراماً، تزعم الشركة أنّ لديها مجموعة واسعة من العروض التي يمكن أن تُطبِّقها في سوق «العربات الجوّية غير الآهلة»، خصوصاً للتصدير، تماشياً مع مبادرة الحكومة الروسية لمضاعفة مبيعاتها عبر العالم.
وقال ألكسندر كوشكين Aleksandr Kochkin، نائب المدير التنفيذي لشركة Techmash، في بيانٍ له: «في الوقت الراهن نأخذ في الاعتبار مُصنِّعي المُسَيَّرات المهتمّين بالتعاون مع أولئك الذين بإمكاننا أن نُكيِّف لأجلهم ذخائرنا. وفي الوقت ذاته نتبنِّى منصّات قاذف رمّانات صنعتها شركة «بازالت» Bazalt لجعلها تتوافق مع المُسَيَّرات».
وتؤكّد شركة Techmash أنّها تبحث عن شركاء لهذا المشروع، وتستَعِدّ لتوفير تصنيعٍ مرخَّص للأسلحة على متن العربات، موضحةً أنّها قامت بمثل ذلك في العام 2014 عندما وقّعت عقداً لنقل معارف تصنيع ذخيرة الدبّابات «مانغو» Mango إلى الهند لاستخدامها على متن دبّابة T-90.
 

تشاركت General Dynamics Land Systems مع شركة AeroVironment لإنتاج مسيّرات تكتيكية يمكن إطلاقها تلقائياً من العربات المدرّعة
التفكير الاستباقي

من جهةٍ أخرى، عَرَضَت الشركة المُصنِّعة للصواريخ «مبدا» MBDA، خلال معرض 2018 DVD في بيدفوردشاير، المملكة المتحدة، مفهومها الجديد لتطوير السلاح المضاد للدبّابات «إنفورسير» Enforcer، الذي يتضمّن «عربة جوّية غير آهلة» تحت مسمى «سبكتري» Spectre  صُمِّمت حول مبدأ أحد الصاروخَين اللذين عرضتهما MBDA في وقتٍ سابق ضمن مجموعة أسلحتها لـ «الأنظمة الجوّية غير الآهلة» UAS- خصوصاً الصاروخ جو-أرض «بريمستون» Brimstone و«الصاروخ المضاد للدبابات المتعدّد الأغراض» MMP- لكنّ ذلك يُعتَبر التطوير الأول لنظام غير آهل فعلي من قِبَل الشركة.
وقد اختُبِرَت صواريخ Brimstone على متن «العربة الجوّية غير الآهلة» MQ-9 Reaper صنع شركة GA-ASI، وأُعلِنَ عقب ذلك أنّ «سلاح الجو المَلكي» يرغب في إدماج هذا السلاح على أسطوله المستقبلي من عربات «بروتكتور» Protector.
وتؤكّد الشركة أنّ صاروخ Brimstone هو قدرة مجرّبة لمنصّات «العربات الجوّية غير الآهلة» مشيرةً إلى «سلسلة مكثَّفة من تجارب الرَّمي المكللة بالنجاح» التي نُفِّذت في الولايات المتحدة مع عربة Reaper. وأوضحت الشركة أنّ القدرة العالية الدقّة والفتك الثنائية النمط تمدّ «العربات الجوّية غير الآهلة» بالقدرة على الاشتباك مع أهدافٍ متحرِّكة وطائرات مهاجمة داهمة «في الظروف الأكثر إثارة للتحدّي».
وعرضت الشركة أيضاً صاروخها الموجَّه المضاد للدبّابات زنة 15 كيلوغراماً الخاص بِـ «العربات الجوّية غير الآهلة» التكتيكية، وخصوصاً على عربة «باترولير» Patroller من شركة «سافران» Safran، وهي عربة اختارها الجيش الفرنسي لاستبدال أنظمته من طراز «سبيروير» Sperwer.
كما طورت أيضاً صاروخها الموجَّه الجديد MLP وهو اشتقاق ذو مدى مُمدَّد من صاروخ MMP أُدمِجت فيه وصلة بيانات «تردُّد راديوي» RF بدلاً من الأليافٍ البصرية، ويمكن استخدام هذا الاشتقاق على متن عربات MALE UAV ذات الارتفاع المتوسط والمكوث الطويل. 
وعلى الرغم من أنّ الصاروخ الموجه المضاد للدبّابات Enforcer قد طُوِّر مبدئياً لصالح القوات الخاصة الألمانية لتطبيقاتٍ برّية، فبالإمكان عرضه للاستخدام على متن «عربات جوّية غير آهلة» تكتيكية، بما في ذلك مفهوم عربة Spectre. وسلاح Enforcer هو صاروخ «إرمِ وانسَ» fire-and-forget و«إطباق قبل الإطلاق» lock-on-before-launch زنة 7 كيلوغرامات ويشتمل على رأسٍ حربي متعدّد التأثيرات، مكتمل التأهيل.
أمّا عربة Spectre فهي ترتدي مفهوم «إقلاع وهبوط عموديَين كهربائيَين»  eVTOL  سيتم توفيرها كقدرة «دعم جوّي عن قرب» CAS  على مستوى الشركة، وهو ما تُحدِّده شركة MBDA بأنّه فجوة في السوق. وأوضحت أنّه خلال معرض DVD كان هناك الكثير من العربات الجوّية الأصغر حجماً التي بإمكانها تنفيذ مهام المراقبة - والنظام الحالي هو بأبعاد 2×2 متر عند تمديده - لكن أيّاً من تلك الأنظمة بإمكانه أن يجهز بأسلحة.
وسيركَّز هذان الصاروخان ضمن جوف داخل بدن العربة، وسيُطلقان عند أول أمرٍ لشل الأهداف التي تعترضها.
ولا يزال النظام في مرحلة الاختبار التدليلي، ويُموَّل داخلياً من قِبَل الشركة مع جدول زمني للتطوير على خمس سنوات. وفترة المكوث الحالية هي 60 دقيقة من المتوقّع أن تزداد ثلاثة أضعاف مع تقدُّم العمل لتوفير فترة مكوث كافية تُمكِّنها من تنفيذ مهام الاستطلاع استباقاً لأية مهمة هجومية.
وكبديلٍ عن صاروخَي Enforcer، يمكن نقل صاروخ MMP، فيما تستطلع الشركة تكنولوجيا «الهجمات المكثّفة المُباغِتَة» Swarm لنظام Spectre بحدّ ذاته، فضلاً عن استخدامه ضدّ هجماتٍ مكثّفة مباغتة لـ «عربات أرضية غير آهلة»  UGV  - وهو أمرٌ حدّدته شركة MBDA بكونه تهديداً مستقبلياً محتملاً.
 

طوّرت شركة Northrop Grumman نظام السلاح Hatchet الذي سيعزز القدرة التسليحية لعددٍ كبير من العربات الجوّية غير الآهلة
برامج دمج أخرى

ثمة اتّجاهٌ آخر يتمثَّل في اعتماد «العربات الجوّية غير الآهلة» وإدماجها في العربات المدرّعة. وهذا جزءٌ من جهدٍ لتوفير قدرة مسلّحة ذكية قادرة على تنفيذ مهام» استخبار ومراقبة واستطلاع» ISR قبل استخدام إجراءاتٍ مضادة عند الاقتضاء، والعودة بأمان وإنهاء المهمّة إذا ما انتفَت الحاجة إلى استكمالها.
وفي خلال فعاليات معرض 2019 AUSA في العاصمة الأميركية واشنطن، سُلِّطَ الضوء على نظام إطلاق جديد لعربة «غريفن» Griffin من شركة «جنرال دايناميكس لاند سيستمز» General Dynamics Land Systems تضمّنت عدداً من ناثرات الإجراءات المضادة للأنظمة الجوّية غير الآهلة «سويتش بلايد» Switchblade من شركة «ايرو فايرونمانت» AeroVironment.
ويُتوقَّع أن تُدمَج «العربة القتالية من الجيل الجديد»  NGCV لدى الجيش الأميركي مع نظام UAS ذي مزايا مماثلة، ولو أنّ ذلك غير مُدرجٍ في المتطلّبات. وقال رئيس فريق العربة NGCV العميد روس كوفمان Ross Coffman، خلال فعاليات المعرض المذكور: «أعتقد أنّ الأنظمة الجوّية غير الآهلة الصغيرة ستُشكِّل جزءاً من عربات القتال المستقبلية، وهذا ما تتصوّره متطلباتنا»، وتابع «إنّنا ننتظر ردّ الصناعة القاطع بشأن ذلك لكنّنا نودّ أن نكون قادرين على التحكّم بالعربات الجوّية غير الآهلة من عربة قتال آهلة على نحو اختياري، سواء بإقلاعها من القسم الخلفي لبدنها أو إطلاقها من مكانٍ آخر».
ويُبدي الجيش الأسترالي اهتماماً بإضافة قدرة عربات مستقلّة مسلّحة إلى أسطوله الجديد من عربات القتال المدرّعة «آرتيك بوكسر» ARTEC Boxer إذ إنّه من المتطلّبات المستقبلية المنشودة لامتلاك القدرة على نشر عربة تُنفِّذ مهام ISR وربّما أيضاً «دعم جوّي عن قرب».
وفيما هناك اتّجاهٌ ملحوظ لتصميم «العربات الجوّية غير الآهلة» حول نوع محدّد من الأسلحة، لا تزال هناك عمليات تطوير لذخائر جديدة يمكن تطبيقها على مختلف المنصّات الجوّية غير الآهلة، على غرار السلاح الانزلاقي الدقيق «هاتشيت» Hatchet من صنع «نورثروب غرومان إنوفيشن سيستمز» Northrop Grumman Innovation Systems للأنظمة المبتكرة، والذي بالإمكان نَشْره من على متن «عربة جوّية غير آهلة» أو طائرة آهلة. ويكون ذلك بالتحرك نحو الهدف المقصود بالتحكُّم بزعانف ذيل السلاح، في حين أنّ الجناحَين الرئيسيَين على بدن السلاح يُوفِّران له الاستقرار والارتفاع.
 

«العربة الجوّية التكتيكية غير الآهلة»  Patroller القادرة على استيعاب مجموعة من الأسلحة. الصورة: Safran
حجمٌ واحد يُلائم الجميع

في المقابل، وفيما طوّرت شركة Northrop Grumman سلاحها Hatchet مع التركيز على خيارات منصّة الإطلاق، فقد أدركت تماماً أنّ حجمه ورأسه الحربي ودقّته «إنّما تُلائم تماماً كلّ منصةٍ تُحلِّق».
وقال ناطق باسم الشركة: «لقد أدركنا أنّ Hatchet سيزيد قدرة تسليحية على عددٍ من العربات الجوّية غير الآهلة. وطالما بقيّت هذه العربات قادرة على دعم نظام إطلاق، فبإمكان إدماج سلاح Hatchet فيها، ولأنّ وزنه يبلغ فقط 2.7 كلغ فبإمكان مجموعة واسعة من العربات الجوّية غير الآهلة أن تستوعبه كقدرة سلاح».
ولم تُفصِح الشركة عن تفاصيل خاصة حول الاختبار المقرَّر لنقل هذا التصميم إلى المرحلة التالية من التطوير. وتتضمّن أساسيات الاختبار انطلاق Hatchet من منصّة الإطلاق وتوجيهه نحو الهدف وتفجير رأسه الحربي كما هو مخطَّطٌ له.
وقد حدَّدت شركة Northrop Grumman فجوةً في السوق عند تطويرها للسلاح، مدَّعيةً بأن الذخيرة الوحيدة ضمن فئته القادرة على توفير مثل هذه القدرة على الفتك في نظامٍ صغير، في حين أنّ حجمه يعني إمكانية إسقاط عددٍ من أسلحة Hatchet في آن على هدفٍ كبير واحد، بدلاً من أسلحة كبيرة لا تسمح إلَّا بنقل عددٍ أصغر منها على كلّ منصّة.
وخَتَمَ الناطق باسم شركة Northrop Grumman قائلاً: «إنّنا نرى أنّ عملاءنا يسعون على الدوام إلى تخفيض الوزن وزيادة قدرات المنصّة في المقابل - سواء كانت هذه القدرات تتضمّن تحميل عددٍ أكبر من الأسلحة أو الاستئثار بحيِّزٍ أكبر لأغراض مهام أخرى، أو الطموح إلى معرفة كيف بإمكانها أن تُضاعِف مهامها في فترة مكوثها الجوّي».
وأضاف أنّه ما أن يُحدِّد المشغِّلون المحتملون ماهي المنصّة التي يودُّون تأهيل استخدام سلاح Hatchet فيها، حتى يساعد ذلك الشركة على استبيان متى تنتقل إلى مرحلة التطوير النهائي TRL9 واستكمال التطوير تمهيداً للنَشْر العملاني.

ستُشكِّل الأنظمة الجوّية القتالية غير الآهلة جزءاً من عربات القتال المستقبلية. الصورة: GDLS
المعرض
تاريخ المقال
العدد
العدد حسب الاشهر
السنة
2021
رقم الصفحة
54

أخر المقالات