العربات الجوية القتالية غير الآهلة: بروز الصين وتركيا كلاعبين جُدد

المترجم

عادةً ما تُستخدم المنصات الجوية غير الآهلة ذات الارتفاع المتوسط والمكوث الطويل في الجو MALE UAV  في مهام الاستخبار والمراقبة والاستطلاع ISR  المسلحة، وهي في طليعة أذهان الناس الذين ينظرون إلى استخدام عربات جوية عسكرية غير آهلة، ولكن لا يوجد سوى عدد قليل من هذه الأنظمة المتاحة في السوق والمناسبة لهذا الدور.

بدأ التحول من استخدام عربات MALE UAV لأغراض تنفيذ مهام هجومية خلال الحملات الأخيرة في أفغانستان والعراق في العام 2000  عندما بدأت القوات الجوية الأميركية USAF  ووكالة المخابرات المركزية الأميركية CIA  في الاستخدام المشترك لهذا النوع من الأنظمة وهي تستخدم مؤخراً من قِبَل الميليشيات الحوثية ضد أهداف سعودية.

الموقع التنافسي

نتيجة لهذه الحملات، طورت شركة «جنرال أتومكس أيرونوتيكال سيستمز» General Atomics Aeronautical Systems  أو GA-ASI  عربة RQ-1 Predator  إلى طراز هجومي تحت مسمى MQ-1 Predator ، والذي تم تسليحه بشكل أساسي بصاروخ AGM-114 Hellfire  صنع «لوكهيد مارتن» Lockheed Martin  وشكل خطوة تغييرية في طريقة استخدام ونشر هذه الأنظمة.
وبالتوازي مع MQ-1  تم تطوير الطراز الأكبر والأكثر تعقيداً MQ-9 Reaper، والذي تم تصميمه منذ البداية للاضطلاع بمهام الاستخبار والمراقبة والاستطلاع ISR  واستخدام الإجراءات المضادة، على الرغم من أنه بإمكان العملاء اختيار ما إذا كانوا يريدونه بهذا الإعداد أم لا. ويشغل الجيش الأميركي أيضاً عربة  MQ-1C Gray Eagle المشتقة من Predator والتي بإمكانها حمل أسلحة على غرار صاروخ   Hellfire .
هيمنت هذه الأنظمة، بطرق متعددة، على سوق عربات MALE UAV المسلحة، وتسعى دول حلف شمال الأطلسي وغيرها من الحلفاء إلى حيازة هذه القدرة من أجل الحصول على ميزة عملانية هجومية.
وإلى الولايات المتحدة الأميركية، يُستخدم الإعداد المسلح لعربة MQ-9  من قبل القوات المسلحة البريطانية، ولكن كان هناك نقص في استيعاب هذا الطراز من قبل مشغلين آخرين. وتستخدم فرنسا، وإيطاليا وإسبانيا هذا الطراز في إعداد ISR  فقط، وهناك طلب لطراز غير مسلح MQ-9A Block 5 من قبل هولندا. ومع ذلك منحت وزارة الدفاع الأميركية في العام 2015 إيطاليا تصريحاً رسمياً لتطوير طراز مسلح ، وهي رغبة فرنسية أيضاً.
وتم السماح لدولة الإمارات العربية المتحدة فقط بالحصول على Predator XP وهو طراز ليس لديه قدرة حمولة تسليحية. والجديد في هذا الموضوع أن وزارة الخارجية الأميركية أخطرت الكونغرس في أوائل كانون الأول/ ديسمبر الفائت بانها تخطط لبيع 18 طائرة غير آهلة مسلحة من طراز MQ-9B بقيمة تقدر بنحو 2.9 ملياري دولار أميركي إلى الإمارات العربية المتحدة كجزء من صفقة أكبر تشمل ما يصل إلى 50 مقاتلة F-35 بقيمة 23 مليار دولار. والجدير بالذكر أن هذا الإخطار تم في الأيام الأخيرة من إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، والسؤال المطروح: هل ستبقى الأمور كما هي في ظل إدارة جو بايدن؟..
الجواب الشافي سيأتي خلال فعاليات معرض دبي للطيران 2021 في تشرين الثاني / نوفمبر المقبل.
في الوقت نفسه ، تعتبر أستراليا الدولة الأحدث التي اختارت تصميم GA – ASI لتلبية متطلباتها من عربات MALE UAV العسكرية أو المسلحة، والتي من المرجح أن تجعلها الدولة الثانية خارج الولايات المتحدة التي تحصل على نظام مسلح منذ البداية من سلسلة Predator، وعلى الرغم من أن منتجات GA-ASI تعتبر الأكثر تطوراً في هذه الشريحة من السوق. وبدورها تنتج الصناعة الإسرائيلية سلاسل تنافسية من العربات الجوية غير الآهلة، وتبرز تطورات مهمة أيضاً في هذا المجال من دول على رأسها الصين. ومن أبرز منتجاتها طائرة Wing Loong المستخدمة في الجيشين الملكي السعودي والإماراتي، وتركيا التي تنتج طائرة   BayrakTar TB2 التي استحوذ الجيش القطري على ست منها في العام 2018، وطائرة ANKA التي سيتم الشرح عنها لاحقاً.
 ومع ذلك، فإن قطاع MALE UAV  صغير نسبياً ولا تساعده القيود المفروضة على بيع وتسليم الأنظمة غير الآهلة المحتملة لأسلحة الدمار الشامل التي يفرضها نظام التحكم في تكنولوجيا الصواريخ – مع وجود دول قليلة تشغل عدداً مختاراً من الحلول موجودة  في السوق منذ سنوات عديدة. 
لا يمكن تطوير هكذا منصة بين ليلة وضحاها، والتكنولوجيا المطلوبة لتصنيع نظام عربة غير آهلة مسلحة لديها قدرات المكوث في الجو، والمدى، والموثوقية والحمولة تستغرق سنوات لإتقانها. ولهذا السبب هيمنت GA – ASI على هذه السوق نظراً لخبراتها المتراكمة في تطوير هذا النوع من المسيّرات. ومع ذلك، هناك دلائل على أن الوصول إلى هذه التكنولوجيا آخذ في الازدياد، حيث تم منح المزيد من التراخيص لبيع مثل هذه الأنظمة ويتطلع المصنعون على ما يبدو إلى تطوير الجيل التالي من عربات MALE UAV  المسلحة.

بالتوازي معMQ-1،  طورت GA-ASI  الطراز الأكبر والأكثر تعقيداً MQ-9 Reaper، والذي تم تصميمه منذ البداية للاضطلاع بمهام الاستخبار والمراقبة والاستطلاع ISR واستخدام الإجراءات المضادة
حراسة الأجواء

على الرغم من تحقيقها بعض النجاحات مع  Predator،  لم تكتفِ GA – ASI بهذه الأمجاد، وقامت بإجراء تعديلات على الأساطيل الحالية وقدمت عائلة جديدة من العربات الجوية غير الآهلة UAV.  
خضعت طائرات  Gray Eagle الخاصة بالجيش الأميركي إلى تعديلات لأخذها إلى معيار المدى الممدد ER، ما يضيف القدرة على المكوث في الجو، وزيادة الموثوقية، وزيادة أيضاً في الحمولة وقدرة الأسلحة. وتدفع هذه الطائرة بمحرك ديزلي بقوة 180 حصاناً يوفر وزناً أقصى عند الإقلاع MToW يبلغ 1905 كلغ، مقارنة بالطراز المعياري الذي يدفع بمحرك ديزلي بقوة 160 حصاناً ويوفر وزناً أقصى عند الإقلاع يبلغ 1630 كلغ.
بالإضافة إلى ذلك، تتميز المنصة بتصميم ما يسمى « البطن العميق» deep – bell مع خط مركزي صلب زنة 227 كلغ، ما يعني أنه باستطاعتها أن تحمل 408 كلغ من الوقود الداخلي إضافة إلى خيار خزان وقود خارجي سعة 204 كلغ، ما يزيد من حمولة الوقود الأساسية البالغ 272 كلغ. وهذا ما يوفر للجيوش مزيداً من الإصرار والثبات أثناء مهام المراقبة وحيازة الأهداف. 
عززت GA – ASI أيضاً قدرة المكوث في الجو لطائرة  Reaper من خلال إعداد مدى ممدد / جناح طويل يزيد المدة العملانية من 27 إلى 40 ساعة. ويمكن إضافته إلى الطائرات الجديدة أو المنصات الحالية المحدثة. وثم تمديد باع جناح Reaper  أربعة امتار (ليصل إلى 24 متراً ) استجابة لطلب القوات الجوية الأميركية لنظام قابل للتعديل بأجنحة أطول وخزاني وقود مثبتين بالجناح من أجل مكوث أطول في الجو. وتبقى إعدادات الحمولة الخارجية للطائرة غير الآهلة كما هي. ويمكن للمشغلين تحديد ما اذا كانوا يرغبون في حمل المزيد من الوقود أو حمولة أكبر.
تمت إضافة نظام حقن الكحول/ الماء بمروحة رباعية الشفرات لزيادة قوة الدفع وتحسين أداء الإقلاع، فيما تسهل الذراع الزائدة الثقيلة الوزن العمليات الأرضية الآمنة بوزن إجمالي أثقل.
الجدير بالذكر أن تصميم الاجنحة الأطول يفي بمعايير حلف شمال الأطلسي لصلاحية الطيران STANAG 4671 NATO، والتي تتضمن الحماية من الصواعق والاصطدام بالطيور، والاختبارات غير المدمرة والمواد المركبة واللاصقة المتقدمة للبيئة القاسية. وتم اتباع المقاربة ذاتها في تصميم منصات SkyGuardian/SeaGuardian  الجديدة – الجيل التالي من MALE UAV  الذي سيكون قادراً على العمل في المجال الجوي الوطني. 
من المتوقع أن تمثل SkyGuardian MQ-9 الجيل التالي من قدرة MALE، وتقوم GA-ASI  بالترويج لها بانها مناسبة لمجموعة متنوعة من المهام. وأوضح متحدث باسم الشركة لِـ «دفاع21» «إن النسبة المئوية للوقت الذي تؤدي خلاله SkyGuardian  مهمة الاستخبار والمراقبة والاستطلاع ISR  بدور مسلح أو غير مسلح متروك كلياً للعميل الذي يقوم بتشغيلها». وأضاف: «تؤدي طائرات GA-ASI  غير الآهلة دائماً مهام ISR. وان قدرة الطائرة على حمل أنواع مختلفة من الحمولات التي تشمل الأسلحة يؤكد حقاً على تعددية الاستخدام والأدوار لطائرتنا. إن طائرات MALE UAV  التي تقدمها GA-ASI  هي أدوات ISR  قوية للغاية، وقدرات الحمولة الخاصة بها، سواء أجهزة استشعار ISR  أو حمولة الأسلحة هي من اختصاص العميل الذي يقوم بتشغيلها».
تعتبر القوات الجوية البريطانية عميل الاطلاق الاولي لطائرة SkyGuardian، والتي اختارتها لتحل محل أسطول  Reaper تحت شرط متطلباتها للحماية. وحقق طراز اختباري للمنصة رحلته الأولى عبر الأطلسي لطائرة MALE UAV  في تموز/ يوليو من العام 2018، حيث حلّق من الولايات المتحدة الى بريطانيا في رحلة استغرقت 24 ساعة ودقيقتين. 
وفي حين انه من المتوقع ان ينفتح دور أصول MALE  البريطاني نظراً لقدراتها المتزايدة، لا تزال مجموعة الأسلحة المستخدمة على متن الطائرة مجال اهتمام رئيسي. وتشمل هذه الأسلحة صاروخ جو-أرض Brimstone  صنع MBDA  والقنبلة الموجهة ليزرياً Paveway IV  صنع Raytheon  الذين سيدمجان في الأسطول، ما يشكل ابتعاداً عن التسليح الأميركي لطائرات Reaper. 
وأبرمت GA-ASI  في 24 كانون الثاني 2019 اتفاقية مع مصنّع الأسلحة المذكور أعلاه عقب فوزها بالعقد في العام 2018، كذلك اتفقت مع شركة BAE Systems للعمل معاً على دمج المجال الجوي في بريطانيا.

يشغل الجيش الأميركي عربة  MQ-1C Gray Eagle المشتقة من Predator والتي بإمكانها حمل أسلحة على غرار صاروخ  Hellfire
العربة الهجومية غير الآهلة Orion-E الروسية ستعرض للمرة الأولى دولياً في معرض دبي للطيران 2021

سيتم عرض العربة الجوية غير الآهلة ذات الارتفاع المتوسط والمكوث الطويل في الجو Orion-E MALE في إعداد الاستطلاع/ الضربة الأولى للمرة الأولى عالمياً في معرض دبي للطيران الذي سيعقد في 14 تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، وفقاً لتقرير شركة Kronshtadt مطورة العربة ومنتجتها.
سيتم عرض Orion-E جنباً إلى جنب مع أسلحتها في المعرض. وسيكون العرض الأول على الإطلاق لهذه المقاتلة الجوية غير الآهلة الروسية في معرض جوي رئيسي، وأول عرض لأسلحة Orion-E في الخارج والعرض الأول لها في منطقة الشرق الأوسط.
سيتم تقديم أو عرض Orion-E في «المعرض الروسي الموحد» الذي تنظمه «روس أوبورون إكسبورت» Rosoboronexport جنباً إلى جنب مع الصاروخ الموجه ViKhr والقنبلة الجوية OFAB-100-120. وستعرض Kronshtadt أيضاً في دبي مشغّلها الآلي الجديد لعمليات مجموعة العربات الجوية غير الآهلة والتي لم يتم عرضها من قبل في أي معرض.
تم تجهيز Orion-E بنظام اتصالات عبر الأقمار الصناعية ما يعزز مداها، ويضمن تصميمها الانسيابي الأمثل أداءً فعالاً. وتتميز Orion-E أيضاً بحياة خدمة طويلة، ما يعني أن المُنتج قادر على التطوير المستدام لحمولة العربة التي تم تسليمها.
تم الإعلان عن التسويق الدولي لعربة Orion-E في الإعداد القتالي من قِبَل Rosoboronexport في العام 2021. وتم تصميم هذه العربة لأداء المهام في مجموعة واسعة من المناطق المناخية. 
يبلغ وزن عربة Orion-E الأقصى للإقلاع 1.1 طناً، ووزن حمولتها الأقصى 250 كلغ. أما المدة القصوى لمكوثها في الجو فتصل إلى 30 ساعة، وسرعتها إلى 200 كلم/ ساعة. ومن محطة تحكم أرضية واحدة يمكن التحكم في أربع عربات جوية غير آهلة بالتزامن، كما يوضح العرض الترويجي للمنتج، كما تم تجهيز Orion-E بحمولات قابلة للاستبدال على أساس مبدأ تراكبي أو معياري، وهناك ثلاث نقاط تعليق قوية للأسلحة الجوية.
في معرض MAKS 2021، تم عرض صاروخ ViKhr للمرة الأولى مع Orion-E، ووفقاً لِـ «مجموعة كالاشنيكوف» Kalashikov Group، فإن ViKhr قادر على إصابة الأهداف حتى مسافة تصل إلى 10 كلم، وتبلغ سرعته أكثر من 600 متر في الثانية، ويمكنه اختراق سماكة من الدروع المتجانسة خلف الحماية الديناميكية تصل إلى 750 ملم بواسطة رأس حربي ترادفي. وأعلنت Kalashnikov في أيار/ مايو 2021 عن تجارب طيران ناجحة لصواريخ ViKhr من خلال سلسلة من عمليات الرمي الناجحة التي قامت بها طوافة الاستطلاع/ الهجوم Ka-52 Alligator.
 

سيتم عرض العربة الجوية غير الآهلة ذات الارتفاع المتوسط والمكوث الطويل في الجو Orion-E MALE في إعداد الاستطلاع/ الضربة الأولى للمرة الأولى عالمياً في معرض دبي للطيران 2021. الصورة:  Rosoboronexport
أن تكون مدنياً

أكد ممثلون عن القوات الجوية البريطانية انه في حين ان القدرة الهجومية لأسطول SkyGuardian مهمة، فإن دور الطائرة في تقديم الدعم للهيئات المدنية أثناء الأحداث على غرار الكوارث الطبيعية مهم أيضاً. لذلك، وفيما تفيد المستويات المتزايدة في القدرة لدى العربات الجوية غير الآهلة العسكرية، ذات الأجنحة الثابتة، كما أن موثوقيتها وحصولها على شهادة التأهيل – بالإضافة إلى القبول والاعتراف بمزايا استخدام الأنظمة غير الآهلة – سيزيد من جاذبية استخدام هذا النوع من الطائرات في القطاع التجاري. 
«ستؤدي قدرة الحصول على شهادة للعمل في مجال جوي غير منفصل إلى زيادة كبيرة في عدد المهام التجارية والمدنية على السواء التي يمكن إنجازها بواسطة SkyGuardian». بحسب ما قال المتحدث باسم GA-ASI، الذي أضاف: «الحقيقة ان SkyGuardian  تم تصميمها من الألف إلى الياء ليتم اعتمادها للعمل في المجال الجوي الوطني – جنباً الى جنب مع نظام الرصد والتجنب DAA المتطور – ما يجعل تشغيل الطائرة لدعم المهام التجارية والمدنية الموسعة حقيقة راسخة».
سبق لشركة GA-ASI أن استخدمت سابقاً عائلتها من الأنظمة الجوية غير لآهلة UAS  لمساعدة الوكالات المدنية في عدد من العمليات، بما في ذلك تقديم المساعدة الإنسانية والإغاثة في حالات الكوارث (ومؤخراً  للحماية من حرائق الغابات والأعاصير)، وحماية وأمن الحدود، ومسح وحماية السواحل والبحث والإنقاذ.
يمثل هذا الأمر تحولاً بعيداً عن مجموعة المهام النموذجية المنسوبة إلى MALE UAV، حيث يتم استخدام النظام بشكل متزايد بطرق مختلفة وليس في مهام ISR  المسلح فحسب، كما أن التطبيقات في المجال العسكري تتفتح أيضاً، على سبيل المثال، تجري GA-ASI محادثات لبيع SeaGuardian إلى البحرية الهندية، التي تتطلع إلى استخدام هذا النوع من الطائرات للدوريات البحرية.
تتميز SeaGuardian بتسع نقاط تعليق صلبة خارجية تمكنها من حمولة كم أكبر من الأسلحة، بما في ذلك القنابل الموجهة الفائقة الدقة عبر نظام تحديد الموقع العالمي GPS وصواريخ جو-أرض، التي يمكن توجيهها ليزريا من الطائرة أو من خلال مستشعرات حيازة خاصة بها. ومن غير الواضح ما هي قدرة الأسلحة، إن وجدت، التي سيتم تقديمها إلى الحكومة الهندية. 
أعلنت بلجيكا أيضاً في العام 2018 انها اختارت SkyGuardian، على الرغم من بقاء بعض التفاصيل الخاصة قيد المناقشة، وتم توقيع اتفاقية الحيازة في آب/اغسطس 2020، ومن المتوقع أن تتم عملية التسليم الأولى في العام 2023. وفيما تنظر GA-ASI بعين الاعتبار إلى أنظمتها كونها الأفضل في فئتها، تتطلع الشركة إلى بناء محفظتها الخاصة لتقديم قدرات وأداء محسنين. وتساعد GA-ASI بشكل مستدام على تحديد مستقبل العربات الجوية غير الآهلة/ الأنظمة المشغلة عن بعد UAV/RPA، وما (SkyGuardian  وSeaGuardian) MQ-9، إلا مثال أولي، بحسب ما أوضح المتحدث باسم الشركة. وتؤكد GA-ASI دائماً أن المكوث في الجو، والأداء و قدرة الحمولة، والنوعية وشهادة صلاحية الطيران هي سمات مميزة لمنتجاتها، والتي توفر خصائص متقدمة لعملائها. ويضيف المتحدث: «نحن مورّد الأنظمة الجوية غير الآهلة الوحيد في العالم الذي يلتزم بالحصول على شهادة صلاحية الطيران لتحليق طائراته في مجال جوي غير منفصل. إن جهودنا وتطويرنا لنظام الرصد التجنب DAA، والذي يشمل رادار (Due Regard Radar) DRR الذي طورته GA-ASI كان مميزاً لعملائنا». 
وأعلنت GA-ASI في شباط/فبراير الفائت عن خطتها لاختبار قدرات MQ-9 SkyGuardian/ SeaGuardian البحرية من خلال دمج رادار متعدد أنماط التشغيل للبحث السطحي البحري مع وضع التصوير بالفتحة الاصطناعية العكسية، وجهاز تلقي نظام التعرف التلقائي، ومستشعر فيديوي عالي الدقة ذي حركية كاملة مزود بجهاز بصري وكاميرات تعمل بالأشعة تحت الحمراء وسيعتمد ذلك على عروض GA-ASI  السابقة، والتي تشمل رحلة Sky Guardian  عبر المحيط الأطلسي في العام 2018، والاختبارات البحرية التي أجريت في اليونان العام 2010 واختبارات التقييم التي أجريت في اليابان العام الفائت.
 

من المتوقع أن تمثل SkyGuardian MQ-9 الجيل التالي من قدرة MALE، وتقوم GA-ASI  بالترويج لها بانها مناسبة لمجموعة متنوعة من المهام
جسر الهوة

بصرف النظر عن منتجات GA-ASI، هناك طائرات MALE مسلحة اثبتت جدارتها قتالياً. واستخدمت المانيا عربة Heron 1، التي طورتها شركة IAI الإسرائيلية، في عملياتها في أفغانستان، وقد اختارت تطوير هذه العربة الى مستوى Heron TP. وسيسمح اختيار القوات المسلحة الألمانية هذا التطوير بتسليم العربة، الأمر الذي لم يكن متاحاً مع Heron 1 ، وسيتم توفير الطراز TP  من خلال Airbus Defence & Space المقاول الرئيسي، وسيتم تقديم هذه العربة الجوية غير الآهلة كإجراء مؤقت حتى إنتاج منصة MALE  الأوروبية العتيدة التي لا تزال قيد التطوير حالياً.
«سيكون للمشروع مرحلة إعداد لمدة سنتين، تليها مرحلة تشغيلية تستمر سبع سنوات أخرى، وبالتالي جسر الهوة حتى تطوير العربة الأوروبية السيادية» بحسب شركة Airbus. 
وبموجب شروط الاستخدام، ستتسلم المانيا خمس طائرات ISR قادرة على حمل الأسلحة، إضافة إلى أربع محطات أرضية والتدريب وخدمات التشغيل، وستحمل المنصة مستشعرات بصرية الكترونية/ أشعة تحت الحمراء EO/IR ورادار الأحوال الجوية، وسيتم التحكم بها من خلال قمر صناعي.
 فيما يتعلق بالمنافسات التي تظهر في أماكن أخرى، تعمل شركة Turkish Aerospace Industry أو TAI  على تطوير عربة  ANKA MALE UAV  لعدد من السنوات، حيث تقوم الشركة بتسويقها بنشاط على أنها تحظى بقدرات هجومية وهي قادرة على حمل العديد من أنواع الأسلحة، وبخاصة المصنعة في تركيا.
تبلغ قدرة حمولة ANKA  نحو 200 كلغ، وتصل فترة مكوثها في الجو إلى 24 ساعة وارتفاعها العملاني إلى 30000 قدم. وتم اختبار صاروخ Cirit الموجه ليزرياً، الذي طورته شركة Roketsan  التركية، على منصة الإطلاق في العام 2013، تلا ذلك دمج العديد من الأسلحة في ANKA  بما في ذلك القنبلة الموجهة ليزرياً  MAM-L صنع Roketsan أيضاً.
ANKA  هي الآن قيد الخدمة العملانية لدى قوات الامن الداخلي التركية، وبدأت القيادة العامة للدرك بتشغيل المنصة في نيسان/ابريل من العام 2016 كإعداد معياري، وتم تسليم ANKA-S الموجهة بواسطة السواتل إلى القوات الجوية التركية في شباط/فبراير من العام 2018.
 

تتميز SeaGuardian   بتسع نقاط تعليق صلبة خارجية تمكنها من حمولة كم أكبر من الأسلحة، بما في ذلك القنابل الموجهة الفائقة الدقة عبر نظام تحديد الموقع العالمي GPS وصواريخ جو ارض، التي يمكن توجيهها ليزريا من الطائرة أو من خلال مستشعرات حيازة خاصة بها

اعتباراً من أيار/مايو 2019، هناك العديد من الطرز لنظام ANKA  مع العديد من الحمولات توفر حالياً دعماً عملانياً حيوياً لمختلف المستخدمين النهائيين. وفي غضون فترة قصيرة من الزمن، أثبتت ANKA  نفسها في عمليات الأمن الداخلي وأمن الحدود، وهي الآن جاهزة لتتبوأ مكانها كمنافسة قوية في فئتها». بحسب متحدث باسم TAI.
يتم تصدير ANKA بشكل مستدام إلى إندونيسيا بناءاً على طلبات مستمرة. وقد عرضت الطائرة في معرض INDO DEFENCE 2018 إلى جانب مجموعة من الأسلحة التي يمكن دمجها في النظام. وأبدت كل من مصر، وباكستان، والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة اهتمامها بهذا الحل، لكن لم يتحقق أي نجاح في سوق التصدير حتى اذار/مارس 2020 باستثناء طلب تونس ثلاث طائرات ANKA-S.
أحد أكثر المنافسين تحدياً لتصاميم طائرات MALE القتالية الغربية هو ظهور الأنظمة الصينية. وتعمل الصين على تطوير ما هو في الأساس يعيد تقليد التصاميم الغربية (بما في ذلك Reaper)، والتي تحظى باهتمام الدول التي ليست في وضع يمكنها من شراء أنظمة على غرار MQ-9، وساهمت القيود المفروضة على تصدير الأنظمة الجوية غير الآهلة/ الأميركية الصنع في زيادة هذا الاهتمام. 
الصين شفافة إلى حدّ ما في تسويقها للعربات الجوية غير الآهلة، ففي العام 2017 عرضت شركة  Aviation Industry Corporation  الصينية بشكل مفاجئ مجسماً بالحجم الطبيعي لطائرة  Wing Loong II، محاطة بمجموعة من انظمة الأسلحة في ساحة العروض الثابتة لمعرض   2019  Paris Airshow، وبعد بضعة أشهر، أي في تشرين الثاني/نوفمبر 2019، ظهرت المنصة مجدداً مع مجموعة من الأسلحة، في معرض Dubai Airshow، جنباً إلى جنب نظام Wing Loong I التراثي، كما عرضت العربة الجوية غير الآهلة الجديدة التي تعمل بالطاقة النفاثة،  والمخصصة لسوق الصادرات Cloud Shadow، وروجت لمنتجات الصناعة الصينية في دول الشرق الأوسط التي قد لا تكون قادرة على شراء أنظمة أخرى، لكنها لا تزال تريد قدرة هجومية من هذا النوع.
تستخدم Wing Loong I  في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وتم اختبار الطراز الجديد كلياً في كانون الأول/ ديسمبر من العام 2018. وفي حين أن خصائص الأداء لا توازي تلك الخاصة بأنظمة مثل Reaper، فإن سهولة التصدير والقدرة الكبيرة على حمل الأسلحة يجعل منها عرضاً جذاباً لبعض الدول.
 

استخدمت المانيا عربة Heron 1  في عملياتها في أفغانستان، وقد اختارت تطوير هذه العربة الى مستوى Heron TP. الصورة: Airbus Defence & Space
التزام تعاوني

بالنظر إلى المستقبل، يمكن القول إن الجهود المبذولة نحو الجيل التالي من الأنظمة المسلحة لا تزال في مرحلة متأخرة، وغالباً لا يوجد وضوح كبير بشأن التقدم الذي يتم إحرازه . ومع ذلك، هناك عدد من مشاريع «أنظمة القتال الجوي المستقبلية» FCAS يتم تنفيذها في جميع أنحاء أوروبا. تتعاون الحكومات من خلالها مع الصناعات الخاصة بها لتقييم الشكل الذي ستبدو عليه الأسلحة الجوية من الجيل التالي.
تركز العديد من البرامج على استبدال اساطيل طائرات القتال من الجيلين الرابع والخامس اللذين هما قيد الخدمة، واستشراف إمكانية أن تكون المنصات المستقبلية غير آهلة، أو آهلة اختيارياً أو مكملة بأنظمة منفصلة ذاتية الحركة.
وفيما لم يتم إنتاج أي شيء حتى الآن، فمن المحتمل أن تحل الحلول الجديدة محل طائرات القتال وعربات  MALE UAV  المسلحة التي يتم استخدامها اليوم أو التي سيتم إنتاجها في المستقبل، ومن المتوقع ان توفر قدرة هجومية ذات مكوث طويل في الجو وعلى ارتفاعات تغطيها هذه الأساطيل حالياً، وإضافة خصائص الشبحية، وفي حالة العربات الجوية غير الآهلة، سرعة إضافية.
أعلنت كل من فرنسا والمملكة المتحدة في العام 2014 أنهما ستتعاونان لإنتاج نظام قتال جوي مستقبلي  FCAS. وقدمت حكومتا البلدين تمويلاً لإجراء دراسة جدوى شاركت بها ثلاث شركات من كل بلد: Dassault،  و  Safran و Thales  في فرنسا، و  BAE Systems، وRolls Royce   وLeonardo  في المملكة المتحدة. 
 

تعمل شركة Turkish Aerospace Industry أو TAI على تطوير عربة  ANKA MALE UAV  التي تحظى بقدرات هجومية وهي قادرة على حمل العديد من أنواع الأسلحة، وبخاصة المصنعة في تركيا

في وقت سابق من ذلك العام، وافق رئيسا حكومتي الدولتين بموجب اتفاقيات «لانكستر هاوس» على تمويل مشروع الأنظمة غير الآهلة. وفي ذلك الوقت، كانت فرنسا والمملكة المتحدة تبحثان عن متطلبات مماثلة من حيث برامج التطوير الخاصة بهما، وقررا إذا كان من الأفضل لهم العمل معاً. ومع ذلك، وبعد أن اختارت المملكة المتحدة الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، فإن العلاقات مع الصناعات الأوروبية أصبحت موضع تساؤل.
إلى ذلك، أعلن في العام 2018 أن شركتي  Airbus و Dassault  اتفقتا على دراسة مبادرة نظام جوي مستقبلي على الرغم من التركيز على استبدال المقاتلات الآهلة، وتلك غير الآهلة، ما يثير التساؤل حول الفريق الأنغلو – فرنسي السابق.
ومع ذلك، أوضح أندرو هوارد Andrew Howard مدير البرامج الجوية الرئيسية في شركة Leonardo  لمجلة «دفاع21» بأن فرنسا وبريطانيا ستبقيان ملتزمتين بالتطوير التعاوني لأنظمة القتال الجوي، ويواصلان السعي المشترك للتعاون في تكنولوجيا نظام القتال الجوي المستقبلي. وتتشارك  Leonardo  أيضاً في مشروع مع الصناعة الفرنسية يتناول استراتيجيات كل دولة في مجال القتال الجوي.
إضافة المزيد من الوقود إلى النار، كشفت الحكومة البريطانية خلال فعاليات معرض فارنبورو للطيران 2018 عن استراتيجية قتال جوي جديدة، إلى جانب إطلاق فريقها لمبادرة Tempest، التي تهدف إلى تطوير نظام قتال مستقبلي بريطاني قد يكون غير آهل.
«يعتبر كل من فريق Tempest والأنشطة التعاونية البريطانية الفرنسية جزءاً من مبادرة تكنولوجيا نظام القتال الجوي المستقبلي في وزارة الدفاع البريطانية وهي برامج مكملة بعضها للبعض الآخر» بحسب ما أوضح هوارد، الذي أضاف: «إن العمل ضمن فريق Tempest هو تطوير التكنولوجيا والمفاهيم، ولكن تستشرف ايضاً القدرات المستقبلية التي قد تتضمن المرونة في الخيارات لجعل الأنظمة آهلة أو غير آهلة، واختيار التشغيل من دون طيار حيث يكون ذلك منطقياً». 
تلعب الأنظمة غير الآهلة بالفعل دوراً رئيسياً في مقاربة القتال البريطانية التي تتوافر من خلال Reaper وبالتعاون مع القدرات التي يمكن أن توفرها الصناعة البريطانية (بما فيها التصميم الخاص بشركة Leonardo، والتسليم والدعم العملاني للأنظمة غير الآهلة) ويبدو أن ذلك سيكون عاملاً حيوياً في جهود مبادرة Tempest.
 في العقود المقبلة، ستجمع وزارتا الدفاع البريطانية والصناعة هذه التكنولوجيات المتقدمة مع هذه الخبرات العملانية، ومعرفة التهديد لتطوير أنظمة قتال جوي لديها القدرة على الفوز بالمعارك. كذلك ستساعد المبادرات على ضمان أن الخيار الأفضل الممكن للقدرة البريطانية سيكون متاحاً». ودائماً بحسب ما أوضح هوارد.
 

تستخدم العربة الجوية غير الآهلة Wing Loong I  الصينية الصنع في المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة. الصورة:  Aviation Industry Corporation
تصميم مفصل

يبدو أن عملية تطوير العربة الجوية غير الآهلة الأوروبية المستقبلية EUROMALE التي تجريها فرنسا، وألمانيا وإيطاليا، ستكون بمفهوم علمي أكثر واقعية من مشاريع FCAS. نشأت المبادرة من خلال دعوة من الصناعة المعنية خلال معرض باريس للطيران 2013 إلى حكوماتهم لتمويل عربة  MALE UAV أوروبية لإنهاء الاعتماد على الأنظمة المستوردة على غرار  Reaper و Heron.
تم تطوير  EUROMALE  من قبل شركات  Airbus  و  Dassault و Leonardo، وتم الكشف عن مجسم بالحجم الطبيعي للطائرة خلال فعاليات معرض برلين للطيران 2018، ما يظهر أن البرنامج بدأ بالعمل.
على غرار SkyGuardian، ستكون EUROMALE  قادرة على التحليق في مجال جوي دولي وستكون منصة متعددة المهام. تدفع الطائرة بواسطة محركين تيربو- مروحيين سيوفران المساعدة في حصولها على شهادة صلاحية الطيران ضمن المجال الجوي الأوروبي.
وسيكون هذا النظام الجوي غير الآهل قادراً على توفير كل من التصميم المفصل ومراقبة منطقة واسعة كما تؤكد الشركات المصنعة. ومن المتوقع ان تقوم EUROMALE برحلتها التجريبية الأولى في العام 2025 على أن تبدأ عمليات التسليم في العام 2028.

تم تطوير العربة الجوية غير الآهلة الأوروبية المستقبلية EUROMALE  من قبل شركات  Airbus  و  Dassault و Leonardo
تاريخ المقال
العدد
العدد حسب الاشهر
السنة
2021
رقم الصفحة
59

أخر المقالات