الصواريخ المضادة للإشعاعات الرادارية

طُوِّرت «الصواريخ المضادة للإشعاعات الرادارية» Anti-Radiation Missiles (ARM) لتدمير الرادارات، ولا سيّما تلك المرتبطة بأنظمة الدفاع الجوّي، وأجهزة البث الاتصالاتية. والإشعاع الراداري هو التردُّد الراديوي بحد ذاته التي تستغلّه تلك الصواريخ لرصد أهدافها. ومع أنظمة توجيه تستند إلى رؤوس باحثة مبرمجة لتهديد الأشكال الموجية الرادارية، تُمثِّل تلك الصواريخ الفرع الأشد قدرة في الحرب الإلكترونية – وأحد أصعب الإجراءات التي ينبغي تنفيذها بكلّ دقّة.

وغالباً ما اعتمدت الدول الغربية وعملاؤها على أسلحة أميركية مثل صاروخ AGM-45 Shrike، والصاروخ المضاد للإشعاعات الرادارية AGM-78 Standard ARM، وكليهما استُخدِما في الميدان القتالي للمرّة الأولى في حرب فيتنام، ليُستبدلا بدءاً من منتصف ثمانينات القرن الماضي بـ «الصاروخ العالي السرعة المضاد للإشعاعات الرادارية» Raytheon AGM-88 (HARM). وطوَّر الاتحاد السوفياتي اشتقاقات مضادة للإشعاعات الرادارية لعددٍ من صورايخ جو-سطح، وواصلت روسيا تطويرها، كشأن الصين، في حين انضمّت الهند إلى جوقة المطوِّرين.

العقبات الأولى والحلول

طُوِّرت الرؤوس الباحثة للصواريخ المضادة للإشعاعات الرادارية ARM الأولى لكي تستهدف خصيصاً الرادارات، ونجَمَ عن ذلك عددٌ كبير ومُربِك من الاشتقاقات ذات الرؤوس الباحثة. واستجابَ المطوِّرون برؤوسٍ باحثة عريضة الحيِّز، حقّق بعضها نجاحاً أكثر من البعض الآخر.

وثمة مثلبةٌ أخرى هي أنّ صواريخ ARM يمكن أن تُواجَه من قِبَل المُشغِّلين عبر وقف تشغيل راداراتهم عند تعرُّضها للهجوم، وبالتالي تُضلَّل تلك الصواريخ. وجرى تصحيح ذلك بدارات ذاكرة ولوجستيات تأمر الصاروخ بالبقاء على المسرى ذاته، وقد تعزَّز ذلك لاحقاً عبر «نظام تحديد الموقع العالمي» GPS.

وفي مواجهة أجهزة البث المتنقِّلة، ثمة حاجة إلى مصادر معلومات وليس فقط الإشارات الرادارية، وهذا يعني إمّا رأسٌ باحث متعدِّد المستشعرات أو وصلة بيانات تتيح لمنصّة الإطلاق إرسال تحديثاتٍ للهدف مستحصلة من نظام الاستشعار الخاص بها أو شبكة ميدانية.

مساعدة على التهديف

صُمِّمت صواريخ ARM المعاصرة للعمل إمّا مع نظامٍ مخصص لتحديد موقع الرادار أو طقم «إجراءات الدعم الإلكتروني» ESM مقتدرٍ بما يكفي على متن إمّا طائرة خاصة بشّل الدفاعات الجوّية أو مقاتلة ضاربة متعدّدة الأدوار أو مقاتلة تكتيكية. ويمكن لنظام التشويش AN/ALQ-99 على متن أسطول طائرات EA-6B Prowler و EA-18G Growler، على سبيل المثال، أن يُحدِّد الموقع الجغرافي لرادارات العدو لتستهدفها بصواريخ HARM.

وثمة حلول أخرى لطائرات تكتيكية أخرى لعلّ أشهرها «نظام التهديف» HARM (HTS) من «رايثيون» Raytheon الذي طُوِّر للاستخدام على متن مقاتلات F-16CJ Block 50/52 لدى سلاح الجو الأميركي، المستخدمة في دور «شّل الدفاعات الجوّية للعدو» SEAD. وقد منحَ سلاح الجو الأميركي عقدَ تطوير لشركة «تكساس إنسترومانتس» Texas Instruments (الآن Raytheon) في العام 1991، مُعلنةً بدء القدرة العملانية الأوّلية مع حاضن التهديف في العام 1994.

ويمدّ نظام HTS الطيّارين بقدرة الإلمام بالوضع المحيط للتهديدات الرادارية المرتكزة أرضاً ويُمرِّر «حلول قياس الأمداء» لصاروخ HARM ما أن يُطلَق. ويوفّر اشتقاق R7 الأحدث من هذا النظام أيضاً تهديفاً لذخائر عديدة موجَّهة بدقّة لاستخدامها ضد الرادارات. وتُمكِّن وصلة بيانات مقاتلات F-16 مجهَّزة بنظام HTS بتسليم الأهداف إلى مقاتلاتٍ أخرى. وهذه القدرات هي مؤشر على أنّ صواريخ ARM ربّما تبقى حلاً متميِّزاً، حيث إنّ سلكاً عريقاً على الأقل قد اعتمده سلاحاً لهذه المهام.

تضليل الإنذار

على الرغم من أنّ سلاح الجو الملكي البريطاني قد حصل على صواريخ Shrike في العام 1982 واستخدمها خلال حرب جزر الفوكلاند، فإنّ العيوب التي أبداها السلاح حثّت هذا السلك على دعم تطوير «الصاروخ المضاد للإشعاعات الرادارية المُطلَق من الجو» ALARM من قِبَل «ب أيه إي سيستمز دينامكس» BAE Systems Dynamics، التي أصبحت في ما بعد جزءاً من شركة «مبدا» MBDA. وتكمن قدرتها الفريدة في التصدي للرادارات التي أُوقِفت عن العمل، في التحويم بمظلّة انتظاراً لإعادة تشغيلها.

واستكمل صاروخ ALARM تجارب التحليق على متن مقاتلات Tornado في العام 1990 ودخل الميدان القتالي للمرّة الأولى في «عملية غرانباي» Operation Granby، حيث ساهمت المملكة المتحدة في «حرب الخليج» العام 1991. أمّا عملية الإستخدام للقتال للمرة الثانية فكانت خلال عملية القوات الحليفة فوق صربيا وكوسوفو في العام 1999، في الوقت الذي كان يجري فيه التحديث في منتصف فترة خدمة الرأس الباحث. وأصبح الصاروخ جاهزاً بحلول العام 2000 واستُخدِم في «عملية تيلك» Operation Telic، التي شاركت بها بريطانيا في حرب العراق العام 2003.

وأُحِيلَ صاروخ ALARM رسمياً على التقاعد مع نهاية العام 2013 ولم يُستبدَل بأي صاروخ ARM جديد؛ وأكّد سلاح الجو البريطاني أنّه بالإمكان مهاجمة الدفاعات الجوّية للعدو بذخائر أخرى موجَّهة فائقة الدقّة من بينها الصواريخ الجوّالة.

الصاروخ المضاد للإشعاعات الرادارية AGM-78 Standard ARM. الصورة: General Dynamics
ملازمة روسية

أنتجت الشركة المُصنِّعة للصواريخ التكتيكية الروسية «تكتيكال ميسيلز كوربورايشن» Tactical Missiles Corporation (TMC) اشتقاقاً ممدَّد المدى من الصواريخ المضادة للإشعاعات الرادارية ARM. فصاروخ Kh-25MP (تسميته لدى الناتو AS-12 Kegler)، على سبيل المثال، هو صاروخٌ زنة 315 كيلوغراماً (+/-8 كيلوغرامات) مجهَّزٌ بواحدٍ من الرأسَين الباحثَين المحدَّدي الحيِّز التردُّدي PRGS-1VP أو PRGS-2VP، المصمَّمين للاشتباك مع رادارات الموجة المتواصلة والنبضية المرتبطة بأنظمة صواريخ الدفاع الجوّي ذات المدى المتوسط والمدفعية المضادة للطائرات ذات الأعيرة الصغيرة.

وكما هو الحال مع جميع الأسلحة المُطلَقة من الجو، فإنّ مدى الصاروخ يعتمد على ارتفاع المنصّة، والسرعة وطريقة الرمي عند الإطلاق. وتتحدّث شركة TMC عن سُرعاتٍ تُراوِح بين 3 كيلومترات و 25 كيلومتراً من علو 50 متراً، وما بين 7.5 و 33 كيلومتراً من علو 5,000 متر، وما بين 15 و 40 كيلومتراً من علو 10,000 متر، كما أنّها زعمت تحقيق سُرعاتٍ تُراوِح بين 300 و 450 متراً/ثانية (ما بين 1,080 و 1,620 كيلومتراً/ساعة) كما أوردت عوائق لطائرة الإطلاق ما بين زاوية -20 درجة و +20 درجة.

ومن بين خيارات التحديث صاروخ تراكبي متعدّد الأغراض مع «ملاحة بالقصور الذاتي» INS ورأسٍ باحث راداري نشط ورأسٍ آخر يجمع معاً وحدة نظام «الملاحة بالقصور الذاتي» المعزَّزة بأجهزة تلقِّي «النظام الساتلي للملاحة العالمية» GNSS القادرة على تلقِّي تصحيحاتٍ تفاضلية من محطة أرضية.

ويستخدم Kh-31P (تسميته لدى «الناتو» AS-17 Krypton) الأكبر حجماً والأكثر سرعةً نظامَ دفعٍ صاروخي/دفع نفّاث انضغاطي ramjet لتحقيق سُرعات تصل إلى 4.5 ماك (Mach) على ارتفاعٍ عالٍ أو 2.7 ماك Mach على مستوى البحر، ووفقاً لشركة TMC، تصل سرعة التجوال القصوى إلى 1,000 متر/ثانية (3,600 كيلومتر/ساعة). ومن بين مجموعة الأهداف المقرَّرة لهذا الصاروخ زنة 600 كيلوغرام، الرادارات المرتبطة بصواريخ الدفاع الجوّي ذات المديَين الطويل والمتوسط إلى جانب مجموعة أخرى من الصواريخ المرتكزة أرضاً والأخرى على متن السفن.

ويمكن لرؤوس التثبيت الراداري القابلة للتبادل أن تُغطّي حيّزات تردُّدات تستخدمها رادارات الموجة المتوسطة والنبضات الحديثة، على حدّ قول الشركة. ويمكن لتلك أن تعمل بنمط التشغيل المستقل، وتنفيذ مهام بحث وإطباق، أو بنمط التشغيل التعقبي حيث يُعيِّن طقم المستشعرات في الطائرة هدفاً للسلاح.

ومن الممكن أن يمتلك صاروخ Kh-31P قدرة جو-جو «مضادة - للاستخبار والمراقبة والاستطلاع» (counter-ISR) حيث تكون أهدافه الأساسية طائرة «إنذار مبكر وسيطرة محمول جواً» AWACS.

ويشتمل اشتقاق Kh-31PK على صاعق تقاربي «وحمولة إلكترونية ذات فعالية متزايدة» تُمكِّنه من تدمير أنظمة رادارية تُنصَب هوائياتها على مسافة 15 متراً من وحدات التحكُّم والسيطرة.

وعرّفت تقارير إعلامية الرؤوس الباحثة التي تُجهِّز صاروخ Kh-31P بأنّها عائلة L-111E/L-112E من «أجهزة قياس التداخُل» interferometric التي طوّرتها شركة «أفتوماتيكا» Avtomatika، مع الرأس الباحث العريض الحيِّز L-130 الذي يُعتَقد أنّه يغطّي تردُّداتٍ ما بين 1 إلى 11 جيغاهيرتز موجِّهاً اشتقاق المدى الأطول Kh-31PD. وتتألف الرؤوس الباحثة من هوائيات حلزونية عديدة مركَّبة على منصّات «جيمبال» مستقرّة جيروسكوبياً.

وتتحدّث شركة TMC عن أمداءٍ تُراوح بين 150 و 110 كيلومترات اعتماداً على سرعة وارتفاع منصّة الإطلاق، وكذلك نطاق سرعة إطلاق يُراوِح بين 600 و 1,250 كيلومتراً في الساعة (ما بين 0.65 ماك و 1.5 ماك) على ارتفاعاتٍ تبدأ من 100 متر إلى 15 كيلومتراً.

أمّا Kh-58UShKE فهو اشتقاق التصدير الأحدث من السلاح المعروف لدى حلف شمال الأطلسي «الناتو» NATO بتسمية AS-11 Kilter، الذي دخل الاشتقاق الأصلي منه الخدمة في العام 1982. ومع مدى يصل كما يُزعَم إلى 245 كيلومتراً، فإنّه يشتمل على رأسٍ باحثٍ جديدٍ عريض الحيِّز يستهدف أجهزة البث النابضة العاملة بين 1.2 و 11 جيغاهيرتز (تُشير شركة TCM إلى حيِّزات A، و A1، و B، و B1، و C، وفق مصطلحات حلف الناتو) ورادارات CW العاملة بالحيّز A، بما يتوافق مع «التردُّدات العالية» HF و«التردُّدات العالية جداً» VHF. ويتوخَّى الحذر في ذلك حيث إنّ 11 جيغاهيرتز هي ما فوق نطاق تلك التردُّدات، بما يتوافق مع حيّز I/J لدى حلف «الناتو» وحيّز X لدى «معهد المهندسين الكهربائيين والإلكترونيين» IEEE.

إنّه صاروخٌ سريع جداً مع سرعة قصوى تصل إلى 4,200 كيلومتر في الساعة، وهي نحو 3.4 ماك Mach. وتتحدّث شركة TCM عن نطاق سرعة إطلاق بنحو 0.47 ماك إلى 1.5 ماك ووزن عند الإطلاق يبلغ 650 كيلوغراماً، من بينها 149 كيلوغراماً للرأس الحربي الشديد الإنفجار. ويتحقَّق المدى الأقصى البالغ 245 كيلومتراً، وفقاً للشركة، على ارتفاع يصل إلى 20 كيلومتراً، وتنخفض السرعة إلى 76 كيلومتراً على ارتفاع 200 متر.

الصاروخ العالي السرعة المضاد للإشعاعات الرادارية» Raytheon AGM-88 (HARM)
التطوُّرات الصينية

قامت الصين على مر السنين بشراء، أو بتجميع بموجب ترخيص، أو إجراء تعديلٍ هندسي على «صواريخ مضادة للإشعاعات الرادارية» ARM روسية، حيث إنّ صاروخ YJ-91 هو اشتقاقٌ صيني عن عائلة Kh-31P الروسية، وهو يُعتبر أيضاً صاروخاً مدمِّراً لطائرات «نظام الإنذار المبكر والسيطرة المحمول جواً» AWACS. وأطلق سلاح الجو الصيني تطوير رأس باحث ذي حيِّز عريض طورته الصين، لكنّ هذا التطوير تباطئ ليستقر على رؤوسٍ باحثة يمكن تركيبها سريعاً في الميدان.

وأوردت وزارة الدفاع الأميركية في تقييمٍ لها العام 2016 للقوى العسكرية الصينية أنّ صاروخ YJ-91 جرى إدماجه ضمن المقاتلات-القاذفات.

وتُطوِّر الصين أيضاً تصاميمها الخاصة، بما في ذلك عائلة B-611 من صاروخ ARM سطح-سطح التكتيكي الذي تُنتِجه شركة «الاستيراد-التصدير الصينية للأسلحة الدقيقة» China Precision Machinery Import-Export Corporation. ويُعتَقد أنّ هذا التطوير بدأ في منتصف تسعينات القرن الماضي. أمّا الاشتقاق الأخير B-611MR، فهو سلاحٌ ذو مدى مُفصَحٌ عنه بنحو 150 كيلومتراً. ومن بين المزايا المتقدّمة «نظام تحديد الموقع العالمي-القصور الذاتي» GPS/INS، ورأسٌ باحث عريض الحيِّز وقدرة على الانطلاق في مسارٍ مسطّح ومناورات تملُّصيّة مبرمجة مسبقاً.

وكان قد كُشِف النقاب عن صاروخ LD-10 المُطلَق من الجو خلال «معرض زوهاي الجوّي» Zhuhai Air Show في العام 2012 وهو يُماثل، من الناحية النظرية، صاروخ جو-جو النشط SD-10/PL-12.

وثمة سلاحٌ جديد آخر، هو PL-16 يبدو مثل «الصاروخ العالي السرعة المضاد للإشعاعات الرادارية» HARM لكن يُعتقَد أنّه يتجاوز أداء السلاح الأميركي ويتردّد أنّه قادرٌ على اختراق دفاعات نظام السلاح «آيجيس» Aegis. وأشارت وسائل الإعلام المحلية، نقلاً عن مصادر في «وكالة الاستخبارات الأميركية» CIA، إلى أنّ تغطية تردُّدات الرأس الباحث ربّما تكون بين 0.8 و 20 جيغاهيرتز مع مدى أقصى يصل إلى 250 كيلومتراً.

 

-	«الصاروخ المضاد للإشعاعات الرادارية المُطلَق من الجو» ALARM.
الصاروخ Kh-58UShKE وهو اشتقاق التصدير الأحدث من السلاح المعروف لدى حلف شمال الأطلسي «الناتو» NATO بتسمية AS-11 Kilter. الصورة: Rosoboronexport
والهند أيضاً

تُطوِّر «منظّمة الأبحاث والتطوير الدفاعي» DRDO الهندية «جيلاً جديداً من الصواريخ المضادة للإشعاعات الرادارية» NGARM لصالح سلاح الجو الهندي. وهذا السلاح المخصّص لمقاتلات Sukhoi Su-30 MKI و HAL Tejas، يبلغ مداه الأقصى، كما يُزعَم، ما بين 100 و 125 كيلومتراً، وهو يشتمل على محرِّكٍ صاروخي عامل بالوقود الصلب أُحادي المرحلة.

وبدأ العمل على الصاروخ في العام 2012، وأُجريت تجارب الطيران من دون إطلاق من قاعدة جوّية بالقرب من مدينة بيون Pune على متن مقاتلة Sukhoi-30 MKI، كما أوردت وكالة الأنباء الهندية New Indian Express في كانون الأول/ديسمبر الماضي. ويُتوقّع أن يصبح NGARM جاهزاً في العام 2018.

ويتواصل تطوير صواريخ ARM في الغرب من خلال «الصاروخ الموجّه المضاد للإشعاعات الرادارية المتقدّم» AGM-88E (AARGM)، حيث يُطوِّره المقاول الرئيسي «أوربيتال أيه تي كاي» Orbital ATK بالتعاون مع «مبدا» MBDA لصالح البحرية الأميركية، وفيلق مشاة البحرية الأميركية، وسلاح الجو الإيطالي كتحديثٍ رئيسي على نظام HARM.

ويفيد نظام التوجيه من مستشعراتٍ عديدة. والرأس الباحث الخامل هو جهازٌ رقمي متقدّم معزَّز برأسٍ باحثٍ للتوجيه الراداري الطرفي بالموجة الملليمترية، مقروناً بقدرة GPS/INS وقدرةٍ تشبيكية.

ويتميّز مستشعر التوجيه الراداري بمعالجة إشارة متقدّمة، وتغطية أوسع للتردُّدات، وحقل رؤية أوسع ومدى رصد أبعد. ويوفّر جهاز تلقّي GPS/INS والرأس الباحث الراداري بالموجة الميلليمترية MMW قدرات تهديد مستقلّة ضد الرادارات التي تُغلَق بشكلٍ استباقي للحماية. وباستخدام معلوماتٍ من «قاعدة بيانات ارتفاع التضاريس الرقمية» DTED، يُمكِّن جهاز استقبال GPS/INS ما تُسميه الشركة «التحكُّم بمنطقة الارتطام» للحدّ من الأضرار الجانبية.

ويتشارك المحرّك الصاروخي وبدن الصاروخ وزعانفه وقسم التحكُّم المشترك والرأس الحربي مع صاروخ AGM-88B/C HARM، في حين أنّ قسم التوجيه المتعدّد الأنماط جديدٌ وفريد لصاروخ AARGM.

وصُمِّم السلاح ليكون متوافقاً مع جميع اشتقاقات مقاتلات F/A-18، و Tornado، و EA-18G، و F-16، و EA-6B، و F-35، حيث تنقله المقاتلة الأخيرة خارج بدنها، ليوفّر وعياً محيطاً بأجهزة البث، وسرعة تفوق 2 ماك وكذلك مدى يزيد على 60 ميلاً بحرياً، وفقاً للبحرية الأميركية.

وفي أيلول/سبتمبر، كشفت Orbital ATK النقاب عن اشتقاقٍ الهدف منه تركيبه في حُجيرة سلاح مقاتلة F-35 ويوفّر ضعف المدى مع محرّك صاروخي قطر 11.5 بوصة (29.21 سنتيمتراً)، وأجنحة ذات امتدادٍ ضيق وقسمٍ للتحكُّم مُعاد تعديله.

كشفت الصين النقاب عن صاروخ LD-10 المُطلَق من الجو خلال معرض Zhuhai Air Show 2012
مشكلات صاروخ AARGM

لكنّ الأمور لا تجري على نحو حسن مع نظام AARGM، حيث أعلن «مكتب مدير الاختبار والتقييم العملانيَين في وزارة الدفاع الأميركية» DOT&E أنّه ليس ملائماً ولا فعّالاً بعد اختبارٍ عملاني لتحديثات Block 1، حيث أُلغيت الاختبارات العملانية نهائياً الصيف الماضي (أُجريت هذه الاختبارات منذ أواخر العام 2014 من قِبَل السربَين الجوّيَين التابعَين للبحرية VX-31 و VX-9 لتقييم بعض الحلول لمشاكل كانت قد حُدِّدت في اختباراتٍ سابقة). وألغى مكتب DOT&E خطة الاختبارات في حزيران/يونيو العام 2016 متحدّثاً عن مشكلاتٍ عديدة غير قابلة للتصحيح.

وفي مراجعة Gate 6 التي أجرتها البحرية الأميركية في 12 آب/أغسطس من العام الفائت، أورد آمر القوة التي أجرت الاختبار ومكتب DOT&E بالتفصيل العيوب والشوائب في دقّة السلاح وانخفاض موثوقيته، كما أثار هواجس حول استقرار البرمجيات بعد تغييراتٍ عديدة نُفِّذت خلال اختبارات Block 1، على الرغم من أنّ القيِّمين على الاختبار أقرّوا بأنّ النظام يُلاقي جميع معايير الأداء الرئيسية.

وأوصى مكتب DOT&E أن تتقدّم البحرية بخطة اختبار عملاني محدّثة لتصحيح المشكلات قبل تسليمه إلى الأسطول وذلك يستدعي إجراء مزيدٍ من الاختبارات التطويرية قبل العودة إلى الاختبارات العملانية لضمان استقرار الأداء والجهوزية للإنتاج. وذكَر المكتب أيضاً أن البحرية وفيلق مشاة البحرية ينبغي أن يُعيدا تقييم عقيدة «شّل الدفاعات الجوّية للعدو» SEAD، لا سيّما في بيئة «منع الدخول، المنطقة المحرّمة». وأخيراً، أوصى مكتب DOT&E بوجوب أن يُحسِّن البرنامج أداء الرأس الباحث بمواجهة تهدديات متقدّمة قبل الاستثمار في اشتقاق مدى مُمدَّد.

وعلى الرغم من ذلك، تهدف البحرية الأميركية إلى إطلاق برمجيات تحديث Block 1 Upgrade لصالح الأسطول في الربع الثالث من السنة المالية للعام 2017.

تُطوِّر «منظّمة الأبحاث والتطوير الدفاعي» DRDO الهندية «جيلاً جديداً من الصواريخ المضادة للإشعاعات الرادارية» NGARM لصالح سلاح الجو الهندي
مستقبل غير محدّد

تواجه «الصواريخ المضادة للإشعاعات الرادارية» ARM المشكلات ذاتها كشأن أنظمة «الحرب الإلكترونية» (EW) المعاصرة؛ «رادارات صفيف المسح الإلكتروني النشط» (AESA) ذات الحيِّز العريض المعرَّفة برمجياً التي هي مرنة في جميع المعايير المحدّدة لها، لذا فإنّ الصواريخ المستقبلية ينبغي أن تشتمل على تطويراتٍ جديدة من ناحية الحرب الإلكترونية EW، بما في ذلك أجهزة الاستقبال ذات الحيِّز الفوري العريض وحتى الاستشعار الطيفي والقدرات المعرفية بالإضافة إلى الرؤوس الباحثة النشطة ووصلات البيانات. وربّما تجعل الصعوبات التي يشهدها نظام AARGM من المُجدي على نحو متزايد إبقاء مواقع أجهزة البث ذكية في الطائرات، و«العربات الجوّية غير الآهلة» UAV، واستخدام وسائل أخرى لتبديد التهديدات

-	«الصاروخ الموجّه المضاد للإشعاعات الرادارية المتقدّم» AGM-88E (AARGM)، حيث يُطوِّره المقاول الرئيسي Orbital ATK بالتعاون مع MBDA
تاريخ المقال
العدد
العدد حسب الاشهر
السنة
2017
رقم الصفحة
60

أخر المقالات