الأسلحة المُطلَقة من على الكتف لا تنفك تتطوَّر!

المترجم

يُتيح تطوُّر أنظمة «الأسلحة المُطلَقة من على الكتف»، المُلقَّمة مُسبَقاً المستخدمة لمرةٍ واحدة ذات الوزن الخفيف بمختلف أعيرتها، ميزة التفوُّق في قوة النيران والقدرة على البقاء عند أدنى مستوى رعيل قيادي في القوات البرية. فما هي أحدث التطوُّرات في هذا المجال؟

إنّ الطيف المتنوّع من التهديدات الناشئة والمتحوِّلة في أرض الميدان - حيث يُرجَّح أن تُواجِه القوّات البرّية عناصر غير نظامية مجهَّزة بأسلحة خفيفة في بيئات قتال معقَّدة وآهلة أو غيرها من البيئات اللامتماثلة فيما هم يخوضون نزاعات ندّية عالية الشدّة – والتي تتطلّب من وحدات المشاة مرونة متزايدة واكتفاءً ذاتياً من ناحية قوة النيران.
وفي مثل هذه البيئات حيث يتعذَّر الدعم الناري الثقيل لوجستياً أو يكون غير ذي جدوى، فإنّ فائدة السلاح الهجومي المُطلَق من على الكتف يمكن أن تتَّسِم بمزايا تكتيكية.
وفيما تُوفِّر الأنظمة المُطلَقة من على الكتف القابلة لإعادة التلقيم والذي يعتبر سلاحاً إجمالياً، أي يستخدمه طاقم يتألف في معظم الأوقات من شخصين، قدرة دعم ناري كبيرة، فإنّ هذا السلاح العديم الارتداد والموجَّه المضاد للدبّابات يشكل عبئاً على المقاتل الفردي من حيث الوزن ويعتبر أثقلَ وزناً نسبياً قياساً بغيره، ويستهدف في الأساس توفير قدرة مضادة للدروع على مستوى فصيلة/سرية وما دون ذلك.
وتتَّسِم أنظمة الأسلحة المُطلَقة من على الكتف، المستخدمة لمرّة واحدة، والأخف وزناً، والأكثر تراصّاً بمرونةٍ تكتيكية محسَّنة، ويُنظر إليها اليوم كقوة نارية فردية ثقيلة نسبياً وأكثر كفاءة من خيارات الأسلحة الخفيفة الأخرى على مستوى رهط/ أو حضيرة/ مجموعة والتي تُواجِه مروحة من الأهداف اللامتماثلة الجديدة والمعقَّدة، أو تهديداتٍ مدرَّعة تقليدية محسَّنة على نحو كبير تنبثق مجدّداً. والدافع وراء هذه الأنظمة هي أنّها منخفضة الكلفة نسبياً، وفعّالة ومرنة وقابلة للاستنفاد.
 

تستهدف شركة Nammo من وراء ذخيرة M72E12، التي أوشكت على استكمال تطويرها، مع قدرتها الممدَّدة، الأهداف الآهلة المشتركة
نظام السلاح غير الموجَّه M72 LAW

طوَّر قسم «هسي إيسترن» Hesse-Eastern لدى شركة «نوريس ثورمادور»  «Norris Thermadore مطلع ستينات القرن الماضي «السلاح الخفيف الوزن المضاد للمدرّعات» M72 (LAW) عيار 66 ملم مع تصميمه الأُنبوبي ذي التوضيب التلسكوبي الابتكاري للسلاح ويشتمل على «الرأس الحربي الشديد الانفجار والمضاد للدبّابات «(HEAT)، الذي دخل الخدمة العملانية للمرّة الأولى لدى القوات المسلّحة الأميركية خلال حرب فيتنام.
وقد غدا نظام السلاح غير الموجَّه M72 LAW، الذي تُصنِّعه حالياً شركة «نامو» Nammo في الولايات المتحدة، الأميركية متطوِّراً وخضع إلى العديد من برامج التحديث وأُعيد تصميمه في عائلةٍ من الاشتقاقات لمواجهة مجموعة جديدة وناشئة من الأهداف.
وقال تيم كلاويتر مدير «تنمية الأعمال للأنظمة المُطلَقة من على الكتف» لدى شركة Nammo: «الميزة الوحيدة التي بقيت في سلاح M72 LAW منذ فترة الحرب الفيتنامية هي الاسم وعيار النظام، وقد تغيَّر الصاروخ، وكذلك نظام الصاعق والرأس الحربي، كما طرأ تغيير على جهاز الإطلاق. لقد تناولنا هذا النظام على مدى السنين وواصلنا تحسين قدراته وتصميمه، وقد تطوّرت التكنولوجيا وكذلك قدرات النظام».
وأضاف كلاويتر: «ومع ذلك، فإنّ الأسباب الرئيسية وراء الاستمرار بتصنيع سلاح M72 LAW هي حجمه، ووزنه، وسهولة استخدامه، والحقيقة التي مفادها أنّه نظام سهلٌ جداً للتطوير الارتقائي. فمن بين مختلف الاشتقاقات لا يزال الصاروخ M72 الذخيرة المُطلَقة من على الكتف لمرّةٍ واحدة الأخفّ وزناً - مع اشتقاقين يُراوِح وزنهما بين 3.6 كلغ و 5.8 كلغ (وهما M72E8 و M72E10 الجديدان). ويبلغ طول النظام خلال نقله 775 ملم، وطوله في الجهوزية للإطلاق 980 ملم، لذا بالإمكان نقل العديد من الصواريخ، والحفاظ على الحَرَكيّة».
أمّا دومينيك جيزيرسكي المدير التقني لـ «الأنظمة المُطلَقة من على الكتف» لدى شركة Nammo فقال: «ما تغيَّر بشكلٍ أساسي هو الهدف الذي نترصَّده. فخلال حرب الفييتنام كان هذا الهدف مضاداً للمدرّعات، ومن ثمّ في أواخر تسعينيات القرن الماضي بدأت دول حلف شمال الأطلسي «الناتو» NATO تحديد الحاجة لمضاعفة فعالية وكفاية هذا السلاح الصغير لمواجهة تحصينات دفاعية، ودشم رمي، وكوادر، وعربات مدرَّعة تدريعاً خفيفاً، ومواقع دفاعية. وحيث تبيَّنَ أنّ هذا التهديدَ دائمٌ فقد تركَّز التصميم على المواجهة المضادة للتحصينات، ومجموعة من الأهداف في بيئةٍ آهلة معقَّدة». وتابع جيزيرسكي: «لذلك تطوّرت التهديدات وبالتالي عدِّل النظام - فبتنا نُطوِّر الآن ذخائر صُمِّمَت خصيصاً لتُلبِّي حاجات المستخدم: ذخيرة مضادة للتحصينات، متفجِّرة جوّاً» وغيرها من التطبيقات الأخرى. وإلى ذلك، طورت تكنولوجيا الدفع التي سمحت بالرمي من أماكن مغلقة، والتي أدت إلى الذهاب بعيداً عن السلاح التقليدي، علاوة على إحداث مفهوم ثوري للنظام في الطريقة التي يستخدم فيها».
تضمّ الاشتقاقات العملانية المُنتَجة حالياً لسلاح M72 طَلَقات A5 و A6 و A7 المضادة للمدرّعات، و M72 RC (ذات العيار المخفَّض) وكذلك «الذخيرة المضادة للتحصينات» (ASM). ومن بين أحدث الاشتقاقات طلقتا M72 A9 ASM و M72 EC Mk1 (وهي طَلَقات مضادة للدروع الثقيلة ذات القدرة المحسَّنة طوَّرتها شركة «نامو راوفوس» Nammo Raufoss في النروج، وقادرة على اختراق ما يصل إلى 75 سنتيمتراً من «التدريع الصّلب المُتَجانس البُنية» Rolled-Homogenous Armour (RHA) حتى من مدى يصل إلى 350 متراً)، وقد جرى تطويرهما في مطلع العام 2000 وشكَّلَتا دعماً لمبيعات M72 المتواصلة.
وقال كلاويتر موضحِاً: «في السنوات الخمس الأخيرة، انطلقَ التطوير الارتقائي فعلاً لنظام M72. ونحن الآن نُطوِّر ما ندعوه «أنظمة M72 المتقدِّمة» - وهي أنظمة قد بدأ إنتاجها للتو أو إنّها لا تزال في مرحلة التطوير والتأهيل».
وقد استفادت الشركة من إنجازات التقدُّم في تكنولوجيات الصاعق والمواد المتفجرة، بما في ذلك المُتَفجِّرات المتسكعة انفجارياً المشتركة وتكنولوجيا الانفجار المُتَشكِّل موجيّاً ضمن الحشوات المجوفة بغية تطوير وتعزيز قدرة الفتك والإصابة لطَلَقاتها الجديدة.
 

RGW110: يشكّل المقياس المستقبلي في الأسلحة المضادة للدبابات المطلقة من على الكتف

توفر «داينامت نوبل ديفنس» Dynamit Nobel Defence أو DND مجموعة واسعة من الأسلحة المطلقة من على الكتف المضادة للدبابات، والمضادة للتحصينات فضلاً عن الاستخدامات المتعددة الأغراض. ومنذ أكثر من 60 عاماً، تزود DND القوات المسلحة الألمانية والدولية بحلول أنظمة عالية الأداء. كما أن جميع أسلحة DND عبارة عن أنظمة يتم تشغيلها بواسطة مقاتل فردي واحد، وهي قابلة للتلف حيث تُستخدم لمرة واحدة فقط مع كلفة دورة حياة خدمة تصل إلى الصفر. ويمكن إطلاق جميع الذخائر من أماكن مغلقة، ولدى معظمها رؤوس حربية ثنائية أو متعددة أنماط التشغيل، ما يجعلها قابلة للتعديل لتتناسب مع سيناريوهات القتال المختلفة.
ونظراً لأن دبابات القتال الرئيسية تعاود ظهورها حالياً في النزاعات العسكرية وسيناريوهات التهديد المحتملة، حوّلت DND انتباهها إلى تحديث قدراتها المضادة للدبابات. عائلة Panzerfaust 3 هي قيد الخدمة لدى الجيش الألماني والعديد من الجيوش الأوروبية والدولية، ويتم تطويرها وتحسينها باستمرار. ويعتبر حالياً طرازها الأحدث ذو الرأس الحربي الترادفي المضاد للدبابات الأفضل في فئته من حيث العيار والوزن. ومع ذلك، فإن التحسينات في ما خص الاستخدام والتصميم المريحين اللتين أجرتها الشركة أدت بالتالي إلى تصميم نظام RGW110 كخلف مباشر لِـ Panzerfaust 3 وكجزء لا يتجزأ من عائلة RGW.

RGW110: يشكّل المقياس المستقبلي في الأسلحة المضادة للدبابات المطلقة من على الكتف. الصورة:  Dynamit Nobel Defence.
المتطلبات التكتيكية:

خفض الوزن وسهولة المناولة؛ بصمة منخفضة؛ قدرة إطلاق من أماكن مغلقة مجربة قتالياً؛ دقة عالية على أمداء تصل إلى 800 متر؛ القدرة على تدمير دبابات القتال الحديثة المغلفة بدروع تفاعلية متفجرة ERA وإمكانية التطوير للتغلب على أنظمة الحماية النشطة في المستقبل.

البالستيات أو المقذوفات الداخلية:

استخدمت DND في نظامها RGW110 كتلة سائلة مضادة تخفض من ضغط الصوت أثناء الإطلاق بمقدار 12 ديسيبل على الأقل مقارنة بالقذائف الصاروخية التقليدية. وتعمل هذه الكتلة السائلة على تبريد الغاز الساخن المنبعث من مولد الغاز بحيث لا تظهر كرة نارية أو لهباً خلف القاذف وبالتالي تخفف بشكل فعال حجم الغاز المنبعث من الانفجار. وكتأثير إضافي فهو يقلل من شدة العصف الخلفي للمقذوف حتى لا تتضرر الهياكل الخفيفة التي تبعد نحو 3 أمتار خلف المشغل، وهذا ما يشكل ميزة مهمة عند الإطلاق من داخل مبنى.

المقذوفات الطرفية:

باستطاعة الرأس الحربي الترادفي لِـ RGW110 التغلب على دروع دبابات القتال الحديثة بما في ذلك الحماية التي تؤمنها الدروع التفاعلية المتفجرة ERA الإضافية. وينتج عن مزيج الدرجة العالية من التشوه الميكانيكي في عملية الضرب مع المعالجة الحرارية المنخفضة للرأس الحربي الأمامي ذي الحشوة المجوفة، نشوء بنية من الحبيبات الدقيقة والمتجانسة، لا سيما على السطح الداخلي لدرع الدبابة، حيث ينشأ عصف سريع لانفجار الرأس الحربي الرئيسي. وهذا ما يوفر قدرة اختراق لا مثيل لها للدروع الفولاذية.

بيئة عمل مريحة:

Ergonomics RGW هو سلاح جندي فردي مصمم للمناولة البديهية، على غرار بندقية القتال. ويتم التقليل إلى حد كبير من أخطاء التهديف، مثل عدم القدرة على التهديف أثناء الضغط على الزند، من خلال استخدام منظار بصري وقبضة مسدسية مزودة بجهازية زند معيارية. السلاح الكامل متوازن جيداً.
 

خلاصة:

من خلال معظم خصائصه، يعتبر RGW110 أكثر تطوراً من الأسلحة الأخرى المطلقة من على الكتف المتوافرة في السوق، كما يضمن تطويره فعالية مستقبلية ضد القوات الميكانيكية. إذا عادت الدبابة إلى ميدان القتال، فإن أنظمة DND توفر الإجابات الفعالة.

فعلى سبيل المثال زُوِّدَت القذيفة المضادة للتحصينات الجديدة M72E12، زنة 4.3 كلغ، برأسٍ حربي متفجر ذي تأثيراتٍ مدمجة زنة 0.6 كلغ وصاعقٍ ذي تحسُّسٍ مستقلّ شديد الأمان عند الارتطام بالأرض، ما يسمح لها بأنْ تُحدِّد ذاتياً الهدف عند المأثرة، وخلال هذه الفترة القصيرة جداً بإمكانه أن يتحسَّس ما إذا كان الهدف تدريعاً «صلباً مُتَجانِس البُنية» (RHA) أو شيئاً قاسياً جداً على غرار الإسمنتٍ المسلح مضاعَف التعزيز، والانفجار على الهدف، أو أنْ يُحدِّد ما إذا كان هدفاً ناعماً، على غرار الآجر أو اللَّبِنْ الطري، أو الرمل أو حتى الدشم الترابية، وفي هذه الحالة يعتمد نمط التفجير التأخيري وينفجر داخل هذه الاستحكامات. وتستهدف شركة Nammo من وراء ذخيرة M72E12، التي أوشكت على استكمال تطويرها، مع قدرتها الممدَّدة، الأهداف الآهلة المشتركة كبديلٍ لقذيفة A9.
وتُطوِّر الشركة أيضاً القذيفة M72 E11، الجديدة البالغ مداها 800 متراً ووزنها 4.8 كلغ المتفجِّرة جواً/ المنفجرة عند نقطة محدَّدة أو أرضاً والقابلة للبرمجة، والمجهَّزة برأسٍ حربي شديد الانفجار المعد مسبقاً للتشظي زنة 0.4 كلغ، وقد صُمِّمَ للاستخدام مع «نظام إدارة رمي» (FCS) قابل لإعادة الاستخدام، طوَّرَته الشركة بالتعاون مع شركة «راينميتال» Rheinmetall بتردُّدٍ راديوي (RF) ثنائي.
وقد أنجزت شركة Nammo اختبار وتأهيل قذيفتين جديدتَين أُخريَين - هما M72A8 (المضادة للدروع) و M72A10 (المضادة للتحصينات) - وكلاهما تشتملان على تكنولوجيا الدَّفع «إطلاق النار من أماكن مغلقة (FFE) المبتكرة.
وفيما تُجهَّز أنظمة M72 التقليدية بمحرِّكٍ صاروخي، فإنّ طلقة M72 FFE تستخدم «تكنولوجيا مضادة للكتلة»: حينما يُطلِق الرامي السلاح، يتسارع المقذوف نحو الفوهة عند الطَّرف الأمامي لنظام السلاح، ومن ثمّ يُقذَف سائلٌ مضاد للكتلة في فتحة تلقيم السلاح (breach) نحو الخلف. وهذا يتطلَّب كمية أقل من الحشوة الدَّافعة ويُخفِّض الضغط المُفرَط لانطلاق المقذوف والبصمتَين الصوتية والمرئية.
وأكّد كلاويتر أنّ M72A8 و M72A10 هما الآن السلاحان المُطلَقان من على الكتف المتوافران حالياً الأقل ضجيجاً. فالبصمة الصوتية لديهما أكثر شُبهاً ببندقية بدلاً من صاروخٍ مطلَقٍ من على الكتف، حيث ليس ثمة ارتدادٍ خلفي عند الإطلاق.
 

تسعى شركة Saab Dynamics إلى تطوير عائلة AT4 من أنظمة الأسلحة ذات سبطانة الجوف الأملس الأُحادية الطلقة غير الموجَّهة عيار 84 ملم
العامل السويدي

في أوروبا، تسعى شركة «ساب دينامكس» Saab Dynamics، مدعومة بعقودٍ كبيرة لا تقتصر فحسب على الجيش الأميركي والقوّات المسلّحة الفرنسية، إلى تطوير عائلة AT4 من أنظمة الأسلحة ذات الجوف الأملس الأُحادية الطلقة الممونة مسبقاً غير الموجَّهة عيار 84 ملم، والمدفوعة بمتطلّبات مماثلة للمستخدمين، لكن مع وضع إعادة انبثاق التهديد التدريعي في أوروبا حالياً في مقدّمة اهتماماتها.
وأوضح ماركوس ميلكفيست رئيس التسويق والمبيعات لدى «وحدة أعمال القتال الأرضي» لدى شركة Saab Dynamics: «إنّنا نعكف على تطوير الأنظمة الأُحادية الطلقة الممونة مسبقاً المستخدمة لمرةٍ واحدة عيار 84 ملم منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي. وكان التركيز مبدئياً منصبّاً على القدرة المضادة للدروع، ومن ثمّ مع نشوء النزاعات في العراق وأفغانستان وأماكن أخرى، تحوَّلت المتطلّبات بعيداً عن القدرة المضادة للدروع نحو قدراتٍ مضادة للتحصينات ومضادة للأفراد/ التحصينات الخفيّة».
وأضاف: «ومع ذلك، هناك عوامل أخرى ذات صلة بالتطوُّرات في عائلة AT4: ينوي العملاء استخدامها في نزاعاتٍ شديدة الحدة أو منخفضة الحدة على السواء، وعلى نحو متزايد في الأماكن الآهلة بالسُّكّان. ومن بين العوامل الدافعة الرئيسية حالياً قوة نيران يمكن إمدادها للمقاتل الفردي، لكنّ الأمر ليس كما كان الحال عليه في السابق قبل 10 سنوات بإلحاق هزيمة بالعدو المعزَّز بحماية، بل لهزيمة التدريعات السائدة حالياً في الأماكن الآهلة».
ونظام AT4، الذي تطوّره الشركة منذ منتصف ثمانينيات القرن الفائت هو عبارة عن قاذف «كارل غوستاف» Carl Gustaf العديم الارتداد والقابل لإعادة التلقيم عيار 84 ملم (وقد انتقلت تكنولوجيا Carl Gustaf بنجاح إلى أنبوب إطلاق يُستخدم لمرّة واحدة)، بات يشتمل حالياً على عائلة من الاشتقاقات المضادة للدروع، والمضادة للتحصينات، والمضادة للأفراد/ شديدة الانفجار، وجميعها تتشارك مع أدوات الإطلاق ذاتها، في بيئاتٍ مغلقة، وقد صُمِّمت لمواجهة مجموعة من الأهداف المتحوِّلة والناشئة. وأكّد ميلكفيست أنّ العيار 84 ملم هو حل توازني بين الوزن، والقدرة على الفتك، والمدى. 
وكان الاشتقاق الأول من AT4 الذي انبثقَ في منتصف الثمانينيات، عبارة عن قذيفة «شديدة الانفجار ومضادة للدبّابات» HEAT، زنة 6.7 كلغ وبطول 102 سم، مع تكنولوجيا دفع مماثلة لسلاح Carl Gustaf (ذات العَصْف الخلفي). وكان من شأن ارتفاع وتيرة القتال في الأماكن الآهلة في منتصف التسعينيات أن أدى إلى تطوير هذا المطلب، خصوصاً من قِبَل القوّات المسلّحة الفرنسية لامتلاك قدرة رمي AT4 من أماكن مغلقة (CS)، وقد باتت قدرة حاسمة لا مفرّ منها.
وفي الاشتقاقات من الجيل الأحدث - TW/AST و HE - استغلّت شركة Saab تطوير المواد المركَّبة من الألياف الكربونية لخفض وزن النظام، وطوله الذي أصبح 98 سنتيمتراً وذلك لتوفير مناولةٍ محسَّنة في البيئات الآهلة بالسُّكّان. وقد استثمر ذلك الخفض في الوزن لتحقيق قدرةٍ أعلى على الفتك في الرؤوس الحربية، وتحسين سرعة انطلاق المقذوف من الفوهة لتمديد المدى الفعّال للنظام.
 

نظام السلاح  Carl Gustaf العديم الارتداد والقابل لإعادة التلقيم عيار 84 ملم. الصورة: Saab Dynamics
برنامج أوروبي

ترأس شركة «مبدا» MBDA في ألمانيا برنامجاً تطويرياً متعدِّد الجنسيات لتعزيز نظام «إنفورسير» Enforcer، وهو نظام سلاح جديد موجَّه، يعمل ليلاً نهاراً، وقابل للبرمجة، ويطلق من على الكتف ويستخدم لمرةٍ واحدة.
وصُمِّم النظام الموجَّه Enforcer بقدرة «الإطباق قبل الإطلاق» (LOBL) عيار 89 ملم، لتحقيق إصابات أو تأثيرات مؤكدة ضدّ مجموعة واسعة من الأهداف بما في ذلك تلك المدرّعة تدريعاً خفيفاً، والثابتة والأخرى النقالة، والبُنَى التحتية، فضلاً عن الأهداف المتوارية وراء حجاب. كما أنّه صُمِّمَ لتحقيق إصاباتٍ دقيقة ذات أضرارٍ جانبية متدنِّية ضدّ أهدافٍ على المدى الطويل. وتأتي الذخيرة ضمن قاذف إطلاق مستطيل خفيف الوزن مصنّع من الألياف الكربونية ومجهَّز برأسٍ باحث ثنائي الأنماط (كاميرا تلفازية/ مقياس أشعة تحت الحمراء IR bolometer) مع قدرة اشتباك خامدة على مدار الساعة ورأسٍ حربي متعدِّد التأثيرات (خارق/ عاصف/ متشظٍّ) منخفض الكلفة زنة 2 كيلوغرام يجمع معاً حشوة مجوفة خارقة ذات قدرة تباعدية ضدّ أهداف ذات تدريع خفيف. ويشتمل الرأس الحربي على صاعق متعدّد أنماط التشغيل مع إمكانية لاختيار نمط الارتطام أو المأثرة، فضلاً عن الصاعق التأخيري، والمتفجّر جواً، وهو قابل للبرمجة من «نظام إدارة الرمي» SCF.

ترأس شركة MBDA في ألمانيا برنامجاً تطويرياً متعدِّد الجنسيات لتعزيز نظام Enforcer، وهو نظام سلاح جديد موجَّه يعمل ليلاً نهاراً قابل للبرمجة يطلق من على الكتف ويستخدم لمرةٍ واحدة
تاريخ المقال
العدد
العدد حسب الاشهر
السنة
2021
رقم الصفحة
41

أخر المقالات