أنظمة الدفاع الجوّي المُرتَكِزة أرضاً الأميركية للمديين المتوسط والبعيد

المترجم

تشهد سوقُ أنظمة الدفاع الجوّي المُرتَكِزة أرضاً تحولاً من التكنولوجيا المحمولة يدوياً القصيرة المدى إلى الحلول البعيدة المدى، حيث أخذت الدول تستبدل أنظمتها المتقادِمة وتُضيف إلى ترساناتها قدراتٍ متطوِّرة جديدة، وهو ما سلّطت الضوء عليه النشرة المختصة «لاند وورفير إنترناشونال» Land Warefare International في تقريرٍ خاص.

وفيما تدخل المقاتلات النفّاثة من الجيلَين الخامس والسادس، والعربات والطائرات غير الآهلة، والصواريخ والتكنولوجيات البالستية العالية التقنية ترسانات مزيدٍ من الدول، يتعيّن على القوات البرّية التمكُّن من مجاراة المتطلبات الجديدة التي تفرِضها هذه التهديدات الجوّية واستخدام القدرات الدفاعية الملائمة.

وإذا ما تطلَّعنا في المجموعة الواسعة من برامج «الدفاع الجوّي المرتكِزة أرضاً» GBAD  النشطة في جميع أنحاء العالم، نجد تغيُّراً معيّناً في مشهدية تلك الحلول.

وقال جوستين برونك Justin Bronk، الباحث والمحرِّر في نشرة «رودي ديفنس سيستمز» RUDI Defence Systems الصادرة عن «المعهد المَلَكِي للخدمات المتحدة» لدراسات الدفاع والأمن: «أعتقد أنّ ما قد تغيَّر ليس النظام حقّاً، لكن واقع أنّ تهديد الصواريخ البالستية قد أصبح ماثلاً على نحو أكبر، لذا بات ثمة وعيٌّ متزايد حيال هذا التهديد». وأضاف برونك: «كان يُنظَر إلى هذه الحلول في الماضي بكونها تخصُّصاً متميِّزاً ومُكلِفاً للغاية لا يحتاج إليها سوى عددR قليل من الدول المتقدِّمة والمتطوِّرة جداً. والآن مع عودة روسيا كتهديدٍ عسكري رئيسي - إلى جانب المستجدّات في التطوُّرات العسكرية الصينية والكورية الشمالية والإيرانية - بات يُنظَر إلى هذه الحلول على أنّها تستحقّ الاستثمار فيها أكثر بكثير ممّا كان يُنظَر إليها من قبل».

ومع ذلك، فإنّ الاستحواذ على أنظمة دفاع جوّي ليست بالأمر البسيط كما يبدو، فمشتريات عتادٍ عسكري بهذا المستوى يمكن أن يكون لها تداعياتٍ على نطاقٍ شامل.

Patriot الماثِل أبداً!

من بين المنتجات الأبرز في السوق النظام الصاروخي «باتريوت» Patriot من «رايثيون» Raytheon، الذي اختارته دول عديدة. ومع ذلك، ليس هذا الحل متاحاً للجميع، كما أنّ متطلّبات المدى القصير تفسح في المجال أمام فرصٍ للاعبين آخرين في الصناعة للمنافسة في برامج GBAD.

وبدءاً مع نظام Patriot، شَهِدَت Raytheon نجاحاً كبيراً في العام 2018، مع عقودٍ مؤكّدة مع كلٍّ من بولندا ورومانيا من خلال «المبيعات العسكرية الخارجية» FMS عبر الحكومة الأميركية. وإضافة إلى ذلك، وقَّعت السويد في العام ذاته «خطاب قبول» للاستحواذ على نظام سلاح مماثل.

وبناءً على ذلك، تلقّى «مُصنِّعو المعدّات الأصلية» OEM عقداً بقيمة 692.9 مليون دولار من الجيش الأميركي نهاية العام 2018 لإنتاج أنظمة Patriot لصالح السويد. وفي الوقت ذاته، لفتَ ناطق باسم شركة Raytheon إلى أنّ هذه المشتريات ستنطوي على فرص تدريب مشتركة للقوات المسلّحة السويدية والأميركية، وستُعزِّز من التوافق التشغيلي العسكري.

Almaz-Antey

ثمة إمكانياتٍ لمبيعات لهذا النظام في تركيا. فمع نهاية العام 2018، صادقت وزارة الدفاع الأميركية على «مبيعات عسكرية خارجية» FMS محتملة لـ «نظام الصاروخ المحسَّن التوجيه» Patriot MIM-104E (GEM-T) ونظام «تحسينات شريحة من الصاروخ» PAC-3 (MSE) إلى أنقرة. وطلبت تركيا ضمن توليفة تبلغ قيمتها 3.5 مليارات دولار أربع مجموعات رادار AN/MPQ-65، وأربع محطات إدارة اشتباك، وعشر مجموعات ساريات هوائي، و 20 منصة إطلاق M903، و 80 صاروخ GEM-T مع حاويات، و 60 صاروخ PAC-3 MSE، وخمس محطات توليد طاقة كهربائية.

ومع ذلك، تجدر الإشارة أنّه فيما وافقت وزارة الدفاع الأميركية على هذه المبيعات فإنّها لم تمضِ قُدُماً حتى الآن. فالنقاش الدائر يتعدّى مسألة الاستحواذ على نظام دفاعي جوّي، فإذا ما اختارت تركيا نظام Patriot، فيتعيّن عليها أن تُرمِّم علاقاتها مع واشنطن التي توتّرت في الفترة الأخيرة بسبب عوامل عديدة، من بينها انسحاب الجنود الأميركيين من سوريا.

وثمة مسألة تتمثّل في أنّ تركيا قد التزمت بالفعل في الاستحواذ على صواريخ سطح-جو البعيدة المدى Almaz-Antey S-400 Triumf   أو SA-21 Growler بحسب تسمية الناتو. وجرى التقدُّم بطلبية أنظمة S-400 في العام 2017 حيث أصبحت أنقرة عميل التصدير الثاني لهذا النظام بعد الصين. وقال برونك: «من المهم جداً، كما هو جلي بالنسبة إلى العلاقات الأميركية-التركية، لو يتم اختيار نظام Patriot بدلاً من نظام S-400».

وإلى جانب التوتّر السياسي الذي قد يتأتَّى عن أيٍّ من هذين الخيارين، يتعيّن على تركيا أن تأخذ في الاعتبار قدرات كلّ نظام. فمن المعروف أنّ نظام S-400 يوفّر مدى نحو 400 كيلومتر إذا ما بِيعَ مع صاروخ 40N6، مقارنةً بمنتج Raytheon، الذي يُباع عادةً مع صاروخ PAC-3 البالغ مداه 35 كيلومتراً. وعلاوة على ذلك، يزيد مدى الرصد لرادار نظام S-400، أي 55Zh6UE NEBO-UE، على 400 كيلومتر، في حين أنّ نظام Patriot يصل مدى رصده إلى 100 كيلومتر مع رادار AN/MPQ-65.­

حلول متعدّدة الطبقات

بما أنّ تركيا هي عضو في حلف شمال الأطلسي «الناتو» NATO، فمن الواضح لماذا ترغب الولايات المتحدة في إبعادها عن العتاد العسكري الروسي. ومع ذلك، فإنّها ليست البلد الوحيد المهيَّأ للحصول على نظام S-400، حيث إنّ الهند قد عبَّرت عن اهتمامها بهذا النظام.

فقد أُعلِنَ في 5 تشرين الأول/ أكتوبر العام 2018 أنّ هيئة تصدير الأسلحة الروسية «روس أوبورون إكسبورت» Rosoboronexport قد وقَّعت صفقةً مع الهند لتزويدها بأنظمة S-400. وقال ألكسندر ميخييف Alexander Mikheev، رئيس الهيئة المذكورة، خلال الإعلان عن الصفقة: «إنّ العقد هو الأكبر طوال فترة التعاون العسكري-التقني بين روسيا والهند، والأضخم في تاريخ هيئة Rosoboronexport. وقد بدأنا اليوم تنفيذه».

THAAD

وثمة سبب وحيد لهذه المعركة بين Patriot ومنافسه الروسي هو أنّه ما من خيارات أخرى في السوق بإمكانها حقّاً أن تُلاقي التهديد المتزايد للصواريخ البالستية التي تُطوِّرها دول مثل كوريا الشمالية وغيرها.

لعلّ النظام الوحيد الذي يمكن مقارنته بهما هو نظام «الدفاع الجوي للارتفاعات العالية الطرفية»  THAAD، ولو أنّ Patriot يُعتبر حلاً منخفض الارتفاع مقارنةً به. وتُدير «وكالة الدفاع الصاروخي» MDA الأميركية نظام THAAD فيما تُمثِّل شركة «لوكهيد مارتن» Lockheed Martin المقاول الرئيسي.

ويستخدم نظام THAAD تكنولوجيا «اضربْ واقتلْ» Hit to kill لتدمير الهدف بارتطامٍ مباشر، وتحييد تهديداتٍ قاتلة قبل أن تصل إلى منصّاتٍ محميّة على الأرض. ويمكن نَشْر وتفعيل وتشغيل هذا النظام سريعاً توافقاً مع أنظمة دفاع صاروخي بالستية أخرى على غرار نظام السلاح «آيجيس» Aegis، و Patriot/PAC-3، ومستشعرات أمامية وقيادة وسيطرة C2، وأنظمة إدارة ميادين القتال واتصالات.

والجيش الأميركي هو أحد ثلاثة عملاء لنظام THAAD، إلى جانب المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، ويُخطِّط الجيش المذكور لربطه بنظام Patriot. وذكرت التقارير أنّ نظامَيTHAAD و Patriot سيعملان معاً مع نهاية العام 2020 نتيجة لتسارع الاحتياجات العملانية في شبه الجزيرة الكورية. وكانت الإمارات العربية المتحدة الشريك الأجنبي الأول الذي يستحوذ على نظام THAAD، مع عقدٍ مُنِحَ في كانون الأول/ ديسمبر العام 2011.

في غضون ذلك، واصلت شركة Raytheon مباحثاتها مع بولندا حول نظام Patriot، بعدما مالت هذه الأخيرة إلى اختيار هذا النظام في العام 2018، إضافة إلى حل دفاع جوّي منخفض الارتفاع بموجب الاتفاقية ذاتها.

NASAMS

وفي إطار المرحلة الثانية من برنامج Wisla الخاص ببولندا، تسعى هذه الدولة الأوروبية الشرقية للحصول على 16 وحدة رمي لصواريخ Patriot إضافية يمكنها أن تُجهِّز ثماني بطاريات.

وقد بدأت «المرحلة الثانية» Phase II في نيسان/أبريل العام 2018 عقب توقيع اتفاقية «المرحلة الأولى» Phase I مباشرةً. وأوضح جون بايرد John Baird، نائب رئيس وحدة أعمال الدفاع الجوّي والصاروخي المدمج الخاص ببولندا في شركة Raytheon، أنّ التكنولوجيات الإضافية التي تتطلّع لها حكومة بلاده في «المرحلة الثانية» Phase II تشمل «رادار صفيف المسح الإلكتروني النشط» AESA على مدار 360 درجة، والعديد من المستشعرات والرادارات من صنع بولندا وإدماج صاروخ اعتراضي منخفض الكلفة. وستقوم Raytheon في إطار Phase I بتسليم 200 صاروخ PAC-3، وفي إطار Phase II سيكون هناك خيار الصاروخ الاعتراضي Rafael SkyCeptor.

وتتطلّع وارسو، إلى جانب زيادة عدد أنظمة Patriot في ترسانتها، إلى الاستحصال على قدرة دفاع جوّي قصير المدى بموجب برنامجها Narew. وستوفّر شركة Raytheon وشريكها «كونغسبيرغ» Kongsberg نظام «الصاروخ سطح-جو الوطني المتقدّم»  NASAMS  لتلبية متطلّبها، كما أكّد بايرد.

ويمكن أن يكون الحل البديل لنظام NASAMS المتوسط المدى هو «الصاروخ التراكبي المشترك المضاد للجوّيات للمدى الممدد»  CAMM -ER الاعتراضي من شركة «مبدا» MBDA. وستقوم الشركة المذكورة بإمداد بولندا بعربة الإطلاق ونظام القيادة والسيطرة، والرادار والأنظمة «البصرية الإلكترونية/ الأشعة تحت الحمراء» EO/IR. والحزمة بأكملها تراكبية، لذا بإمكانها أن تُدمِج مختلف الأنظمة المحلية إذا ما اقتضت الضرورة.

قطر ومشترياتها الصاروخية

بانتظار أن تأخذ بولندا قرارها حول نظام NASAMS، حقَّقَ الجهد المشترك لشركتَي Raytheon/ Kongsberg بالفعل نجاحاً عالمياً. ففي كانون الأول/ ديسمبر العام 2018، صادقت وزارة الدفاع الأميركية على مبيعات عسكرية خارجية FMS لنظام NASAMS إلى قطر في إطار حزمةٍ تبلغ قيمتها 215 مليون دولار.

وقد طلبت الدوحة هذا النظام إلى جانب «صواريخ جو-جو متقدّمة متوسطة المدى» AMRAAM وعتادٍ ذي صلة ودعم. وتشمل الصفقة 40 صاروخ AIM 120C-7 AMRAAM، وقسمَ توجيهٍ احتياطياً AIM 120C-7 AMRAAM، وقسمَ تحكُمٍ احتياطياًAIM 120C-7، وثمانية صواريخ AMRAAM للتدريب الجوّي، وحاويات صواريخ، وبرمجيات مصنّفة سرّية لرادار AN/MPQ-64F1 Sentinel، وأجهزة تشفير وأمن اتصالات ومعدّات ملاحة دقيقة.

ويُعتبر AMRAAM اشتقاقاً من AIM-120 من شركة Raytheon. وقد تؤمّن قدرة NASAMS الحماية ضدّ الصواريخ الجوّالة المُعادية، وتهديدات «العربات الجوّية غير الآهلة» UAV وطائرات الأجنحة الدوّارة والأخرى الثابتة.

CAMM

إضافةً إلى ذلك، تتطلع الهند نحو روسيا للحصول على قدرة GBAD متطورّة، ومع ذلك فإنّها تُفكِّر في الاستحصال على نظام NASAMS II عبر مبيعات «من حكومة إلى حكومة» مع الولايات المتحدة. وقد يستبدل NASAMS أنظمة الدفاع الجوّي الروسية S-125M Pechora القديمة التي تعود إلى فترة الستينات من القرن الماضي.

في غضون ذلك، تسعى دولٌ أصغر على غرار ليتوانيا للحصول على حلولٍ مماثلة لتعزيز قدرتها العسكرية الإجمالية، وعلى الأخص نظام NASAMS، خشيةً من جارتها الكبيرة روسيا. ومن المرجّح أنّ دولاً أخرى ستجد نفسها في الموقع ذاته على غرار ليتوانيا وتعتمد على الشركاء في حلف «الناتو» للمساعدة على تزويدها بقدرات دفاعية متطوّرة.

ومن العملاء الآخرين لنظام NASAMS أستراليا، وتشيلي، وفنلندا، وإندونيسيا، وهولندا، والنروج، وسلطنة عُمان، وإسبانيا، والولايات المتحدة.

تُشكِّل حلول GBAD أيضاً جزءاً من أنظمة محلية تشمل قدرات على غرار الصواريخ والرادارات أو العربات. فعلى سبيل المثال كانت شركة «رايثيون أستراليا» Raytheon Australia قد اختِيرَت في العام 2017 لتكون المورِّد الوحيد لمتطلّب أستراليا لنظام GBAD قصير المدى SRGBAD ضمن مشروع Project Land 19 Phase 7B. ومن المقرّر أن تشمل الحزمة منتجات صناعة محلية، مع رادار صفيف ممرحل من صنع شركة «سي إي أيه تكنولوجيز» CEA Technologies، مع احتمال اعتماد العربة العسكرية المَحمِيّة «ثاليس هوكي» Thales Hawkei.

عرضت شركة CEA Technologies، خلال معرض القوات البرّية للعام 2019 في أستراليا، نموذجاً أوّلياً من رادار مرتَكِز أرضاً هو الأول من نوعه يستند إلى رادارها البحري الناجح جداً AESA. وقد صُمِّم هذا النموذج الأوّلي، الذي يُشار إليه بتسمية الرادار التكتيكي CEA Tactical Radar أو CEATAC، خصيصاً لكي يُركَّب على متن عربة Thales Hawkei وهي من تصميم وبناء أستراليا.

وبحسب وزارة الدفاع الأسترالية يُمثِّل هذا النموذج التدليلي الخطوة الأولى للاندماج مع نظام NASAMS ضمن مشروع SRGBAD القصير المدى. وتواصل وزارة الدفاع البريطانية اختبار وتطوير نظامها للدفاع الجوّي Sky Sabre الذي يضم منصّة إطلاق MBDA التي تُطلِق صاروخ CAMM إلى جانب نظام التهديف الراداري Saab Giraffe. ومن اللافت أنّ هذا الحل يشتمل أيضاً على طقم إلكترونيات السيطرة من شركة «رافاييل» Rafael الإسرائيلية.

وفي وقتٍ لاحق من العام 2018 أُجريت تجارب الرمي الأولى على نظام الصاروخ Land Ceptor - وهو جزء من نظام Sky Sabre- التابع للجيش البريطاني في القرب من ميدان تجارب سويدي في بحر البلطيق. وهي المرّة الأولى التي يُجرَى فيها اختبار رمي على نطاق كامل لنظام Land Ceptor بما في ذلك نظام الرادار Saab Giraffe. وقد خضع نظام Sky Sabre لمزيدٍ من التطوير والتجارب قبل دخوله الخدمة في وقت لاحق من ذلك العام.

ألمانيا ونظام MEADS

تتّجِه ألمانيا أيضاً إلى الاستحواذ على قدرة دفاع جوّي جديدة في إطار برنامجها لنظام دفاع جوّي وصاروخي من الجيل التالي TLVS. وفي جهدٍ لضمان الحصول على هذا العقد، أنشأت شركتا Lockheed Martin و MBDA Deutschland مشروعاً مشتركاً جديداً بإمكانه أن يُدير البرنامج في حال اختار مكتب المشتريات الألمانيَ عرض MBDA لتلبية متطلّب القوات المسلَّحة الألمانية.

وتقدَّمت MBDA بعرضها منافسةً في هذا البرنامج في أواخر العام 2016. واستندَ عرضها إلى تكنولوجيا «نظام الدفاع الجوّي للمدى المتوسط المُمدَّد» MEADS الخاصة بها، لتأمين تغطية دفاع جوّي وصاروخي نقّال على مدار 360 درجة لتعريفٍ دقيق للتهديدات وتصدٍّ وافٍ لها.

MEADS

والمشاركة الصناعية في نظام MEADS تتوزَّع بنسبة %25 لألمانيا، و %16.6 لإيطاليا و %58.3 للولايات المتحدة. وقد استثمرت شركتا MBDA و Lockheed Martin بقوة في هذا النظام، لكنّ الجيش الأميركي رفضه في العام 2011، إذ إنّه كان يؤثِر بدلاً من ذلك تحديث نظام Patriot من صنع الشركة المنافِسة Raytheon، وذلك بسبب الكلفة العالية.

ومع ذلك، بَدَت الأمور واعدةً بشكلٍ أكبر للفوز بالعقد الألماني. ففي منتصف العام 2018، تلقّت شركتا Lockheed Martin و MBDA «طلب عرض» RfP لتطوير برنامج TLVS. فألمانيا تُفضِّل نظام MEADS على Patriot ، وذلك رهنٌ بالتطوير الناجح. وقال دايتمار ثيلين Dietmar Thelen مدير عام المشروع المشترك TLVS JV: «يستند طلب العرض الثاني هذا إلى العرض الأول الذي سَبَقه، ويبني على نتائج مفاوضاتنا ويُواكِب عرض TLVS مع المقاربة الألمانية الجديدة لإجراء إصلاحاتٍ في عمليات الاستحواذ المماثلة، تحت تسمية «أجندا روستنغ» Agenda Rustung، بالتركيز على القدرات العسكرية، والشفافية وإدارة المخاطر لضمان عقدٍ ناجح».

بيدَ أنّ هذا البرنامج حتى حينه يشهد تقدُّماً بطيئاً. فنظام MEADS النقّال كان قد دخل مرحلة التطوير في العام 2004، وتبقى ألمانيا العميل الوحيد المعروف لهذا النظام. لكنّ العقود الأخيرة تُدلِّل على أنّ نظام Patriot لا يزال الأبرز من ناحية قدرات الدفاع الجوّي المفضَّلة في أنحاء أوروبا.

طالما يتواصل انتشار التكنولوجيات الصاروخية والبالستية العالية التقنية، سيكون ثمة حاجة متواصلة لدى الدول للاستحواذ على قدراتٍ دفاعية أكثر تطوُّراً وحداثةً يمكنها أن تُوفِّر مظلّة حماية كاملة للقوات البرّية ومنصّاتٍ ومنشآتٍ أخرى.

هناك ثغرات حقّاً في أنظمة الدفاع الجوّي المرتكزة أرضاً، وسيكون ثمة دافع متزايد ومتواصِل - خصوصاً داخل حلف شمال الأطلسي «الناتو» NATO - لتوفير مشاركة لأعباء مثل هذا النوع من الحماية.^

العدد
العدد حسب الاشهر
السنة
2020
رقم الصفحة
24

أخر المقالات