قوات العمليات الخاصة الأردنية
مجموعة الملك عبد الله الثاني للعمليات الخاصة المعروفة باسم JORSOF (العمليات الخاصة ورد الفعل السريع) هي قوات خاصة على المستوى الاستراتيجي تحت قيادة القوات المسلحة الأردنية. تأسست نواة قوات العمليات الخاصة الأردنية في العام 1963 بأمر من الملك الحسين بن طلال، طيّب الله ثراه، وفي بداية سبعينيات القرن الماضي، بدأت عمليات تطوير هذه القوات والاهتمام بمناهج تدريبها، وإسناد مهام الاستطلاع، ومكافحة الإرهاب، ومهام البحث والإخلاء القتالي، وأمن المواقع الرئيسية، واستهداف المنشآت المعادية والاقتحام والتدمير. كما أُنيطت بها بعض مهام استهداف القوافل العسكرية المدرعة وإعاقة تقدمها وقطع خطوط إمدادها واتصالاتها. وتم تجهيز هذه القوات وتدريبها بحيث تكون قادرة على العمل خلف خطوط العدو لفترات طويلة من دون أي دعم لوجستي. ومع توجه الدول العربية لتطوير قواتها الخاصة والاقتناع بدورها في الحروب الحديثة، اتجهت الأنظار العربية نحو الأردن لتبادل الخبرات وتدريب قواتها الخاصة. وأنشأ الأردن مدينة متخصصة لتدريب القوات الخاصة لتلبية احتياجات الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة، وأصبح الأردن مركزاً إقليمياً لتدريب القوات الخاصة العالمية والعربية.
تتميز القوات الخاصة الأردنية بسرعة الرد ومرونة الحركة، وبهيكلية متغيرة من حيث طبيعة التنظيم بما يتلاءم والمهام المكلّفة بها وما يمكّنها من الاستجابة للتحديات التي تواجهها ويساندها في عملياتها سرب طيران، فيما دربت تدريباً خاصاً وجهزت بمعدات تتلاءم وطبيعة التهديدات كي تجعلها الأكثر كفاءة في تنفيذ المهام الموكلة إليها، سواء أكانت بالاشتراك مع القوات المسلحة الأردنية أو بشكل منفصل، كما أنها تبنت أسلوب المراوغة في الهجوم لتكون قادرة على التكيف مع التهديدات الجديدة التي تواجهها.
تعتبر القدرة على الانتشار السريع، والقدرات البدنية والنفسية للجنود من أهم ما تتدرب عليه القوات الخاصة. ولكن في الوقت نفسه، يتوجب الاهتمام بشكل جيد بوسائل الاتصال، والأسلحة الفردية، والتكتيكات العسكرية والقدرة على تنفيذها بدقة عالية للوصول إلى النتائج المرجوّة وعدم حصول أية مفاجآت تؤدي إلى فشل المهمة. اهتمت القوات الخاصة الأردنية بشكل فعال بوسائل الاتصال بين أفراد القوات الخاصة من جهة وبين الاتصال بوحدات الجيش الأخرى من مدفعية، ودروع، وسلاح جو وحتى بوحدات الدفاع الجوي وذلك باستخدامها أحد أحدث تقنيات الاتصال المستخدمة ألا وهو نظام «القيادة والسيطرة والاتصالات والكمبيوتر والاستخبار والمراقبة والاستطلاع» C4ISR System، وهو نظام يوفر قدرة الاتصال بجميع أفراد الجيش الأردني بعضهم ببعض وباختلاف مهامهم وميادينهم، وهذه النقطة مهمة جداً في عمليات القوات الخاصة بشكل عام وتغفل عنها الكثير من الدول وخصوصاً العربية (للأسف لا يستخدم هذا النظام سوى الأردن من بين الجيوش العربية). أما بخصوص الأسلحة الفردية، فالتجهيزات القياسية للقوات الخاصة الأردنية تعتبر من الأفضل في الشرق الأوسط والعالم، حيث تستخدم خوَذ قتالية من نوع AC1200J/500 مصنّعة محلياً، والتي توفر حماية بالستية من المقذوفات والشظايا من مدى 5 أمتار أو أكثر، كما تستخدم أيضاً واقيات الرصاص من نوع CPV 720 المصنّعة محلياً أيضاً، إضافة إلى الأحذية الخاصة المقاوِمة للعوامل البيئية وشظايا القذائف والألغام الأرضية.
بالنسبة للأسلحة، تستخدم القوات الخاصة الأردنية تشكيلة واسعة من الأسلحة الأوتوماتيكية الخفيفة والمتوسطة (حسب المجموعة والمهام الموكلة إليها)، حيث تستخدم الرشيشتين الألمانيتين H&K UMP عيار 19x9 ملم، و G36C عيار 5.56 ملم والبندقية الأميركية M4 عيار 5.56 ملم أيضاً، إضافة إلى الرشاشات MP5 و MP5 sd الكاتمة للصوت من عيار 9 ملم والرشاش MP5K القصير من عيار 9 ملم أيضاً. أما المسدسات التي تعتبر أيضاً من التجهيزات الأساسية القياسية للجيش الأردني بشكل عام والقوات الخاصة بشكل خاص فهي تستخدم المسدس الأردني Viper متعدد الأعيرة، والمسدس السويسري SIG SAUER-22b، والمسدس الروسي XH Pistol الكاتم للصوت عيار 9 ملم. ونالت بنادق القنص أيضاً قدراً كبيراً من الاهتمام، حيث تدربت القناصة الأردنية على تكتيكات استغلال الأرض، والقدرة على التمويه، واختيار المواقع الجيدة والسرعة الكبيرة بالانسحاب، كما اهتم الأردن بتدريب الوحدات المتخصصة بالقنص من على متن الطوافات. وتستخدم القوات الخاصة الأردنية بندقيتي القنص BARRETT RIFLE و M-700 RIFLE الأميركية الصنع وعدة أنواع أخرى...
تم تجهيز بعض وحدات القوات الخاصة الأردنية بقواذف LAW-80 البريطانية الصنع المضادة للدروع. أما بالنسبة للتجهيزات الإضافية (والمهمة في الوقت نفسه) فهي تستخدم قائس المسافات Leica السويسري و Klite الياباني. طبعاً إضافة إلى المناظير النهارية والليلية، والقنابل الصوتية والوميض والغاز وقواذفها وأقنعتها.
اهتم الأردن بعربات وطائرات القوات الخاصة بشكل ملحوظ، لتوفير سرعة الحركة ومفاجأة العدو. وتستخدم القوات الخاصة الأردنية عربات Hummer الأميركية، والنمر الأردنية ومدرّعة الرتل، وتم تسليحها إما برشاشات متوسطة أو بصواريخ موجهة مضادة للدروع على غرار TOW الأميركي و Kornet الروسي، وعربات Land Cruiser مدرعة تم تعديلها في مركز الملك عبد الله الثاني خصيصاً لمهام الاقتحام وتحرير الرهائن، وعربة الثعلب لعمليات الاستطلاع وحروب الصحراء.
أما بالنسبة للطوافات، فهي تعتمد بشكل كلي على طوافات S-70 Black Hawk ، و EC-635 ، وطائرات M-134D Little Bird وأحياناً على طوافات AS-332 Super Puma. من ناحية أخرى، يعتبر نظام التمويه الأردني KA2 لباس القوات الخاصة ومعداتها من الأفضل عالمياً، ويسبق بأفضليته ما يتم إدخاله مؤخراً في الجيش الأميركي وشمال أميركا.... حيث يوفر %25 إخفاء أكثر وصعوبة بالملاحظة، ما يساعد القوات الخاصة الأردنية على القيام بمهامها بسرعة ومفاجأة عالية للعدو. ونظراً إلى تزايد اهتمام القوات الخاصة بالحروب الحديثة جاء مركز الملك عبد الله الثاني لتدريب العمليات الخاصة Kasotc نتيجة لمبادرة من الملك استجابة للتهديدات المتصاعدة والحالة الأمنية المضطربة في العالم. ويهدف هذا المركز أن يصبح مركزاً عالمياً متميزاً للعمليات الخاصة، على المستويات الثلاث (أرضاً وبحراً وجواً) والعمل ضمن بيئة تحتية مميزة ومجهزة بأحدث الوسائل والمعدات التكنولوجية، وعلى جهوزية تامة لمواجهة التحديات الإرهابية في القرن الحادي والعشرين. وإضافة إلى ذلك، سيوفر هذا المركز منشأة مركزية مميزة للتدريب على مكافحة الإرهاب في الأردن (قلب منطقة الشرق الأوسط)، كما يعتزم المركز خدمة الدول الشقيقة والصديقة وذلك بتوفير أفضل التدريبات والتطبيقات في مجال مكافحة الإرهاب، والحماية القريبة، وفرض النظام العام وحرب العصابات.