فلسفة تحديث دبابات القتال الرئيسية

المترجم

إذا نظر المرء إلى مخزون دبابات القتال الرئيسية العالمي، لا بد أن يقدّر حقيقة الحكمة التي مفادها: «الشيء الوحيد الأفضل من الدبابة هو دبابتان». إن مسائل الكتلة وفلسفة تصميم الدبابة آخذة في التغير. وتقوم كل قوة عسكرية كبرى في العالم بصيانة وتحديث دباباتها، ولكن لا يبدو أن هذه التحديثات كافية أبداً. وهذه هي الأسباب:

توفر الدبابة الحركية Mobility، والقوة النارية Fire Power، والحماية Protective– المعروفة تحت مسمى MFP التي كانت حجر الزاوية في القتال البري الحديث منذ الحرب العالمية الأولى. وتمتلك روسيا 20216 دبابة، والصين 6457. فيما لدى كوريا الشمالية 5025، والولايات المتحدة الأميركية نحو 5884، ولدى العديد من دول حلف شمال الأطلسي أعداداً أقل، على سبيل المثال بولندا 1065، واليونان 1345، ورومانيا 827، وألمانيا 543، وبلغاريا 531، وفرنسا 406، والمملكة المتحدة 249، وإيطاليا 200، وجمهورية تشيكيا 123، وسلوفينيا 84، وكندا 80، والدانمارك 57، والنروج 52 وسلوفاكيا 22.
ومع تطور التكنولوجيا العسكرية، تغيرت تصاميم الدبابة لمواجهة التهديدات والتحديات المتزايدة باستمرار، ولكن لا تزال الخصائص الرئيسية الثلاث لتصميم الدبابة هي العوامل الرئيسية في تصميم الدبابة الحديثة.
يتساءل الكثيرون اليوم حول ما إذا كانت الدبابة ذات صلة بميدان القتال الحديث. وعلى الرغم من أنها حققت تقدماً مثيراً للإعجاب في مجال القوة النارية، إلا أنه لا يمكن حماية الدبابة من انتشار حقول الألغام، والحشوات المتفجرة المرتجلة ميدانياً IED والصواريخ الموجهة المضادة للدبابات ATGM التي تملأ ميادين القتال، ما يعرض الدبابة المتقادمة لخطر كبير. ويزداد هذا الخطر كل يوم مع ازدياد مدى ودقة أنظمة الصواريخ الحديثة وتكنولوجياتها المتطورة من حيث القدرة على الفتك. ومع زيادة سماكة التدريع لمواجهة تهديدات ATGM، يزداد الوزن وتنخفض القدرة على الحركة، وعلى الرغم من ذلك، لا تزال الدبابة ذات حيوية للتحرك ضد الرماية وضرورية للعمليات الهجومية، ولكنها لا تكون فعالة إلا إذا كان لديها قدرة التحكم في المجال الجوي وإبقاء رؤوس الخصوم منخفضة.
مع وجود العديد من الدبابات في المخزون الوطني، فإن الطريقة الأكثر فعالية من حيث الكلفة لتوفير دبابات قتال رئيسية فعالة اليوم هي تطوير التصاميم الحالية. وهناك دبابتا قتال رئيسيتان تجسدان هذه التحسينات في ثلاث خصائص تصميمية – الدبابات التي قد تعمل ضد بعضها البعض عند حدوث توتر آو نزاع في أوروبا الشرقية – هما: دبابة M1A2 SEP V3 ABRAMS الأميركية ودبابة ARMATA الروسية. وربما يكون من المفيد مقارنة هاتين الدبابتين لمعرفة إلى أين تتجه فسلفة تصميم الدبابة.
 

ومن المتوقع أن يكون التطوير التالي لدبابة M1A2 ABRAMS هو الطراز SEP V4، الذي من المفترض أن تكون تمت ميدنته ما بعد العام 2020. الصورة: GDLS
دبابة M1A2 SEP V3 الأميركية

تعتبر دبابة M1A2 ABRAMS SEP V3 (توليفة النظام المحسّن الطراز الثالث) الطراز الأحدث المطور من M1A2 SEP V2. وأصبح هذا الطراز قيد الخدمة في العام 2017، وبدأت ميدنته في العام 2020. ويعزز هذا الطراز المطور من ABRAMS قابلية الصيانة، والقدرة على البقاء، وكفاءة استهلاك الوقود، والأهم من ذلك كله قدرة الشبكة الرقمية للدبابة. وتحتفظ M1A2 ABRAMS SEP V3 بطاقم من أربعة أفراد مع ملقّم. ويتشابه مظهر الدبابة الخارجي مع الطرز السابقة من M1A2، باستثناء منفذ العادم الجديد في الجزء الخلفي الأيسر من الدبابة حيث مولد الديزل تحت الدرع. المدفع الرئيسي للدبابة هو مدفع M256 عيار 120 ملم ذو الجوف الأملس، الذي باستطاعته إطلاق ذخائر متقدمة متعددة الأغراض AMP عيار 120 ملم إلى مدى أطول وبقدرة أكبر على الفتك. وستجمع AMP بين ست قدرات مختلفة في قذيفة واحدة، لتحل محل القذيفة الشديدة الانفجار والمضادة للدبابات M830، والقذيفة المتعددة الأغراض والمضادة للدبابات M830A1،  وقذائف M1028 Canister و M908 لتقليل أو خفض العوائق وتوفير قدرتين إضافيتين: هزيمة مشاة العدو، وبخاصة أطقم الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات ATGM، والقدرة على اختراق الجدران لدعم عمليات المشاة. وهناك تكنولوجيتان رئيسيتان تجعلان هطلة AMP فعالة وهما وصلة بيانات الذخيرة والصاعق القابل للبرمجة والمتعدد أنماط التشغيل الذي يخبر الهطلة متى تنفجر في الجو، أو بمأثرة التفجير أو إعداد تفجير تأخيري. وسيؤدي التغيير في طلقة واحدة إلى تبسيط تدريب الطاقم وأيضاً تنشيط إعادة إمداد الذخيرة. وبغية تحسين القوة النارية، تعمل مستشعرات الأرصاد الجوية الجديدة على تحسين قدرة الدبابة على استشعار الظروف الجوية أوتوماتيكياً لتحسين دقة المدفع الرئيسي، كما تم تحسين نظام رؤية الدبابة من خلال تثبيت نظام «فلير المحسن» IFLIR باستخدام تكنولوجيا الأشعة تحت الحمراء ذات الموجات الطويلة والمتوسطة لتحديد الأهداف. ويوجه IFLIR في نظام الرؤية الحرارية المستقلة الخاص بالقائد ونظام الرؤية الأساسي للرامي.
يتم توفير الحماية المحسّنة من خلال حزمة تدريعية جديدة داخل البرج والهيكل لتحسين القدرة على البقاء ضد تهديدات الحشوات المتفجرة المرتجلة ميدانياً IED وقدرة الحرب الإلكترونية لحشوات IED الداخلية. وبالإضافة إلى ذلك، يسمح مركن السلاح المشغّل عن بُعد CROWS II صنع «كونغزبيرغ» Kongsberg مع رشاش عيار 12.7 ملم، لقائد الدبابة بإطلاق ذخائر دقيقة ضد الأهداف أثناء حماية الدروع. وأضاف الجيش الأميركي أيضاً ميزات لإعداد الدفاع النشط إلى M1A2 SEP V3 من خلال نظام الحرب الإلكترونية TROPHY المضاد للصواريخ. وتعمل أجهزة الاستشعار الليزرية والكشف الليزري الجديدة   وأجهزة استشعار الرؤية الخلفية أيضاً على زيادة قدرة M1A2 ABRAMS SEP V3 على البقاء.
تأتي زيادة كفاءة الوقود جزئياً في وحدة الطاقة المساعدة الداخلية APU - مولد ديزلي تحت التدريع – لتشغيل الأنظمة الإلكترونية عندما لا يعمل المحرك التوربيني الغازي Honeywell AGT 1500 في الدبابة.
 الميزة الحيوية الأخرى لدبابة M1A2 ABRAMS SEP V3 هي أنها واحدة من الدبابات القليلة الحديثة التي تم تطويرها لاستيعاب قدرة الشبكة الرقمية، والهدف من ذلك هو جعل الدبابة تعمل كعقدة رقمية في شبكة ميدان قتال رقمي متكامل. تعمل قدرات الشبكة المتقدمة على تحسين الاتصالات مع بيئة التشغيل المشتركة الناشئة في الجيش الأميركي COE، والتي ستدمج قدرات قتالية في بنية تحتية وهندسية مشتركة عبر ما يسميه الجيش الأميركي «بيئة الحوسبة المركبة» MCE و «بيئة حوسبة مركز القيادة» CPCE. وسيساعد هذا الاتصال الرقمي المحسن أيضاً قادة الدبابات على تنفيذ مهام قيادية أثناء التشغيل. ويساعد هذا الاتصال الرقمي المحسّن قادة الدبابات على تنفيذ مهام قيادية أثناء الانتقال. ويساعد نظام تشخيص الكمبيوتر المحسّن المسمى «نظام الإدارة الصحية للعربة» VHMS، الطاقم على أداء مهام الصيانة، ومن المتوقع أن يكون التطوير التالي لدبابة M1A2 ABRAMS هو الطراز SEP V4، الذي من المفترض أن تكون تمت ميدنته ما بعد العام 2020.
 

طورت روسيا دبابة T-14 ARMATA من الجيل الخامس التي تلحظ بعض الخصائص غير العادية الصورة: Rosoboronexport
دبابة T-14 ARMATA الروسية

تعتبر دبابة T-14 المبتكرة والثورية خروجاً عن تصاميم الدبابات الروسية التقليدية، التي كانت أساسية في الدبابات البسيطة، والزهيدة الثمن، ولكن التي يمكن الاعتماد عليها وإنتاجها ونشرها بكميات كبيرة. وبغية مواجهة الدبابات على غرار M1A2 ABRAMS الأميركية و Leopard 2A7V الألمانية، طور الروس دبابة من الجيل الخامس Super Tank تلحظ بعض المميزات غير العادية.
لدى T-14 برج غير آهل وطاقم مؤلف من ثلاث أفراد يجلسون في مقدمة البدن، ومدفعها الرئيسي هو مدفع 2A82-1M عيار 125 ملم ذو الجوف الأملس مع «سرعة عند مقطع الفوهة» Muzzle Velocity أكبر من مدفع دبابة ABRAMS عيار 120 ملم. ويبلغ معدل رمي هذا المدفع الآلي من 10 إلى 12 طلقة في الدقيقة، مع 32 طلقة في الملقم الآلي. وتحتوي دبابة الحقبة السوفياتية المتقادمة على غرار T72و T64 على أنظمة تلقيم آلية، وقد حسّنت ARMATA هذه التصاميم. وتتفوق بصريات T-14 على الدبابات الروسية السابقة، مع مدى رصد يصل إلى نحو 5 كلم وقائس مسافات ليزري بمدى أقصى يصل إلى 7.5 كلم. وبالنسبة للمشهدية القريبة، يمكن للطاقم استخدام كاميرا عالية الاستبانة للمراقبة على مدار 360 درجة. علاوة على ذلك، تم تجهيز ARMATA بنظام لإطلاق الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات من مدفعَي 9M119 SVIR  و 9M119 REFLEX، وركوبة ليزرية بأسلحة دقيقة حتى مدى 4–5 كلم. وإلى ذلك، باستطاعة ARMATA إطلاق السلاح الموجه الجديد 3UBK21 SPRINTER للدفاع الأرضي والجوي. ونظراً لوجود الطاقم داخل الهيكل، يكون للدبابة مظهر جانبي أقل من M1A2 ABRAMS وبالتالي يصعب استهدافها. وتتضمن الأسلحة المساعدة رشاشاً ثقيلاً عيار 12.7 ملم مشغل عن بُعد مع 300 طلقة ورشاش متوسط PKTM عيار 7.62 ملم مع 1000 طلقة. ومن أجل سلامة الطاقم، فإن الطاقم المؤلف من ثلاثة أفراد منفصل عن حجرة الذخيرة.
يشتمل تصميم تدريع ARMATA الثنائي التفاعلي على نظام الحماية النشطة (APS) AFGHANIT، الذي يكشف القذائف الداهمة التي تعمل بالموجة الملليمترية ثم تدميرها أثناء الطيران بمقذوفات متشظية خاصة. وادعى الروس أنه خلال اختبارات رمي حي أجريت مؤخراً، نجح AFGHANIT باعتراض قذائف اليورانيوم المنضب عيار 120 ملم والقذائف الخارقة للدروع المستقرة الزعانف والنابذة لعقبها APDS. وإذا كان هذا الأمر صحيحاً، فإن AFGHANIT APS هو أول نظام في العالم قادر على تدمير طلقات كثيفة، عالية السرعة وخارقة للدروع sabot أثناء الطيران. 
وسواء أوقف هذا النظام الاختراق أو حتى حذفه عن مسراه فقط، فهذا إنجاز هندسي رائع وشيء يقلق بالتأكيد الخصم. يتم تسليح كل دبابة بعشر قذائف AFGHANIT، خمس على كل جانب من البرج. وكما ورد حول دبابة ABRAMS أعلاه، فإن الولايات المتحدة لم تستخدم أو تنشر نظام الحماية النشط APS حتى الآن. وتم تحسين نظام تدريع ARMATA بشكل أفضل لخفض البصمات الرادارية والحرارية (الأشعة تحت الحمراء)، وبالتالي حجب الدبابة بشكل فعال من العديد من الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات ATGM. وبغية حماية الدبابة من الألغام، لدى ARMATA نظام إلكتروني للإجراءات المضادة للألغام باستطاعته تفجير الألغام أمام الدبابة. 
وتم تركيب النظام على الحافة الأمامية السفلية للعربة. وصمم الروس ARMATA كعائلة من العربات التي تشمل دبابة القتال الرئيسية T-14، وعربة قتال المشاة T-15، مع خطط لطرز أو إعدادات أخرى. تنتج ARMATA حالياً بشكل محدود وقد عانت بعض التأخير بسبب خفض الميزانيات، ولكن يبدو أن روسيا التزمت بنشر هذه الدبابة اعتباراً من العام 2020 وتطوير طرز أخرى. وأوضح نائب وزير الدفاع الروسي ألكسي كريغوروشكو في العاشر من آب/ أغسطس الفائت بأن القوات المسلحة الروسية قد تتسلم 20 دبابة T-14 ARMATA مع نهاية العام الحالي.
 

قد تتسلم القوات المسلحة الروسية 20 دبابة T-14 ARMATA مع نهاية العام الحالي. الصورة: Rosoboronexport
تطور فلسفة الدبابة

ماذا يمكننا أن نتعلم عن تطور فلسفة الدبابة من خلال هذه المراجعة لدبابتي القتال الرئيستين M1A2 ABRAMS SEP V3 الأميركية و ARMATA T-14 الروسية؟ النقطة الرئيسية أن مثلث التصميم التقليدي القديم الحركية، والقوة النارية والحماية MFP يتغير مع الزمن، ونظراً لتطور الدبابات في القرن العشرين لتلبية متطلبات هذا المثلث، فإنها تتطور في القرن الحادي والعشرين بإضافة خصائص تصميم جديدة – فالأصول الأولية للدبابة غير كافية للبقاء صامدة ومحاربة التهديدات الحالية والناشئة. ومنذ ما يقرب من نحو 40 عاماً، في حرب الدبابات، أوضح الجنرال سيمبكين الروسي أن التحسينات في تصميم الدبابة قد وصلت إلى نقطة لا يمكن للفعالية أن تصبح فيها أرقاماً.  
إن السعي لتحقيق الجودة من خلال معايير التصميم الثلاثة هذه وصلت إلى نقطة تناقض العائدات أو الفوائد الاقتصادية. ويتطلب الحفاظ على الدبابة في المستقبل تفكيراً جديداً في مجالي الشبحية والشبكية.
يمكن للدبابات ذات التصاميم الشبحية أن توفر اختراقاً سريعاً من شأنه أن يغير قواعد اللعبة على غرار حركية الدبابة في أيامها الأولى، وأن العبور خلسة للأراضي المحايدة هو أكثر من مجرد حماية، فهو يعزز أيضاً الحركية، وبالتالي فهو عامل جديد ومنفصل في تصميم الدبابة. تتضمن التكنولوجيا الشبحية الخاصة بالدبابات تمويهاً متعدد الأطياف وإجراءات إلكترونية مضادة خامدة لجعل الدبابة غير مرئية، أو ذات بصمة أقل وضوحاً للرادار، والأشعة تحت الحمراء وطرق الكشف الأخرى. قد يتطلب تطوير «جلود ذكية» Smart Skins للدبابات – أسطح الدبابة التي تخفي أو تحجب الصورة أو تخفي البصمات الإلكترونية والحرارية. وتعمل العديد من الدول على تصاميم شبحية تخفي الدبابة أو تجعلها أقل قابلية للرؤية من أجهزة استشعار العدو. وتقوم شركة BAE Systems بتطوير نظام تمويه فريد من نوعه تحت مسمى ADAPT IV الذي يموه الدبابة على الفور مع خلفيتها من خلال استخدام وحدات بكسل Pixels سداسية خفيفة الوزن تعمل بالطاقة الكهربائية على بدن الدبابة لجعلها غير مرئية للأشعة تحت الحمراء وتكنولوجيات المراقبة الأخرى. وتقوم شركة Obrum المملوكة من الحكومة البولندية، وبدعم من  BAE Systems، بتطوير دبابة خفيفة شبحية آهلة، الأولى PL-01، مع نظام تمويه نشط يعمل بالأشعة تحت الحمراء. ومن شأن هذا النظام أن يخفض البصمات البصرية والرادارية والحرارية، ويخفيها عن رؤية العدو من خلال استخدام نظام BAE ADAPT IV. هذا «الجلد الذكي» الذي يمتص الموجات الرادارية، أو يولد صورة خاطئة، قد يكون المفتاح لتطوير شبحية فعالة للدبابات وعربات القتال الأرضية.
الشبكات، التي تجعل من كل دبابة عقدة ذكية في موقع إلكتروني متكامل للاتصالات الرقمية، هي مغيّر اللعبة على غرار النشر أو الاستخدام الواسع لراديوهات FM في الجيش الألماني في العام 1940. وسيكون السماح للدبابات بالاتصال بسرعة مع طبقات متعددة من المعلومات مع عُقد ميدان القتال الأخرى التي تعمل بفعالية في بيئات حرب إلكترونية وسيبرانية، من المتطلبات الضرورية. وتتطلب الشبكات النقالة اتصالات رقمية متينة لتوفير إلمام محسن بالوضع المحيط لطواقم الدبابات. إن تطوير أنظمة الدبابة التي توفر تفوقاً في الاتصالات الرقمية وفي استشعار ميدان القتال قد يوفر فعالية قتالية أفضل وقوة تدميرية أكبر من تطويرات مثلث القوة النارية، والحركية والحماية.
يجب أن تستوحي فلسفة تصميم الدبابة اليوم من تصميم طائرات القتال، حيث أصبحت الشبكية والشبحية حقيقية وضرورية. ويبدو أن مستقبل فلسفة تصميم الدبابة سيتضمن هذه الخصائص الجديدة من الشبكية وقد حدث ذلك بالفعل مع M1A2 SEP V3 الشبحية – حيث يتم دراستها بجدية من قِبَل روسيا، والمملكة المتحدة وبولندا. أخيراً، فإن الخطوة الأكثر أهمية في تقدم تصميم الدبابة ستكون نقل الإنسان من داخل العربة، وفي المستقبل القريب، يمكن للدبابة أن تشتبك بطريقة العربات الجوية القتالية غير الآهلة UCAV نفسها، وتتم قيادتها من قِبَل قادة دبابات يشغلونها عن بُعد.
وفي العام 1980، في حرب الدبابات، أوضح العميد سيمبكين: «إن الدبابة المتفوقة نادراً ما تكون قادرة على استغلال جميع مفاهيم تفوقها ذات مرة ولن تكون قادرة في بعض الأحيان على استغلال أحد هذه المفاهيم كلياً».
معظم الأحيان قد يقوم داخل الدبابة الضعيفة أو في المنزلة الدنيا بتنفيذ العمل بالشكل الأفضل كدبابة قتال رئيسية روبوطية مع حماية محدودة لدفاعات العربة، كما يمكن أن يكون المحرك أصغر، وأخف وزناً، وبالتالي يستهلك وقوداً أقل، ويمكن إنتاجه بكلفة منخفضة وبالتالي استخدامه بأعداد كبيرة. إن فلسفة تصميم الدبابة التي تحقق هذه الإمكانية – دبابة روبوطية تتضمن خصائص الشبحية، والشبكية، والحركية، والقوة النارية والحماية وقد يكون تصميم دبابة القتال الرئيسية الثورية للعام 2030.
 

اختبر الجيش الأميركي الدبابة التكتيكية غير الآهلة RIPSAW M5 التي باستطاعتها حمل مجموعة متنوعة من أنظمة الأسلحة المشغلة عن بعد. الصورة: Textron Systems
الشركات
الباب
تاريخ المقال
العدد
العدد حسب الاشهر
السنة
2021
رقم الصفحة
36

أخر المقالات