سوق الطوافات الهجومية: تقرير شامل

يبدو مفهوم الطوافات المسلحة لمعظمنا يستند إلى رؤية صور سلسلة عائلة طوافات القتال والخدمة لدى الجيش الأميركيBell UH-1 ‘Huey’ في خلال عملياتها في أدغال جنوب شرق آسيا خلال «حرب الفيتنام»، سواء في فيلم حربي أو مسلسل تلفزيوني قديم. لكن في الواقع فإن»القوات المسلحة الفرنسية» هي أول مَن نفذت مهام طوافات مسلحة وذلك في الجزائر خلال خمسينيات القرن الماضي. وهذا ما سلط عليه الضوء إيان فراين، مؤسِّس ومالك شركة «هيليان» للاستشارات البحثية الخاصة بالطيران المتخصصة بصناعة الطوافات، ومقرها المملكة المتحدة، في دراسةٍ نشرتها «يوروبيان سيكيورتي أند ديفنس» وتنشرها الآن مجلة «دفاع21»Defence21 نظراً إلى أهميتها.

بدأ «سلاح الجو الفرنسي» (Armee de l’Air)، و«الطيران العسكري» (Aviation Legere de l Armee de terre)، و«الطيران البحري الفرنسي» (Aeronavale)، اختبار تسليح طوافاته من فئات Sikorsky H-19 CHICKASAW، و Sikorsky H-34 CHOCATAW، وطوافةPiasecki H-21 SHAWNEE (المعروفة بتسمية ‘Flying Banana’). وكان الفرنسيون أيضاً سبّاقون في تطوير أول صاروخ موجه مضاد للدبابات، الصاروخ الموجّه سلكياً SS-11 الذي جهزت به طوافات Aerospatiale ALOUETTE III في السنوات الأخيرة من الحرب الجزائرية.

مقاتلات شرسة تنبثق من «الحرب الباردة»

انبثق عصر الطوافات المخصصة للهجوم في السنوات الأخيرة من حرب الفيتنام» مع اعتماد طوافة Bell AH-1G COBRA الأحادية المحرك الثنائية المقاعد الترادفية، التي استندت إلى طوافةBell UH-1 الناجحة والأيقونية. وقد اختبرت شركة «بيل» Bell اشتقاقاً ثنائي المقاعد الترادفية لطوافة المراقبة الثلاثية المقاعد Bell OH-13 SIOUX (Bell 47) ذات المحرك الأسطواني (البيستون)، والتي اشتهرت خلال «الحرب الكورية» في مهام الإخلاء الطبي. وخدمت Bell AH-1G COBRA أيضاً لدى «فيلق مشاة البحرية الأميركية» في الفيتنام قبل أن تُزود بمحركات «برات أند ويتني» Pratt & Whitney، واشتقاقها المخصص للمهام البحرية AH-1J SEACOBRA.

واستحدثت «الحرب الباردة» مشكلات جديدة، حيث أخذت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون يخشون من كونهم يستعدون لخوض القتال مع كامل دول الكتلة الشرقية التي أنشأها «حلف وارسو» [الاتحاد السوفياتي والدول الحليفة له]. وقام «الجيش الأميركي في أوروبا» (USAREUR) بتسليح طوافاتBell AH-1F/S COBRA المسلحة بصواريخ «تاو» TOW، في حين أنّ «فيلق مشاة البحرية الأميركية» بدأ في حينه بمَيْدَنة طوافات AH-1T SEACOBRA البحرية المسلحة أيضاً بصواريخ TOW، المحدثة أنذاك عن طوافاتBell AH-1W SUPERCOBRA في أواخر الثمانينات.

وكانت أوروبا توسّع أيضاً دور الطوافات المسلحة حيث مَيْدن الفرنسيون طوافة Aerospatiale SA341/2 GAZELLE التوربينية المسلحة بـ «الصاروخ الفرنسي المضاد للدروع الموجّه بصرياً بالسلك» Haut Subsonique Optiquement Teleguide Tire d’un Tube (HOT). وجُهزت طوافة BO105، الثنائية المحرك ذات الدوارات الداسرية الشكل من صنع شركة «مسيير شميدت بولكوف بلوهم» Messerschmidt Bolkow Blohm أو MMB، وهي الآن «إيرباص هليكوبترز» Airbus Helicopters)، التابعة لطيران «جيش ألمانيا الغربية» Heeresflieger، والمسلحة أيضاً بصواريخ TOW. وقد اعتمد «سلاح جو الجيش الأسباني» FAMET و«سرب طوافات القوات المسلحة السويدية» طوافة BO10 المجهزة بصواريخ TOW: استخدم السويديون نظام HeliTow. وفي المملكة المتحدة، طورت شركة «وستلاند هليكوبترز» Westland Helicopters (التي أصبح اسمها «أغوستا وستلاند» AgustaWestland، ومن ثم الآن «ليوناردو» Leonardo)، عائلة طوافات «لينكس» LYNX، التي جرى تسليحها بصواريخ TOW، وتدرجت في مهامها مع طوافات «وستلاند غازيل» Westland GAZELLE (المصنّعة بموجب ترخيص) تحت شعار HELARM (الطوافات المضادة للدروع).

وبعد طوافات Bell AH-1 COBRA، سعى الجيش الأميركي إلى تأمين بديل لها. وبعدما قيّم عدداً من المنصات، اختار طوافة Hughes YAH-64 APACHE. وتدفع هذه المنصة الهجومية الثنائية المقاعد بمحركات جديدة وهي مجهزة بمنظار Honeywell IHADSS («نظام منظار الخوذة والشاشة المدمج») المركب على خوذات طاقم الطوافة، مقروناً بمستشعرات مثل «نظام الرؤية الليلية المتقدمة للطيّار» (PNVS)، فضلاً عن «نظام بيانات حيازة الأهداف» (TADS). ومجموعة الأسلحة الجديدة وعلى رأسها الصاروخ الموجه ليزرياً المضاد للدبابات الذي يعمل بطريقة «إرمِ وانسَ» AGM-114 HELLFIRE، الذي أحدث ثورة في ميدان القتال، والذي ينتمي إلى التالي من الصواريخ الموجهة لاسلكياً. وجُهزت طوّافة AH-64A بمدفع رشاش عيار 30 ملم، وصواريخ غير موجّهة «هلفاير» HELLFIRE، وصواريخ أخرى غير موجّهة أو موجهة ليزرياً، وتلاها طراز AH-64D المجهّز برادار LONGBOW. وفي ثمانينيات القرن الماضي، جرى تطوير طوافات مخصصة للهجوم، مع الطوافة الإيطالية Agusta A129 في الجزء الأخير من ذلك العقد، فيما طوّرت شركتا «يوروكوبتر فرانس» Eurocopter France «يوروكوبتر دوتشيه لاند» Eurocopter Deutschland الطوّافة الهجومية «تايغر» TIGER.

بناء على نجاحات طوافة AH-64D، طُورت الطوافة الجديدة AH-64E Guardian. الصورة: Boeing
خلف «الستار الحديدي»

في ستينيات القرن الماضي، قام مكتب التصميم «ميل ديزاين بيرو» Mil Design Bureau (ويُدعى الآن «راشن هليكوبترز جاي أس سي» Russian Helicopters JSC، بتصميم وبناء سلسلة من طوّافات النقل / الهجوم Mi 24 HIND (ومن ثم طوّافات MI35). وكان طاقم الطوافة المؤلف من طيار ورام يجلسان على نحو ترادفي، مع مقصورة خدمة ناقلة للجند في الخلف. وجرى استخدامها على نطاق واسع وجهزت بالصواريخ المضادة للدبابات الأولى الموجهة لاسلكياً AT3 SAGGER و AT-6، فضلاً عن صواريخ غير موجهة ومدافع وحتى قنابل. وفي الثمانينيات، سرت شائعات عن طوافتَين جديدتَين مخصصتَين للهجوم من تطوير شركة «ميل وكاموف» Mil and Kamov. وتبين لاحقاً أنهما الطوافتان Mi28 (المعروفة أطلسياً بتسمية «هافوك» HAVOC)، النظير الند لطوافة AH-6A APACHE في حينه، وطوافة KA50 (المعروفة أطلسياً بتسمية «ويروولف» WEREWOLF). ولا يعدو كون هذه الأخيرة «طوافة مقاتلة» صُممت للاشتباك مع الطوافات القتالية التابعة لحلف شمال الأطلسي «الناتو» NATO وإسقاطها. وكانت أيضاً طوافة القتال الأولى المشتملة على مقعد إنقاذ قاذف الطيار. وفي ما يتعلق بطوافة Kamov KA50 WEREWOLF، بدأ العمل على اشتقاق ثنائي المقاعد جنباً إلى جنب يدعى KA52 BLACK SHARK (معروف أيضاً بتسمية «أليغايتور» ALLIGATOR)، الذي بدأ تجميعه في العام 1996.

طوّرت شركة Eurocopter  الطوّافة الهجومية  TIGER
«آباتشي الهنود الحمر»

في أواخر التسعينات، ومطلع القرن الواحد والعشرين، تغيّر محط التركيز من النزاعات المناطقية الصغيرة إلى حرب عالمية على الإرهاب. وبدءاً من «عملية عاصفة الصحراء»، وأحداث 11 أيلول/ سبتمبر لدى بعض القوات الرئيسية و«عملية الحرية الدائمة» و«حرية العراق»، دخلت طوافتا Boeing AH-64A و D APACHE (وبعضها مجهّز برادار ملليمتري مركّب على سارية LONGBOW) الخدمة والقتال في العديد من مسارح العمليات لدى قوات: «الجيش الأميركي»، و«الفيلق الجوي في الجيش البريطاني» (AAC)، و«القوات البرية السعودية الملكية»، و«قيادة الطيران المشتركة في الإمارات العربية المتحدة» (UAE JAC)، و«القوات الجوية الملكية الهولندية» (RNLAF).

واختار «الفيلق الجوي في الجيش البريطاني» طوافة «آباتشي» APACHE مع رادار LONGBOW في العام 1995 الذي شهد منافسة مستعرة شملت أيضاً طوافة Bell AH-1W الرباعية الشفرات، المعروفة بلقب «كوبرا فينوم» COBRA VENOM، وطوافة A129 MANGUSTA (ستتناولها الدراسة أدناه)، وطوافة «يوروكوبتر تايغر» Eurocopter TIGER. وبعض العروض غير الاعتيادية جاءت من طوافة Boeing Sikorsky RAH-66 COMANCHE الخفية، الجديدة وغير المعروفة، وكذلك الطوافة الجنوب أفريقية Denel ROOIVALK، وحتى الروسية KA50 WEREWOLF. واختيرت طوافة APACHE LONGBOW، التي تُصنعها شركة AgustaWestland بموجب ترخيص وتحمل تسمية WAH-64D، مع إضفاء «السمات الإنكليزية» ‘Anglicised’ وهي تُدفع بزوج من محركات Rolls Royce RTM332، وشفرات دوار قابلة للانثناء (للعمليات البرمائية) و«طقم مساعِدات دفاعية» (DAS) للحماية الذاتية. وقام «الفيلق الجوي في الجيش البريطاني» AAC بشراء 67 طوافة، وخاضت طوافة WAH-64D قتالها الأول في أفغانستان خلال العام 2006 ضمن عملية «الحرية الدائمة». وبدأ «الفيلق الجوي في الجيش البريطاني» (AAC) تجاربه البحرية على طوافة WAH-64D في إطار «المجموعة الجوية المتخصصة المهام» (TAG)، انطلاقاً من منصات تحاكي ناقلة الطوافات الهجومية HMS OCEAN، وخلال عملية «إيلامي» Ellamy في ليبيا العام 2011، حيث اشتبكت طوافة AAC WAH-64D هذه المحمولة على متن سفن مع أهداف متعددة.

ومن بين المشغلين الآخرين لطوافات APACHE في أوروبا سلاح الجو اليوناني (الطرازان A و D)، أمّا في شمال أفريقيا والشرق الأوسط فيُشغل «سلاح الجو الكويتي» الطراز D، و«سلاح الجو المصري» طوافات AH-64D منذ العام 2003. وفي الشرق الأقصى يشغل «سلاح الجو السنغافوري» (RSAF) سرباً من طوافات AH-64D، فيما تشغل أيضاً «قوات الدفاع الذاتي البرية اليابانية» (JGS-DF) الطراز D، وجُهز بعضها بمزالج للعمليات في فصل الشتاء.

وبناء على نجاحات طوافة AH-64D، طُورت الطوافة الجديدة AH-64E Guardian، التي تبدو في الظاهر غير مختلفة عن الطرز الأولى، لكنها تتميّز بإلكترونيات طيران وتحديثات من ناحية التهديف، وطواقم مساعدات للدفاع الذاتي. ويورّد العديد من المشغلين الحاليين للطراز D طوافتهم هذه إلى مصنع «بوينغ» Boeing للطوافات العسكرية في مدينة «ميسا»، بولاية أريزونا، لكي تُحدّث إلى مستوى طراز «غارديان» Guardian.

ومن بين عملاء Guardian الجدد، إضافة إلى الولايات المتحدة، هناك «الفيلق الجوي في الجيش البريطاني» (AAC) الذي طلب 50 منصة، بعدما أُجريت الاختبارات الجوية لطوافة Guardian الأولى في الأجواء البريطانية مع مطلع العام 2022، و«القوات الجوية الملكية الهولندية» (RNLAF) الذي أرسل طراز D مجدداً إلى أريزونا لكي يتم تحديثه.

وفي الشرق الأوسط والشرق الأقصى، يجري تسليم طوافات Guardian التي جُمعت حديثاً إلى «سلاح الجو القطري» و«سلاح الجو الكويتي» (وقد حدثت الكويت طرز D إلى E، فيما تشتري عدداً إضافياً من الطراز الأخير الجديد).

ويتلقى «طيران الجيش التايواني»، و«الجيش الكوري»، و«سلاح الجو الهندي» و«الجيش الأندونيسي» أيضاً طوافات Guardian أيضاً.

وفي شمال أفريقيا، يحدث «سلاح الجو المصري» طوافات من الطرز D إلى مستوى الطراز E، في حين صادق «الجيش المغربي» على شراء الطوافات المصنعة حديثاً. وفي خطوة مفاجئة، اختارت أستراليا حالياً طوافات AH-64E Guardian لتكون الطوافة الهجومية التالية لديها.

الطوافة الروسية  Mi28 Night Hunter . الصورة: Rosoboronexport
ظهور VIPER و VENOM

بدأت شركة Bell في العام 1996 بتحديث طوافاتها من طرازي Bell AH-1W SUPERCOBRA و UH-1N مع الطوافتين الأحدث AH-1Z VIPER و UH-1Y VENOM. وتتشارك هاتان الطوافتان الأخيرتان بنسبة 85 بالمئة من المزايا، مع شفرات الدوار الرئيسي الرباعية الشفرات (MRB و«الطوافة المتعددة الأدوار» MRH)، ودوار الذيل، والمحركات الثنائية من Pratt & Whitney. كما تتشاركان في «طقم هندسة إلكترونيات الطيران المشتركة» (CAAS)، وشاشات قمرة القيادة، وأطقم المساعدات الدفاعية. والفارق المادي الوحيد هو في المقدمة، إذ إنّ «فايبر» VIPER تشتمل على تصميم هجومي ثنائي المقاعد الترادفية، فيما تتميز «فينوم» VENOM بمقدمة طوافة خدمة.

الطوافة الروسية KA52 ALLIGATOR. الصورة: Rosoboronexport
عضة «نمر»

جرى للمرة الأولى تجهيز خوذات TopOwl من صنع شركة «تاليس» Thales للطيارين ومساعدي الطيارين/ الرماة الذين يُحلقون على متن طوافات Airbus Helicopters EC665 TIGRE الهجومية العاملة في الخدمة لدى «سلاح جو الجيش الفرنسي» ALAT، و«جيش ألمانيا الغربية» Heeresflieger، و«سلاح جو الجيش الإسباني» FAMET، و«سلاح جو الجيش الأسترالي» (AAAC). وتنسب طوافة Tigre الرباعية الشفرات إلى برنامج الطوافات الهجومية الثاني في أوروبا بعد البرنامج الإيطالي MANGUSTA (طوافة MONGOOSE). وتحلق طوافة Tigre (كما هي معروفة في الخدمة لدى فرنسا وإسبانيا) أو TIGER (لدى ألمانيا) بمحركين من نوع MTU/Turbomeca/Rolls-Royce، وقد حلقت للمرة الأولى طوافة تدفع بهذين المحركين في نيسان/ أبريل العام 1991. وكان هناك اشتقاقات مختلفة اعتماداً على البلد. فلدى الألمان طوافة الهجوم المتعددة الأدوار Unterstutzungshubschrauber (UHT)، المجهزة بِـ «منظار مركب على سارية» (MMS)، وتشتمل على مستشعرات للتحليق قريباً من الأرض وبين الأشجار. أما الفرنسيون فلديهم طوافات الحماية Helicoptere d’Appui Protection (HAP) والطوافات الهجومية التدميرية Helicoptere d’Appui Destuction HAD) . وأطلق الأستراليون على طوافات TIGER لديهم تسمية «طوافة الاستطلاع المسلح» (ARH)، وهي اشتقاق HAP محدث، وتستخدم الصاروخ AGM-114 HELLFIRE 2 بدلاً من استخدام نظيراتها الأوروبيات «الصاروخ المضاد للدروع» HOT 3.

طوافة  AH-1Z VIPER. الصورة: Bell Helicopter
MONGOOSE الإيطالية والتركية تبلغ سنّ الرشد

أنتجت شركة «ليوناردو» Leonardo (عرفت سابقاً باسم Agusta ومن ثم AgustaWestland) طوافة AW129 MANGUSTA، أو MONGOOSE، لصالح «فرسان الجو في الجيش الإيطالي». وحلق الطراز الاختباري الأول لطوافة A129 في العام 1983 بمحركات Rolls-Royce GEM، وجرى تسليمه إلى الإيطاليين في العام 1990. وخاضت طوافة A129 الإيطالية القتال للمرة الأولى في الصومال خلال «عملية الأمل المستعاد»، وجهزت بصواريخ TOW المضادة للدروع الموجهة سلكياً.

وسعت «القوات البرية التركية»، التي شغلت طوافتي «كوبرا» COBRA و«سوبر كوبرا» SUPERCOBRA للحصول على طوافة هجومية جديدة لكي تستبدل طوافاتAH-1 الموجودة في الخدمة لديها. واختارت طوافة AW129 في العام 2007، واستحصلت شركة «الصناعات الجوفضائية التركية» Turkish Aerospace Industries (TAI) (المعروفة بتسمية «تيركش ايروسبايس» Turkish Aerospace) على حقوق صناعة طوافة AW129 بالتعاون مع شركة Leonardo. والنتيجة كانت طوافة T129 ATAK التي تحلق بمحركات LHTEC CTS800-4N، المنتجة بموجب ترخيص من قِبل «شركة توساس لصناعة المحرّكات» Turkish Tusas Engine Industries (TEI).

الطوافة T129 ATAK التي تنتجها «Turkish Aerospace Industries (TAI) بموجب ترخيص من شركة Leonardo
صائدات الليالي: HIND و ALLIGATOR

ما زالت طوافات الهجوم الرئيسية من صنع الشركة الروسية «راشن هليكوبترز جاي أس سي» Russian Helicopters JSC (المعروفة سابقاً بتسمية Mil and Kamov) في السوق تحت مسمّى Mi35M HIND، والطوافة المحدثة الجديدة Mi28N Havoc / NE Night Hunter، و KA52 ALLIGATOR، والاشتقاق الهجومي المحمول على متن سفن «كاتان» Katan. وهي كشأن طوافة Boeing AH-64D/E قد طورت في حقبة «الحرب الباردة».

وطورت الطوافة الهجومية Mi35M في القرن الواحد والعشرين مع إلكترونيات طيران متقدمة، وشاشات عرض حديثة لقمرة القيادة وأنظمة تهديف. وهي تحلق بزوج من محركات VK2500 ومجهزة بأحدث الصواريخ المضادة للمدرعات من طرازي «أتاكا» ATAKA و«شتورم» SHTURM، وصواريخ غير موجهة، وحواضن لمدافع رشاشة. وهي قادرة أيضاً على نقل ثمانية جنود في مؤخرة الطوافة للقتال عندما تدعو الحاجة في العمق. وتشتمل طوافة Mi28NE Night Hunter الثنائية المقاعد الترادفية التي تدفع بمحركي VK2500-02، على «المعدات الإلكترونية المدمجة المحمولة جواً» BERO، التي تشتمل على رادار مركب على سارية، جرى تركيبه كشأن رادار LONGBOW على متن طوافة APACHE/GUARDIAN، ويأتي الاشتقاق مسلحاً بصواريخ «إرمِ وانسَ» موجهة ليزرياً فضلاً عن صواريخ مضادة للجويات. وتعمل طوافات Mi28 خارج روسيا في الخدمة لدى «سلاح الجو الجزائري» و«الفيلق الجوي في الجيش العراقي»، وقد استخدمت في العمليات ضد تنظيم «داعش».

وجدير بالذكر أنّ شركة Russian Helicopters JSC قد عرضت خلال فعاليات «معرض دبي للطيران» Dubai Air Show في العام 2021 طوافتيها Mi28NE NIGHT Hunter و KA52K.

الطوافة الهجومية الصينية Z-10H
طوافات «التنين الصيني»

شهدت صناعة الجوفضاء الصينية، في أقل من ثلاثة عقود، وثبة كبيرة في صناعة الطائرات، وبخاصة في القطاع العسكري. ويُشغّل «سلاح الجو الصيني» (PLAAF)، وطيران الجيش الشعبي الصيني» (PLAA)، و«بحرية الجيش الصيني» (PLAN) مزيجاً من منصات الأجنحة الدوارة الروسية، المجمعة والمشيّدة محلياً (بموجب ترخيص من شركات فرنسية) وحتى منصات أجنحة دوارة أميركية. وهناك شركات كبيرة عديدة على غرار «أفييشن تشاينج ايركرافت إنداستريز غروب» Aviation Change Aircraft Industries Group (CHAIC)، و«هاربين ايركرافت إنداستري غروب» Harbin Aircraft Industry Group (HAIG) تصنّع طوافات داخل البلاد، حيث إن شركة Harbin أنتجت على مدى أربعة عقود طوافات «ايروسباشيال» Aerospatiale الفرنسية بموجب ترخيص، على غرار سلسلة Z9 من الطوافات القتالية، المستندة إلى سلسلة AS365N DAUPHIN. وفي العقدين الفائتين، صممت الصين وطورت ومَيْدنت منصات هجومية ثنائية المقاعد تحت مسمى Z-10 و Z-18. وهناك الطوافتان Z-10H وZ-10H ‘THUNDERBOLT’ الخماسية الشفرات، والتي جرى تطويرهما بين شركتي CHAIC و HAIG والمشغلتان بمحركات PT6C-67C من صنع شركة «برات أند ويتني كندا» Pratt & Whitney Canada (P&WC). لكن بسبب الحظر المفروض على التجارة ستنتج محلياً محركات WZ16.

الطوافة المستقبلية S-97 Raider . الصورة: Lockheed Martin
رأس مرفوع للمستقبل

تتميّز الطوافات الهجومية اليوم بمقاعد ثنائية ترادفية، وهي مجهزة بأحدث المستشعرات البصرية الإلكترونية، والمعيّنات الليزرية، وبعضها مجهز بمناظير/رادار مركبة على سارية. وستجهز طواقم الطوافات الهجومية بأي عدد من «شاشات العرض المركبة على خوذة» (HMD) / و«شاشة العرض الرئيسية» (EUD) المرتبطة بـ «نظام إدارة الرمي». وفي العام 2021، بدأ «مركز الاختبار ردستون» (Redstone Test Centre) التابع للجيش الأميركي تجارب على خوذة ذات «حقل رؤية» FOV واسع لكي تستبدل «المنظار الأحادي العينية» (IHADSS)، لكي تجاري قدرات خوذة Thales TopOwl. وسيكون التسليح العام للطوافة الهجومية توليفة من أحدث الصواريخ المضادة للدبابات الموجهة ليزرياً أو رادارياً، مقرونة بصواريخ غير موجهة تدميرية فتاكة، فضلاً عن مدافع رشاشة. وهناك خيارات من مثل الصاروخ جو-جو Raytheon MIM-92 Stinger، أو حتى الصاروخ الأكبر أو الأبعد مدى AIM-9 SIDEWINDER (التي جهزت به طوافات «فيلق مشاة البحرية الأميركي» Bell AH-1T/W).

واعتاد الجيشان الأميركي والبريطاني لفترة محدودة على استخدام طوافات المراقبة الاستطلاعية أمام الطوافات الهجومية، لكن هذا النهج لم يعد سائداً مع إحالة طوافات Bell A/OH-58DKIOWA WARRIOR (المسلحة أيضاً بصواريخ HELLFIRE وصواريخ غير موجهة) على التقاعد، وكذلك التقاعد البطيء للطوافة الهجومية GAZELLE لدى «الفيلق الجوي في الجيش البريطاني».وبطريقة مثيرة للاهتمام تم تسليح طوافة المراقبة الاستطلاعية هذه أيضاً بقوة نارية إنما هي مخصصة في الأساس لطوافة هجومية. وفي اليابان، صممت شركة «كواساكي ايروسبايس كومباني» Kawasaki Aerospace Company وطورت الطوافة OH-1 ‘NINGA’ كبديل لطوافة OH-6 LOACH التقليدية من Kawasaki التي تُجمع بموجب ترخيص. وتبدو OH-1 كطوافة هجومية لكنها تُصنف كطوافة مراقبة. والأمر ذاته ينطبق على تصنيف «الفيلق الجوي في الجيش الأسترالي» لطوافة TIGER في أسطوله كطوافة استطلاع مسلح.

العودة إلى المستقبل!

تعتبر طوافتا RAIDER و X2 عودة إلى أواخر ستينات القرن الماضي عندما شيّدت شركة «لوكهيد مارتن» Lockheed Martin طوافة الهجوم الثقيلة AH-56 CHEYENNE التي تشتمل على نظام الدوار الرباعي الشفرات الداسرية الشكل، والجنيحات الخلفية، إضافة إلى النظام الداسري للدفع الخلفي. لكن هذا البرنامج تم إلغاؤه.

وبعد ثلاثة عقود ظهرت الطوافة الخفية Boeing Sikorsky RAH-66COMANCHE، وهدفت إلى استبدال طوافة A/OH-58D الموجودة في الخدمة لدى الجيش الأميركي حيث بُني النموذجان الأوليان لها في العام 2004، وتم إلغاء البرنامج إذ كان التمويل بحاجة إلى تعديل وخصوصاً لصيانة الطوافات الحالية والتي هي قيد الخدمة في كل من أفغانستان والعراق. وتتميز COMANCHE على غرار Bell 360 INVICTUS بدوار الذيل المشابه للمروحة الدائرية المغلفة.

واختيار أستراليا لطوافة «AH-64E غارديان» AH-64E GUARDIAN إنما هو بمثابة رجوع إلى مطلبها الأصلي Air87 في أواخر التسعينيات لطوافة هجومية، نافست فيه AH-64 APACHE لكن طوافة TIGERهي التي فازت بالاختبار.

تاريخ المقال
العدد
العدد حسب الاشهر
السنة
2022
رقم الصفحة
54

أخر المقالات