العربات التحتمائية غير الآهلة: ما زالت العماد الرئيسي للحرب المضادة للغواصات والإجراءات المضادة للغواصات

في المجال البحري، يعد العالم تحت الماء محوراً أساسياً في تطوير القدرات غير الآهلة. ظهرت العربات التحتمائية غير الآهلة (UUVs) في البداية كأداة لعمليات الإجراءات المضادة للألغام (MCM)، حيث تسعى القوات البحرية إلى إبعاد المشغلين عن الأذى. وقد أصبحت الحاجة إلى الإجراءات المضادة للألغام ذات أهمية متزايدة، في سياق الحرب الروسية الأوكرانية وتأثيرها الاستراتيجي على المجال البحري الأوروبي.

تلبي البحرية الملكية البريطانية (RN) متطلبات تشغيلية ناشئة وعاجلة (UOR) لمواجهة تهديدات الألغام في المياه الساحلية والبحرية من خلال الاستحواذ السريع على RFA Stirling Castle (سفينة دعم بحرية تجارية سابقاً) وميدنتها. وصلت السفينة في كانون الثاني/ يناير من العام 2023، وأنهت أعمال التحويل قبل إجراء التجارب. وعندما وصلت السفينة، قالت البحرية الملكية في بيان سلط الضوء على الطبيعة الكبيرة للتهديدات بأن «قدرتها ستضمن حرية وصول السفن البريطانية والغواصات (بما في ذلك الردع المستمر في البحر)». وفي بيان آخر صدر في أبريل/نيسان، بينما كانت قلعة Stirling تستعد للتجارب، أوضحت البحرية الملكية أن السفينة «ستسخّر... التكنولوجيا باستخدام سلسلة من الأنظمة غير الآهلة النظام الفرنكو-بريطاني المشترك للإجراءات المضادة للألغام البحرية (MMCM)، والنظام المشترك لمسح التأثير SWEEP، والعربات التحتمائية المتوسطة ذاتية التحكم (MAUVs) لتحديد مواقع الألغام وتعريفها وشل مفاعيلها. بالتوازي مع توفير قدرة MCM، تلعب UUVs دوراً آخر متزايد الأهمية في المجال التحتمائي في الحرب المضادة للغواصات (ASW)، للمساعدة في مواجهة التهديدات المتزايدة من قدرة الغواصات المنافسة. على سبيل المثال، تظهر عربات AUV بشكل مركزي في المفاهيم العملانية والتكنولوجية لبناء حواجز الحرب المضادة للغواصات المصممة لاحتجاز نقاط الاختناق البحرية. تعتبر قدرات MCM وASW الخاصة بِـ UUV أساسية في مواجهة المخاطر التي تهدد البنية التحتية الحيوية تحت الماء. وبعبارة أخرى، شن حرب في أعماق البحار.

البحرية الأميركية تقيِّم العربة ORCA

حتى الآن، إن استخدام العربات غير الآهلة في هذه الظروف يوفر في المقام الأول القدرة الدفاعية. ومع ذلك، تقوم القوات البحرية، على غرار البحرية الأميركية (USN)، بتقييم كيفية استخدام العربات غير الآهلة في حالات الهجوم. تقوم USN بتطوير قدرة «العربة التحتمائية غير الآهلة» Orca UUV الكبيرة جداً (XLUUV) التي صنعتها شركة «بوينغ» Boeing لإجراء عمليات زرع ألغام سرية في المواقع المنتشرة. توجد عربة Orca واحدة بالفعل في الماء، تقوم بإجراء تجارب بحرية. سيتم جمع هذه القدرات الهجومية معاً في هياكل «كفريق» من الأنظمة الآهلة وغير الآهلة. وفي حديثه في مؤتمر West 23 AFCEA في سان دييغو في شباط/ فبراير الفائت، أشار رئيس العمليات البحرية في USN الأدميرال مايكل جيلداي إلى أن الفريق الآهل / غير الآهل سيكون جزءاً لا يتجزأ من بناء القدرة الهجومية لعربات UUV، ولا سيما بالنظر إلى أن المنصات الآهلة وغير الآهلة ستعملان بشكل متزايد في شبكة موزعة. وأوضح جيلداي أن جزءاً من عملية تطوير البحرية هنا سيتضمن بناء هندسة القيادة والسيطرة (C2) لدمج الأنظمة الآهلة وغير الآهلة. «هذا هو الفريق الآهل وغير الآهل... سواء كانا تحت البحر، أو على سطح البحر، أو في الهواء، ... سيتعين علينا جمع تلك الأوركسترا معاً». في نيسان/ أبريل، عندما تحدث في الندوة السنوية للبحرية والجوية والفضائية التابعة لرابطة البحرية في ناشيونال هاربور بولاية ماريلاند، قال جيلداي إن البحرية «تتحرك بسرعة كبيرة جداً» لتوفير القدرة الهجومية للعربات غير الآهلة، ما يسلط الضوء على دورها في مهام الهجوم الرئيسية على غرار ASW والحرب الإلكترونية.

UUVs
التهديدات المتزايدة

وتشعر الولايات المتحدة بقلق متزايد بشأن التهديد الذي يمكن أن تشكله أنظمة العدو غير الآهلة على أمن غواصاتها. في مارس/آذار، قال الجنرال أنتوني كوتون، قائد قسم الاستراتيجية الأميركية، في بيان أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي المعني بالقوات الاستراتيجية: «إن تقدم العربات السطحية والعربات التحتمائية غير الآهلة قد يظهر قريباً كتهديد لأنظمة SSBN [الصواريخ البالستية المضادة للغواصات التي تعمل بالطاقة النووية] والبنية التحتية الداعمة، ما يتطلب نظام حماية شامل للقوة للدفاع عن كل من شبكات SSBN حول جوانب القاعدة البحرية وأثناء العبور. في حين أن المعنى الضمني لهذا البيان هو أن شبكات USN SSBN، التي تقوم بدوريات ردع في المساحات العميقة لشمال المحيط الأطلسي وشمال المحيط الهادئ، تظل آمنة نسبياً، فإن النقاط البحرية الضيقة المحيطة بالوصول إلى الموانئ تمثل نقطة ضعف محتملة. وفي سياقات جيوستراتيجية مماثلة، قد تكون القوات البحرية الغربية قادرة على استخدام طائرات من دون طيار في الخطوط الأمامية لتوفير الكشف أو غيرها من القدرات لتقييد عمليات SSBN من قِبَل العدو في أوقات الصراع. تحتل UUV مكاناً مركزياً في مفهوم الفكر الأميركي الناشئ حول تكافؤ قدرة الغواصات المعادية. في كلمة ألقاها، في مؤتمر القوة البحرية الذي عقد في المعهد الملكي للخدمات المتحدة RUSI في 27 نيسان/ أبريل، أشار بريان كلارك، وهو زميل أول في معهد هدسون، وغواص سابق في USN، إلى كيفية قيام روسيا بتطوير SSBNs أكثر هدوءاً وغواصات هجومية تعمل بالطاقة النووية (SSNs)، إلى جانب نشر أنواع مختلفة من العربات غير الآهلة، في حين تنتج الصين الزوارق النووية بأعداد كبيرة. وقال كلارك: «إن التحدي المتمثل في الحجم، فضلاً عن التهديدات الأكثر تطوراً والأكثر هدوءاً تحت سطح البحر، سوف يتحدى طرقنا التقليدية للقيام بالحرب المضادة للغواصات».

الدكتور لي ويليت

UUVs
الشركات
منتجات
العدد
العدد حسب الاشهر
السنة
2024
رقم الصفحة
52

أخر المقالات