أنظمة المدفعية الذاتية الحركة: تحديد مواقع الذخائر

المترجم

 

شهدت السنوات الأخيرة اهتماماً متزايداً بأنظمة المدفعية الذاتية الحركة بين دول حلف شمال الأطلسي على نطاق واسع. وتشير توجهات الصناعة إلى عودة التركيز على صراع الأقران Feer-on-Peer Conflict، على عكس عمليات مكافحة التمرد التي هيمنت على العقود الماضية.

 

إن توسيع سوق المدفعية الذاتية الحركة كان مدفوعاً بتطور المشهد السياسي في عدد من المناطق، ولعل أبرزها حول الحدود الأوروبية مع روسيا بحسب ما قال جورج سكلوباتش رئيس محفظة الدعم الناري في شركة «راينمتال» Rheinmetall، الذي أوضح أن التوجه العام نحو الحروب التقليدية – من النوع السائد أثناء الحرب الباردة – والابتعاد عن الصراعات اللامتماثلة ومكافحة التمرد اللتان يدفعان إلى متطلبات لأنظمة ذات مدى أبعد، يصل إلى 70 كيلو متراً في بعض الحالات.

وإلى جانب المناوراتية التي توفرها الأنظمة الذاتية الحركة، عزز الطلب الجديد لمثل هذه المنصات، على سبيل المثال، مدفع PzH2000 – الذي تم تطويره أساساً لصالح الجيش الألماني من قِبَل شركتي «كراوس مافي ويغمان» Krauss-Maffei Wegman أو KMW وRheinmetall – والذي ضاعف قاعدة مستخدميه مؤخراً مع حصوله على طلبات جديدة من كرواتيا، وليتوانيا ومؤخراً هنغاريا الذين انضموا إلى المشغلين الحاليين في ألمانيا، واليونان، وإيطاليا وهولندا.

المدفع الذاتي الحركة Archer الذي بدأ تسليمه إلى الولايات المتحدة والأسواق العالمية. الصورة: BAE Systems
إدارة الأداء

 

كرر مارك سيغنوريلي، نائب رئيس الاستراتيجية وإدارة الأعمال في شركة «ب آيه إي سيستمز» BAE Systems ما قاله سكلوباتش حيث أوضح أن حقبة عمليات مكافحة التمرد التي بدأت في مطلع القرن الحالي شهدت استخداماً قليلاً لأنظمة المدفعية بشكل عام، بعيداً عن استخدامها مؤخراً في سوريا. وأضاف: «تعتمد وحدات المدفعية في الجيش الأميركي عادة على مهام المشاة والشرطة، لكن ذلك بدأ يتبدل بشكل رئيسي، حيث عاد التركيز على تهديد التشكيلات شبه المدرعة النظيرة مع أنظمة مدفعية عالية القدرة».

«تركز الوحدات مرة أخرى على الاحتفاظ بمهمتها الأساسية، وهناك نموّ متسارع في مجموعة من المجالات المتعلقة بالمدفعية، من المدافع ذات المدى الممدد إلى أنظمة القذائف الصاروخية الموجهة. وأنا أعتقد أنه أدى بالفعل إلى إعادة تقييم وتنشيط المدفعية كمكون رئيسي للقتال البري». بحسب سيغنوريلي، الذي أضاف: «لقد بدأنا أيضاً بتوسيع هذه القدرات».

لدى BAE Systems ثلاث ركائز رئيسية في مجال المدفعية الذاتية الحركة هي: مدفع الهاوتزر الذاتي الحركة AS90 الذي هو قيد الخدمة في الجيش البريطاني، والمدفع الذاتي الحركة Archer الذي بدأ تسليمه إلى الولايات المتحدة والأسواق العالمية، وعائلة المدفع الذاتي الحركة M109 وطرازه الأحدث M109A7 المستخدم من قِبَل الجيش الأميركي.

«شهدت السنوات الأخيرة مجالات عدة من التطوير التكنولوجي. فعلى سبيل المثال، تم تطوير المدفع M109A7 مع الأخذ بعين الاعتبار هدفين رئيسيين، الأول لتحسين الحركية من خلال منصة جديدة وتصميم هيكل يرتكز على العربة القتالية «برادلي» Bradley. «الحركية هي إحدى المكونات الرئيسية لهذه الأنظمة، بحيث تمكنك من الرمي ومن ثم الترحال بسرعة»، بحسب سيغنوريلي.

الهدف الثاني من التركيز هو القدرة على البقاء، التي تم تعزيزها من خلال دمج دروع محسنة، وهناك هدف ثالث صعب وأقل مستوى وهو تحديث الأنظمة الموجودة في المدفع الرئيسي M109، ومعالجة أية قضايا تتعلق بالتقادم.

إحدى خصائص الأداء الأخرى لأنظمة المدفعية الذاتية الحركة والتي يبدو أنها ستبقى من الأولويات للتطوير المستدام في المستقبل القريب هي الأتمتة. إحدى الأمثلة البارزة على ذلك هو مدفع الهاوتزر Boxer المشغل عن بُعد عيار 155 ملم (RCH155) صنع KMW الذي يستخدم المدفع L52 صنع Rheinmetall المرتكز إلى وحدة المدفعية.

وحدة المدفعية Boxer RCH155 هي غير آهلة وتوفر ملاحة مؤتمتة وإدارة رمي. وهي تتميز بإرباض آلي كلياً للمدفع ومناولة القذائف بحسب ما تقول شركة «أرتك» ARTEC، وهي مشروع مشترك بين KMW و Rheinmetall. لا تحتاج العربة لتجهيزها بدعم هيدروليكي من أجل الرمي، وهذا ما يؤدي إلى خفض الطاقم إلى جنديين (السائق والآمر) ويوفر ميزة رئيسية في مجالات النقل خلال العملية - «إرمِ وارحل» Shoot and Scoot – مع حد أدني من عديد الطاقم.

المدفع الذاتي الحركة M109A7 المستخدم من قِبَل الجيش الأميركي. الصورة: BAE Systems
تكنولوجيا ذكية

 

الأتمتة مطلوبة أيضاً لمناولة الذخائر، يقول سكلوباتش، ويتابع: وهذا مدفوع بعدد من الدوافع، ليس آخرها خفض القوى العاملة في العديد من القوات البرية، كما أشار إلى تزايد طبيعة الشبكات في الجيوش الحديثة. ستنخرط الأنظمة المدفعية الحالية والمستقبلية بشكل أكبر في الحروب المستمكنة شبكياً.

سلطت شركة «إلبيت سيستمز» Elbit Systems الضوء على الأتمتة كواحدة من أهم التوجهات التكنولوجية في المدافع الذاتية الحركة، إلى جانب زيادة الحركية. وقال متحدث باسم الشركة: «الأتمتة والاستقلالية أو التحكم الذاتي هما المفتاحان من أجل زيادة فعالية ميدان القتال بشكل كبير، وتسمح الأتمتة الكاملة لجميع العمليات بما في ذلك مناولة الذخائر الحمولة وإرباض المدفع – بزيادة كبيرة في حجم مهام الرمي التي يمكن للمدفع أن يؤديها في إطار زمني معين، وبالتالي زيادة فعالية وحدات المدفعية».

تركز Elbit حالياً بشكل رئيسي على مدفع الهاوتزر عيار 155 ملم المحمول على شاحنة «أتموس» ATMOS، الذي تم تصديره إلى عدة زبائن في عامي 2018 و 2019.

مدفع الهاوتزر Boxer المشغل عن بُعد عيار 155 ملم (RCH155). الصورة: KMW
الدقة هي المفتاح

 

يبدو أنه سيكون للرقممة تأثيرٌ موسع في إدارة رمي المدافع الذاتية الحركية – والمدفعية بشكل عام – بحسب ما قال متحدث باسم شركة «تاليس» Thales، حيث أن المصنعين يبدون اهتماماً بهذا المجال.

وتابع المتحدث: «على غرار مجالات عديدة من الحروب، فإن الرقممة غيّرت طريقة إدارة رمي أنظمة المدفعية وأدائها». وأردف قائلاً: «تساعد أنظمة إدارة الرمي الرقمية على زيادة دقة، واستجابة وصمود نظام السلاح في ميدان القتال. وهي ترقمم وظائف إدارة الرمي التي كان ينفذها طاقم المدفع يدوياً في السابق».

تتضمن محفظة Thales مدفع الهاون 2R2M عيار 120 ملم الذي يمكن تركيبه على أنواع متعددة من ناقلات الجند المدرعة ويتلاءم تماماً مع العربات المدرعة المدولبة أو المجنزرة، والشركة متخصصة في تطوير الذخائر الدقيقة.

«الابتكارات التكنولوجية تعني أن الذخائر الدقيقة تنخرط بسرعة»، بحسب المتحدث الذي أضاف: «إن القدرات التي كانت متوافرة فقط في أنظمة الصواريخ الموجهة الكبيرة التي يصعب نشرها وذات الكلفة العالية أصبحت متاحة حالياً في توليفات صغيرة ذات كلفة منخفضة».

توفر «ذخيرة الهاون الموجهة» MGM صنع Thales دقة عالية تصل إلى متر واحد باستخدام نظام توجيه ليزري شبه نشط، إضافة إلى زيادة في المدى. وباستطاعتها معالجة الأهداف الثابتة والمتحركة على السواء. كما توفر MGM للقوات الحديثة قدرة تدميرية في المدفعية وفي اللحظة الحاسمة.

«فيما فئات الذخائر الرئيسية لم تتغير، فقد تم تعزيز مداها»، بحسب سيغنوريلي. وتم تحقيق ذلك من خلال استخدام تكنولوجيات على غرار Base Bleed والدفع المحسن، إضافة إلى تحسين القذائف الصاروخية والبالستية.

تم تعزيز الدقة أيضاً من خلال الفضاء على عدم الدقة الذي تسببه اختلافات التصنيع، إضافة إلى استخدام أنظمة التوجيه الدقيق. وأوضح سيغنوريلي: «أعتقد أننا بدأنا نرى جيلاً جديداً من هذه القدرات تأتي بمفردها، حيث لديك مزيجاً من أنظمة الدفع وأنظمة التوجيه الدقيق المحسنة، التي تخفض الكلفة وتحسن الدقة. وباقترانها مع بعض المدافع البعيدة المدى، تعطي هذه الميزة تحسينات أكبر في زيادة المدى».

وقال دايف سمباليك، مدير تطوير أعمال التوجيه الدقيق وحلول الاستشعار في BAE Systems: «إن هناك تركيزاً متزايداً يتم وضعه على الدقة في جميع جوانب الصناعة. ويتطلع عملاؤنا إلى قذائف مدفعية باستطاعتها تصحيح مسارها بعد الرمي لتقديم دقة فائقة على أمداء تزيد عن 70 كلم وفي بيئات لا يلتقطها نظام تحديد الموقع العالمي. ومع تحسين أنظمة التوجيه، سيكون للمقاتلين القدرة على الاشتباك مع الأهداف بفعالية أكبر وعلى أمداء أبعد وبطلقات أقل. كما تخفض قدرة الدقة الفائقة من الأضرار الجانبية وتدعم الرمي».

تطور BAE Systems «طقم التوجيه الدقيق» Precision Guidance Kits (PGK) لسلاسل قذائف المدفعية عيار 155 ملم لصالح الجيش الأميركي وذلك بموجب عقد أعلن عنه في كانون الثاني/ يناير 2018.

«وحيث إن الجيش الأميركي يبحث عن استخدام أو نشر أنظمة مدفعية ذات قدرات بعيدة المدى، فإن التحسينات في تكنولوجيا التوجيه يجب أن تتسارع لتلبية هذه الظروف المتطورة، ونحن نعمل بنشاط لتطوير وحدة توجيه باستطاعتها توفير توجيه دقيق لتلبية متطلبات الجيش من حيث المدى والمضادة للتشويش».

وأوضحت BAE Systems بعد توقيع العقد أن تصحيح المسار أثناء التحليق يوفر الدقة الفائقة للذخائر، ويسمح للمشغلين بالاشتباك مع الأهداف بدقة فائقة على فترات أطول بذخائر أقل عدداً ومتطلبات أقل للاستدامة اللوجستية. وأشارت الشركة إلى ضرورة أن تكون هذه الأنظمة قابلة للتكيف وتتوافق مع ذخائر المدفعية المتوافرة والمجربة والحشوات الدافعة، بما في ذلك عائلة مدافع M109 الذاتية الحركة، وتضمينها أيضاً مدافع الهاوتزر المقطورة على غرار مدفع M777.

وأوضح مارك كاسيريس، مدير حلول التوجيه الدقيق والمستشعرات في BAE System: «نحن نتفهم الأهمية الحيوية للحفاظ على دقة مدفعية الجيش الأميركي البعيدة المدى ضد أي عدو. وسوف توفر وحدة PGK هذه القدرة للمخزون الحالي للذخائر عيار 155 ملم والذخائر المستقبلية المصممة لتوفير أمداء أبعد. لقد تم اختيارنا لهذا البرنامج بسبب خبراتنا في تكنولوجيا التوجيه الدقيق وقدرتنا على تحقيق مستوى عالٍ من النضج الهندسي والتصنيعي».

مدفع الهاون 2R2M عيار 120 ملم الذي يمكن تركيبه على أنواع متعددة من ناقلات الجند المدرعة ويتلاءم تماماً مع العربات المدرعة المدولبة أو المجنزرة. الصورة: Thales
مبدأ التوجيه

 

تطور «نورثروب غرومان» Northrop Grumman أيضاً «وحدة توجيه دقيق» PGK، مع دخول M1156 إلى محفظتها بعد استحواذها على شركة Orbital ATK، وهي تستخدم لتحويل قذيفتي المدفعية عيار 155 ملم M795 و MS49A1 إلى أسلحة ذكية. وقال بيرني غروبر، مدير القذائف الموجهة في Northrop Grumman بأن وحدة PGK الخاصة بشركته غيّرت بشكل أساسي عمليات رمي المدفعية في الجيش الأميركي وستصبح سريعاً السلاح الأمثل لدعم العمليات في مسارح القتال.

وجادل غروبر بأن لدى PGK المدفوعة بنظام تحديد الموقع العالمي GPS-Powered الخاصة بالجيش الأميركي تأثيراً مماثلاً لذخيرة الهجوم المباشر المشترك GPS-Guided Tail Kit المصنّعة لصالح سلاح الجو الأميركي.

أكملت Northrop في العام 2019 سنة الإنتاج الثانية من M1156 لصالح الجيش الأميركي وسلّمت حتى ذلك التاريخ أكثر من 23000 مثالاً. وكان الطلب في بداية البرنامج تطوير أداة باستطاعتها توجيه القذائف الموجهة في المخزون إلى احتمالية خطأ دائري محتمل CEP لا يتجاوز 30 متراً، فيما حققت الشركة تخفيضاً لهذه الاحتمالية لتصل إلى أقل من عشرة أمتار بحسب غروبر. ويتم الإنتاج بموجب عقد للمستقبل المنظور.

أضاف غروبر: «نحن نعلم أن الجيش الأميركي حريص على تحسين قدرته لتحقيق رمي دقيق بعيد المدى. لقد قمنا داخلياً بتطوير مشتقات من تكنولوجيا وحدة PGK الخاصة بنا للمساعدة في تلبية رغباته. يتضمن هذا العمل قذيفة موجهة من الخلف aft-guided، حيث التكنولوجيا في الجزء الخلفي من القذيفة ستوجهها نحو الهدف، ومع «دفاع» النظام، على غرار التحكم بالتوجيه – في الصاعق عند الأنف».

وأردف قائلاً: «فيما سيتطلب ذلك تصميم وتأهيل قذيفة جديدة كلياً، قد يكون باستطاعتها الاستفادة من نبذ عقبها base bleed مساعدة القذائف الصاروخية لتحقيق المدى المنشود مع الاعتماد على تكنولوجيا PGK المجربة من ناحية الدقة. وتتمثل إحدى ميزات القذيفة الموجهة من الخلف بأنها طبيعياً أكثر ديناميكية ما سيزيد المدى إلى أبعد من قذائف صاعق PGK التقليدية، في حين أن القدرة على توجيه القذيفة من الخلف مقابل الأنف توفر مناوراتية أفضل بنسبة سبعة أضعاف.

هناك تكنولوجيات أخرى يجري استكشافها من قِبَل Northrop تتمحور حول تصميم ذخائر يتم نشر أجنحة من منتصف بدنها لتوجيهها إلى الهدف المقصود مع إضافة قدرة انزلاقية لتمديد المدى. وقد يستفيد هذا المفهوم من ميزتي عدة القذائف الصاروخية ونبذ الزعانف. «ليس لدينا عقد حالياً لإنتاج هذه الفئة من الذخائر، ولكننا نعمل بنشاط مع الجيش الأميركي لفهم متطلباته ونرى كيف يمكننا تقد يم الدعم له والعمل معاً للوصول إلى حل»، يوضح غروبر.

توفر «ذخيرة الهاون الموجهة» MGM دقة عالية تصل إلى متر واحد باستخدام نظام توجيه ليزري شبه نشط، إضافة إلى زيادة في المدى. الصورة: Thales
ذخيرة ذكية

 

في مجال الذخائر، تقدم Rheinmetall قذيفة المدفعية مستشعر – صاعق SMArt155، التي يتم توفيرها بواسطة المشروع المشترك GIWS، الذي يجمع شركتي Rheinmetall و «ديهل ديفنس» Diehl Defence. وتم الإعلان عن إعادة إطلاق المنتج خلال فعاليات معرض Eurosatory 2018 في باريس. وتتوافق هذه الذخيرة مع المعايير الواردة في اتفاقية الذخائر العنقودية، وهي مصممة لخفض الأضرار الجانبية. وباستطاعة كل قذيفة الاشتباك مع العربات المدرّعة الثابتة والمتحركة.

وفقاً لِـ Rheinmetall، باستطاعة القذيفة أن تحمل ذخيرتين ثانويتين ما يسمح بأقصى حجم للذخائر الصغيرة المستقلة والذكية. ويعزز نظام المستشعر المتعدد أنماط التشغيل تأثيرات القذيفة. ومن خلال الجمع بين قدرات رصد الهدف بشكل رائع ورفض الهدف الزائف، والبصمة الواسعة، واحتمالية الإصابة العالية وأداء الرأس الباحث المميز أن يضمن حداً أقصى من الفتك والتدمير على الأرض، والمعالجة الفعالة للتشكيلات المدرّعة المعادية، يمكن استكمال مهام الرمي بعدد قليل من القذائف وفي وقت قصير جداً ما يسمح لتكتيكات «الحل والترحال» Shoot-and-scoot، ويخفض بشكل كبير من فعالية رمي بطاريات المدفعية المعادية، وهذا أمر حاسم بالنسبة لحماية القوات، بحسب الشركة. ويعتبر التدمير الذاتي سمة أساسية في ذخيرة SMArt155، إذا لم يتم رصد أي هدف داخل بصمة الذخائر الصغيرة، تضمن آلتان مستقلتان تدمير القذيفة ذاتياً، ما يسمح للجنود الصديقة بالتحرك داخل البقعة بثقة.

تطور Northrop Grumman «وحدة توجيه دقيق»PGK، وهي تستخدم لتحويل قذيفتي المدفعية عيار 155 ملم M795 و MS49A1 إلى أسلحة ذكية

 

هدف أو لا هدف، تم تصميم الرأس الحربي للانفجار بمجرد هبوط الذخيرة الصغيرة المعلقة بالمظلة إلى مسافة تقل عن 20 متراً عن سطح الأرض، بحسب الشركة. وإذا فشلت هذه الوظيفة، ووصلت الذخيرة الصغيرة الأرض سليمة، سينفجر الرأس الحربي أوتوماتيكياً بمجرد انخفاض فولتاج البطارية عن مستوى معين. وينطبق هذا الوضع أيضاً على الأعطال المحتملة في أجهزة الاستشعار أو الإلكترونيات.

وسلط سكلوباتش الضوء على أن إعادة الاهتمام بهذه الذخائر يعود إلى تغيير في الأولويات بين الجيوش الغربية. «هذا لم يكن مهماً في أفغانستان والعراق، ولكنه يكتسب الآن أهمية قصوى لدى الجيوش الغربية، ولذلك تم إعادة إطلاق SMArt». وقد استحوذ الجيش الألماني على قذائف جديدة من SMArt القديمة. وأردف سلكوباتش: «هناك العديد من الدول تتطلع أيضاً على مثل هذا الحل، الآن بعد أن رأوا أنه عاد إلى السوق».

واسترسل قائلاً: «أحد الأسئلة الرئيسية التي ستواجه الجيوش في السنوات المقبلة يتمحور حول تمكين العمليات على أمداء أبعد، يمكن دمج التوجيه الدقيق داخل القذيفة، ولكن ذلك قد يتطلب استثمارات مالية ضخمة، لذلك سيتعين على المستخدمين وصانعي السياسة أن يقرروا ليس فقط ما هو مطلوب فحسب، ولكن أيضاً ما هو مقبول».

تقدم Rheinmetall قذيفة المدفعية مستشعر – صاعق SMArt155، التي يتم توفيرها بواسطة المشروع المشترك GIWS، الذي يجمع شركتي Rheinmetall و Diehl Defence
السعي للتوسع

 

تعتبر شركة «ليوناردو» Leonardo أيضاً لاعباً رئيسياً في سوق الذخائر الموجهة من خلال عائلة «فولكانو» Vulcano، مع التركيز على الذخائر الموجهة عيار 155 ملم على الجانب البري. وتعتقد الشركة أن هذا القطاع قد يشهد نمواً كبيراً، وبخاصة لاستخدامه في الجيش الأميركي وأيضاً في العديد من الدول الأوروبية والسوق العالمية الواسعة.

علاوة على ذلك، طورت Leonardo ذخائر M109، ورفعت الأنظمة التراثية من 39 إلى 52 كاليبر. وهدفت من ذلك إلى زيادة المدى والدقة، والذي يتضمن الانتقال إلى الذخائر الموجهة البعيدة المدى وتتوقع الشركة أيضاً الأتمتة للتوسع ببطء على مدى العقود المقبلة.

يتوقع سيغنوريلي أن المستويات العالية من الدقة ستحافظ على موضوع الهيمنة في مجال المدفعية الذاتية الحركة، على الرغم من أن بعض المستخدمين قد يختارون بدلاً من ذلك كلفة أقل وأحجاماً أكبر وهم يعتقدون أن التقدم سيعطي التأثير نفسه مع ذخائر أقل أو أصغر، إلى جانب تمديد المدى.

وسلط سيغنوريلي الضوء على الأتمتة قائلاً: «اليوم، أنظمة المدفعية مقيدة إلى حد كبير من قِبَل الطواقم التي تديرها، لقد حققنا حجماً محسناً من الرمي من خلال الأتمتة. وفي الوقت نفسه، فإنه يتناول إمكانات القوات الصغيرة مع عدد أقل من الأشخاص في سن الخدمة المتاحين لإدارة النظام في دول عديدة. وبالتالي، توفر الأتمتة لنا بعض المزايا هناك، بالنسبة للتكنولوجيا المتقدمة في أنظمة المدفعية، وبخاصة الطرز الذاتية الدفع، يقترح سيغنوريلي أن تتم إعادة النظر في تلك التكتيكات والعقيدة. فضلاً عن أفكار جديدة تتعلق بأنواع المهام التي يمكن أن تستخدم المدفعية فيها.

ويضيف: «لقد بدأنا بإجراء مباحثات مع جيشنا والزبائن العسكريين حول استخدام قذائف تطلق من المدفع في مهام جديدة بالكامل، على غرار الدفاع الجوي والصاروخي والهجوم الدقيق على أمداء بعيدة. وحيث أنه يتواصل نضج التكنولوجيا، فإن التعاضد بين العديد من التقنيات المتقدمة سيسمح بتفكير جديد حول استخدام المدفعية كقدرة قتالية حاسمة».

«لقد أصبحت حلقة ردود فعل إيجابية: كلما طورت المزيد من القدرات، تجد طرقاً ووسائل جديدة، وتكتيكات وتقنيات للاستخدام، تؤدي بعد ذلك إلى تطوير إضافي في التكنولوجيا. أعتقد أن المرونة المتأصلة في أنظمة المدفعية ستؤدي على الأرجح إلى التركيز على التطوير لفترة طويلة جداً في المستقبل».

تعتبر شركة «ليوناردو» Leonardo أيضاً لاعباً رئيسياً في سوق الذخائر الموجهة من خلال عائلة «فولكانو» Vulcano
الباب
تاريخ المقال
العدد
العدد حسب الاشهر
السنة
2021
رقم الصفحة
56

أخر المقالات