دول منطقة الشرق الأوسط تُجدِّد و/أو تحدث عرباتها القتالية المدرّعة لمواجهة التحديات المستقبلية

المترجم

تتواصل عمليات تجديد وتحديث عربات القتال المدرّعة بخُطى متسارعة في الشرق الأوسط، فيما تُسلِّط، النزاعات في اليمن وسوريا والعراق وانتشار «الحشوات المتفجِّرة المرتجلة ميدانياً» IED و«الصواريخ الموجَّهة المضادة للدبابات»، الأضواء على الحاجة إلى قدرة بقاء أكبر وحماية أفضل للعربة القتالية. وثمة مشتريات لدباباتٍ من فرنسا وألمانيا وروسيا لاستبدال أساطيل العربات المتقادمة.

لا تُظهِر المشتريات والاستخدام العملاني لـ «عربات القتال المدرّعة» AFV في أنحاء العالم أية دلائل على التباطؤ. فقد كان للنزاعات في اليمن وأوكرانيا والخلافات الحدودية بين الهند والصين والموقف المتغيِّر لروسيا في مواجهة الغرب، تأثيرٌ على سوق عربات AFV العالمية.

ويستدل التطوير في التكنولوجيا الجديدة فضلاً عن الاقتصاد العالمي، أنّ السنوات القليلة المقبلة ستشهد تحديثات في قدرات عربات AFV بما يؤدِّي إلى سَدّ عددٍ من الثغرات من ناحية القدرة، ولكن أيضاً التصدي لنشوء تهديدات جديدة.

وقد سلّطت النشرة المختصّة بالمشتريات الدفاعية الدولية «ديفنس بروكيورمانت إنترناشونال» الضوء على أحدث التطوُّرات والمستجدّات في سوق عربات القتال المدرّعة AFV في الشرق الأوسط، ولو أنّ معلوماتها ليست محدَّثة حتى تاريخه، إذ تبدو هذه المنطقة مقرّاً للتوتُّرات السياسية والدّينية في العالم، حيث أثبتت النزاعات السائدة في أفغانستان والعراق وسوريا القيمة المتواصلة ليس فقط لـ «دبّابات القتال الرئيسية»MBT فحسب بل أيضاً للطلب المتواصل على»عربات مقاومة للألغام ومَحْمِيّة من الكمائن» MRAP.

مصر

يبقى الجيش المصري أكبر سلكٍ عسكري ضمن القوات المسلّحة للبلاد وبالتالي يستأثر بنسبة كبيرة من الميزانية الدفاعية. وانعكست جهود التحديث على مدى العقدَين الفائتَين توسُّعاً في قدرات هذا الجيش لتشمل عدداً من الجوانب الدفاعية المتخصِّصة ما أثمرَ قدرةً أكثر توازناً للجيش المصري في تولِّي مروحة أوسع من المهام.

لكنّ التحالفات السياسية المتغيِّرة لمصر تبدَّت في مشتريات عددٍ كبير من الأنظمة من مجموعة متنوّعة من المُصنِّعين. وبما أنّ المصريين غير راغبين باستمرار في أن يعتمدوا كلّياً على مورِّد دولي واحد بشكلٍ خاص فذلك يعني أنّ هذا الوضع لا يُرجَّح أن يتغيّر في الوقت القريب، وما ينطوي ذلك من جهدٍ على الدعم اللوجستي.

ويتألّف أسطول الدبّابات المصري حالياً من 1,130 دبّابة M1A1 Abrams، التي استبدلَت الدبّابات المتقدامة في الخدمة، ولو أنّ العديد من دبّابات M60A1 (808 دبّابة) و M60A3 (1,127) و T-54 (260)، و T-62 (750) المحدَّثة تبقى في الاحتياط. ومع ذلك، فازت شركة «جنرال ديناميكس» General Dynamics مؤخّراً بعقدٍ لتحديث عددٍ غير محدّد من دبّابات M1A1 لكي تُجاري التطوُّرات الأخيرة في الميدان، على غرار الاستخدام المتواصل لـ «الأسلحة الموجّهة المضادة للدبّابات» ATGW.

وتستخدم مصر أيضاً مجموعة متنوّعة من عربات VFA الأخرى على غرار BMP-1 (100 عربة) و YPR-765 (600 عربة)، و BMR-600P (250 عربة)، وFahd 240/30 (٤١٠ عربات)، و SP122 (124 عربة)، و M109A2 (165 عربة)، و M106A1 (1000 عربة).

تسلمت مملكة البحرين 73 عربة ARMA. الصورة: Otokar
دول مجلس التعاون الخليجي

عكفت «دول مجلس التعاون الخليجي» (البحرين، الكويت، سلطنة عُمان، قطر، المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة) منذ العام 2011، بثبات على مضاعفة ميزانياتها الدفاعية وسَعَت بقوة لتحقيق برامج تحديث للقوّات البرّية. ومع ذلك، فإنّ تراجع سعر النفط مع نهاية العام 2014 انعكسَ في اتّباعها لبرامج إنفاق أكثر حَذَراً، يُنجَز من خلال استراتيجية مشتريات ثنائية الأوجه.

ومن جهة أخرى، يتم استبدال الأنظمة المتقادمة كلّياً بمشتريات جديدة، أو يجري تحديث الأولى وتجديدها متى كان ذلك متاحاً. ولا تملك أيّ من تلك الدول، باستثناء المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، القدرة على بناء مزيدٍ من عربات AFV المعقَّدة، لكنّ العديد منها يُطوِّر القدرة على تجديد وتحديث بعض عرباتAFV الأخف وزناً في أساطيلها.

وحيث إنّ أعضاء في مجلس التعاون الخليجي يتعاونون مع بعضهم بعضاً بدرجات مختلفة، ليس هناك مع ذلك استراتيجية مشتريات مشتركة لقطاع المعدّات البرّية. ومثل هذه الاستراتيجية قد تنعكس فوائد على غرار توفيرٍ طويل الأمد في الكلفة ومزايا عملانية لجميع الدول. لكنّ السياسة غالباً ما تلعب دوراً رئيسياً في مشتريات الأنظمة البرّية داخل «دول مجلس التعاون الخليجي»، وهو ما يُعقِّد الأمور.

البحرين

تُحافظ البحرين على أسطولٍ يضمّ 180 دبّابة قتال رئيسية M60A3، و 339 ناقلة جند مدرّعة M113A2 APC. وتتميّز ناقلات M113 بكونها تملك خزّانات وقود خارجية وتدريع صفائحي مقوّى ومتين، في حين أنّ بعضها قد جرى تعديله لإطلاق قذائف هاون عيار 120 ملم فضلاً عن «الأسلحة الموجّهة المضادة للدبّابات» ATGW من نوعَي «كورنت» Kornet-EM و«تاو» BGM-71 TOW.

وبغية مواجهة الاستخدام المتزايد للحشوات المتفجِّرة المرتجلة ميدانياً وانتشار الأسلحة المضادة للدروع، استحوذت البحرين أيضاً على ناقلة الجند المدرّعة Otokar  4x4 Cobra APC الرباعية الدفع. وقد تسلمت نحو 73 عربة Otokar ARMA 6x6 سُداسية الدفع بالفعل. وبالنسبة إلى المدفعية، تُشغِّل البحرين تسع راجمات صواريخ M270C1 MLRS، و 62 مدفع M110A2 (عيار 203 ملم)، و 20 مدفع «هاوتزر ذاتي الحركة» M109A5 (عيار 155 ملم).

تسلمت «قوات الدفاع الكويتية» 12 عربة Fuchs لاستطلاع المواد  «الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية» (CBRN). الصورة: Rheinmetall
الكويت

أُعيدَ إنشاء «قوات الدفاع الكويتية» في العام 1992 بعد حرب الخليج الأولى، لكنّها فقط في الآونة الأخيرة بذلت جهوداً تحديثية كبيرة، ربّما بسبب الأحداث في العراق وسوريا المتعلِّقة بتنظيم «داعش»، فضلاً عن الهاجس المتزايد تجاه «النوايا» الإيرانية في المنطقة.

وقد تركّزت معظم الجهود على تحديث القدرات «الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية» (CBRN) وأنظمة «القيادة والسيطرة والاتصالات والكومبيوترات والاستخبار والمراقبة والاستطلاع» (C4ISR) لدى الجيش الكويتي، فضلاً عن تحديث أسطول دبّابات القتال الرئيسية والأنظمة الفردية لمجاراة التهديدات المتنامية من عبوات IED وغيرها من الأسلحة المضادة للدبّابات.

يضم أسطول الجيش الكويتي من الدبابات M1A2 Abrams (236) ولو أنّ الكويت تتطلّع لشراء اشتقاقٍ جديد محدَّث، يُسمَّى M1A2-K، وM-84 (150) والتسليم جارٍ لـِ 62 دبابة حديثة طراز Leopard 2A7+، ويضمّ أسطول عربات AFV الحالي الكويتي عربات Desert Warrior(254)، وأيضاً عربات M113A2(26)، و M113A3 (16)، و BMP-2 (88)، و BMP-3 (142)، و BMP-3M (70).

طلبت سلطنة عمان 172 عربة مشاة قتالية IFV Pars III مدولبة من شركة FNSS التركية (مع حماية تدريع إضافي)
سلطنة عُمان ودبابة Leopard 2

يضمّ أسطول عُمان من دبّابات القتال الرئيسية نحو 38 دبابة Challenger2 وأربع دبابات Challenger مدرَّعة للتصليح والاسترداد، اشترتها السلطنة في العام 1995. وتتماثل هذه العربات مع تلك المستخدمة لدى الجيش البريطاني، لكنّها معدَّلة لتتماشى مع درجات حرارة البيئة الرملية العالية. وإضافة إلى ذلك، تُشغِّل عُمان دبّابات القتال الرئيسية M60A1 (6)، و Chieftain Mk. 5 (27)، و M60A3 (73)، لكن لديها متطلّبات لنحو 80 دبّابة حديثة لاستبدال بعض من الدبابات القديمة، والمُنافِس الأوفر حظّاً يتمثَّل في دبّابة القتال الرئيسية Leopard 2، مع استحواذ السلطنة على عشر دبّابات منها في أواخر العام 2015 لإجراء التقييم.

وتملك السلطنة 160 ناقلة جند مدرعة طراز Piranha 8x8 بطرز مختلفة، وبعض ناقلات VAB وأكثر من 50 عربة 6x6wz551. واشترت سلطنة عُمان مؤخّراً 24 نظاماً مدفعياً ذاتي الحركة Denel Land Systems G6 عيار 155 ملم وتسعة أنظمة مدفعية نقّالة Centauro 8x8 عيار 120 ملم. كما مَنَحت في الآونة الأخيرة عقداً بقيمة 1,28 مليار دولار إلى شركة «رايثيون» Raytheon للحصول على نظام الدفاع الجوّي «النظام الوطني لصاروخ السطح-جو المتقدّم» NASAMS، وطلبت 172 عربة IFV Pars III مدولبة من شركة FNSS التركية (مع حماية تدريع إضافي).

تقدّمت قطر بعقدٍ قيمته 1,89 مليار يورو في العام 2013 إلى الشركة الألمانية KMW  للحصول على 62 دبّابةLeopard 2A7  جديدة وهي قيد التسليم حالياً
قطر

تقدّمت قطر بعقدٍ قيمته 1,89 مليار يورو في العام 2013 إلى الشركة الألمانية «كراوس مافي ويغمان» Kraus-Maffei Wegmann (KMW)، للحصول على 62 دبّابة Leopard 2A7  جديدة وهي قيد التسليم، و 24 نظاماً مدفعياً (ذاتي الحركية SP)PzH 2000 عيار 155 ملم، و 32 عربة استطلاع خفيفة من نوع Fennek، فضلاً عن حزمة تدريب ودعم لوجستي مُدمَج. وقد كانت المرّة الأولى التي تُوافِق فيها الحكومة الألمانية على تصدير دبّابة Leopard 2 والنظام المدفعي PzH 2000 إلى دولة في منطقة الشرق الأوسط.

وستستبدل هذه المعدّات دبّابات القتال الرئيسية المتقادمة AMX-30 (35 دبّابة)، ونظام المدفعية Mk F3 عيار 155 ملم (22 نظاماً)، وهما لا يزالان قيد الخدمة. كما ووقَّعت قطر «خطاب نوايا» مع فرنسا للحصول على 490 عربة المشاة القتالية VBCI 2 وطلبت 60 عربة رباعية الدفع مقاومة للألغام ومَحْميّة من الكمائن Dingo 2 MRAP، فضلاً عن 1,500 عربة Amazon  MRAP رباعية الدفع، و 214 عربة Yoruk AFV.

طلبت المملكة العربية السعودية نحو 742 عربة مشاة قتاليةIFV مدولبة مدرّعة خفيفةLAV ثُمانية الدفع من شركة General Dynamics Land Systems – Canada لصالح الحرس الوطني الذي يملك 1141 عربة من هذه السلسلة بطرز مختلفة
دبّابات سعودية

تُعتبر القوات البرّية الملكية السعودية كبيرة نسبياً مقارنةً بباقي دول مجلس التعاون الخليجي، لكنّها ما زالت تتابع القتال في اليمن ضمن إطار قوات التحالف العربي، وذلك يعود أساساً لأسبابٍ تتعلّق بعديد القوات المسلحة، فضلاً عن جودة التدريب الأوّلي والمتواصل الذي يحصل عليه الجنود في تلك القوات، وكذلك الخسائر المتواصلة التي تُعاني منها الوحدات المدرّعة والمؤلَّلة بنيران المقاتلين الحوثيين.

واستحوذت المملكة العربية السعودية في الأساس على 330 دبّابة قتال رئيسية M1A2، ولكن مع مشتريات جديدة بات العدد الآن نحو 373 دبّابة مماثلة، جرى تحديثها جميعاً إلى أحدث معيار M1A2S. وثمة متطلّب أيضاً لاستبدال 460 دبّابة M60A3 لا تزال في ترسانة الجيش حيث تسعى المملكة إلى شراء 270 دبّابة قتال رئيسية حديثة، وتُظهِر اهتماماً بدبّابتَي Leopard 2A7 و Leclerc.

تملك القوات البرية الملكية السعودية نحو 400 عربة Bradley والمئات من عربات  Piranha و M113 و AMX-10P وبدأت باستخدام العربة المدرعة الثمانية الدفع المصنعة محلياً «الفهد». واشترت أيضاً 100 «عربة حركيّة مَحمِيّة» Didgori PMV واستلمت 100 عربة Sherpa و 100 عربة VAB Mk. 3، وذلك بعد إلغاء حزمة دعم دفاعي إلى لبنان. وثمة طلبية أيضاً لنحو 742 عربة مشاة قتالية IFV مدولبة  خفيفة LAV ثُمانية الدفع من شركة «جنرال داينامكس لاند سيستمز - كندا» General Dynamics Land Systems – Canada لصالح الحرس الوطني الذي يملك 1141 عربة من هذه السلسلة بطرز مختلفة، إضافة إلى 261 عربة TACTICA رباعية الدفع.

يتألّف أسطول دبّابات القتال الرئيسية في الإمارات العربية المتحدة من 436 دبّابة Leclerc. الصورة: Nexter
الإمارات تبني قاعدة صناعية

اعتادت الإمارات العربية المتحدة تقليدياً شراء معدّاتها العسكرية من فرنسا، لكنّها تتطلّع لتنويع مصادرها، فضلاً عن بناء قاعدتها الصناعية الدفاعية الخاصة بها عبر الدخول في شراكات واستحواذات في الصناعة الدفاعية، وقد تركّزت بشكلٍ خاص حتى حينه على قطاعَي «عربات الحركية المَحمِيّة» PMV و «العربات المقاومة للألغام والمَحْميّة من الكمائن» MRAP.

ويتألّف أسطول دبّابات القتال الرئيسية في الإمارات العربية المتحدة من 436 دبّابة Leclerc وعربات استرداد مدرّعة، جرى تطويرها على نحو أمثل لتُلائم ظروف الصحراء وخضعت لتحديثٍ كبير مذاك. ومُنِحَت شركة «دايناميت نوبل ديفنس» Dynamit Nobel Defence في الآونة الأخيرة عقداً لتركيب تدريعٍ تفاعليّ متفجِّر. وثمة أرجحية لتحديثاتٍ أخرى على غرار أنظمة حماية نشطة إضافية وأنظمة الإلمام بالوضع المحيط. إضافة إلى 80 دبابة خفيفة طراز Scorpion.

وتُشغِّل الإمارات العربية المتحدة أيضاً 653 عربة مشاة قتالية BMP-3IFV، جرى تحديث 135 منها إلى مستوى BMP-3M. وأوصت على عدد غير محدد من «العربة التراكبية المدرّعة» AMV الثمانية الدفع من «باتريا» Patria حيث ستنقل إليها أبراج عربات BMP-3. أمّا باقي الأسطول إلى جانب عددٍ كبير من العربات الفرنسية التقليدية، فقد تمّ استبدالها. وأخذاً في الاعتبار كلّ ذلك، تشتري الإمارات العربية المتحدة نحو 400 عربة AFV برمائية من نوع «رابدان» Rabdan، تستند إلى منصّة Arma ثُمانية الدفع صنع شركة «أوتوكار» Otokar التركية. وأطلقت منافسة تتعلق بشراء 600 ناقلة جند مدولبة ومن بين العربات المُنافِسة الطليعية عربات المشاة القتالية VBCIمن «نكستر» Nexter.

تُشغِّل الإمارات العربية المتحدة 653 عربة مشاة قتاليةBMP-3IFV، جرى تحديث 135 منها إلى مستوى BMP-3M. الصورة: Rosoboronexport
العراق

مرَّ الجيش العراقي منذ إعادة تأسيسه في العام 2003 باختباراتٍ مريرة، أولاً في عمليات مواجهة المتمرِّدين خلال العام 2013، ومن ثمّ مواجهة التصدّي لغزو الدولة الإسلامية («داعش») في العام 2014 حيث كاد أن يتفكّك وينهار. ومنذ ذلك التاريخ، اكتسبَ هذا الجيش زخماً مع عملياتٍ ناجحة ضدّ تنظيم «داعش». وبالطبع أعادت هذه التجربة صوغ الجيش العراقي الذي أصبح الآن قوة أفضل بكثير ممّا كان عليه في السابق وبالتالي أعاد ترتيب العديد من أولويات مشترياته الحالية والمستقبلية.

وكان العراق قد اشترى 146 دبابة قتال رئيسية ذات التدريع الخاص M1A1SA Abrams وكان أيضاً يسعى إلى شراء 175 دبّابة مماثلة أخرى (لقاء 1,2 مليار دولار)، بيدَ أنّ النزاع مع «داعش» نَجَمَ عنه تدمير عددٍ كبير من الأسطول الحالي. ولذلك فضَّل العراق شراء سلسلة من دبّابات القتال الرئيسية الروسية T-90، مع طلبية أوّلية لـ 73 دبابة T-90S و T-90SK (اشتقاق القيادة)، كبداية لاستبدال الدبّابات التقليدية T-55 المتقادمة التي لا تزال في الخدمة. وستُكمّل هذه المنصّات 55 دبّابة T-72 MBT و 45 عربة BMP-1IFV التي عكفت على تجديدها الشركة التشيكية «إكسكاليبر آرمي» Excalibur Army، حيث جدّدت وحدَّثت شركة «ب أيه إي سيستمز»  BAE Systems نحو 1,026ناقلة جند مدرَّعة M113A2 APC، فضلاً عن طلبية للحصول على قرابة 300 عربة BMP-3 IFV من روسيا.

لا يزال الأردن يُشغِّل نحو 390 دبّابة قتال رئيسية Challenger 1 (المعروفة بـ «دبّابة الحسين»)
الأردن - قوة مقتدرة

يُعتَبر جيش المملكة الهاشمية الأردنية قوة عالية الاحترافية والاقتدار. وهو يُركِّز بازدياد على مقاتلة الميليشيات الإسلامية وضمان أمن الحدود الأردنية مع كلٍّ من العراق وسوريا. وتتمحور مشكلاته الرئيسية حول تقادم معدّاته وقدراتها القتالية، وهو وضعٌ يشهد تحسُّناً جزئياً بفضل تبرُّعاتٍ من دولٍ غربية وكذلك خليجية.

وإلى جانب كون الأردن لا يزال يُشغِّل نحو 390 دبّابة قتال رئيسية Challenger 1 (المعروفة بـ «دبّابة الحسين»)، فإنّه وافقَ أيضاً على شراء دفعة من دبّابات القتال الرئيسية البولندية سابقاً T-72، التي خضعت إلى تحديثٍ مكثّف لجعلها تتوافق تشغيلياً مع قوات حلف شمال الأطلسي «الناتو»، وهي كذلك قابلة لعمليات تحديث مستقبلية. وتتطلّع المملكة الأردنية أيضاً إلى البدء ببرنامج تحديث (أُطلِق عليه تسمية «فونيكس» Phoenix) يشمل نحو 182 من أسطول دباباته من طراز M60A3، في حين أُحيلَت 84 عربة متبقِّية على التقاعد. كما وتُشغَّل مجموعة واسعة من ناقلات الجند المدرّعة APC (من طراز Spartan، و AIFV-B، و M113A1، و Mbombe 6 )، وعربات المشاة القتاليةIFV (من طراز Marder IA3، و BMP-2، و Ratel 20 و AIFV-B-C25).

إيران تُحدِّث ولا تُجدِّد!

حقّقت إيران تقدُّماً بطيئاً في تحديث جيشها في العقدَين الفائتَين منذ نهاية الحرب العراقية الإيرانية. وكان من شأن العقوبات الدولية أنْ جعلت حصولها على التكنولوجيا الحديثة صعباً. لكنّها منذ آذار/مارس العام 2020 أخذت تستعيد وصولها إلى الأسواق الدولية، وأبرز المورِّدين روسيا والصين. ولكن هذه المشتريات ليس لقدرات دفاعية جديدة بقدر ما هي لقطع غيار ضرورية، وتحديثات على الأنظمة والأنظمة الفرّعية.

 وتُشغِّل إيران اليوم توليفة من دبّابات القتال الرئيسية مع T-72M1و T-72S (480 دبّابة)، و T-62 (300)، و Type 69-II (200)، و Chieftain Mk. 3S (100) ، و M47M (170)، و Type 59 (300)، و M60A1 (160)، و Safir-74 (200)، فضلاً عن عربات مشاة قتالية BMP-1(250) و BMP-2 (413). وقد طوّرت أيضاً عدداً من دبّابات القتال الرئيسية المحلية على غرار «ذو الفقار» Zulfiqar، و«كرار» Karrar، و«سابالان» Sabalan.

 دبابة القتال الرئيسية التركية ALTAY
تركيا

تُعدّ تركيا ثاني أكبر جيش في حلف «الناتو» بعد الولايات المتحدة، لكنّ العمليات الأخيرة ضدّ «حزب العمّال الكردستاني» وميليشات تنظيم «داعش» في المناطق الحدودية وتوغُّلها في أراضي العراق وسوريا وخروجها من محاولة انقلاب، قد أدّى إلى إنهاك القوات البرّية التركية. وفيما الجيش مدرَّبا ومجهَّز تجهيزاً حسناً فإنّ معظم العتاد قديم منذ عقود وبحاجة إلى تحديث أو استبدال.

فيما تواصل تركيا مشروع إنتاج دبابة القتال الرئيسية ALTAY حيث تم منح عقد المرحلة الثانية من المشروع من قِبَل SSB إلى شركة BMC في التاسع من تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، ويشارك في تصنيع هذه الدبابة شركات «أوتوكار» Otokar و «»أسلسان» Aselsan و«روكتسان» Roketsan و MKEK. وفي نطاق هذا البرنامج، سيتم شراء  500 دبابة ALTAY على دفعتين. تغطي الدفعة الأولى من مرحلة إنتاج إعدادات ستكون 40 دبابة في إعداد T1، 210 ستكون في إعداد T2 ودبابة واحدة في إعداد T3. ومن المقرر أن يكون الطراز T1 قيد الخدمة في القوات المسلحة التركية بعد 18 شهراً من تاريخ سريان العقد، وسيتم الانتهاء من عمليات التسليم في العام 2021. ومن المتوقع أن تبدأ عمليات تسليم الطراز T2 بعد وقت قصير من انتهاء عمليات تسليم T1. كذلك تمت جدولة الطراز T3 للتأهيل في العام 2024.

كما تثابر تركيا علي تطوير عربات القتال المدرّعة على غرار ACV-15، وكابلان الجيل التالي. ويشغل الجيش التركي أيضاً سلسلة من عربات MRAP الرباعية الدفع بما في ذلك عربــــات (789) SKIRPI ، كوبرا/ كويرا (1000)2، وطراز متقدم من (528) Yentikipri، Ejderyaten و Yoruk قيد الطلب.

وأظهرت الصراعات الحديثة بقاء عربات القتال المدرّعة كعنصر أساسي مهم للقوات المسلحة، وعلى وجه الخصوص استخدامها ضمن الأسلحة المشتركة، وهذا بالفعل صحيحاً في الشرق الأوسط حيث تثابر الدول على زيادة قدراتها العسكرية من خلال سلسلة من برامج التحديث والتحسين لأساطيلها الموجودة أو من خلال برامج مشتريات للأنظمة الجديدة.

 وتُحدِّث تركيا جزءاً من أسطول دبابات القتال الرئيسية لديها، من بينها 350 دبّابة «الخالد» التي لا يزال إنتاجها متواصلاً بمعدل بطيء (15 إلى 18 دبابة سنوياً) للوصول إلى الهدف المنشود وهو 600 دبابة، مفصّلة كما يلي: Leopard NG 2A4 (40 دبّابة)، و M60A3 (40)، و M60T (120)، مجهزة بمستشعرات تقاربية، وتدريع تفاعُلي متفجِّر APS، ويُحتَمل أيضاً ببرج نظام سلاح مُشغَّل من بُعد لتعزيز قدرتها على البقاء.

الباب
تاريخ المقال
العدد
العدد حسب الاشهر
السنة
2021
رقم الصفحة
20

أخر المقالات