برامج تحديث دبابات القتال الرئيسية وعربات القتال المدرّعة/ عربات قتال المشاة

المترجم

في ميادين القرن الواحد والعشرين، تُمثِّل «عربات المشاة القتالية» IFV و«دبّابات القتال الرئيسية»  MBT لدى معظم الجيوش، المقوِّمات الرئيسية لخوض غمار حروب المناورات البرّية. ولكي تبقى هذه الأنواع من «عربات القتال المدرَّعة» على أهبة الاستعداد الميداني، يتعيَّن إجراء تحديثات عليها من أجل أن تنبري لمواجهة تحدياتٍ مثل التغيُّر في أنماط التهديدات، وتقادُم الأنظمة الفرّعية، وظهور تكنولوجيات جديدة، وهذا ما تطرق إليه الزميل كريستوفر فوس في تقريرٍ خاص.

في الوقت الذي يتمتّع فيه «مصنِّعو المعدّات الرئيسية» OEM لـ «عربات القتال المدرّعة» بالأهليّة المناسبة لإجراء مثل هذه التحديثات، لكونهم يملكون التصاميم الأصليّة والدراية التقنية ومصادر جميع الأنظمة الفرّعية الرئيسية - فإنّ مثل هذا العمل غالباً ما يُنفَّذ من قِبَل مقاولين آخرين، يملكون أحياناً معرفة محدودة بتلك العربات، وينجم عن ذلك نتائج متضاربة.
وعلى الرغم من أنّ بعض التحديثات تتعلَّق بالحركيّة، فإنّ معظم أعمال التجديد في «عربات القتال المدرّعة» عادةً ما تُركِّز على نطاقين أساسيَين: التدريع والقوة النارية.
 

الإمارات: القدرة على البقاء

لعلّه من الأفضل أنْ نُطلِق على التدريع تسمية «القدرة على البقاء»، لأنّه لا يتضمَّن الدروع وبطانات تدريعية للوقاية من شظايا القذائف فحسب بل يضمن أيضاً أنظمة رصد وإخماد النيران/ المتفجِّرات، ومتلقِّيات الإنذار الليزري (التي يمكن أن تُقرَن بمنصّات إطلاق قنابل رمّانية)، وأجهزة رصد صوتية و«أنظمة مساعِدة دفاعية» DAS لـ «القتل الخشن» hard kill أو «القتل الناعم» soft kill (بالتشويش والتضليل والتعطيل).
وتشمل تحديثات القوة النارية تركيبَ مدفع ذي عيار أكبر فضلاً عن ذخائر جديدة، و«أنظمة إدارة رمي» FCS محدَّثة موجَّهة كمبيوترياً، وأنظمة كاميرا مع آلات تصوير حرارية، وقائسات مسافة ليزرية آمنة للعين و«معدّات كهربائية للتحكُّم بالمدفع الرشّاش» GCE.
وفي الواقع، فإنّ جميع هذه التكنولوجيات، ومعدّات الاتصالات الجديدة، و«أنظمة إدارة المعركة» BMS، والأجهزة الإلكترونية المضادة لـ «الحشوات المتفجّرة المرتجلة ميدانياً»  IED، تستهلك قوة كهربائية. ولهذا السبب، يتم تجهيز عددٍ متزايد من المنصّات، وعلى الأخص الدبّابات، بِـ «وحدة طاقة احتياطية» APU  تسمح بتشغيل الأنظمة الفرّعية فيما يكون المحرِّك الرئيسي للعربة مطفأً لأجل توفير الوقود.
ومن الناحية الميدانية، تستخدم حالياً كلٌّ من فرنسا والإمارات العربية المتحدة دبّابة القتال الرئيسية «لوكليرك» Leclerc من شركة «نكستر سيستمز» Nexter Systems، لكنّ خط الإنتاج لهذه الدبابة قد أُغلِق. وكان الجيش الفرنسي قد تسلم 406 وحدات من هذه الدبّابة، فيما استُكمِلَت عمليات التسليم النهائية في العام 2007. وسيُصار إلى تحديث 200 دبّابة Leclerc من أجل تمكينها لأن تكون جزءاً من برنامج القدرة المستمكنة شَبَكِيّاً Scorpion لدى الجيش الفرنسي.
وكانت الإمارات العربية المتحدة قد تسلمت 388 دبابة إضافة إلى دبّابتَيْ تدريب للسائق و 46 «عربة إخلاء مدرَّعة» ARV، تدفع جميعها بمجموعة الطاقة العاملة بالديزيل من صنع شركة MTU بدلاً من المحرك الفرنسي. وجهّزت دبّابة Leclerc الإماراتية أيضاً بتدريع إضافي، ونظام تكييفٍ للهواء، و«نظام إدارة الرمي»، ومنظاراً محسَّناً للآمر، و«وحدة طاقة احتياطية» APU. وقد استلمت الإمارات أيضاً دفعة من أنظمة الحماية في الأماكن الآهلة Nexter Azur، التي تُوفِّر مستوى أعلى من الحماية عند القوس الخلفي للعربة ضدّ القذائف الصاروخية RPG.
 

عميل التصدير الأول لدبّابة Leopard 2A7 هو دولة قطر، التي استلمت 62 دبّابة منها صنعت وفق أعلى معايير الإنتاج، إضافةً إلى عربات دعم. الصورة: KMW
فهود ألمانيا

إنّ المقاول الأول لدبّابة القتال الرئيسية الألمانية «ليوبارد 2»Leopard 2 هو حالياً شركة «كراوس مافي ويغمان» Krauss-Maffei-Wegman (KMW)، لكنّ الإنتاج الأساسي كان يتوزَّع بين شركتَي KMW و«ماك» MaK («راينميتال» Rheinmetall حالياً) على أساس المعدلات التالية %55 / %45 بالتتابع.
ويشمل العمل التحديثي الرئيسي الأول الجاري على هذه الدبّابة طراز Leopard 2A5، الذي امتلكَ تدريعاً محسَّناً عند القوس الأمامي للمنصّة، مع برجٍ ذي شكل رأس سهمٍ متميّز، وبطانات تدريعية ضدّ الشظايا، ومعدّات التحكم بالمدفع GCE الكهربائية بالكامل، ومنظارٍ جديد للآمر، وكوَّات جديدة للسائق، وكاميرا للرؤية الخلفية ونظام ملاحة برّية، لكنّ هذا الطراز احتفظ بمدفع سبطانة الجوف الأملس L44 عيار 120 ملم من شركة Rheinmetall.
أمّا التغيير الرئيسي الذي طرأ على طراز Leopard 2A6 فهو تركيب مدفع السبطانة ذات الجوف الأملس L55 عيار 120 ملم من Rheinmetall، الذي يتيح الاشتباك مع الأهداف على أمداءٍ أطول عند إطلاقه ذخائر تعمل بالطاقة الحركيّة.
 

قطر وفهود Leopard 2A7 محدَّثة

في غضون ذلك، تمّ تطوير الطراز Leopard 2A7 من قِبَل شركة KMW بالتعاون الوثيق مع الجيش الألماني، الذي تقدَّم فيما بعد بعقدٍ أوّلي لتحديث 20 عربة. وتقدَّم الجيش المذكور مذاك بطلباتٍ إضافية تشمل أبراجاً محدَّثة فوق أبدانٍ جديدة أو محدَّثة.
ويتميَّز الطراز 2A7 بمجموعة من التحسينات: مدفع L55 أملس الجوف عيار 120 ملم من صنع Rheinmetall؛ ونظام إدارة رمي FCS معدَّل لإتاحة إطلاق أحدث القذائف عيار 120 ملم؛ ونظام مركن سلاح مشغَّل عن بُعد KMW FLW200 RWS، يأتي عادةً مجهَّزاً برشّاس ثقيل M2 HB عيار12.7 ملم؛ ومناظير مستقرّة جديدة للآمر والرامي، وحماية تدريعية إضافية تضمّ تدريعاً ضدّ الألغام، و«وحدة طاقة احتياطية» APU، ونظام تكييف للهواء، ومقعداً معلّقاً بالسقف للسائق، وجهاز تعليقٍ محدَّثاً.
وكان عميل التصدير الأول لدبّابة Leopard 2A7 هو دولة قطر، التي استلمت 62 منها صنعت وفق أعلى معايير الإنتاج، إضافةً إلى عربات دعم.
واستناداً إلى خبرتها الواسعة بدبابة Leopard2 وبخاصه في عدد من المجالات الرئيسية التي تتضمن الأسلحة، والذخائر ونظام إدارة الرمي، طورت Rheinmetall طرازاً محسناً تحت مسمى «ثورة في دبابة القتال الرئيسية» والذي اعيد تسميته مؤخراً بـِ «مخدع الاختبار التكنولوجي TTB للدبابة Leopard2. ولدى الأخير تصميم تراكبي على مستوى الأنظمة الثانوية أو الفرعية الذي يمكن تفصيله لتلبية المتطلبات العملانية الخاصة للمستخدم النهائي. وقد يتضمن برنامج التحديث توليفة من الدروع السلبية، معدات التحكم بالرشاش GCE كهربائية بالكامل، ونظام Rheinmetall روزي Rosy  لإطلاق المعميات الدخانية لتأمين تغطية دائرية على مدار 360 درجة، ومناظير مستقرة جديدة، ومركن سلاح للتحكم به من بعد، وكاميرات للاطلاع على الوضع المحيط على مدار360  درجة ووحدة طاقة احتياطية  APU.
 وسبق ان باعت Rheinmetall دفعة إضافية من دبابات Leopard 2 إلى إندونيسيا، والبعض من هذه الدبابات المسماة Leopard 2 R1 لديها بعض العناصر المحدثة من TTB، تضمنت معدات التحكم بالرشاش GCE كهربائية بالكامل، ومكيف هواء، وكاميرا للرؤية الخلفية، وتوليفة تدريع سلبي ووحدة طاقة احتياطية APU.
 

استناداً إلى خبراتها الواسعة بدبابة Leopard2 التي تضمن الأسلحة، والذخائر ونظام إدارة الرمي، طورت Rheinmetall طرازاً محسناً تحت مسمى «ثورة في دبابة القتال الرئيسية» والذي اعيد تسميته مؤخراً بـِ «مخدع الاختبار التكنولوجي» TTB للدبابة Leopard2
أرييت الإيطالية

وعقب إحالة الاسطول الكامل من دبابات Leopard1 الإيطالية إلى التقاعد، من قبل الجيش الإيطالي، أصبحت دبابة القتال الرئيسية «أرييت» Ariete، التي ينتجها ائتلاف «أيفيكو- أوتو» Iveco-Oto، الدبابة الوحيدة قيد الخدمة في الجيش الإيطالي. ويعتقد أن نحو 200 وحدة تم ميدنتها. وإذا سمحت الميزانية، سيخضع قسم كبير من هذه الدبابات للتحديث وستتركز التحسينات على أنظمة المناظير واستبدال المحرك الديزلي ذي الطاقة 1275 حصان بمحرك آخر قوته 1500 حصان بالإضافة إلى جنازير جديدة ونظام تعليق وحماية محسنين.

أصبحت دبابة القتال الرئيسية Ariete، التي ينتجها ائتلاف Iveco-Oto، الدبابة الوحيدة قيد الخدمة في الجيش الإيطالي
Merkava الإسرائيلية 

في هذه الأثناء فإن دبابة القتال الرئيسية المميدنة في الجيش الإسرائيلي هي عائلة الدبابة «ميركافا» Merkava، والتي طورت خصيصاً لتلبية المتطلبات العملانية لهذا الجيش. تم تسليح الطرازين الاولين MK2  و Merkava Mk1 بمدفع عيار 105 ملم ذي جوف محلزن واللذين كانا يرميان ذخائر متطورة محلياً طورت من قبل شركة «الصناعات العسكرية الإسرائيلية» IMI. 
وتستخدم إسرائيل حالياً الدبابات Merkava MK3 و  MK4 والتي لديهما العديد من الاشتقاقات الفرعية ومسلحتان بمدفع عيار 120 ملم ذي جوف أملس. يذكر أن التحسين الأكثر حداثة جهز بـِ نظام الدفاع المتقدم «تروفي» Trophy أو نظام المساعدات الدفاعية للقتل الخشن  Hard Kill DAS.
 

بريطانيا وتمديد حياة الخدمة

شيّدت شركة «ب أيه إي سيستمز لاند يو كاي» BAE Systems Land UK في المملكة المتحدة ما يبلغ نحو 386 دبّابة قتال رئيسية من نوع «تشالنجر 2» Challenger 2 في منشأتَيْ الإنتاج «نيوكاسل آبون تاين» Newcastle upon Tyne و«ليدس» Leeds، اللتَين أُغلِقتا حالياً.
وجرى تخفيض أسطول دبّابات Challenger 2 البريطانية بالفعل إلى 277 وحدة، وهي تكفي لفوجَين، زائد عربات إضافية، للتدريب والاحتياط الحربي. وقد خُفِّضَ العدد حالياً إلى نحو 150 دبابة، وهناك منافسة جارية ضمن «برنامج تمديد حياة خدمة» LEP لدبّابة Challenger 2، الذي يتجاوز البرنامج الأساسي الأكثر طموحاً لقدرة تشالينجر المستدامة Challenger Capability Sustainment Program.
ومع برنامج Challenger 2 LEP، تهدف وزارة الدفاع البريطانية إلى استبدال الأنظمة الفرعية المتقادمة. والمُنافِسان الأساسيان لهذا المشروع هما شركتا BAE Systems Land UK بالتعاون مع شركة «جنرال داينامكس لاند سيستمز يو كاي» General Dynamics Land Systems UK (فريق Challenger 2) وشركة Rheinmetall الألمانية.
وفي كانون الثاني/ يناير العام 2019، استحوذت Rheinmetall على حصة %55 من شركة BAE Systems Land UK، ما خلا أعمال الذخائر وحصة في أعمال مدافع CTAI، وهي مملوكة بنسبة %50 من قِبَل شركة Nexter Systems الفرنسية وبنسبة %50 من قِبَل شركة BAE Systems وتُصنِّع «نظام القذيفة الموضَّبَة تلسكوبياً داخل غلافها» Cased Telescoped Armament System (CTAS) عيار 40 ملم. وإلى جانب استبدال الأنظمة الفرّعية المتقادمة، فإنّ أعمال التحديث المتاحة بفضل التمويل قد تشمل استبدال المدفع ذي السبطانة المحلزنة الجوفL30A1 عيار 120 ملم الحالي بمدفع L55 عيار 120 ملم ذي الجوف الأملس. وإضافةً إلى ذلك جرى اختبار برج جديد لِـ Challenger 2 في أواخر العام 2018 داخل منشآت شركة Rheinmetall في ألمانيا.
 

دبّابة القتال الرئيسية Challenger 2. الصورة: BAE Systems Land UK
بطلة الوزن الثقيل الأميركية!

في الولايات المتحدة الأميركية، ثمة طلبٌ متواصِل لتحديث أساطيلها الكبيرة من «عربات القتال المدرّعة» AFV. وقد سُحِبَت من الخدمة بالفعل دبّابات M1 Abrams المجهَّزة بمدفع عيار 105 ملم من شركة «جنرال داينامكس لاند سيستمز» GDLS.
واستُتبِعَ ذلك زيادة حياة خدمة دبّابة M1A1 ومن ثمّ دبّابة M1A2، وكلاهما مجهَّزتان بسبطانة ذات جوف أملس M246 عيار 120 ملم، وهو نسخة عن مدفع Rheinmetall L44 الألماني لكن مع طقم ذخائر مطوَّرة أميركياً. وتُصنَع القذيفة الخارقة للدروع المستقرة الزعانف، النابذة لعقبها الخطاطة APFSDS-T عيار 120 ملم من اليورانيوم المستنفد، التي تُفضِّلها الولايات المتحدة بسبب خصائصها المضاعفة في اختراق الدروع.
ولا يزال الجيش الأميركي يستخدم دبّابة M1A1 SA (مع قدرات إدراك الوضع المحيط) لكن من المقرَّر أن تتصاعد بين السنة المالية لهذا العام والسنة المالية 2025.
وتخضع دبّابة M1A2 لسلسلة من برامج التحديث ضمن ما يُطلَق عليه «برنامج تحسين النظام» SEP في عددٍ من الاشتقاقات. فعلى سبيل المثال بدأ إنتاج الدبّابة M1A2 SEP v3 الإنتاج في العام 2017 وجرت أولى عمليات التسليم في العام 2018. وهي تتميّز بطاقة كهربائية إضافية، وتحديثات تدريعية في البدن والبرج، ووصلة بيانات خاصة بالذخائر لتركيب «وحدة طاقة احتياطية» APU، ووحدات استبدال لخط الإنتاج الجديد وقدرة تدريبٍ مبيَّتة.
 

دبّابة القتال الرئيسية M1A2 SEP v3 Abrams بصفتها بطلة الوزن الثقيل في الميدان. الصورة: GDLS

وصرَّح بيل غوين، مدير برنامج إنتاج Abrams لدى شركة GDLS: «إنّ المقاتِل هو محط أنظار كلّ تحديثٍ يطال دبّابة Abrams. فبيئات التهديد الدينامية والنطاق العملاني المتوسِّع تُحتِّمان الحاجة إلى القدرة على تلبية المتطلّبات الراهنة مع حيِّزٍ ممكن للنمو بغية دعم التكنولوجيات المستقبلية التي تضمن تفوُّق جنودنا على الدوام». وأضاف: «يتميَّز طراز M1A2 SEP v3 Abrams بتحسيناتٍ تكنولوجية من ناحية الاتصالات، والموثوقية، والاستدامة والكفاية في استهلاك الوقود، إضافة إلى تدريعٍ محدَّث للقدرة على البقاء. وهو مصمَّمٌ للحفاظ على التفوُّق وترسيخ مكانة دبّابة القتال الرئيسية Abrams بصفتها بطلة الوزن الثقيل في الميدان».

دبّابة القتال الرئيسية الروسية T-90. الصورة: Rosoboronexport

وفي طراز الدبّابة M1A2 SEP v4 تم دمج «المنظار الحراري المستقل للآمر»  CITV بـِ «المنظار الأوَّلي للآمر» مع قدراتٍ محسَّنة، فضلاً عن المنظار الأوَّلي للرامي مع نظام «الرؤية الأمامية بالأشعة تحت الحمراء» FLIR. ويُشار إلى هذا الاشتقاق المحدَّث بتسمية M1A2D، الذي بدأ تطويره في السنة المالية 2018 ومن المتوقَّع أن يتواصل حتى السنة المالية 2024.
وجَرَت مَيْدَنة «طقم البقاء لدبّابة أبرامز في الأماكن الآهلة» Abrams Tank Urban Survival Kit كمطلّب عملاني مُلِحّ، ومن المقرَّر تجهيز الدبّابة بنظام المساعدة الدفاعية للقتل الخشن «تروفي» Trophy من إنتاج شركة Rafael Advanced Defense Systems.
 

تعتبر عربة القتال المدرّعة الروسية BMP-3 التي تم بيعها إلى الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت­ واحدة من عربات القتال الأكثر تسليحاً في العالم
الدبّابات الروسية: الأكثر استخداماً

في غضون ذلك، تُواصِل روسيا تطوير وتحسين دبّاباتها مع العديد من عملاء التصدير ومتطلّبات التحديث المحتملة لديهم. ودبّابة القتال الرئيسية  UralVagonZavod T-72 هي الأوسع استخداماً في العالم - فقد تمّ تصنيع 20,574 دبّابة في روسيا وحدها ويعمل «مصنِّعو المعدّات الرئيسية» على تسويق مجموعة من التحسينات على دبّابة T-72، الذي يعود تصميمها الأصلي إلى أواخر ستينيات القرن الماضي مع استكمال الطراز الاختباري الأولي في العام 1970.
ويمكن تحديث دبّابة T-90 MBT في المجالات الأوّلية الثلاثة: التدريع، والحركيّة، والقوة النارية، وتشمل هذه الأخيرة أحدث مدفع ذي جوف أملس عيار 125 ملم وذخائر تلقيم منفصلة، بما في ذلك أحدث القذائف الموجَّهة ليزرياً التي تشتمل على رأسٍ حربي ترادفي مضاد للدبّابات شديد الانفجار لتدمير الأهداف المجهَّزة بِـ «التدريع التفاعلي المتفجر» ERA.
إنّ دبّابة القتال الرئيسية الحالية T-90 MBT هي نتيجة تطوُّر مباشر عن دبّابة  T-72وكانت تُسمَّى في الأساس T-72BU. وفي حين أنّ T-14 Armata هي في طور الإنتاج بمعدل منخفض لصالح الجيش الروسي، فإنّ أحدث اشتقاقٍ منT-72 يُدعَى T-72BM. وقد قدمت العديد من الدول الأخرى برامج تحديث لهذا الطراز، على الرغم من أنّها أخفقت بالفوز في أية عقود.
 

طلب الجيش الألماني 350 عربة قتال مدرعة من نوع PUMA، من المشروع المشترك PSM الذي يجمع شركتي KMW و Rheinmetall

وأثمرَ التطوير الإضافي لدبّابة T-72M1 المصنَّعة في بولندا دبّابة تحت مسمى PT-91، التي يستخدمها حالياً الجيش البولندي لكن يجري تعزيزها بدبّابات الجيش الألماني Leopard 2s في إطار برنامج تحديث رئيسي بالتعاون مع شركة Rheinmetall.
مجدداً، نجم عن تطوير دبابة PT-91 لسوق الصادرات الطراز PT-91M، والذي يدفع بمحرك أكثر قوة يصنّع محلياً، مقروناً بناقل حركة أوتوماتيكي من صنع شركة RENK، أنظمة مجنزرات جديدة، نظام إدارة رمي محوسب جديد، إضافة إلى نظام تعليق محسّن.
وقد بيع 48 دبابة PT-91M إلى ماليزيا، إلى جانب 6 عربات إخلاء مدرعة WZT-91M، وثلاث عربات هندسة قتالية مدرّعة MID-91M وخمس عربات مدرعة لنشر الجسور AVLB. جهزت العربة الأخيرة بناشر الجسور الأفقي KMW Leguan.
وإلى ذلك، تعتبر عربة القتال المدرّعة الروسية  Kurgan BMP-3 واحدة من عربات القتال الأكثر تسليحاً في العالم وهي مجهزة ببرج سعة جنديين مسلح بمدفع 2A70 عيار 100 ملم، وإضافة إلى رمي ذخائر تقليدية، بإمكانه أيضاً رمي صواريخ موجهة ليزرياً، وهناك أيضاً مدفع رشاش 2A72 عيار 30 ملم ثنائي التلقيم والرشاش المتوسط PKT عيار 7.62 ملم مركبان محورياً مع المدفع 2A70 عيار 100 ملم، ناهيك برشاشين PKT مركبين في مقدمة العربة.
جهزت عربات BMP-3، التي تم بيعها إلى الإمارات العربية المتحدة والكويت بالمنظار الحراري المستقل Athos في مؤخرة البرج وعلى الجهة اليسرى.
وتقوم روسيا حالياً بتسويق برامج تحديث متعددة لعربة BMP-3 التي تراوح بين حلول تدريع جديدة، منظار جديد، وتوليفات من نظام إدارة الرمي وحتى تجهيزها ببرج يُشغّل عن بُعد AU-220M RCT مسلح بمدفع عيار 57 ملم ورشاش محوري عيار 7.62 ملم.
 

طورت عربة Hägglunds CV9040 من BAE Systems، في الأساس لتُلبِّي متطلّبات الجيش السويدي
توليفة كاملة

تقوم عربات القتال المدرّعة أيضاً بتزويد سوق الدفاع العالمية بفرص تحديث وجيهة. فعلى سبيل المثال، طلب الجيش الألماني 350 عربة قتال مدرعة من نوع PUMA، من المشروع المشترك PSM الذي يجمع شركتي KMW و Rheinmetall. وتضمن العقد 8 عربات لتدريب السائق ضمن مقصورة مغلقة، وسيجهز بقية الأسطول بمدافع MK30-2 مشغّلة عن بُعد، وباستطاعته رمي ذخائر شاهبة (تنفجر في الجو)، ونظام تلقيم ثنائي للمدفع مع رشاش MG4 محوري عيار 5.56 ملم.
وعلى الرغم من أن عمليات التسليم ما زالت قيد التنفيذ، فإن العديد من برامج التحديث التي خُطِّط لها تتضمن استبدال الرشاش المحوري 5.56 ملم برشاش عيار 7.62 ملم، وشاشات عرض ملونة جديدة، وتركيب قاذفي صواريخ موجهة مضادة للدبابات من نوع Eurospike مركبين على ميسرة البرج، وأطلق على الاشتقاق المحدث تسمية PUMA IFV S1.
وهناك أيضاً عربة مشاة قتالية خضعت إلى العديد من برامج التحديث في ألمانيا على غرار Marder 1 التي دخلت الخدمة في الجيش الألماني في العام 1971.
وسمي الطراز الأكثر حداثة Marder 1A5، الذي أنتج منه 74 عربة من تصميم Rheinmetall.
وغطى برنامج التحديث قدرات البقاء، بما فيها Spall Liners ودروع البطن وأحزمة أمان جديدة ونظام تعليق محدث، وجنازير جديدة ومكيف هواء لمجموعة الطاقة وخزانات وقود مضادة للانفجار.
وهناك نحو 35 عربة Marder 1A5 حُدِّثت إلى الطراز Marder 1A5 A1 التي خدمت في أفغانستان وتضمنت أنظمة تشويش إلكترونية ضد حشوات IED ونظام مكيف هواء محسّن.
وتولت Rheinmetall تطوير التوليفة المحسّنة لعربة Marder 1 والتي تشمل رشاش­­ متوسط مجهز بالبرج نفسه كالذي ركب على نظام العربة Centauro الثمانية الدفع والمسلحة بمدفع محلزن عيار 105 ملم. صممت الشركة أيضاً ناقلة جند مدرعة ذات سقف أعلى لإتاحة حيّز داخلي واسع، ولكن لم يتم بيع أي من هذين النظامين.
أمّا عربة Hägglunds CV9040 من BAE Systems، التي طُوِّرَت في الأساس لتُلبِّي متطلّبات الجيش السويدي، فقد جُهِّزت ببرج آهل يتألف طاقمه من جنديين ومسلّح بمدفع «بوفورز» Bofors L/70 عيار 40 ملم بطيء الرمي ورشّاش محوري عيار 7.62 ملم.
وقد بيعت اشتقاقات مختلفة من عربة CV90 إلى الدنمارك، وإستونيا، وفنلندا، والنروج، وهولندا، والسويد وسويسرا، وكانت النروج عميل التصدير الأول. وتحت رئاسة BAE Systems، تم تحديث بعض هذه العربات من CV90 كما أعيد تعديل دور أو مهمة البعض الآخر. ويبلغ العدد الإجمالي للأسطول نحو 144 عربة تحت التسمية المحلية CV9030N، وهناك مزيج من الأبدان/ الأبراج الجديدة والمحسنة. ولدى عربات قتال المشاة برج سعة جنديين ومسلح بمدفع MK44 ثنائي التلقيم عيار 30 ملم من صنع شركة Northrop Grumman Armament Systems كما يمكن إضافة رشاش متوسط محوري من عيار 7.62 ملم ومركن السلاح المشغّل من بُعد Protector صنع شركة Kongsberg يستضيف رشاش متوسط مستقر  M2HB عيار 12.7 ملم.
وقد جرى بالفعل تحديث «عربة المشاة القتالية» BAE Systems Land UK Warrior مرّات عديدة، مع تركيب نظام التصوير الحراري من مجموعة «تاليس باتل غروب» Thales Battle Group، ونظام الاتصالات الرقمي GD UK Bowman، فضلاً عن العديد من التحسينات في قدرة البقاء.
وقد فازت شركة «لوكهيد مارتن يو كاي» Lockheed Martin UKعقب منافسةٍ في العام 2011 بعقد «برنامج استدامة عربة Warrior»، وهو يشمل «برنامج تحسين قدرة عربة Warrior على القتال والفتك» WFLIP، ويتضمّن ذلك برجاً جديداً يتَّسِع لجنديين طوَّرته شركة «جي دي يو كاي» GD UK، وتحسين الهندسة الإلكترونية لعربة Warrior ونظام الحماية التراكبي لِـ Warrior. ويغطي العقد مدفع CTA1 عيار 40 ملم، ورشاش محوري عيار 7.62 ملم مركّبَيْن على عربتي الاستطلاع Ajax صنع GDLS UK و Jaguar 6x6 صنع شركة Nexter الفرنسية.
 

صنّعت شركة BAE Systems في الإجمال 6785 «عربة مشاة قتالية» واشتقاقات من سلسلة Bradley، من بينها 400 عربة للمملكة العربية السعودية
السعودية و «برادلي» المتجددة

صنّعت شركة BAE Systems في الإجمال 6,785 «عربة مشاة قتالية» واشتقاقات من سلسلة «برادلي» Bradley، من بينها 400 عربة للمملكة العربية السعودية. وقد خضعت هذه العربات لعدة برامج تحديث، بما في ذلك اشتقاقات A1 و A2 و A3 إضافةً إلى عددٍ من الاشتقاقات الفرّعية بموجب تمويل وفق مطلب عملاني مُلِحّ، بما في ذلك تلك التي تشتمل على «التدريع التفاعلي المنفجر» ERA.
وبما أنّ عربات Bradley لن تُستَبدل قبل مضي وقتاً من الزمن، فإنّ عدداً من المقترحات للتغيير الهندسي تشمل الجنازير وجهاز التعليق، يتبعها تحديثاتٍ من ناحية الحركيّة، هي قيد المتابعة حالياً. والهدف من كل ذلك استعادة القدرة التي فُقِدَت بفعل وزن العربة المتزايد، الناتج عن دروع الحماية الإضافية. وسيتم تركيب «نظام المساعدات الدفاعية» أيضاً أو الحرب الإلكترونية/ الحماية الذاتية.
 

قدرات إضافية

في الخلاصة، تخضع «عربات القتال المدرّعة» للتحديث في جميع أنحاء العالم بغية تمديد حياة خدمتها العملانية وإعادة صَوْغ أدوارها وقدرتها على البقاء وحماية طاقمها لتوفير قدرات إضافية ومحسَّنة، تماشياً مع متطلّبات بيئات التهديد المتغيِّرة.
وإلى جانب تحديث «عربات المشاة القتالية» من الناحية العملانية فإنّ بعض المنصّات قد أُعيدَ تحديد أدوارها لتوفير قدرات إضافية ومحسَّنة. وخيرُ مثالٍ على ذلك برنامج الجيش الأميركي لمَيْدَنة «العربة المدرَّعة المتعدّدة الأغراض» AMPV لاستبدال أسطوله الكبير من «ناقلات الجند المدرّعة» BAE M113، الذي مضى على تصميمها أكثر من 60 عاماً. وكان من المتوقَّع في الأساس أنْ يُستَخدم فائض عربات M2 Bradley لهذا الدور لكن اتُّخِذَ قرار في وقتٍ لاحق لبناء أبدان جديدة واستخدام أنظمة فرّعية مجدّدة من M2 Bradley.
أمّا اشتقاقات عربة AMPV فهي «عربة الأغراض العامّة» GA، و «عربة الهاون» MC، و«عربة قيادة المهمّة» MC، و«عربة الإخلاء الطبي» ME، و«عربة المعالجة الطبيّة» MT، وجميعها مجهّزة بِـ «التدريع التفاعلي المتفجر» ERA ومراكن أسلحة مَحمِيّة.
يذكر أنه أُعيد دور فائض هياكل دبابة القتال الرئيسية Leopard 2 لاستخدامها في الطرز التالية: عربة إخلاء مدرعة ARV، و AVL و AEV، فيما عكف الجيش الأميركي ومشاة البحرية الأميركية لإعادة دور فائض هياكل دبابات Abrams لاستخدامها في دور الاختراق الشديد الفعالية.

«العربة المدرَّعة المتعدّدة الأغراض» AMPV. الصورة: BAE Systems
الشخصيات
الباب
تاريخ المقال
العدد
العدد حسب الاشهر
السنة
2022
رقم الصفحة
40

أخر المقالات